مقالة فلسفية حول الحقيقة شعبة آداب و فلسفة بكالوريا 2022
مقالة الحقيقة : هل الحقيقة مطلقة واضحة أم نسبية متغيرة
.
.
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ مقالة فلسفية حول الحقيقة شعبة آداب و فلسفة بكالوريا 2022
.
الإجابة هي كالتالي
مقالة الحقيقة : هل الحقيقة مطلقة واضحة أم نسبية متغيرة
*المقدمة: منذ أن وجد الانسان على وجه الأرض وهو يسعى إلى إداك حقيقة نفسه وكل مايحيط به من الموجودات وهذا ماجعل الانسان يبحث عن الحقيقة بمختلف الوسائل والطرق مما جعل هذه المسألة محل جدل بين الفلاسفة والمفكرين حيث نجد الرأي الأول يقر أنصاره بأن الحقيقة ثابتة وتتميز بالوضوح والبداهة وفي الرأي الثاني نجد أنصاره يقرون أن الحقيقة متغيرة ونسبية وهذا ما يجعلنا نطرح الاشكال التالي ياترى أي الرئيين أصح ؟وبعبارة أخرى هل الحقيقة مطلقة واضحة أم متغيرة نسبية؟ *عرض منطق الأطروحة: يرى أنصار هذا الرأي بأن الحقيقة ثابتة واضحة ومطلقة اليقين حيث يرى ديكارت أن القضية الصحيحة تبدوا واضحة للعقل إلى درجة عدم القدرة على الشك فيها ويؤكد بأن لا أحد يشك دون أن يفكر ولا يفكر دون أن يوجد وأكد ذلك ديكارت من خلال مقولته المشهورة الكوجيتو"أنا أفكر إذن أنا موجود" فالحقيقة عند ديكات هي التي يدركها العقل الذي يقوم على مبادئ واضحة فطرية أنشأها العقل في ذاته يقول في هذا ديكارت "العقل قوة فطرية معصومة من الخطأ" فحسبه المبادئ الأولية في الرياضيات هي مبادئ واضحة بديهية في حد ذاتها مما يجعلها صادقة ويقينية زيادة على ذلك نجد الفيلسوف سبينوزا الذي يرى بأنه لايوجد معيار للحقيقة خارج عن الوضوح يقول في هذا "هل يمكن أن يكون هناك شيئ أكثر وضوحا ويقينيا من الفكرة الصادقة يصلح لأن يكون يكون معيارا للحقيقة فكما أن النور يكشف عن نفسه وعن الظلمات كذلك الصدق هو معيار نفسه ومعيار الكذب" ويوضح ذلك في المقولة التالية "إن الأشياء الواضحة فوق الأشياء وأنه لايوجد وضوح آخر يمكن أن يجعل هذه الأشياء أوضح" إضافة إلى ذلك يؤكدا آرسطو أن الحقيقة المطلقة هي في المحرك الذي لايتحرك وهنا يقصد الله عزوجل كل هذه الحجج تؤكد بأن معيار الحقيقة هو الفكرة الواضحة المطلقة. *النقد:صحيح ماذهب إليه أنصار هذا الرأي لكن إرجاع الحقيقة كلها إلى معيار الوضوح لايمكن الاعتماد عليه فما يكون اليوم حقيقة مطلقة واضحة قد يتغير في المستقبل فقد نشعر أننا على صواب ولكن قد يقف أحدا على خطأنا فالوضوح لايمكن أن نسلم به كأساس مطلق للحقيقة. *عرض نقيض الأطروحة: يرى أنصار هذا الرأي وهم البراغماتيون بأن الحقيقة نسبية متغيرة بتغير المنافع والوجود الانساني وبالبتالي فهي تتغير بتغير الزمان والمكان حيث يقدم أنصار هذا الرأي مجموعة من الحجج وهي التأكيد أن الحكم يكون صادقا إذا دلت التجربة على أنه مفيد نظريا وعلميا وكذلك عندما تقدم لنا التجربة نتائج واقعية عملية وبذلك تعبتبر المنفعة اداة لتمييز بين صدق الأحكام من باطلها يقول بيرس"الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنجز" وفي نفس الاطار يضيف وليام جيمس ويؤكد أن النتائج أو الاثار التي تنتهي إليها الفكرة هي دليل على صدقها ومقياس صوابها.يقول في هذا "إذا كانت حقيقة من الحقائق ذات قيمة وجب أن تكون نتائجها حسنة وسلبيلها الوحيد إلى إختيار صدقها هو كونها مؤيدة أو خاذلة للمصلحة." إضافة إلى ذلك يؤكد جيمس أن كل مايؤدي لنفع هو حقيقي مايدل على ذلك من خلال قوله "إن كل مايؤدي إلى النجاح فهو حقيقي وأن كل ما يعطينا أكثر قسط من الراحة وماهو صالح لأفكارنا ومفيد لنا فهو حقيقي " هذا ما يدل على أن الحقيقة نسبية ومتغيرة فكل شخص عنده منفعة خاصة ومتميزة عن غيره فليس هناك حقائق مطلقة بل هناك حقائق متغيرة ترتبط بمنافع ومصالح الأفراد.
النقد : صحيح ماذهب إليه أنصار هذا الرأي لكن جعل الحقيقة مرتبطة بالمنافع فيه مبالغة فمثلا القضايا التي لا تكون لها أثار عملية هي قضايا خاطئة نتخلى عليها فهذا غير ممكن لأن بذلك قد تعود بالنفع على شخص وقد ترجع بالضرر على الآخرين كما أن المنفعة تدعوا الى الاعتماد على وسائل أخلاقية وغير أخلاقية لتحصيل الأهداف فهذا دعوة الى التجرد عن القيم الأخلاقية. *التركيب:مايمكن قوله وسط هذا التناقض والجدل العقيم هو أن الحقائق مطلقة ونسبية معا وهذا مانلاحظه في بعض الحقائق الميتافيزيقية التي تكون وسطية بين النسبي. والمطلق فالحقيقة مطلقة عندما تكون مجردة ونسبية عندما تكون حسية واقعية مرتبطة بالانسان. *الخاتمة :في ختام مقالنا نستنتج أن التطورات التي عرفها العلم كانت لها إنعكاسات على تصور الفلاسفة لمفهوم الحقيقة حيث ظهرت فلسفات تؤكد أن الحقيقة مطلقة واضحة خاصة ماتعلق بأمور الدين وهذا لايمنع من وجود فلسفات تؤكد بأن الحقيقةعلى متغيرة ونسبية وهذا مايؤكد أن الحقيقة نسبية ومطلقة في آن واحد.