تحليل نص كلود برنار المبادرة التجريبية
بعص النماذج للشعب العلمية والتقنية حول المنهج التجريبيوكيفية معالجة النصوص
بعض النصوص النموذجية التي تتعلق بموضوع العلوم التجريبية والعلوم البيولوجيا
النص : ( لقد قلنا سابقا : ان المنهج التجريبي يعتمد بالترتيب على الاحساس والعقل والتجربة . فالإحساس يولد الفكرة او الفرض التجريبي ، يعني التأويل المسبق للظواهر الطبيعية .
ان المبادرة التجريبية كلها تقوم في الفكرة ، اذ ان الفكرة هي التي تستدعي التجربة . اما العقل او الاستدلال فيقتصران على استخلاص النتائج من هذه الفكرة واخضاعها للتجربة .
فالفكرة المسبقة اذن او الفرض هي نقطة الانطلاق الضرورية في كل استدلال تجريبي ، وبدونها لا يمكن القيام باي استقصاء ولا الوقوف على اي شيء ، بل لا يمكن الا تكوين ملاحظات عقيمة . واذا وقع التجريب بدون فكرة مسبقة ، فانه يؤول الى المخاطرة ، ولكن اذا تمت الملاحظة ، من جهة اخرى بأفكار مسبقة ، فإننا نتعرض لاتخاذ آرائنا كأنها واقع ).
كلود برنار: من كتابه :
مدخل الى دراسة الطب التجريبي .
المطلوب : اكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النص
..............................................................................
النموذج الثاني : النص الثاني :
النص : ( هل يجوز لنا الحكم بصحة الاستدلال من حوادث الماضي على حوادث المستقبل ، دون الرجوع إلى أي مبدأ عقلي ، كمبدأ الاستقراء ... اعني هل يمكن أن نعتمد في أحكامنا الاستقرائية على التجربة الحسية وحدها ، دون الرجوع إلى مبدأ لا تكون التجربة الحسية مصدره؟.
افرض مثلا أن رجلا قفز من نافذة على ارتفاع بعيد من الأرض ، فهل هناك ما يبرر الحكم بأنه سيسقط حتما على الأرض ، وانه لن يتجه اتجاها آخر كان يرتفع إلى السماء أو يتحرك في خط أفقي ؟ .... سيجيب رجل العلم ، ورجل الشارع إلى الخبرة السابقة في سقوط الأجسام ، أي أن الأجسام التي تماثل في ثقلها جسم الإنسان ، قد سقطت في الأرض حين القي بها في تجاربنا الماضية .
قد يقول المعترضون : لكن هذا ترجيح لا يقين ، ونحن نجيب : نعم ، والعلوم الطبيعية كلها قائمة على الترجيح لا اليقين ، لان اليقين لا يكون إلا في القضايا التكرارية الإخبارية التي تنبني بجديد ، فهي دائما معرضة لشيء من الخطأ ، ولذا فصدقها احتمالي ).
زكي نجيب محمود .
المطلوب : اكتب مقال فلسفي تعالج فيه النص .
......................................................................
الاجابة النموذجية للنص الاول :
المقدمة : طرح المشكلة : ينطلق كلود برنار من خلفية الرد على القائلين : بإمكانية الاستغناء عن " الفرضية" في البحث التجريبي ، بدعوى انها غير ضرورية وبالتالي لا تلزم . فما كان منه الا ان يتصدى لهذا الراي مؤكدا دور الفرضية واهميتها في المنهج التجريبي واعتبارها الخطوة الاساسية في كل بحث تجريبي . . فاذا اعتبرنا ان المعرفة العلمية بناء وليست معطى جاهز ولبلوغها اجتهد العلماء والمفكرين على اختلاف توجهاتهم في البحث عنها ، وعن الكيفية التي توصلهم اليها وما الطريق الانسب الى ذلك ؟ . فما كان من برنار الى ان تطرق الى المشكلة التالية : ماهي الخطوات المتبعة في المنهج التجريبي ؟ وما دور الفرضية في ذلك ؟ وما مدى ضرورتها في بناء العلم ؟ .
محاولة حل المشكلة :
موقف صاحب النص : يرى كلود برنار بانه يجب ترتيب خطوات المنهج التجريبي وتحديدها اذ يجب البدا بالملاحظة ، فالفرضية ، ثم التجربة واخيرا الوصول الى القانون ، فالفرضية عنده هي اهم خطوة في ما يعرف بالمنهج التجريبي ، ومن المستحيل الاستغناء عنها.
البراهين والحجج : يبرر صاحب النص موقفه بحجج منطقية واخرى واقعية . اذ يؤكد بان المنهج التجريبي يعتمد في بادئ الامر على الحواس ، ثم العقل اي الافتراض ، ثم يشرع فيما يعرف بالتجربة . فالإحساس يولد الفكرة ، والفكرة تستدعي التجربة ، ثم يعمل العقل " الاستدلال " على استخلاص النتيجة فالمبادرة التجريبية كلها تقوم على الفكرة ، فالفكرة المسبقة او الفرضية هي نقطة الانطلاق الضرورية في كل استدلال تجريبي .
الصياغة المنطقية للحجة :
اما ان تكون الفرضية نقطة ضرورية في المنهج التجريبي .
واما ان تكون غير ضرورية . لكنها ليست غير ضرورية بل نقطة اساسية في كل عمل تجريبي
اذن : نستنتج بانها ضرورية .
