في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

خطبة مؤثرة بعنوان كلنا خطائون وخير الخطائين التوابين، خطبة عن إصلاح أخطائنا ملتقى الخطباء 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء في موقع النورس العربي يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من منابر الخطباء خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة بعنوان كلنا خطائين وهي كالتالي خطبة مؤثرة بعنوان كلنا خطائون وخير الخطائين التوابين، خطبة عن إصلاح أخطائنا ملتقى الخطباء

خطبة الجمعة بعنوان:

~*كُـلُّـنـا ذو خَـطَـأ*~

ـــــــــــــــــــــ

ﺍﻟﺤﻤﺪُ ﻟﻠﻪِ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢِ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﻏﺎﻓﺮِ ﺍﻟﺬﻧﺐِ ﻭﻗﺎﺑﻞِ ﺍﻟﺘَّﻮﺏِ ﺷﺪﻳﺪِ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻳﺤﺐُّ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﻦَ ﻭﻳﻐﻔﺮُ ﻟﻠﻤﺨﻄﺌﻴﻦَ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻔﺮﻳﻦَ، سبحانه سبحانه ﺇﻟﻪُ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﻭﺍلآﺧﺮﻳﻦ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﻳﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻮﻥ، ﻭﻧﺸﻬﺪ ﺃﻥَّ ﻣﺤﻤﺪَﺍً ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺃﺭﺳﻠَﻪُ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﺃﻣﺎﻧﺎً ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ؛ ففتح ﺑﻪ ﺃﻋﻴﻨَﺎً ﻋُﻤﻴَﺎً، ﻭﺁﺫﺍﻧًﺎ ﺻﻤًﺎ، ﻭﻗﻠﻮﺑًﺎ ﻏﻠﻔًﺎ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙَ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑِﻪِ ﻭﺍﻟﺘَّﺎﺑﻌﻴﻦَ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥٍ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥٍ ﻟﻰ ﻳﻮﻡٍ ﺍﻟﺪِّﻳﻦِ.

ﺃﻣَّﺎ ﺑﻌﺪُ -عباد الله-: ﻓﺄﻭﺻﻴﻜﻢ ﻭﻧﻔﺴﻲ أوّلا ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮِّ ﻭﺍﻟﻌﻼﻧﻴﺔِ، فإنّ من اتّقى الله وقاه، ونجّاه من عذابه يوم يلقاه: ‏((ﻭَﻳُﻨَﺠِّﻲ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺗَّﻘَﻮْﺍ ﺑِﻤَﻔَﺎﺯَﺗِﻬِﻢْ ﻟَﺎ ﻳَﻤَﺴُّﻬُﻢُ ﺍﻟﺴُّﻮﺀُ ﻭَﻟَﺎ ﻫُﻢْ ﻳَﺤْﺰَﻧُﻮﻥَ)).

أيّها المُباركون: ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻧَﻀِﻞُّ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖِ ﻭﻧﻨﺤﺮﻑُ ﺟَﻬْﻼ ﻣِﻨَّﺎ ﻭﻇُﻠﻤَﺎً ﻷﻧﻔُﺴِﻨﺎ، ﻓﺎﻟﻬﻮﻯ ﻭﺍﻟﺸّﻴﻄﺎﻥُ ﻭﺍﻟﺸَّﻬﻮﺓُ ﺍﻟﺠﺎﻣِﺤَﺔُ كثيرا ما تغلبُنا ﻭﺗَﻬﺒِﻂُ بالكثيرين منا!. ﻭﻛﻠﻨﺎ ﺫﻭﻭ ﺧﻄﺄٍ ﻛﻤﺎ ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻟُﻨﺎ -ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ-، فقد ثبت عنه قوله: ‏"ﻛُﻞُّ ﺑَﻨِﻲ ﺁﺩَﻡَ ﺧَﻄَّﺎﺀٌ، ﻭَﺧَﻴْﺮُ ﺍﻟْﺨَﻄَّﺎﺋِﻴﻦَ ﺍﻟﺘَّﻮَّﺍﺑُﻮﻥَ". ﻭإنّ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡُ ﻭﺍﻟﻨَّﺎﺟﻲ ﻣﻦ ﻋﺼﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -ﺟﻞَّ ﻭﻋﻼ-.

