في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

بحث حول النظريات الأربع حول الإدراك - هل الإدراك مصدره العقل أم الحواس أم الشعور أم الموضوع المدرك؟

أولا: النظرية العقلية في الإدراك 

ثانيا: النظرية الحسية في الإدراك 

ثالثا: النظرية الجشطالتية في الإدراك 

رابعاً النظرية الظاهرية في الإدراك 

ملخص نظريات الإدراك 

النظريات الأربع حول الإدراك

نظرية الإدراك في الفلسفة 

بكالوريا 2022 - 2023 الجزائر 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ بحث حول النظريات الأربع حول الإدراك - هل الإدراك مصدره العقل أم الحواس أم الشعور أم الموضوع المدرك؟

هل الإدراك مصدره العقل أم الحواس أم الشعور أم الموضوع المدرك؟

بحث حول : النظرية العقلية

أولا: النظرية العقلية (الإدراك المجرد): يرى الفلاسفة العقليون ومن بينهم: "ديكارت" و "ألان" بأن العقل هو مصدر الإدراك أي أن الإدراك نشاط عقلي غايته الاتصال بالعالم الخارجي ومعرفته.

الأدلة والمبررات: اعتمدوا على أدلة وحجج أهمها:

• التمييز بين الإحساس والإدراك، فالإحساس مرتبط بالبدن لأن المحسوسات هي مجرد تعبيرات ذاتية قائمة في الذات، أم الإدراك فهو مرتبط بالعقل (امتداد خارج الذات).

• الإدراك ليس مجموعة من الإحساسات وإنما هو نشاط وبناء عقلي معقد تساهم فيه عمليات ووظائف عقلية عليا: كالتذكر ،التخيل ،التخيل ،الحكم ،التفسير ،التأويل ،التحليل والاستنتاج....فإدراكي للمكعب عندما أرى هذا الشكل أحكم عليه بأنه مكعب بالرغم من أنني لا أرى سوى 03 سطوح في حين أن للمكعب 06 سطوح، يقول "ألان": "الشيء يدرك ولا يحس به". كما يقول "ديكارت" أيضا: "وإذن فأنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أني أراه بعيني".

• الإحساس وحده لا يحقق معرفة مجردة لأن المعرفة الحسية مهما كانت درجتها لا تبلغ مرتبة الإدراك فهي تبقى مجرد معرفة جزئية لا غير. 

• الإحساس حالة ووظيفة سلبية ، فقد تكون المعرفة الحسية خاطئة كما يؤكد "ديكارت". لأنها تقتصر فقط على شهادة الحواس، كما أن الإحساس خاصية حيوانية فهو عام و مشترك بين الإنسان والحيوان والمعرفة فيه ظنية واحتمالية، قد تكون غامضة ولا تتجاوز ما يتوافر عند الحيوان، بينما الإدراك يقتضي تعقل الشيء. ومن هنا كانت الأشياء الخارجية امتدادات قابلة للإدراك العقلي.

• الإدراك فعل خاص بالعقل وتظهر فعاليته في مختلف الأحكام التي يطلقها على الأشياء المادية والتي بموجبها يتم إدراكها ومعرفتها معرفة كاملة. يقول "ألان": "وجود الشيء قائم في إدراكي أنا له".

• العقل قدرة ذاتية تتجاوز المعطيات الحسية، أما الإحساس فما هو إلا آلية تنبه العقل لحدوث الإدراك. يرى "ديكارت" "بأنه ما دام الإحساس مجرد حالة ذاتية غير ممتدة فإن إدراك شيء ممتد إنما يكون بواسطة أحكام عقلية تضفي على الشيء صفاته وكيفياته الحسية".

• يرى "ديكارت" أن المعرفة الموضوعية للأشياء هي أحكام عقلية وليست انطباعات حسية باعتبار أن الحواس غالبا ما تخدعنا حيث ترينا الأشياء على غير حقيقتها، فرؤيتنا للطائرة وهي تحلق في الفضاء تختلف عن رؤيتنا لها وهي جاثمة على أرضية المطار، وعليه فمن الحكمة يقول "ديكارت": "أن لا نثق في الذي يخدعنا ولو مرة واحدة".

• كما أن مشاهدتنا من النافذة لرجال يسيرون في الشارع كما يقول "ديكارت": " لا ترى العين المجردة في الواقع سوى قبعات ومعاطف متحركة ومع هذا حكمنا بأنهم أناس".

• من أنصار الاتجاه العقلي أيضا "ألان" الذي بين أن الأشياء لا تدرك بالحواس لأنها لا تبرز لنا سوى بعدين فقط من أبعاد المكان أما البعد الثالث فهو عمل عقلي (مثال المكعب...).

