أسئلة حول علاقة اللغة بالفكر، مقالة جدلية حول العلاقة بين اللغة والفكر
مقالة جدلية حول العلاقة بين اللغة والفكر
#مقالة جدلية حول العلاقة بين #اللغة_والفكر
#الأسئلة_المتوقعة: هل العلاقة بين اللغة و الفكر إنفصالية أم إتصالية؟
هل يمكن تصور وجود أفكار خارج إطار اللغة؟
هل الفكر سابق عن اللغة؟ هل يمكن أن نفكر بدون لغة؟
هل يمتلك الإنسان معاني دون ألفاظ تقابلها؟ هل الفكر و اللغة متطابقان؟
هل قدرة الإنسان على التفكير تتناسب مع قدرته على التعبير؟
هل تعتقد أن الإنسان يفكر ثم يتكلم أم أنه يقوم بهما في الوقت نفسه؟ هل صحيح أننا نفكر فيما نعجز عن قوله ؟
#طرح_المشكلة:
إن الإنسان كائن إجتماعي بطبعه يستحيل عليه العيش بمعزل عن الغير لأن ضرورات الحياة تفرض عليه التعاون و التواصل مع الغير كما أنه في تفكير دائم في محيطه الخارجي و ما يحتويه من ظواهر بغية فهمه و تحقيق التكيف معه و لا يتأتى له تحقيق هذا التواصل و تبليغ هذه الأفكار إلا بواسطة اللغة التي تعتبر خاصية إنسانية وهي مجموعة من الإشارات و الرموز التي تستعمل للتواصل يعرفها لالاند"اللغة هي كل جملة من الإشارت و الرموز التي يمكن أن تكون وسيلة للتواصل"
إلا أن ما أثار جدال و تضارب آراء المفكرين و الفلاسفة هو العلاقة بين اللغة و الفكر حيث إنقسموا إلى تيارين متعارضين تيار يرى أن العلاقة بين اللغة الفكر إنفصالية أي أن اللغة عاجزة عن إستيعاب كل أفكار الإنسان و تيار يرى أن العلاقة بين اللغة والفكر إتصالية أي أنه يستحيل أن نفكر بدون لغة
أمام هذا الجدال الواقع بينهم فإن الإشكال الذي يمكننا طرحه هو: هل العلاقة بين اللغة والفكر إنفصال ام إتصال؟ هل تستطيع اللغة أن تعبر عن كل أفكارنا؟ هل يوجد فكر خارج حدود اللغة؟
#محاولة_حل_المشكلة:
#الموقف_الأول: "العلاقة بين اللغة و الفكر إنفصالية "
إن الفكر واللغة ملكتين منفصلتين فالإنسان يعي بأن الفكر سابق عن اللغة و أوسع منها و أنه لا يوجد تطابق و تناسب بين عالمي الأفكار و الألفاظ فالفكر يتميز بخاصية الاتصال فالإنسان لا يمكنه التوقف عن التفكير لأنه يتميز بالديمومة والاستمرارية بينما اللغة تميزها صفة الانفصال التي تجعلنا نستطيع التوقف عن استعمال اللغة و يمثل هذا الموقف كل من "برغسون ،ديكارت ،كارل ياسبيرس، و فاليري" و يبرر هؤلاء موقفهم بالحجج و البراهين الآتية:
إن الفكر جوهر لا مادي و مبدأ كل وجود و يمثل العالم الداخلي و الذاتي للفرد بمعنى انه يجري داخل ذاتية الفرد بينما اللغة ظاهرة اجتماعية بمعنى لا لغة الا في المجتمع فاللغة مكتسبة يكتسبها الفرد بالتقليد و التعلم ولا يتيسر اكتسابها الا في وسط اجتماعي لان المجتمع هو الذي يفرض اللغة على الانسان لأن من ضروريات الاجتماع امكانية التواصل و التفاهم وهذا التفاهم و التواصل يتم وفق لغة المجتمع يقول برغسون في هذا الشأن "الفكر ذاتي وفردي واللغة موضوعية واجتماعية"