كُلَّنا ذو خطأ وأهل معصية، ﻭﻟﻜﻦ ايّاﻱَ ﻭﺇﻳّﺎﻙَ -ﻳﺎ ﻋﺒﺪَ ﺍﻟﻠﻪِ- ﺃﻥْ ﺗﺒﻘﻰ مُصرّا ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻄﺄِ مُدمنا ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻓﺈﻥَّ ﻟﻬﺎ ﺷﺆﻣﺎً ﻭوَﺣْﺸَﺔً ﻭﻋَﺬﺍﺑﺎً!. بل إنه قد ﻳُﺤﺒﺲُ ﺧَﻴْﺮٌ ﻋﻦ ﺃُﻣَّﺔِ كاملة ﺑِﻤﻌﺼِﻴﺔِ ﻓَﺮْﺩٍ ﻣِﻨَها.

ﺫﻛﺮَ ﺍﺑﻦُ ﻗُﺪَﺍﻣَﺔَ -ﺭﺣﻤﻪُ ﺍﻟﻠﻪُ- ﺃﻥَّ موﺳﻰ -ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴَّﻼﻡُ- ﺧﺮﺝَ ﺑﺴﺒﻌﻴﻦَ ﺃﻟﻒَ ﺭﺟﻞٍ ﻳﺴﺘﺴﻘﻮﻥَ، ﻓﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕِ ﺍﻟﺴَّﻤﺎﺀُ ﺇﻻ ﺗَﻘَﺸُّﻌَﺎً، ﻭﻻ ﺍﻟﺸَّﻤﺲُ ﺇﻻ ﺣَﺮَﺍﺭَﺓً، ﻓﻘﺎﻝ: "ﻳﺎ ﺭﺏِّ ﺍﺳﺘﺴﻘﻴﻨﺎﻙ ﻓﻠﻢ ﺗﺴﻘِﻨﺎ"، ﻓﻘﺎﻝَ ﺍﻟﻠﻪُ: "ﺇﻥَّ ﻓﻴﻜﻢ ﻋﺒﺪﺍ ﻳُﺒﺎﺭﺯُﻧِﻲ ﺑﺎﻟﻤﻌﺼﻴﺔِ، ﻓﻤُﺮْﻩُ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻇﻬُﺮِﻛُﻢ؛ ﻓﺒﺸﺆﻡِ ﺫَﻧْﺒِﻪِ ﻣُﻨِﻌْﺘﻢ ﺍﻟﻘَﻄﺮَ". ﻓَﻘﺎﻡ ﻳُﻨﺎﺩﻱ: "ﻳﺎ أﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪُ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ، ﺍﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻇﻬﺮﻧﺎ"؛ ﻓَﻌَﻠِﻢَ ﺍﻟﻌﺒﺪُ ﺃﻧَّﻪُ ﺍﻟْﻤﻘﺼُﻮﺩُ، ﻓﺎﺳﺘﺤﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻈُّﻬُﻮﺭِ، ﻓَﻤَﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺩﺧَﻞَ ﺭَﺃﺳَﻪُ ﻓﻲ ﺛِﻴﺎﺑِﻪِ، ﻭﻗﺎﻝ: "ﻳﺎ ﺭﺏِّ ﻋﺼﻴﺘُﻚَ ﻭﺃَﻣﻬَﻠﺘَﻨﻲ، ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﺃَﻗﺒِﻠﺖُ ﺇﻟﻴﻚَ ﻃَﺎﺋِﻌَﺎً ﺗَﺎﺋِﺒَﺎً ﻧَﺎﺩِﻣَﺎً، ﻓﺎﻗﺒﻠﻨﻲ ﻭﺍﺳﺘُﺮﻧﻲ". ﻓَﻘَﺒِﻞَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻣﻨﻪُ ﻭﺃُﻣﻄِﺮُﻭﺍ. ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ: "ﻳﺎ ﺭﺏِّ، ﻣُﻄِﺮْﻧﺎ ﻭﻟَﻢْ ﻳَﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺃﺣﺪٌ"، ﻓﻘﺎﻝ: "ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ، ﺃﺳﻘﻴﺘُﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪِ ﺍﻟﺬﻱ ﻣَﻨَﻌﺘُﻜُﻢ ﺑﻪ"، ﻓَﻘﺎﻝَ: "ﻳﺎ ﺭﺏِّ، ﺃﺭِﻧِﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪَ ﺍﻟﺘﺎﺋﺐَ"، ﻓﻘﺎﻝَ ﺍﻟﻠﻪُ: "ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ، ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﻷﻓﻀَﺤَﻪُ ﻭﻫﻮ ﻳَﻌﺼِﻴﻨِﻲ، ﺃَﻓَﺄﻓﻀَﺤُﻪُ ﻭﻫﻮ ﻳُﻄِﻴﻌُﻨِﻲ؟".