• لو استطاع الإحساس أن يقدم لنا معرفة لقدمها للحيوان لأنه هو الآخر يملك القدرة على الإحساس.

• كما أن إدراك الإنسان الراشد المكتمل العقل يختلف عن إدراك الصبي.

• يعتقد أنصار النظرية العقلية أيضا أن إدراكاتنا المعرفية ليست كلها نابعة بالضرورة من الإحساس. بل الغالب في هذه الإدراكات أنها صادرة بصورة قبلية عن العقل وما وراء العقل (نظرية المثل لأفلاطون، الأفكار الفطرية لديكارت...).

• يقول "ألان": "الشيء لا يحس وإنما يعقل" إننا نحس بألوان وطعوم وروائح الأشياء لكننا ندرك بعقولنا الأشياء. ويستعمل "ألان" مثال المكعب حيث يبين أن رؤية جميع أوجهه دفعة واحدة مستحيلة ومع ذلك فإننا ندركه ككل وبكماله، وهذا يعني أننا لا ندرك العالم مثلما نحس به. فلا تطابق بين الإحساس والإدراك، فنحن حينما نسمع أصواتا لا ندرك أصواتا فحسب بل نفسرها ونؤولها ونمنح لها دلالاتها الموضوعية الواقعية بالتعرف على الأشياء التي تحدثها مع تحديد مكانها وبعدها عنا بالتقريب..

• الرضيع مثلا يرى ما نراه، يسمع الأصوات التي نسمعها لكنه لا يدرك ما ندركه.

• ما يدعم أكثر نظرية العقليين هو مسألة إدراك المسافات. فالمسافة علاقة مجردة وليست كيفية حسية مثل اللون أو الرائحة، ولذلك لا يمكن الإحساس بها بل يتم تقديرها وتحديدها بفضل أحكام واستنتاجات العقل وحده.

• نحن ندرك الشيء بعيدا إذا ظهر في صورة صغيرة والعكس صحيح. وندرك أن شيئا ما أقرب إلينا من شيء آخر، إذا كان الأول يغطي جزءا من الثاني، مثال ذلك: أن الأفق أكثر بعدا من الأشجار التي نراها أمامنا لأنها تغطي جزءا منه.

مناقشة ونقد:

- إرجاع الإدراك إلى العقل وحده ليس له ما يبرره في الواقع، باعتبار أن الإدراك الخالص للموضوع الخارجي لا وجود له، فكل إدراك يحمل في ثناياه بذورا حسية، وهذا يعني أن الإحساس هو الجسر الذي يعبره العقل في إدراك الأشياء.

- أنصار الاتجاه العقلي لم يصيبوا حين ميزوا بين الإحساس والإدراك وفصلوا بين وظيفة كل منهما في المعرفة. بدليل أن هذه الأخيرة أي المعرفة عند الطفل الصغير تبدأ بالجانب الحسي قبل العقلي التجريدي.

- كذلك ركزوا على الذات المدركة (العقل) وأهملوا الموضوع المدرك (العوامل الموضوعية الخارجية، عامل التنشئة والتربية الاجتماعية، العوامل الاقتصادية، العوامل النفسية كالشعور والميل والرغبة مثلا...).

- كما أن المعرفة العقلية ليست يقينية مطلقة واحدة وثابتة بل هي بدورها نسبية واحتمالية. لأن العقل قد يخطئ، بدليل تطور المعارف العقلية (الرياضيات مثلا) عبر العصور التاريخية.

- إذن فالنظرية العقلية فصلت فصلا تعسفيا بين الذات المدركة والموضوع المدرك، كما أنها قللت من أهمية ودور الحواس في عملية الإدراك.

بحث حول : النظرية الحسية

ثانيا: النظرية الحسية (التجريبية. الإدراك معطى حسي).

يرى أنصار هذا الاتجاه بأن التجربة الحسية هي المصدر والمقياس الحقيقي لكل معرفة. لأن نفس الطفل الصغير لا تشتمل على المعاني المسبقة والفطرية. فهو يبدأ بتحصيلها بالاكتساب (بعديا وليس قبليا) شيئا فشيئا بواسطة خبرته الحسية.

• يعتبر "ابن سينا" أن إدراك الأشياء الخارجية يحدث بفعل الأعضاء الحاسة، والإحساس عنده هو قبول صورة الشيء مجرد من مادته فيتصورها الحاس. 

• عملية الإدراك تحدث نتيجة لتأثر الحواس بالمنبهات الخارجية وبالتالي فالإدراك الحسي عند "ابن سينا" يتمثل في المعاني التي انطبعت في الذهن بفعل الحواس.

