في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

خطبة عن حجة الوداع مكتوبة ملتقى الخطباء. الحقوق والحرمات في خطبة حجة الودا نص خطبة الوداع 1443 

الحقوق والحرمات في خطبة حجة الودا

  خطبة الجمعة القادمة باذن الله

عناصر الموضوع

1-لماذا سميت بحجة الوداع 

وفي أي سنة كانت؟ 

2-نصُّ خُطبة الوداع

3- حقوق وحرمات بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع 

4-وفاة رسول الله بعد حجة الوداع

تابع قراءة موضع الخطبة كاملة خطبة عن حجة الوداع مكتوبة على مربعات الاجابات اسفل الصفحة شرح عناصر الخطبة منابر الخطباء خطبة عن حجة الوداع مكتوبة

خطبة عن حجة الوداع مكتوبة

خطبة حجة الوداع صحيح البخاري

خطبة حجة الوداع كاملة pdf

خطبة الوداع ابن باز

خطبة الوداع صحيح مسلم

خطبة الوداع إسلام ويب

خطبة الوداع عند الشيعة

شرح خطبة الوداع ابن عثيمين

خطبة حجة الوداع صحيح البخاري pdf

نص خطبة خطبة حجة الوداع

مذكرة حول حجة الوداع

اليوم أَتْمَمْتُ عليكم دينكم خطبة الوداع

خطبة الرسول يوم عرفة

الحقوق والحريات في خطبة حجة الوداع

تابع قراءة الخطبة في الأسفل خطبة عن حجة الوداع مكتوبة

3 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
خطبة الجمعة بعنوان:

"يوم عرفة.. فرصةٌ للإقبال على الطّاعات ومغفرة الزّلّات"

بعد حمد الله والثّناء عليه والصّلاة على نبيّه صلى الله عليه وسلم- والأمر بالبرّ والتّقوى..

معاشر المسلمين: إنّنا في يوم عظيم من أيّام الله، يومٌ عظَّم الله أمره، ورفع على الأيّام قدره، إنّه يوم عرفة، وما أدراك ما يوم عرفة، إنّنا في يوم يتجلّى فيه العظيم -جلّ جلاله- على عباده فيباهي بهم ملائكته.

فانظروا -يا عباد الله- إلى سعة رحمة الله، فالعبادُ المجتمعون في الموقف مع ما فيهم من ذنوب ومع ما فيهم من خطايا.. يُباهي بهم الكريم ملائكته.

أيّها المباركون: من منّا لا يريد تنزّل الرّحمات، وإجابة الدّعوات، وإقالة العثرات، ومغفرة الذّنوب والزّلات، والبعد من النّيران والفوز بالجنّات؟. لا شكّ أن كلّ واحد منّا يتمنّى ذلك.

فيا عباد الله: من كان منكم يرجو عتقاً من النّار.. فعليه أن يجتهد في هذا اليوم، أخبرَ بذلك من لا ينطق عن الهوى -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله -تعالى- فيه عبداً من النّار من يوم عرفة.."، ومن كرم الله -سبحانه-.. أنّ هذا العتق ليس خاصا بأهل الموقف فقط، بل يتعدّاهم إلى غيرهم.

من أراد أن يكيد ويهزم عدوّه إبليس.. فعليه بما تبقى من ساعات هذا اليوم، فعن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "ما رُؤِيَ الشّيطانُ أصغرَ ولا أحقرَ ولا أدحرَ ولا أغيظَ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلّا أنّ الرّحمة تتنزّل فيه فيتجاوز عن الذّنوب العظام".

من أراد رحمة الله.. فاليوم تتنزّل الرّحمات، فتغمرُ أهل الموقف، وتغمرُ كلّ متّجه بقلبه لربّ الأرض والسّماوات، فما أعظمه من يوم، وما أبركها من ساعات تتّصل فيها الأرضُ بالسّماء. فينبغي للعبد ألّا يتوجّه فيه إلّا إلى الله، ولا ينشغل فيه بغير الله وعبادته ونجواه.

من أراد إجابة الدّعاء.. فهو في يوم قد اجتمعت فيه كلّ أسباب الإجابة، فأنتم في يوم الجمعة، وأنتم في يوم عرفة الذي يقول نبيّنا -صلّى الله عليه وسلّم- فيه: "خيرُ الدّعاء دعاءُ يوم عرفة.. " [التّرمذي]. فلا تسأل فيه أحدا إلّا الله -جلّ وعلا-.

رأى سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سائلاً يسألُ النّاس يوم عرفة.. فقال له: "يا عاجزاً في هذا اليوم، تسألُ غير الله -تعالى-!".