ﻓﻼ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪُ، ﻣﺎ ﺃﺭﺣﻢَ ﺍﻟﻠﻪُ ﺍﻟﻘﺎﺋل: ((ﻮَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺇِﺫَﺍ ﻓَﻌَﻠُﻮﺍ ﻓَﺎﺣِﺸَﺔً ﺃَﻭْ ﻇَﻠَﻤُﻮﺍ ﺃَﻧْﻔُﺴَﻬُﻢْ ﺫَﻛَﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻓَﺎﺳْﺘَﻐْﻔَﺮُﻭﺍ ﻟِﺬُﻧُﻮﺑِﻬِﻢْ ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﻐْﻔِﺮُ ﺍﻟﺬُّﻧُﻮﺏَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﻟَﻢْ ﻳُﺼِﺮُّﻭﺍ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎ ﻓَﻌَﻠُﻮﺍ ﻭَﻫُﻢْ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ)).

ﻧﻌﻢ -ﻳﺎ ﻣﺆﻣﻨﻮﻥَ-، ﻛﻠُّﻨﺎ ﺫﻭ ﺧﻄﺄ، ﻭﻣﺸﻜﻠﺘُﻨﺎ ﺃﻧَّﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑُ ﺍﻟﺨﻄﺄَ ﺛُﻢَّ ﻧﻘﻊُ ﻓﻴﻪِ ﻋﻤﺪﺍً ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍ.

كثيرٌ منّا يعرف ﺍﻟﻤﺎﻝَ ﺍﻟﺤﻼﻝَ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡِ، ﺛُﻢَّ يسعى للحرام ﻭيحتال للوصول ﺇﻟﻴﻪِ، ﻭينسى قول نبيّه ﷺ ﺃﻥَّ ‏"ﺃﻱَّ ﻟَﺤﻢٍ ﻧﺒﺖَ ﻣﻦ ﺳُﺤﺖٍ ﻓﺎﻟﻨَّﺎﺭُ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻪِ". كلُّ ذلك بسبب فتنة المادّة وعبوديّة الدّرهم، ﻭﺻﺪﻕَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ -ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ- ﺣﻴﻦَ ﻗﺎﻝَ: "ﺗَﻌِﺲَ ﻋَﺒْﺪُ ﺍﻟﺪِّﻳﻨَﺎﺭِ، ﻭَﻋَﺒْﺪُ ﺍﻟﺪِّﺭْﻫَﻢِ، ﻭَﻋَﺒْﺪُ ﺍﻟﺨَﻤِﻴﺼَﺔِ، ﺇِﻥْ ﺃُﻋْﻄِﻲَ ﺭَﺿِﻲَ، ﻭَﺇِﻥْ ﻟَﻢْ ﻳُﻌْﻂَ ﺳَﺨِﻂَ".

كثيرٌ منا يعرف ﺍﻟﻜﻼﻡَ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡَ ﺛُﻢَّ ﻧﻘﻊُ ﻓﻴﻪ، ﻏﻴﺒﺔٌ ﻭﻧﻤﻴﻤﺔٌ، ﻭﻓُﺤﺶٌ ﻭﺑﺬﺍﺀﺓٌ ﻭﻗﻮﻝٌ ﺑﺎﻟﺰِّﻭﺭِ، ﻭﻧﻐﻔﻞُ ﻋﻦ قول الله -جل وعلا-: ((ﻣَﺎ ﻳَﻠْﻔِﻆُ ﻣِﻦْ ﻗَﻮْﻝٍ ﺇِﻟَّﺎ لدَﻳْﻪِ ﺭَﻗِﻴﺐٌ ﻋَﺘِﻴﺪٌ))، ﻭﻧﻨﺴﻰ قول نبينا -عليه الصّلاة والسلام- لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه-: "ﺛَﻜِﻠَﺘْﻚَ ﺃُﻣُّﻚَ ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺫُ، ﻭَﻫَﻞْ ﻳَﻜُﺐُّ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﻨَﺎﺧِﺮِﻫِﻢْ ﻓِﻲ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﺇِﻟَّﺎ ﺣَﺼَﺎﺋِﺪُ ﺃَﻟْﺴِﻨَﺘِﻬِﻢْ؟".