• لكن نظرة الفلاسفة المحدثين للإدراك تختلف عن نظرة القدامى. لأنها تجاوزت فكرة الإحساس واهتمت بطبيعة العلاقة بين الإدراك والذات المدركة. وقد عبر عنها "جون لوك" الذي بين أن أعضاء الحس التي تقابل المحسوسات هي التي تنقل الى الذهن الانطباعات الحسية المستمدة من الأشياء.

• إدراكنا للأشياء الخارجية متوقف على صفاتها وكيفياتها الحسية، وإذا كانت هذه الصفات والكيفيات مترابطة في شيء، فإن الصور التي تحدثها في عقولنا تصل إليها وهي منفصلة، أي تؤدي الى انطباعات حسية جزئية ولكن العقل هو الذي يربط هذه الانطباعات ويكون منها إدراكا. مثل: إدراك البرتقالة الذي يتألف من شكلها وامتدادها وصلابتها ولونها وطعمها. يقول "جون لوك": "عن إدراكنا للموضوعات الحسية يتم بناءا على الصفات الحسية الموجودة في حواسنا، وبالرغم من وجود هذه المحسوسات منفصلة وغير مترابطة..". "ومن هنا فإن الحواس والمدارك هما النافذتان اللتان ينفذ منهما الضوء الى هذه الغرفة المظلمة (أي العقل)".

• الإدراك في تصور الحسيين يأتي لاحقا لترابط الاحساسات. وهذا يعني أن الإدراك إنما يعود في الأساس الى الإحساس، فبالحس نتفاعل مع العالم الخارجي وبه نتمكن من تحصيل المعارف.

• العقل صفحة بيضاء والتجربة تكتب عليه ما تشاء. ولا وجود للأفكار الفطرية القبلية.

• من أنصار هذا الاتجاه الحسي "دفيد هيوم" الذي يعتبر الإدراك مجرد انطباع المحسوسات نتيجة تأثر الحواس.

• دور العقل محصور في تسجيل واستقبال الانطباعات الحسية وما الأفكار إلا صور لهذه الانطباعات.

• يؤكد التجريبيون على أن المعرفة تكون عن طريق الحواس ولا دخل للعقل فيها. ومن أنصار هذا الطرح: "كوندياك" الذي تعصب للحواس وجعل منها أداة للمعرفة، غير أن هذه الفكرة قد تجعل المعرفة الإنسانية لا تختلف عن المعرفة عند الحيوان. ما دامت الحواس هي مصدر المعرفة.

• "يرد كوندياك" على هذا التساؤل بإقامة التمييز بين حواس الإنسان وحواس الحيوان في الدرجة. فدرجة الإحساس عند الإنسان تسمح بتحويل إحساساته إلى صور ثم معاني أما درجة الإحساس عند الحيوان فلا تسمح له إلا بتحويل إحساساته الى صور فقط. وهذا ما جعل الإنسان يمتلك المعرفة التي لا توجد عند الحيوان.

• يقول "جون لوك": "لا يوجد شيء في الذهن ما لم يوجد من قبل في الحس". ويقول أيضا: "لو سألت إنسانا متى بدأ يعرف لأجابك متى بدأ يحس" (يقدم لنا مثال الليمونة).

• يقول "دفيد هيوم": "إن الألوان والأصوات والحرارة والبرودة كما تبدو لحواسنا لا تختلف عن طبيعة وجودها كما تكون عليه حركة الأجسام وصلابتها".

• أكد كذلك علم النفس أن الطفل لا يدرك العالم الخارجي إلا بعد أن نقربه له على شكل أشياء ملموسة ومحسوسة كاللعب مثلا...

  مناقشة ونقد:

- أهملوا دور العقل وحصروا مهمته في استقبال وتسجيل الانطباعات الحسية فقط.

- الإحساس غالبا ما يمدنا بمعارف ظنية.

- قد تكون الحواس سليمة ولكن عملية الإدراك منعدمة لوجود خلل في القدرات العقلية (البلاهة، الضعف العقلي....).

- الإدراك ليس مجرد ترابط الإحساسات في الذهن إنما هو مسألة أخرى لأن العالم الخارجي له مميزات لم ينتبه لها الحيوان.

- لا يمكن إنكار دور الحواس لكن الأخذ بمطلقية هذا الرأي الذي يقلل من شأن العقل والدور الكبير الذي يلعبه، فما فائدة الانطباعات الحسية في غياب العقل وهو الذي يفسر ويؤول....