يا سعدَ من هو صائمٌ هذا اليوم: يوم عرفة، فصيامه يُكفّرُ سنتين كما أخبر بذلك الصّادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-، حين سُئِلَ عن صوم يوم عرفة، فقال: "يُكفّرُ السّنة الماضية والسّنة القابلة" [مسلم]

عباد الله: إننا في يوم تحسدنا عليه اليهود -عليهم لعائن ربي المتتابعة إلى يوم القيامة-، أخرج البخاري عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ: "يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا"، قَالَ: "أَيُّ آيَةٍ"، قَالَ: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا))، قَالَ عُمَرُ: "قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ".

يوم عرفة.. يوم يذكّر العباد بيوم حشرهم، فالجميعُ فيه قد تجرّد من بهرج الدّنيا وزينتها، ولبس ثوبين أبيضين كأنّها قطعتا الكفن، فكأنّ القوم قد بُعثوا من قبورهم لملاقاة ربّهم، فالأعناق مشرئبّة إلى السّماء، والأصوات تضجّ بالدّعاء وبالبكاء، والفارق أنّ في هذا اليوم هناك إجابة ومغفرة ورحمة، بينما في يوم الحشر قد أغلقت الكتب كلّ بما فيها، فلم لا نستغل هذا اليوم قبل أن تغلق الكتب في ذلك اليوم؟.

ترى الحاجّ في موقف عرفة يبحثُ عن شمسيّة أو خيمة أو سيّارة ليستظلّ بها، ولكن في يوم الحشر لا ظلّ إلّا ظل عرش العظيم الرّحمن، فلما لا نستغل حياتنا لننعم غداً حين يفزع النّاس لظلّ عرش الرّحمن؟، لما لا نكون أحد السّبعة الذين يظلّهم الله في ظلّه؟: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ.. الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ"، يوم أن ينادي العظيم: ((أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي)).

عباد الله: والله إن الانشغال بالمُباحَاتِ في مثل هذا اليوم ليُعَدُّ في حقّ الواحد منّا خسارة، فما بالك بمن ينشغل فيه بالمحرّمات والمنكرات، من غيبة ونميمة وكذب ومجالس قيل وقال، ومن سماع للأغاني ومتابعة ما تبثّه القنوات من سوء وفحش، فمن كان ذاك حاله، فإنّه -والله- محروم محروم محروم. وإنّ الفائز من انشغل فيه بكثرة تلاوة القرآن والصّيام، وبكثرة الذّكر والدّعاء والتّضرع إلى الله الملك العلّام.

أقول ما سمعتم..

                      ***//***

الحمد لله..

عباد الله: وبعد انقضاء هذا اليوم، فإننّا سنُقبل على أعظم الأيّام عند الله، ألا وهو: يوم النَّحر، يقول نبيّنا -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ أعظم الأيام عند الله يوم النحر" [أبو داود].

يوم يتقرّب فيه المسلمون إلى الله بأضحيّاتهم، يرجون بذلك وجه ربّهم ومرضاة خالقهم. ألا فليحرص القادر على الأضحية على أكمل الأضاحي في جميع الصّفات، فإنّه كلّما كانت الأضحية أغلى وأكمل كانت أحبّ إلى الله وأعظم لأجر صاحبها.

أمّا غيرُ القادر على ذلك، فلا يُكلّف الله نفسا إلَّا ما آتاها، فليس شرطا أن يُرهق نفسه ويُكلّفها مالا طاقة لها به، وليعلم أنّ بإمكانه أن يُضحي بالمعز، أو بأنثى الظأن (النّعجة)، بل وحتى إن عجز فأجره ثابت بإذن الله تعالى.

 عباد الله: الأضحية قربةٌ عظيمةٌ، وإنّ الله لا يتقرّب إليه بمعصيته، وإنّ من المعاصي أن نجعل من الأضحية مصدر أذى لعباد الله، فكم من مُضحّي اشترى أضحيته بالدّين ثمّ عجز عن سداد دينه، فأكل بذلك مال غيره؟!.

وإنّ من المعاصي أن نشترى الأضحية من كسب غير طيّب، و"إنّ الله طيّب لا يقبل إلا طيّبا" [مسلمُ]، فَهِمَ هذا العربيّ حتّى قبل مجيء الإسلام، فكان إذا تعلّق الأمر ببناء الكعبة أو بشراء القرابين تحرّى ماله الطّيّب وكسبه الحلال، فكيف يتغافل عن ذلك كثيرٌ من أبناء الإسلام؟!.