كثيرٌ منا يعرف ﻗﺪﺭَ ﺍﻟﺼﻼﺓِ، ﻭﺃﻧَّﻬﺎ ﺛﺎﻧﻲ ﺃﺭﻛﺎﻥِ ﺍﻹﺳﻼﻡِ، ﻭﺃﻧَّﻬﺎ ﺻِﻠَﺔُ ﺍﻟﻌﺒﺪِ ﺑِﺮَﺑِّﻪِ، ﺛُﻢَّ ﻧﺘﻜﺎﺳﻞُ ﻋﻦ ﺍﻟﺘَّﺒْﻜِﻴﺮِ ﻟَﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﺳُﻨﻨﻬﺎ، ﻭﻭﺍﻟﻠﻪِ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﻣَّﺔٍ ﻏﻔﻠﺖ ﻭﺃﻫﻤﻠﺖ ﺻِﻠَﺘِﻬﺎ ﺑﺼﻼﺗِﻬﺎ ﻭﺭﺑِّﻬﺎ!.

ﺣﻘَّﺎً -ﻋﺒﺎﺩَ ﺍﻟﻠﻪِ-: ﻛﻠﻨﺎ ﺫﻭﻭ ﺧﻄﺄ، ﻭإنّ ﻣﻦ ﻓﻀﻞِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕِ ﻳُﺬﻫﺒﻦَ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕِ، ﻓﻼ ﺗَﺤﻘﺮَﻥَّ ﺫﻧﺒﺎً، ﻭﻻ ﺗَﺴﺘﺼﻐِﺮَﻥَّ ﻣﻌﺼﻴﺔً، ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲُ ﺑﻦُ ﻣﺎﻟﻚٍ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻪ- يوما لجلسائه: "ﺇﻧﻜﻢ ﻟَﺘَﻌﻤَﻠُﻮﻥَ ﺃﻋﻤﺎﻻ ﻫﻲ ﺃَﺩَﻕُّ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸَّﻌﺮِ، ﺇﻥْ ﻛُﻨَّﺎ ﻟَﻨﻌﺪُّﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪِ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ -ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ- ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺑﻘﺎﺕ".

ﺃﻳُّﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻄﺌﻮﻥ -ﻭﻛﻠﻨﺎ ﺫﻭ ﺧﻄﺄ-: ﺃﻓﻴﻘﻮﺍ ﻭﺃﻗﻠﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺫﻧﻮﺑِﻜﻢ، ﻭﺍﻋﺰﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﺗﻌﻮﺩﻭﺍ، ﻭﺍﻧﺪﻣﻮﺍ ﻧﺪﻣﺎ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻟﻌﻴﻦَ ﺩﻣﻌﺎ، ﻭﺍﻟﻘﻠﺐَ ﺧﺸﻴﺔً، ﻓَﻴَﻮﻡُ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀِ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏِ ﺣَﺴﻨَﺎﺕٌ ﻭﺳﻴﺌَﺎﺕٌ، ‏((ﺃَﻓَﻤَﻦْ ﻳُﻠْﻘَﻰ ﻓِﻲ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﺧَﻴْﺮٌ ﺃَﻡْ ﻣَﻦْ ﻳَﺄْﺗِﻲ ﺁﻣِﻨًﺎ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﺍﻋْﻤَﻠُﻮﺍ ﻣَﺎ ﺷِﺌْﺘُﻢْ ﺇِﻧَّﻪُ ﺑِﻤَﺎ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ﺑَﺼِﻴﺮٌ‏)).