- تابع قراءة المزيد من المعلومات المتعلقة بمقالنا هذا في اسفل الصفحة على مربع الاجابة وهي كالتالي ثالثا: النظرية الجشتالتية والظاهرية 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
مختارة بواسطة
 
أفضل إجابة

نظريات الإدراك : النظرية الجشتالتية

و النظرية الظواهرية فلسفة بكالوريا 2022 

ثالثا: النظرية الجشتالتية: (انتظام الأشياء).

بحث حول : النظرية الجشتالتية

- يرى أنصار هذه النظرية ومن بينهم: فرتهيمر، كوفكا وكوهلر أن الإدراك يمر بثلاث مراحل عن طريقها يتم معرفة العالم الخارجي.

- أساس الإدراك عند الجشتالت هو الشكل والصورة الكلية ثم الصورة التحليلية الجزئية ثم العودة الى الصورة الكلية بتركيب تلك الأجزاء مثال (الشجرة..).

- ترى المدرسة الجشتالتية أن لكل موضوع شكل وأرضية، وكلما كانت عناصر الشكل منتظمة كلما سهل إدراكه.

- الإدراك يعود الى العوامل الموضوعية وعليه فلا يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك.

- العالم الخارجي الذي ندركه منظم بفعل قوانين موضوعية خارجية وهي التي تؤثر على إدراكنا.

- من مبادئ الجشتالت نفي دور العقل في عملية الإدراك لأنه فكرة غامضة (داخلية) لهذا فالإنسان يدرك الشكل (الكل) قبل إدراكه العناصر الجزئية. فالجزء لا يكتسب معناه إلا داخل الكل الذي ينتظم وفق قوانين. فالأنغام الموسيقية مثلا لا قيمة لها إلا لافي تواصلها.

- وضعت المدرسة الجشتالتية قوانين وشروط ينتظم بها العالم الخارجي تعرف بقوانين تنظيم الإدراك ومنها:

- قانون التقارب والتجاور: ويعني أن الموضوعات المتقاربة والمتجاورة في الزمان والمكان تكون سهلة الإدراك.

- قانون التشابه: الأشياء المتشابهة في الشكل أو الحجم أو اللون نميل إلى إدراكها كصيغ مميزة عن غيرها.

- قانون الإغلاق: الأشياء الناقصة نميل الى إدراكها تامة كاملة.

- قانون الانتظام: فالثوب المخطط عموديا قد يزيد من أناقة الفتاة عكس الثوب بخطوط أفقية.

- قانون التباين: كلما كان هناك تباين بين الشكل والأرضية كلما سهل إدراك الشكل.

- هذه هي أهم القوانين التي تنظم الإدراك وهي عندهم لا تصدق على مجال البصر فقط بل تصدق على كل المجالات الحسية الأخرى. لهذا يقول "بول غيوم": "إن الوقائع النفسية صور أي وحدات عضوية تنفرد وتتحدد في المجال المكاني والزماني للإدراك وتخضع الصور بالنسبة للإدراك لمجموعة من العوامل الموضوعية".

- يرفض علماء النفس الجشتالتيين التمييز بين الإحساس والادراك. ولا يحق عندهم الحديث عن الإحساس الخالص.

- إدراك الشكل معطى مباشر أي أن إدراكه ككل وكبنية يسبق إدراك العناصر المكونة له. مثال (الكلمة والحرف).

- لا يدرك الشيء الى لكونه متميزا عن الأشياء المحيطة به التي تعتبر عندئذ خلفية أو أرضية

- الخلفية بالنسبة للإدراك البصري مساحة باهتة ذات عناصر متشابهة في حين أن الشكل يظهر واضحا ومتميزا عنها.

- لا شك أن الخلفية والشكل مثيران للعيم معا لكن درجة التأثير تختلف، ولولا هذا الفرق في درجة التأثير لما حدث الإدراك. مثال: القطن الموضوع على مساحة سوداء يدرك بوضوح، ولكن يدرك بصعوبة على مساحة بيضاء.

- نحن ندرك دائما الأشياء البارزة المنتظمة بحيث يستحيل إدراك الشيء إذا لم يكن متميزا عن الأشكال التي تحيط به أي خلفيته، وفي حالة التساوي بين الشكل والأرضية في درجة الوضوح والانتظام والبروز ندرك بالتناوب أحدهما شكلا والآخر خلفية.

- كل تغيير في بنية الموضوع المدرك يؤثر في عملية الادراك.

- مناقشة ونقد:

- أبرز الجشتالت دور الشروط الموضوعية (الخارجية وقللوا من دور العوامل الذاتية المتمثلة في تجارب الفرد الماضية وظروفه الراهنة في تحديد عملية الإدراك.