وإنّ من المعاصي أن نؤذي عباد الله أيّام النّحر برمي فضلات الأضاحي في الشّوارع وفي الطّرق العامّة، يقول سبحانه: ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا))، وجاء في الحديث: "من آذى المسلمين في طرقاتهم وجبت عليه لعنتهم" [الطبراني].

عباد الله: إذا استحضر المضحي أنّ أضحيته هي قربة وعبادة لله تعالى، أدّاها على وجهها الذي أمر به الشّرع الحكيم، واتقى الوقوع في أيّ محظور مرضاةً لوجه ربّه الكريم، وعظّم شعائر الله في نفسه حقّ التعّظيم، ((ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)).

هذا وصلوا وسلّموا -عباد الله- على خير خلق الله..

- الجزائر.
0 تصويتات
بواسطة

الحقوق والحرمات في خطبة حجة الودا

مقدمة الخطبة 

الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحا لذكره ، وسببا للمزيد من فضله ، جعل لكل شيء قدرا ،ولكل قدر أجلا ، ولكل أجل كتابا .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة تزيد في اليقين ، وتثقل الموازين ،وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، أمين وحيه ، وخاتم رسله ، وبشير رحمته ، ونذير نقمته ، بعثه بالنور المضي ، والبرهان الجلي ، فأظهر به الشرائع المجهولة ، وقمع به البدع المدخولة ، وبين به الأحكام المفصولة

العنصر الأول :

لماذا سميت بحجة الوداع؟ومتى كلمت؟

=====================

قال ابن عمر: "كنا نتحدث بحجة الوداع والنبي -صلى الله عليه وسلم- بين أظهرنا ولا ندري ما حجة الوداع"( رواه البخاري), وعنده أيضًا من رواية ابن عمر: (كتاب الحج) قال: "فودع الناس فقالوا: هذه حجة الوداع".

و حج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الحجة ما يقارب مائة وأربعة وعشرون ألف نفس، وقيل: مائة وأربعة وأربعون ألفًا. ذكره المباركفوري في الرحيق المختوم.

و من المعجزات التي حصلت: أن الخطبة سمعها جميع من كان في الحج بدون مكبر صوت، فعن عبد الرحمن بن معاذ التيمي قال: "خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنى، ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول، ونحن في منازلنا" (رواه أبو داود في سننه. صحيح أبي داود).

 وقيل سمّيت حجة الوداع بهذا الاسم؛ لأنّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يحج بعدها، وودّع المسلمين بهذه الحجة، من خلال ما قدمه لهم من تعاليم ونصائح ووصايا ولم يمكث الرّسول الكريم بعد هذه الحجة سوى ثلاثة أشهر ثم توفاه الله تعالى بعد ذلك، وأنهى الرسول عليه الصلاة والسلام حجه بعد أن علّم المسلمين كيفية أداء مناسك الحج، كما بيّن لهم ما فرض الله تعالى وما حرّم على المسلمين، وكانت هذه الحجة حجة البلاغ، وحجة الوداع أيضاً.

إن خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - في عرَفات في حَجَّة الوداع فيها مِن الدروس ما فيها، يشعُّ منها النور، فلو تدبَّرها المسلمون وعملوا بما فيها، لكانت سببًا لسعادتهم في الدنيا والآخِرة، وإن شاء الله - عز وجل - سأُحاول بيان بعض الدُّروس والفوائد مِن هذه الخطبة الجامِعة الشاملة، وأسأل الله - عز وجلَّ - أن يَرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.

وامامتى كانت حجة الوداع :

*********

لقد فرض الله سبحانه وتعالى الحجّ على المسلمين بعد أن تمّ إرساء قواعد الدولة الإسلاميّة، وبلغت الرّسالة، ودخل النّاس في دين الله سبحانه وتعالى،، وقد كان ذلك في أواخر السّنة التّاسعة من الهجرة، حيث عزم النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - أمره على الذّهاب إلى الحجّ، 

ولمّا سمع النّاس بذلك خرج خلق كثر يرديون أن يحجّوا مع النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وأن يأتمّوا به عليه السّلام. ثمّ خرج النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - من المدينة، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة، من السّنة العاشرة للهجرة، حيث أعلن الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - للنّاس عن نيّته بالحجّ، وأشعرهم بذلك، ليصحبه من شاء منهم،

 فخرج عليه السّلام من المدينة في أواخر شهر ذي القعدة، وذلك بعد أن أمّر عليها في غيابه أبا دجانة. وقد كان الحجّ في ذلك العام مختلفاً عن حجّ العرب في أيّام الجاهليّة، حيث انتهت عهود المشركين، وحظر عليهم أن يدخلوا إلى المسجد الحرام، 

وبالتالي أصبح أهل الحجّ جميعهم من الموحّدين المؤمنين بالله عزّ وجلّ، الذين لا يشركون بالله شيئاً، ولا يعبدون معه إلهاً آخر،

 وقد أقبل النّاس من كلّ مكان ميمّمين وجوههم صوب البيت العتيق، وهم على علم بأنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - سيكون أميرهم في الحجّ ومعلمهم. 