ﻓﻴﺎ ﺇﻟﻬﻨﺎ ﻭﻳﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ

ﻧَﺸﻜُﻮ ﺇﻟﻴﻚَ ﺫُﻧُﻮﺑَﺎً ﺃﻧﺖَ ﺗَﻌﻠَﻤُﻬَﺎ ** ﻣَﺎﻟِﻲ على ﺣِﻤْﻠِﻬﺎ ﺻَﺒْﺮٌ ﻭﻻ ﺟَﻠَﺪُ

ﻭﻗﺪ ﻣَﺪَﺩﺕُ ﻳَﺪِﻱ ﺑِﺎﻟﺬُّﻝِّ ﻣُﻌﺘَﺮِﻓَﺎً ** ﺇﻟﻴﻚَ ﻳَﺎ ﺧَﻴْﺮَ ﻣَﻦْ ﻣُﺪَّﺕ ﺇﻟﻴﻪِ ﻳَﺪُ

ﻓﻼ ﺗَﺮُﺩَّﻧَّﻬﺎ ﻳﺎ ﺭَﺏِّ ﺧَﺎﺋِﺒَﺔً ** ﻓَﺒَﺤﺮُ ﺟُﻮﺩِﻙَ ﻳَﺮﻭﻱ ﻛُﻞَّ ﻣَﻦْ ﻳَﺮِﺩُ.

ﻳﺎ ﻣﺆﻣﻦ: ﻗﻞ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥَ ﺭﺳﻮﻝُ ﺍﻟﻠﻪِ -ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ- يقول، كان ﻳَﺪْﻋُﻮ -وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر- فيقول: ‏"ﺍﻟﻠﻬُﻢَّ ﺍﻏْﻔِﺮْ ﻟِﻲ خَطﻴﺌَﺘِﻲ ﻭَﺟَﻬْﻠِﻲ، ﻭَﺇِﺳْﺮَﺍﻓِﻲ ﻓِﻲ ﺃَﻣْﺮِﻱ، ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻧْﺖَ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ِبه ﻣِﻨِّﻲ، ﺍﻟﻠﻬُﻢَّ ﺍﻏْﻔِﺮْ ﻟِﻲ ﺟِﺪِّﻱ ﻭَﻫَﺰْﻟِﻲ، ﻭَﺧَﻄَﺌِﻲ ﻭَﻋَﻤْﺪِﻱ، ﻭَﻛُﻞُّ ﺫَﻟِﻚَ ﻋِﻨْﺪِﻱ، ﺍﻟﻠﻬُﻢَّ ﺍﻏْﻔِﺮْ ﻟِﻲ ﻣَﺎ ﻗَﺪَّﻣْﺖُ ﻭَﻣَﺎ ﺃَﺧَّﺮْﺕُ، ﻭَﻣَﺎ ﺃَﺳْﺮَﺭْﺕُ ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻋْﻠَﻨْﺖُ، ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻧْﺖَ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﺑِﻪِ ﻣِﻨِّﻲ، ﺃَﻧْﺖَ ﺍﻟْﻤُﻘَﺪِّﻡُ ﻭَﺃَﻧْﺖَ ﺍﻟْﻤُﺆَﺧِّﺮُ، ﻭَﺃَﻧْﺖَ ﻋَﻠَﻰ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻗَﺪِﻳﺮٌ".

أقول ما سمعتم..

***//***

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ على إحسانه..

معاشر المسلمين: ﻛﻠﻨﺎ ﺫﻭ ﺧﻄﺄ، ﻓﻌُﻴﻮﻧُﻨﺎ ﺗُﺬﻧِﺐُ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻭﺁﺫﺍﻧُﻨﺎ ﺗَﺴﻤﻊُ ﻟﻠﺒﺎﻃﻞِ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻭﻗُﻠُﻮﺑُﻨﺎ ﺗﻐﻔﻞُ ﻋﻦ ﺍﻟﺬِّﻛﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍً. ﻓَﻜﻠﻨﺎ ﺫﻭﻭ ﺧﻄﺄٍ ﻭﺫﻧﺐ. ﺃﻟﻴﺲ الكثير ﻣﻨِّﺎ ﺇﺫﺍ ﺧﻼ ﺑﻨﻔﺴِﻪِ ﻧﺎﺯﻋﺘﻪُ إﻠﻰ ﺍﻟﻨَّﻈﺮِ ﺍﻟْﻤُﺤﺮَّﻡِ ﻭﺍﻟﺴَّﻤﺎﻉِ ﺍﻟﻤﺤﺮّﻡ؟، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺤﻀﺮﺓِ ﺃﻧﺎﺱٍ ﺻﺎﺭ ﺧَﻠْﻘَﺎً ﺁﺧَﺮَ، ﺑﻞ ﺍﻷﻣﺮُ أﻋﺠﺐُ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻟﻮ ﺣﻀﺮ ﻃﻔﻞٌ ﻋﻨﺪَﻧﺎ ﻻﻣﺘﻨﻊ اﻟﻌﺎﺻﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ!، ﻓﻬﻞ ﻳﻠﻴﻖُ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥَ ﺣﻴﺎﺅﻧﺎ من ﺍﻟﻄﻔﻞِ ﺃﺷﺪَّ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻯ. ((أَﻟَﻢْ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﺍْ ﺃَﻥّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﺳِﺮَّﻫُﻢْ ﻭَﻧَﺠْﻮَﺍﻫُﻢْ ﻭَﺃَﻥّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻋَﻼَّﻡُ ﺍﻟْﻐُﻴُﻮﺏِ)).

