بحث حول الإدراك في الفلسفة تعريف الإدراك أقوال الفلاسفة عن الإدراك
بحث حول الإدراك في الفلسفة تعريف الإدراك
تعريف الإدراك لغة واصطلاحا
. أسئلة حول الإدراك
أقوال الفلاسفة عن الإدراك
مقالة حول الإدراك
الإدراك والاحساس في الفلسفة
شعبة آداب و فلسفة بكالوريا 2022
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ بحث حول الإدراك في الفلسفة تعريف الإدراك أقوال الفلاسفة عن الإدراك
الإجابة هي
بحث حول الإدراك في الفلسفة تعريف الإدراك أقوال الفلاسفة عن الإدراك
ـ الإدراك
أولا : مفهوم الإدراك : Perception
في اللغة هو اللحاق والوصول ، يقال أدرك الشيء بلغ وقته وانتهى وأدرك الثمر نضج وأدرك الولد بلغ وأدرك الشيء لحقه .والإدراك في الفلسفة الإسلامية يدل على حصول صورة الشيء عند العقل سواء كان ذلك الشيء مجردا آو ماديا جزئيا أو كليا حاضرا أو غائبا .
أما في الفلسفة الحديثة فان الادراك يدل على شعور الشخص بالإحساس أو بجملة من الإحساسات التي تنقلها إليه حواسه .وهذا المعنى العام يدل على أن الإدراك يختلف عن الإحساس فالظاهرة النفسية التي تحصل في ذات المدرك عند تأثر أعضاء الحس تشتمل على وجهين احدهما انفعالي والآخر عقلي .
يقول ريد reid في الادراك : هو الإحساس المصحوب بالانتباه ، كما يقول مين دو بيران Maine de biran الواقع أن الإحساس والإدراك كليهما مصطبغان بلون انفعالي وعقلي معا ولكن الإدراك يزيد على الإحساس بأن آلة الحس تكون فيه اشد فعلا ، والنفس أكثر انتباها فيكون الشيء الخارجي أبين والصورة المرتسمة في النفس أوضح وأميز وعلى كل حال فالإدراك يقتضي الإحساس .
إن الإدراك هو حصول المعرفة بالموضوع بواسطة الحواس ونتائجه تسمى المدركات . ووظيفته إعطاء تفسير لموضع تنقله الحواس مستعينا في ذلك بالقدرات العقلية كالذاكرة والخيال ، فالإدراك عملية عقلية مركبة ومعقدة تنطلق من المنبهات الحسية.
والإدراك كما يرى محمد عثمان نجاتي نوعان . الادراك العقلي عندما تتمثل صور المعقولات في العقل . والإدراك الحسي وهو تمثل صور المحسوسات في الحواس . ويعرفه الفارابي بقوله : " الادراك يناسب الانتقاش فكما أن الشمع يكون أجنبيا عن الخاتم حتى إذا طابقه وعانقه معانقة ضامة رحل عنه بمعرفة ومشاكلة صورة ، كذلك المدرك يكون أجنبيا عن الصورة فإذا اختلس عنه صورته عقد معه المعرفة كالحس يأخذ من المحسوس صور يستودعها الذكر فيمثل في الذكر وان غاب عن الحس " فالإدراك حسب هذا التعريف ، هو الإحساس بالشيء وفهمه ويتم الإحساس عادة بالحواس المتوفرة للإنسان ، أما الفهم فيحدث بربط محتوى الإحساس أو موضوعه بما يمتلكه الفرد في دماغه من معلومات سابقة بخصوصه ، فإذا كانت هذه الخلفية المعرفية كافية لاستيعاب الشيء وتمييزه أي كافية لفهمه عندئذ يتم للفرد ما نسميه الادراك .
ويحدث الإدراك حسب هذا الخطاطة : وعي حسي للشيء ( الحواس ) + وعي عصبي للتمييز ( داخل الدماغ ) + خبرات سابقة بالدماغ = الادراك .