- العوامل الموضوعية وحدها غير كافية وإلا تساوى الإدراك عند جميع المدركين لأن الموضوع واحد.

- كما أن العقل لا يكون عادة في حالة استقبال سلبي بل يظهر نشاطه في الحكم والتفسير ....

- قللت من فاعلية الذات ودور الخبرة الشعورية وتأثيرها في الادراك.

- في كثير من الأحيان قد تتوفر العوامل الموضوعية في الشيء المدرك ولا تتم عملية الادراك.

بحث حول النظرية الظواهرية في الإدراك 

رابعا: النظرية الظواهرية (الفينومينولوجية): الإدراك والتعايش مع الأشياء.

- من أنصارها: "إيدموند هوسرل" و "ميرلوبونتي". رفضوا أن يكون الإدراك تابعا للإحساس أو لنشاط العقل، وبالتالي لا يمكن أن تكون الأشياء الخارجية موضوعا للإحساس كما يعتقد الحسيون أو موضوعا لأحكام العقل كما يظن العقليون.

- الأشياء الخارجية عند الظواهرية هي موضوع للتجربة اليومية العادية التي يعيشها الإنسان، وهي قائمة على الشعور. وإذا كان هذا الشعور يتميز بالاستمرار والتغير فإن إدراكنا للأشياء الخارجية لا بد أن يتغير بتغير شعورنا، وإذا كانت هذه الأشياء في حد ذاتها ثابتة لا تتغير. ومعنى هذا أن إدراكنا للأشياء يختلف باختلاف أحوالنا وظروفنا، فإدراك الإنسان للأسد في حفل السيرك يختلف عن إدراكه في الغابة.

- يقول "هوسرل": "أرى بلا انقطاع هذه الطاولة، سوف أخرج وأغير مكاني ويبقى عندي بلا انقطاع شعور بالوجود الجسمي، الطاولة واحدة في ذاتها لا تتغير وأن إدراكي لها يتنوع ويتغير".

- يقول "ميرلوبونتي": "إن الإدراك هو ذلك الاتصال الحيوي بالعالم".

- الإدراك عند الظواهرية يتعلق بمعرفة وصفية يؤدي إليها الشعور، فلا إدراك أو شعور إلا بموضوع.

- ترى كذلك المدرسة الظواهرية أن الإدراك لا يتعلق بالعوامل الخارجية الموضوعية كما ذهبت إليه المدرسة الجشتالتية، وإنما بالعوامل الذاتية النفسية، فالشعور له دور كبير في التأثير على عملية الإدراك.

- الإدراك عند الظواهرية يتوقف على عاملين هما: الشعور والموضوع المدرك.

- يقول "ميرلوبونتي": "إن إدراكنا للأشياء ليس ثابتا بل هو متغير بتغير شعورنا فالثابت هو الأشياء فقط أما الشعور فهو متغير وعليه فالإدراك متغير".

- إدراكنا لموضوع ما في حالة الحزن يختلف عن إدراكنا له في حالة الفرح وهذا راجع إلى الحالة الشعورية التي تتباين في كلتا الحالتين.

- كذلك مما يميز النظرية الظواهرية مصطلح القصدية، والمراد به توجه الوعي في كل أفعاله من حكم وحب ورغبة إلى موضوع أو مضمون يقصده بفعله. 

مناقشة ونقد:

- بالغوا في تفسيرهم للإدراك عن طريق الشعور وإهمالهم المعطيات الحسية وفعالية الذهن.

- كما أن الواقع يؤكد بأن العالم هو موضوع لإدراكنا ولا بد أن يتأثر به الإدراك ويتغير بتغيره لا بتغير الشعور. وبالتالي لا يمكن أن نجعل العالم الخارجي تحت سيطرة الشعور بل يتجاوزه.

- لا يمكن إنكار ما ذهب إليه الظواهرية، فكل إدراك هو إدراك شيء ما. لكن تدخل العامل النفسي في إدراكنا يجعل الإدراك في الكثير من الأحيان مجرد وهم وخيال. كما أن الإدراك لا يتم إلا بتدخل تلك العوامل الموضوعية السابقة الذكر.

تنبيه: الفهم الجيد لتلك النظريات الأربع يمنحنا القدرة على كتابة أية مقالة تتعلق بدرس الإحساس والإدراك، مع ضرورة المحاولة وتكرارها حتى ننجح في الوصول إلى ما نصبو إليه.

بواسطة
النظريات الأربع حول الإدراك

اسئلة متعلقة

0 إجابة
...