ﺃﺣﺒﺘﻲ في ﺍﻟﻠﻪ: والله إنّ ﺃﺳﻌﺪُ ﺳﺎﻋﺔٍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌُﻤُﺮِ، ﻳﻮﻡَ ﺃﻥْ ﻳﻘﻒُ ﺍﻟﻌﺒﺪُ ﺗﺎﺋﺒﺎً ﻧﺎﺩﻣﺎً بين يدي مولاه، ﺇﻧّﻬﺎ ﺳﺎﻋﺔُ اﻟﻤﻨﻜﺴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪِ، ﺇﻧّﻬﺎ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ، ﺳﺎﻋَﺔٌ ﻧﺘﺬﻛَّﺮُ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻘﻮﻗًﺎ ضيعناها، ﻭﺣﺪﻭﺩَﺍً ﺗﺠﺎﻭﺯﻧﺎﻫﺎ، ﻭﻣﺤﺎﺭﻡَ ﺍﻧﺘﻬﻜﻨﺎﻫﺎ، ﺛُﻢَّ ﻳﺘﺬﻛَّﺮُ ﺍﻟﻌﺒﺪُ ﺭﺑَّﻪُ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢُ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢُ ﺍﻟﺘﻮﺍﺏُ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢُ، ﻓﻴﻨﻜﺴﺮُ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭَﻳَﺮِﻕُّ ﻓُﺆﺍﺩُﻩُ، ﻭﺗَﺪﻣَﻊُ ﻋﻴﻨُﻪ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ.

ﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﺯﻟَّﺖْ ﻗﺪَﻣُﻪ: ﺻﺤِّﺢ ﺃﺧﻄﺎﺀَﻙ، ﻭﻋﺎﻟﺞ ﺃﻣﺮﺍﺿﻚ، ﻭﻏﺴِّﻞ ﺃﺩﺭﺍﻧﻚَ، ﻭﺍﺳﺘﺄﻧﻒ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻓﻲ ﺛﻮﺏ ﺍﻟﺘّﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨَّﻘِﻲ، ﻭﺍﺳﻤﻊ ﻟِﻨﺪﺍﺀ الله -جلّ في علاه-: ((وَﺗُﻮﺑُﻮﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠﻪِ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗُﻔْﻠِﺤُﻮﻥَ)‏).

هذا، ولنجعل مسك الختام، أفضل وأزكى السّلام، على سيد الورى وشفيع الأنام، فقد أمركم بذلك الملك العلّام.. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻏﻔﺮ ﺯﻟَّﺎﺗِﻨﺎ، ﻭﺃﻣِّﻦ ﺭﻭﻋﺎﺗِﻨﺎ، ﻭﺍﺳﺘﺮ ﻋﻮﺭﺍﺗِﻨﺎ، ﻭﺍﺣﻔﻈﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻔﻨﺎ ﻭﻋﻦ ﺃﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ﻭﻋﻦ ﺷﻤﺎﺋِﻠﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﻓﻮﻗﻨﺎ، ﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻥ ﻧُﻐﺘﺎﻝَ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻨﺎ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺗﻘﺒَّﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘَّﺎﺋِﺒﻴﻦَ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺟﺎﺯِﻧﺎ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﻥِ ﺇﺣﺴﺎﻧﺎ، وبالسيّئات عفوا وغفرانا. ﺭﺑَّﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣَﺴَﻨَﺔً..

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
خطبة مؤثرة بعنوان كلنا خطائون وخير الخطائين التوابين، خطبة عن إصلاح أخطائنا ملتقى الخطباء

اسئلة متعلقة

...