لكن ركس نايت ومرجريت نايت لا يميزان كثيرا بين الإحساس والإدراك على أساس أن هذا الأخير ما هو إلا مرحلة متقدمة من الإحساس .حيث جاء في كتابهما المدخل العام إلى علم النفس "الادراك الحسي هو الإحساس مضافا إليه شيء أكثر أي تضاف إليه الخبرة الناجمة عن تنبيه الخلايا العصبية الموجودة في المناطق الارتباطية فالإدراك الحسي هو الإحساس المعزز بالذكريات وبالصور العقلية المستمدة من الخبرة الماضية والناشئة عن التداعي " .
إذن الإدراك يتجاوز صاحبه ما تنقله الحواس إلى تفسيرها على ضوء ما يملكه من خبرات بواسطة القدرات العقلية ، لأننا ندرك بالاستناد إلى ما تختزنه الذاكرة ، ويستحيل إدراك الموقف بدونها ، إن الطفل لا يدرك خطورة النار إلا بعد أن تتكون لديه خبرة وذلك بعد أن تكون قد لسعته يوما ما ، ثم يعتمد على هذه التجربة ويبني تصور تجاه النار و يدرك خطورتها فيما بعد .
ثانيا :عوامل الإدراك عوامل ذاتية وعوامل موضوعية الادراك
الإجابة
عوامل الإدراك
نوع من الحجارة أمام جمع من الناس فيهم الفلاح والتاجر والفنان وعالم الجيولوجيا والبناء ، إذا كان إحساسهم واحد وقد يتطابق إحساسهم مع الحيوانات أيضا ، فهل يدركون هذا الحجر بنفس المستوى وهم مختلفون .؟
إن البناء سيدرك الحجر كقطعة لإتمام البناء والفنان ينظر إليه كتحفة فنية أما الجيولوجي فيريد معرفة مكونات الحجر وعمره الزمني . إذا كان الاختلاف هو السائد هنا في عملية الادراك ، فيمكن القول بنسبية المعرفة الإدراكية وهذا حسب العوامل التي شكلته ، وهي :
ـ عوامل ذاتية الادراك
وهي عوامل داخلية شخصية تتعلق بالذاكرة والذكاء والتخيل والميول والرغبة والاهتمام ، والتربية والحالة الصحية والألفة والتوقع .
ـ ما هي عوامل موضوعية الإدراك
هي عوامل خارجية تتعلق بالبيئة والمحيط أي طبيعة الموضوع المدرك ( اهتم الجشطالتيون بالعوامل الموضوعية ، وهذا ما نتناوله لاحقا
هذه العوامل قد تساعد على الإدراك بشكل صحيح كما أنها قد تؤدي إلى الوقوع فيما يسمى بأخطاء الإدراك ، كأن ترى الملعقة مشوهة في كاس فيه ماء مع أنها سليمة.
III ـ
طبيعة الإدراك
هل يتم الإدراك عن طريق الحواس أم العقل ، أم أن الموضوع هو الذي يفرض عليك إدراكه بشكل معين أم الذات ؟
أولا ـ الإحساس مصدر كل معرفة
يعترض التجريبيون على إقصاء الحواس وينسبون كل معارفنا إلى هذه الأخيرة ، ذلك لأن العقل يأتي صفحة بيضاء . فترى النظرية الحسية أن الحواس هي أساس الإدراك وأنه لا يمكن إدراك العالم الخارجي إلا من خلال الحواس ، لكن هذا لا يعني الإنكار التام لدور العقل في تفسير المحسوسات . هذا ما نجده عند جون لوك الذي حصر مهمة الذهن في جمع وتنظيم ما يرد إليه عبر الحواس ، وأن الذهن لا يحتوي على أي فكرة مسبقة ، بل هو أشبه بالصفحة البيضاء . و يعارض دفيد هيوم 1711 ـ 1776 بشدة موقف العقليين ، ويرى أن مصدر الأفكار مهما كانت هو الحواس يقول : " وباختصار فإن جميع مواد الفكر مأخوذة من حواسنا سواء كانت خارجية أم داخلية ومزجها وتركيبها فقط هما اللذان يرجعان إلى الفكر والى الإرادة " ونفهم من هذا الدور الذي يوليه د ـ هيوم للحواس في العملية الإدراكية .