النقد والمناقشة : لكن اذا ما اردنا ان نتطرق الى ما ذهب اليه برنار قلنا ان ترتيبه ترتيب منطقي ومقبول ذلك لان دور الفرضية محدد كما اشار اليه كلود برنار . لذا فمن واجبنا ان نحترم هذا الشرط ونتقيد به وبالتالي ، ما تطرق اليه برنار يعد طرحا سليما ،فالتجربة دون الفكرة المسبقة تعد مخاطرة في ذاتها اما الملاحظة مع الافكار المسبقة تعرضنا لاتخاذ آرائنا وكأنها وقائع بحسب ما جاء في قوله .
حل المشكلة : الخاتمة : وفي الأخير نستنتج بان التحليل المنهجي الذي اعتمده كلود برنار تحليل موفق الى حد بعيد باعتبار هذا المنهج هو الذي اعتمده ابن الهيثم من قبل ، حيث كان يعتقد بان الوصول الى الحق يبدا بالأمور الحسية وفي المرحلة الثانية تأتي الامور التي عناصرها الامور العقلية اذ يقول : " رأيت انني لا اصل الى الحق الا من امور عناصرها الصور المادية "الحسية" وامور عناصرها الامور العقلية .
.....................................................................
الإجابة النموذجية للنص الثاني :
المقدمة : طرح المشكلة : إذا كان المنهج التجريبي ينطلق من الملاحظة ، فالفرضية ، فالتجربة فانه بحق يعد عاملا حاسما في تطور الفيزياء الحديثة ، ذلك لأنه يعتمد على الاستقراء ، والذي ننتقل فيه من قضايا كلية إلى قضايا جزيئه ، وبهذا نكون قد توصلنا إلى نتائج عامة تنطبق على ظواهر أخرى قد تحدث مستقبلا . هذا ما جعل العلماء يعممون القانون الذي اوحت به نتائج الاستدلال الاستقرائي ، والذي لا يعبر عما لاحظناه فقط ، بل يعبر أيضا عن كل الحوادث التي سوف تقع في المستقبل ، لذا تساءل زكي نجيب محمود . عما إذا كان بإمكاننا أن نحكم عن حوادث المستقبل بناء عما كان مُلاحظ في الماضي؟ فكان إشكاله كالتالي : ما مشروعية الانتقال من حالة خاصة محدودة إلى حالات عامة غير محددة؟ وما هي القيمة المنطقية لهذه النتائج؟ وكيف لنا أن نبني توقعات المستقبل بناء على حوادث الماضي؟
محاولة حل المشكلة :
الموقف : ينطلق زكي نجيب محمود من رأي مفاده، لا توجد ضمانة تجعلنا نتوقع حدوث ظواهر في المستقبل بناء على ما كانت تحصل عليه في الماضي ، إلا بالاحتمال أو الترجيح ولا وجود لما يعرف باليقين في هذا المجال اذ اليقين يكون في الأمور التكرارية دون سواها ، باعتبار أنها لا تأتي بالجديد فهي نقل للحادثة وإعادة تكرارها من جديد ، أما إذا تعلق الأمر بالقضايا الإخبارية التي قد تنبئ بالجديد ، فان الأمر يختلف . ذلك لأنها تكون عرضة للأخطاء ، ومن هذا فصدقها لا يكون إلا احتماليا .
الادلة والبراهين : " الحجج" : يعتمد صاحب النص في بادئ أمره على حجة واقعية تمثلت في ما يلي : إن صدق إحدى القضايا الاستقرائية في الحاضر ليس دليلا على صدقها في المستقبل ، وما التعميم إلا تكهن بما سيحصل في المستقبل بناء على ما كان من معلومات في الماضي قد سبقت وهذا التبرير مفتعل للنتيجة من جهة الواقع ، لكن لا نجد ما يبرره من الناحية المنطقية.
الصياغة المنطقية للحجة :
إما أن يكون لا تنبؤ بالظواهر المستقبلية بناء على حوادث الماضي .
وإما أن يكون التنبؤ بهذه الحوادث أمرا مشروعا .
لكن لا يجب اعتماد حوادث الماضي في عملية التنبؤ .
إذن : التنبؤ بالظواهر المستقبلية لا يبنى على حوادث الماضي .
المناقشة والتقييم : لكن قد نجد أن الاستدلال الفرضي الاستبطاني يعتمد على الضرورة المنطقية ، وبذلك تكون نتائجه يقينية وتفرض نفسها على العقل كقولنا مجموع زوايا أي مثلث تساوي 180درجة ، إذا كنا بصدد الهندسة الاقليدية .
كما يعتمد العلماء على مفهومي الترجيح والاحتمال باعتبارهما هما حجر الزاوية بالنسبة لكل تنبؤ .
حل المشكلة : الخاتمة : إذا كان هدف العلماء من وراء الاستقراء ، هو الانتقال مما هو ملاحظ الى ما لم يُلاحظ بعد من مجمل الحوادث . وهذا بفضل القيام ببعض التنبؤات ، لكن نحن نعلم بان هذا العمل او الهدف لا يمكن له أن يتحقق دون قوانين أو معطيات ، ذلك لان التنبؤ دون سند علمي يعد نوعا من العلم الكاذب . وفي هذا الباب قال برتراند راسل : " إن العلم يقرر أحكاما على سبيل التقريب ، لا على سبيل اليقين" .