وقد حرص النّبي - صلّى عليه وسلّم - على أن ينتهز اجتماع المسلمين ليغرس في قلوبهم الدّين، ويبدّد ما في نفوسهم من بقايا الجاهليّة، ويؤكّد على حرص الإسلام على إشاعة الآداب، والعلائق، والأحكام، فألقى على مسامع المسلمين خطبته المشهورة باسم خطبة حجّة الوداع،

 وقد كانت خطبةً جامعةً، وذلك في يوم عرفة من هذه الحجّة العظيمة، حيث نزل قول الله عز وجلّ:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ... "، المائدة/3. 

وعندما سمع عمر بن الخطاب هذه الآية بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنّه ليس بعد الكمال إلا النّقصان. وكأنّه استشعر أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قد اقتربت ساعته وحان أجله. وقد كانت مشاعر التّوديع واضحةً في عبارات النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في هذه الخطبة، كقوله عند جمرة العقبة:" خذوا عنّي مناسككم فلعلّي لا أحجّ بعد عامي هذا "

.

0 تصويتات
بواسطة
العنصر الثاني:

   نصُّ خُطبة الوداع

******

خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فقال

((إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم، كحُرمة يومكم هذا، في شَهرِكم هذا، في بلدكم هذا، ألا وإن كل شيء مِن أمر الجاهليَّة تحت قدميَّ هاتَين موضوعٌ، ودماء الجاهليَّة موضوعة، وإن أول دمٍ أضَع مِن دمائنا دمُ ابن ربيعَة الحارث بن عبدالمطَّلب - كان مُسترضَعًا في بني سعد فقتلتْه هُذيل - ورِبا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع رِبانا؛ ربا العباس بن عبدالمطَّلب، فإنه موضوع كلُّه، فاتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله، واستحلَلتُم فروجهنَّ بكلمة الله، وإن لكم عليهنَّ ألا يوطئْن فُرُشَكم أحدًا تَكرهونه، فإن فعلنَ ذلك، فاضْرِبوهنَّ ضَربًا غير مُبرِّح، ولهنَّ عليكم رزقُهنَّ وكسوتهنَّ بالمعروف، وإني قد تركتُ فيكم ما لن تَضلُّوا بعده إن اعتصمتم به: كتابَ الله، وأنتم تُسألون عنِّي، فما أنتم قائلون؟!))، قالوا: نشهَد أنك قد بلَّغت رسالات ربِّك، وأدَّيت، ونصَحتَ لأمَّتِك، وقضَيت الذي عليك، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويَنكُتها إلى الناس: ((اللهم اشهد، اللهم اشهد)).رواه مسلم

وفى رواية البخارى عن أبي بكرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض, السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم: ثلاث متواليات -ذو القعدة وذو الحجة والمحرم- ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. أي شهر هذا؟" قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: "أليس ذو الحجة؟" قلنا: بلى، قال: "فأي بلد هذا؟" قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: "أليس البلدة؟" وفي بعض الروايات: "أليس البلد الحرام". قلنا: بلى. قال:"فأي يوم هذا؟" قلنا الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: "أليس يوم النحر؟" قلنا: بلى. قال: "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا، في شهركم هذا". ثم قال: "ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث" وكان مستوضعًا في بني سعد فقتلته هذيل.

وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تُسألون عني فما أنتم قائلون؟! قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: "اللهم اشهد، اللهم اشهد" ثلاث مرات.

وفي رواية البخاري أيضا بلفظ: "ألا هل بلغت؟" فقالوا: نعم. قال: "اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض" وفي رواية البخاري أيضًا: "فلا ترجعوا بعدي ضلالاً…." إلخ.

وعند ابن ماجة بعد قوله: "… فإن دماءكم وأموالكم" إلخ. قال: "ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ولا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده، ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبدًا. ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم، فيرضى بها، ثم قال: ألا وكل دم من دماء الجاهلية…." إلخ الحديث بمثل رواية مسلم.

اسئلة متعلقة

...