ثانيا ـ
العقل أساس الإدراك في النظرية العقلية
ترى النظرية العقلية منذ سقراط وأفلاطون أن معارفنا عقلية وأن الحواس قاصرة على إمدادنا بأي معرفة لأنها معرضة للخطأ وأن العقل يتدخل كل مرة لإصلاح أخطائها ومنه فالإدراك يتقدم على الإحساس .
إن أنصار المذهب العقلي يرون أن المعرفة الحقيقية تعود إلى العقل لأن القضايا التي يحكم العقل بها ، قضايا صادقة صدقا ضروريا لا يتطرق إليها الشك ويعتبرون العقل قوة فطرية لدى جميع الناس ، وأحكامه ضرورية أولية . والقواعد التي يتوصل إليها العقل عندهم عامة وثابتة ولا تكتسب من التجربة ، فديكارت يعتقد أن الحدس نور فطري يُمكّن العقل من إدراك فكرة ما دفعة واحدة وهذا الإدراك واضح لا يمكن أن نشك فيه ، لأنه لا يعتمد على شهادة الحواس ، وفي نفس الاتجاه سار كل من اسبينوزا ، وماليبرانش ، وليبنتز .
إن الإدراك حسب هذه النظرية هو إضفاء أحكام وأفكار على الأشياء ، بمعنى أن الإنسان يدرك بذهنه وليس بحواسه يقول ديكارت : " إني أدرك الأشياء بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ، ما كنت احسب إني أراه يعيني " ذلك لأن الحواس لا تنتج عنها أي قيمة معرفية ويالتالي تفصل هذه النظرية بين الإحساس والإدراك وتحصر العملية الإدراكية في العقل وقدراته فهو الذي يسمح بادراك المكعب رغم أن العين لا ترى منه الا تسعة أضلاع و ثلاثة أوجه هذا ما توصل أليه آلان 1868 ـ 1951 . وبالعقل ندرك البعد الثالث وبه يمكن تقدير المسافات . لكن من أين للعقل هذه الأحكام ؟ وكيف تكونت ؟ هنا يرد العقليون بأن الأفكار فطرية ولم ترد إلى الذهن عن طريق الحواس بل لا وجود للأشياء إلا في الذهن ، يقول جورج باركلي 1649 ـ 1690 " وجود الشيء قائم في إدراكي أنا له " يعني وجود الأشياء مرتبط بالذات وغير مستقل عنها كما نظن .
ثالثا :
أساس الإدراك حسب النظرية الجشطالتية وقوانين الإدراك
بالعودة إلى النظرية الحسية نجدها تركز على الأجزاء التي يتركب منها المحسوس وان كل حاسة مسؤولة عن نقل ما يلائمها لتجتمع هذه الانطباعات الحسية على مستوى الذهن فيحدث الإدراك ، هذا التفسير رفضته النظرية الجشطالتية وهي نظرية اخذت اسمها من gestalt جاشطالت ، أي الشكل يمثلها كوفكا Koffka (1886-1941) وكوهلر (1887-1967) Kِhlerوفريتمر Wertheimer ( 1880 ـ 1941 ) .
يرى هؤلاء أن الإدراك لا ينفصل عن الإحساس وانه ليس مرحلة ثانية بل هو إدراك مند البداية ، ولا يعترفون بوجود أحكام عقلية نصبغها على الموضوعات وهذا يتفق مع ما ذهبت إليه النظرية الحسية ، أما الاختلاف فنجده من خلال رفض الجشطالتيون للنظرة للشيء المحسوس فنحن لا ندرك المثلث من رؤية ثلاثة زوايا منفصلة أو ثلاثة خطوط متقاطعة بل ندركه ككل هذا الكل هو الذي يفرض إدراكه بصورة معينة ، ومن ثم يصبح المحسوس هو العنصر الأساسي في الإدراك وليس الذات بحواسها أو أفكارها هذا الشيء المحسوس والأشياء الأخرى الموجودة في العالم الخارجي منتظمة في صيغ معينة حددها الجشطاتيون وأطلقوا عليها قوانين الانتظام وهي :
1 ـ قانون التجاور :
ويعني أن الموضوعات إذا تجاورت في صيغة معينة فإنها تفرض على المدرك أن يدركها حسب الوضعية الموجودة عليها .
