♤ قيل : "الفلسفة ضرورة فكرية في ظل تطور العلم". دافع عن صحة الأطروحة. 《استقصاء بالوضع 》
مقال استقصاء بالوضع 2022 - 2023
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات البكالوريا شعبة آداب و فلسفة في موقع النورس العربي alnwrsraby.net التعليمي المتميز بمعلوماته الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أروع المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مقالة وهي إجابة السؤال ألذي يقول.....الفلسفة ضرورة فكرية في ظل تطور العلم". دافع عن صحة الأطروحة. ستقصاء بالوضع مقترح بك 2022 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby.net يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي....... قيل : "الفلسفة ضرورة فكرية في ظل تطور العلم". دافع عن صحة الأطروحة. 《استقصاء بالوضع 》
الإجابة هي
الفلسفة ضرورة فكرية في ظل تطور العلم". دافع عن صحة الأطروحة. 《استقصاء بالوضع 》
طرح المشكلة:
إن الكلام عن الفلسفة اليوم يبدو غريبا نظرا لانتشار الكشوفات العلمية وكثرت الاختراعات في هذا العصر، لذلك شاع اعتقاد يتمسك به خصوم الفلسفة مفاده أن الفلسفة التي كانت قديما تشمل جميع العلوم قد أخذت دائرتها تضيق في العصر الحديث بانفصال هذه العلوم عنها شيئا فشيئا، وأصبحت كلمة اليوم تشير الى ما حققه العلم المعاصر من تطورات هائلة، وبالتالي فالفلسفة عند هؤلاء مجرد ترف فكري وعالم خيالي عقيم. بينما هناك رأي آخر يناقضه يؤكد أنصاره أهمية الفلسفة، واذا طلب منا الدفاع عن الاطروحة، حق لنا أن نتساءل: كيف يمكننا الدفاع عن هذه الأطروحة القائلة: "الفلسفة ضرورة فكرية في ظل تطور العلم"؟ وما هي الأدلة والحجج المثبتة لذلك؟ وكيف يمكن الأخذ برأي مناصريها؟.
● محاولة حل المشكلة:
1~ عرض الأطروحة:
يتجلى منطق هذه الأطروحة فيما يتبناه عدد من المفكرين والفلاسفة المدافعين عن الفلسفة، والتأكيد على أنها ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها، حتى في حضور كشوفات ومخترعات العلوم المعاصرة. ويمكن القول بأن منطق هذه الأطروحة يرتكز ويتأسس حول الفكر، أبعاده، مواضيعه وكذلك تقدمه: فبالنسبة للفكر فإننا نلاحظ بأن الفلسفة من حيث التعريف هي عبارة عن تفكير وتأمل، ولا يمكن أن يمارس الفلسفة بالطبع أو الضرورة إلا الإنسان...أما أبعاد هذا الفكر فلا شك بأن الإنسان ونظرا الى كونه مفكرا، أي متفلسفا فهو يميل بالفطرة الى التساؤل عن القوانين التي تحكم وجوده ووجود الأشياء المحيطة به، فهو يتساءل عن أصله ومصيره، وطبيعة ما يحيط به من أسرار وألغاز. وسيحمله فضوله هذا الى ممارسة التفلسف والشك في ما يراه وما يتعلمه وما يكسبه من مدركات ومعارف. وأما بالنسبة لمواضيع هذا الفكر فإن هذا الأخير سيذهب بالإنسان الى البحث عن المبادئ الأولى، والأصول البعيدة بحثا عن الحقيقة الصافية المطلقة. والفكر يقود الإنسان الى الخوض في الميتافيزيقا والابستمولوجيا والأكسيولوجيا. ومع تقدم العلم يشتد انبهاره عندما يدرك ضرورة وجود الفلسفة الى جانب التقدم العلمي. لهذا نجد ديكارت يقول: "أن العيش بدون تفلسف كالذي أغمض عينيه ولم يحاول أبدا فتحها". من هنا تظهر ضرورة الفلسفة وحاجة الانسان إليها دوما لهذا يقول أرسطو: "تقولون يجب أن نتفلسف، فلنتفلسف بالفعل، تقولون لا يجب أن نتفلسف، فلنتفلسف أيضا حتى نبرهن على ذلك، على كل، من الضروري أن نتفلسف".
2~ نقد خصوم الاطروحة:
وفي المقابل نجد لهذه الأطروحة التي تمجد الفلسفة وتوليها أهمية بالغة خصوما، وهم متعددو المشارب والنزعات، فمنهم الذين انتقدوا الفلسفة في بعض أجزائها كالغزالي أو جملة كبعض الفقهاء المسلمين مثل ابن تيمية، وذلك باسم مناقضة الدين في بعض الجوانب أو في كلها. ومنهم أصحاب النزعة العلمية الذين يميلون الى الاعتقاد بأن العلم سوف يجيب على جميع الأسئلة التي تضايق الإنسان، وسوف يحل جميع المشاكل المطروحة في محيطه. بفضل ما حققه العلماء من تطور علمي وتقدم تكنولوجي في جميع مجالات العلم، وفي نظر هؤلاء فإن الكلام عن الفلسفة اليوم يبدو غريبا نظرا لانتشار الكشوفات العلمية في هذا العصر. فلا حديث إلا عن غزو الفضاء،..لقد استطاع العلم أن يخضع الطبيعة لإرادة الإنسان ومن ثمة، لم نعد بحاجة الى الفلسفة لأنها مجرد معرفة مغرقة في التجريد وبحث نظري لا طائل منه، ولا يرقى أبدا الى مستوى طموح الإنسان الذي يريد أن يسود في الأرض. وعليه تكون الفلسفة في نظر هؤلاء مجرد أبحاث نظرية ولا نتائج نهائية لها، وعلى هذا لا يمكن الاستفادة منها عمليا، كما أنها مجرد تساؤلات كثيرا ما تكون متناقضة ومثيرة للشكوك والصراعات الفكرية.
