مقالة الذاكرة وظيفة نفسية بالماهية وعضوية بالعرض
تحليل نص فلسفي الذاكرة وظيفة نفسية بالماهية وعضوية بالعرض باك 2023
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات البكالوريا شعبة آداب و فلسفة في موقع النورس العربي alnwrsraby.net التعليمي المتميز بمعلوماته الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أروع المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مقالة وهي إجابة السؤال ألذي يقول.....الذاكرة وظيفة نفسية بالماهية وعضوية بالعرض مقترح بك 2022 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby.net يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي.......الذاكرة وظيفة نفسية بالماهية وعضوية بالعرض
الإجابة هي
يــقـول (ريبو) :" الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية ،وسيكولوجية بالعرض ".
فند هذه الأطروحة
حياة الإنسان هي: ذلك الكل المتكامل من الماضي والحاضر والمستقبل؛ حيث يدرك حاضر ويبني مستقبله بالرجوع إلى خبرات ماضية ، تكون قد رسخت في ذهنه كمعطيات تشكل مايصطلح عليه في قاموس علم النفس اسم :"الذاكرة"،التي تخزن الذكريات وتسترجعها على مستوى الدماغ وخلاياه فهي بذلك بيولوجية من ناحية الطبيعة ، وهذا طرح يبدو سليما ، فكيف السبيل إلى إبطاله؟ ، وإن شئت فقل : هل فعلا الذاكرة ذات طبيعة بيولوجية ؟.
إذا كانت الذاكرة تخزن في الدماغ،وهوالمسؤول على استرجاعها، فهي ذات طبيعة بيولوجية بل وهي بيولوجية بالماهية ؛ فهي تحفظ في الدماغ كما تحفظ الموسيقى في الاسطوانة ،فداخل دماغ الإنسان هناك أجهزة عضوية تخزن الحوادث التي تم يتم إدراكها، ذلك ماتبناه أنصار(النظرية البيولوجية) ؛ حيث أكد الفيلسوف الفرنسي (رنيه ديكارت) : أن الذكريات تكمن في ثنايا الجسم ، ومن ثم فهي بحاجة إلى وسائل التخزين والحفظ والاسترجاع التي لخصها الفيلسوف الإسلامي (ابن سينا) في قوله:"قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ"، لهذا تؤكد النظرية على أن أي تلف يصيب الدماغ ، يؤدي إلى فقدان كلي أو جزئي للذكريات.
ولعل أبرز رواد النظرية على الإطلاق هو (ريبو) ، الذي أكد على أن الذاكرة :عملية تعود إلى عمل الجهاز العصبي ؛ إن حدوثها يرجع إلى مجموعة الارتباطات الدينامكية بين الخلايا العصبية ، التي تسجل الانطباعات ، وتحتفظ بآثارها في الدماغ على شكل آثار تركتها الحوادث على خلايا القشرة الدماغية يقول (ريبو):" الذاكرة وظيفة عامة للجهاز العصبي، تنشأ عن اتصاف العناصر الحية بخاصية الاحتفاظ بالتبادلات التي تطرأ عليها، وبقدرتها على ربط التبادلات بعضها ببعض". ومن المنطلقات السابقة يؤكد منطق الأطروحة على أن الذاكرة في حقيقتها الأساسية هي بيولوجية.
ولكن لو كانت الذاكرة ذات طبيعة بيولوجية ،لاستطعنا تفسير سبب فقدان بعض الذكريات بمجرد حدوث اضطرابات نفسية ، رغم سلامة الدماغ، فقد نفقد بعض الذكريات مع أن دماغنا سليم، وذلك بسبب حدوث اضطرابات نفسية.
إن ماذهب إليه أنصار ( النظرية البيولوجية) مبالغ فيه ،إن لم نقل فيه تطرف، ويمكن الرد عليه بعدة حجج ، ابتدءا من ما ذهبت إليه ( النظرية الشعورية) ، بزعامة عالم النفس الفرنسي(هنري برغسون)؛ فالذاكرة عنده : عملية نفسية قوامها الشعور ، إنها جوهر روحي محض ، وديمومة شعورية وهي نوعان: منها الحركية : وهي ذاكرة آلية مرتبطة بالجسم ، لأنها تشمل أنشطة حركية تكتسب بالتكرار ، وهي لا تعبر عن حقيقة التذكر ، ومنها الشعورية : التي هي صلب وجوهر ولب التذكر ، تقوم بتصور الماضي ، وتحفظه وتسترجعه دفعة واحدة ، لا تحتاج إلى التكرار ، فهي شعور قبل كل شيء ، يقول (برغسون):"إن الشعور يعني الذاكرة قبل كل شيء".
وننتهي بما جاء به (موريس هالفاكس) في نظريته الاجتماعية للتذكر، فهو القائل : "عندما أتذكر فإن الغير هو الذي يدفعني إلى ذلك" ، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن المجتمع، وبما انه كذلك فإنه لا يستطيع لأن يتذكر إلا في إطار الجماعة، يقول (هالفاكس):"... فنحن لا نستطيع أن نتذكر، إلا شريطة أن نعثر في أطر الذاكرة الجماعية على الحوادث الماضية التي تهمنا" ، فالجماعة التي ننتمي إليها هي التي تحفظ الخبرات الماضية ، وتقدم لنا الوسائل التي تساعدنا على استرجاعها ، ومن هنا فوجودنا نستمده من المجتمع وقس على ذلك ذكرياتنا.
النورس العربي
إن الأطروحة القائلة :" الذاكرة بيولوجية بالماهية" قد بالغ أصحابه ، وهي أطروحة قابلة للتفنيد ؛ ذلك أن الذاكرة ليست مجرد تسجيل آلي، بل هي وظيفة حيوية شعورية ، لايمكن أن يقوم بها الفرد لوحده معزولا، بل لابد له من الجماعة التي ينتمي إليها.