2 ـ قانون التشابه :
من حيث الشكل وللون والحجم والسرعة والحركة فالأشياء المتشابهة تحتم علينا أن ندركها مختلفة عن غيرها .
3 ـ قانون الاستمرار :
الذي يفرض إدراك الموضوع على صيغة معينة إذا انتظم مثلا في شكل نقاط مستمرة.
4 ـ قانون الإغلاق :
يميل المدرك الى تكملة الأشياء الناقصة .
5 ـ قانون الشكل والأرضية :
يحتم على المدرك إدراك الشكل وتمييزه عن الأرضية دون أن يحدث العكس ، فكانت العوامل الموضوعية هذه هي المتحكمة في العملية الإدراكية ، وأهملت هذه النظرية العوامل الذاتية وينسحب هذا على كل الحواس ، فنحن ندرك مثلا اللحن الموسيقي ككل وليس أصوات وأنغام صادرة عن آلات موسيقية كل على حدى .
رابعا :
مفهوم الإدراك حسب النظرية الظواهرية
الإدراك عند الظواهريين يحدث عندما تتفاعل الذات المدركة مع الموضوع المدرك ولكن بمعنى يختلف عن ما ذهبت إليه النظرية العضوية، لان الإدراك متعلق بالحالة الشعورية الراهنة وبالتالي يتغير مع تغيرها كما يقول هوسرل " أرى بلا انقطاع هذه الطاولة ، سوف اخرج وأغير مكاني ويبقى عندي بلا انقطاع شعور بوجود مادي لطاولة واحدة هي شعور بطاولة لم تتغير ولكن إدراكي لها ما فتئ يتغير في مجموعة متتابعة من الادراكات المتغيرة " ونفس الموقف عند ميرلوبونتي الذي يؤكد على دور الشعور في الادراك .
إن الإدراك في نظر الظواهريين يتعلق بمعرفة وصفية يؤدي إليها عامل الامتداد الذي يتميز به شعورنا فلا إدراك أو شعور إلا بموضوع وليس ثمة ما يبرر الحديث عن ادراكات عقلية خالصة ومجردة لا تحمل معرفة عن العالم الخارجي ، بل تمثل إنشاءات ذهنية وترفا فكريا لا طائل من ورائه ذلك لأن النزعة الظواهرية تعتقد أنه ما من شيء يمكن أن يتبدى إلى الإنسان غير الظواهر ونحن لا نعرف غير هذه الظواهر.
خاتمة حول الإحساس والادراك
: حل المشكلة
هذه نظريات قدمت تفسيرها لكيفية حدوث الادراك فركزت النظرية الذهنية على دور العقل معتمدة عل فطرية الأفكار متجاهلة الواقع الحسي ، هذا الأخير كان محط اهتمام النظرية الحسية ، لكنها أهملت بدورها القدرات العقلية . ثم جاءت النظرية الجشطالتية وأهملتهما معا وركزت على موضوع الادراك فهي ترى أن كل من الحواس والعقل معرضين للخطأ متناسية أن الموضوع نفسه قد يؤدي إلى إدراكه بشكل خاطئ كما هو الحال مع خطأ لاير مولر . لنصل إلى رأي ربط الادراك بالحالة الشعورية المتغيرة وفسر تغير الادراك بتغير الحالة الشعورية في حين ان الموضوع بطبيعته قابل للتغير ولا دور للشعور في ذلك ثم إذا كان الإدراك متغير فأين نعثر على الادراك الصحيح ؟
وبعيدا عن التعصب لموقف معين يجدر بنا تفسير الادراك وكيفة حدوثه بتداخل عوامل مختلفة بعضها يخص الذات كالحواس وسلامتها والميل والرغبة ودرجة الاهتمام بالإضافة إلى الخبرة السابقة المخزنة في الذاكرة يضاف إلى هذا التخيل والذكاء دون أن ننسى عامل الموضوع أي الشيء المدرك والوضعية التي يكون عليها التي من شأنها تسهيل عملية الإدراك أو تجعلها صعبة .