أن التجربة والملاحظة تبين أن التفكير سابق عن اللغة فكثيرا ما تنبثق الفكرة في أذهاننا ونبقى نبحث عن العبارة التي تؤديها وتبلغها لغيرنا وبالتالي فالفكرة تكون في لحظة ما موجودة في الذهن بدون لغة تجسدها ومن هنا يظهر بوضوح أن الفكرة سابقة في الوجود عن اللغة فالانسان كثيرا ما يدرك كماً زاخراً من المعاني والافكار تتزاحم في ذهنه ، وفي المقابل لا يجد الا الفاظا محدودة لا تكفي لبيان هذه المعاني والافكار. كما قد يفهم أمرا من الامور ويكوّن عنه صورة واضحة بذهنه وهو لم يتكلم بعد ، فإذا شرع في التعبير عما حصل في فكره من افكار عجز عن ذلك . كما قد يحصل أننا نتوقف – لحظات – أثناء الحديث أو الكتابة بحثا عن كلمات مناسبة لمعنى معين ، أو نقوم بتشطيب أو تمزيق ما نكتبه ثم نعيد صياغته من جديد ... و في هذا المعنى يقول برغسون " إننا نملك افكارا اكثر مما نملك اصوات "و يقول كذلك "اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر" ،
فالإنسان بإمكانه التفكير بدون لغة فسلوك بعض الصم البكم ينم عن تفكير سيلم حيث نجد بعضهم يهتمون بشؤون السياسة ويدلون بآرائه فيها بواسطة إشارات يتواضعون –يتفقون عليها- مع من يناقشهم وهو ما يتبين معه أن الإنسان بإمكانه أن يستعمل إشارات أخرى غير اللغة للتعبير عن أفكاره يقول ديكارت" إن الكلام يحول دون تقدمي و ألفاظ اللغة الجارية تكاد تخدعني" و يقول برغسون" اللغة تحجر الفكر" فاللغة تقيد الفكر و تثبطه و تجمد الفكر في قوالب و أنماط واحدة و ذلك بسبب طبيعتها المحدودة و الثابتة يقول في هذا كارل ياسبيرس"اللغة تجبر الفرد أن يسلك طريق واحد و بهذا يصبح أفراد المجتمع الواحد كأنهم يفكرون نفس التفكير "
كما تثبت التجربة النفسية عجز اللغة عن تبليغ أفكارنا فالجانب الوجداني للإنسان نجد اللغة عاجزة عن نقله و الافصاح عنه فالفكرة ترتبط بالشعور وهي تحمل كل مضامينه ومعانيه العميقة من انفعالات وعواطف كالحزن والسعادة والحب وعندما يريد المرء التعبير عنها وإبلاغها للآخرين يخرجها بشكل عبارات لغوية رمزية خالية من الشعور والحياة و كمثال على ذلك أن الأم عندما تسمع بخبر نجاح ابنها تلجأ إلى الدموع للتعبير عن حالتها الفكرية والشعورية يقول لامارتين "إن كلماتي من ثلج فكيف تحتوي في داخلها النيران" وهذا يدل على أن اللغة عاجزة عن تبليغ أفكارنا ومن هنا لجا الإنسان إلى وسائل أخرى كالشعر والفن والموسيقى وغيرها من أشكال الفن من اجل التعبير عن مشاعره وأحاسيسه يقول فاليري" إن أجمل الأشعار هي تلك التي لم تكتب" و قيل كذلك " الالفاظ قبور المعاني". و منه نستنتج أن العلاقة بين اللغة و الفكر إنفصالية.
#نقد_ومناقشة: رغم أن اللغة تعجز أحيانا في التعبير عن أفكارنا و أن الفكر سابق و أوسع منها إلا أن هذا الاتجاه الثنائي بالغ كثيرا في التقليل من قيمة اللغة في مقابل رفعه من شأن الفكر فحتى وان افترضنا اسبقية الفكر عن اللغة فلا تكون له قيمة ولا يصير معروفا إلا إذا اندرج في قوالب لغوية كما أن الدراسات النفسية المعاصرة أثبتت أن تكوين المعاني والأفكار عند الأطفال يتم في اللحظة نفسها مع تعلم اللغة واكتسابها وهو ما يدل على أنه يتعلم التفكير عن طريق اللغة فهو يفكر باللغة ومنه فحضور الفكر يستلزم عنه حضور اللغة وهو ما يجعلهما وجهتين مختلفتين لعملة واحدة .
تابع قراءة المزيد من المعلومات المتعلقة بمقالنا هذا في اسفل الصفحة على مربع الاجابة وهي كالتالي
الموقف الثاني في علاقة اللغة بالفكر بكالوريا 2022