لكن موقف الخصوم قد تعرض لانتقادات شديدة، فلقد جانب هؤلاء الصواب لأن: من يرفض الفلسفة باسم المروق في الدين أو الهذيان. يتحتم عليه أن يبرهن على صدق رأيه ليقنع من لا يقتنع به. وهذا تفلسف ولا غنى له عنه. حتى قيل: كل نفي للفلسفة هو فلسفة أو تفلسف. أو كما يرى "أرسطو": "أن كل رفض للفلسفة يحتاج الى الفلسفة". ومن يرفضها باسم وضوح العلم ودقته ونجاعته وفوائده النظرية والتطبيقية. يتعين عليه الاعتراف بأنه يزن الفلسفة بميزان العلم، فيقيس مثلا من يطلب اليقين بمن لا يكترث به ويزن من يهتم بالأجوبة الدقيقة بمن يعتني أكثر بالأسئلة. يقول "كارل ياسبيرز": "إن الأسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة، وينبغي أن يتحول كل جواب الى سؤال جديد". وإذا سلمنا بمنطق أصحاب النزعة العلمية، فهل فعلا يستطيع العلم أن يمكن للإنسان في الأرض؟ أليس للعلم مضارا؟ هل يمكن للعلم أن يحل جميع المشاكل التي أفرزها تطوره؟ كما أن العلم لا يستطيع تجاوز البحث في الطبيعة. إنه يتقيد بدراسة الظواهر الطبيعية، ولا يطمح أبدا الى النظر فيما وراء هذه الظواهر. فما عسى العلم أن يقول لنا عن وجود النفس والحرية والله؟ لا يستطيع أن يقول أي شيء. إذا ما فعل ذلك من أجل إزالة الفلسفة، فإنه عندئذ ينفي نفسه بنفسه. وهذا ما يجعلنا نقلب المسألة فنقول أن العلم هو من يكون بحاجة ماسة الى الفلسفة، فهي ترشده وتدله الى الطريق الصحيح، وكيف يكون في خدمة الانسان وليس العكس.
3~ تدعيم الاطروحة بحجج شخصية:
إن هذه الانتقادات الموجهة لخصوم الفلسفة هي التي تدفعنا للبحث عن حجج جديدة ندافع بها عن الأطروحة، ومن بين تلك الحجج: أن الفكر هو مبرر وجودنا. فإذا كنا لا نستطيع الاستغناء عن الهواء والماء والطعام. وإذا كانت خاصيتنا الجوهرية هي التفكير، وكان التفلسف مجرد تفكير استنتجنا أنه ليس في وسعنا طرح الفلسفة وأبعادها من مجال حياتنا. لسبب واحد، وهو أننا دوما نفكر وعلى حد تعبير "ميرسن": "إننا نتفلسف كما نتنفس". كما أن الفضول حافز على التفلسف، فالفضول خاصية إنسانية ومظهر من مظاهر التفكير، يعتبر من محفزات التفلسف. وذلك لأن وراء الفضول أو التفلسف الدهشة والحيرة. فينطلق الانسان في طرح السؤال فيهزه في طرحه هزا، يهزه في أعماقه النفسية والمنطقية والاجتماعية، ويدعوه الى الانتقال من الحيرة التامة، الى الرضا العقلي والنفسي. بالإضافة الى هذا فتقدم العلم مرهون بوجود التفكير الفلسفي. فمهما كان تقدم العلم واسعا تبقى الفلسفة بالنسبة إليه ضرورية في مبادئه وموضوعاته وطرقه المنهجية وقيمة نتائجه، فهي دراسة انتقادية له. ونظرا أيضا الى شموليتها، فالذي يرضي العلماء لا يرضي الفلاسفة. إذن فتقدم الفكر مشروط بالممارسة الفلسفية، وفضلا عن هذا يبقى أن الفلسفة تسعى الى فتح الآفاق المعرفية واختراق الحدود المألوفة العادية وبناء العقل.
● حل المشكلة:
ختاما ومما سبق نستنتج أن الأطروحة القائلة: "الفلسفة ضرورة فكرية في ظل تطور العلم " صادقة والدفاع عنها أمر مشروع وبالتالي يمكننا تبنيها والأخذ برأي مناصريها. حيث تأكد لنا بأن للفلسفة قيمة ليست بالهينة، فإلى جانب وظيفتها الاجتماعية كان لها دور أكاديمي نظري في تفسير طبيعة الموجودات وماهيتها ومصير الكون والانسان ودور ابستيمولوجي (معرفي) في تطور العلم. وهكذا يتجلى لنا أن الفلسفة ضرورية ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها واستبدالها بالعلوم مهما كان تطورها. وهذا ما أفصح عنه "ديكارت" في كتابه "مبادئ الفلسفة" بقوله: "إن الفلسفة وحدها هي التي تميزنا عن الأقوام المتوحشين والهمجيين".
باك اداب وفلسفة