العلاقة بين الحكمة والشريعة عند الفلاسفة، أقوال الفلاسفة عن الحكمة والشريعة بحث حول الحكمة والشريعة
العلاقة بين الحكمة والشريعة عند الفلاسفة، أقوال الفلاسفة عن الحكمة والشريعة
ما علاقة الحكمة بالشريعة في الفلسفة
بحث حول الحكمة والشريعة بكالوريا
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ العلاقة بين الحكمة والشريعة عند الفلاسفة، أقوال الفلاسفة عن الحكمة والشريعة
الإجابة هي كالتالي
العلاقة بين الحكمة والشريعة
مع الكندي
الفرابي
ابن طفيل
وابن رشد
- العلاقة بين الحكمة والشريعة
العلاقة بين الحكمة والشريعة أصبحت كمشروع عند بعض الفلاسفة الإسلاميين الذين سعوا لإقامته وإزالة تلك الصورة المشوهة التي تتعلق مباشرة بذهنية العامي البسيط والفقيه المتشدد عند سماعهم لكلمة فلسفة.
فمحاولات كل من الكندي,الفارابي,ابن سينا وابن رشد كانت تسعى لأن تجعل وجود الفيلسوف مشروعا في مجتمع كان يرفض أصلا كلمة فلسفة لأنها إحالة إلى الزندقة والارتداد.
إن الدين الإسلامي قد تكفل بحل الإشكالات والعوائق التي قد تطرأ على بنية المجتمع سواء في تعاملات المسلمين فيما بينهم,أو مع غيرهم من غير المسلمين, فعلم الكلام- كما كان في بداياته-والفقه بكل فروعه- خاصة منه المعاملات- أغلقا كل نقص يمكن أن يلحق المسلم في عقيدته أو في تعاملاته,وهما في جذورهما مستنبطان من الكتاب والسنة.
والقرآن الكريم يقول ׃﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا﴾ إ ذن فأي ممارسة كيفما كانت -عملية أو نظرية- سوف تكون مقرونة بالكتاب والسنة باعتبارهما الإطاران المرجعيان في كل شيء.
حتى إن دعوات النظر والتدبر يمكن أن نحصي العديد منها في القرآن, فهو حث على النظر إلى الكون-الكوسمولوجيا-" أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج, والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب" سورة ق الآية 6 .كما أنه دعوة إلى الفضيلة والممارسة العملية الحسنة-الأخلاق-" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " سورة فصلت اللآية .33 كذلك أمرنا بالشورى فيما بيننا –السياسة-" وأمرهم شورى بينهم " وفي دعوته لنا بالنظر في الكون هدانا لمعرفة دورات القمر وما ينتج عنها من معرفة عدد السنين والحساب –الرياضة- )وجعلنا الليل والنهار آيتين , فمحونا لآية الليل وجعلنا لآية النهارمبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب (سورة الاسراء الآية 12.
إذن فميادين كالميتافيزيقا,الكوسمولوجيا,الأخلاق والرياضة كانت حاضرة في الإطار المرجعي الذي يشكل الثقافة الإسلامية قبل ظهور الفلسفة, والفلسفة كانت تضم في بوثقتها كل هذه الميادين المعرفية.
فإذا كان ما في الفلسفة مثالات لما في الدين, فما الداعي إلى دخولها الفضاء العربي الإسلامي إذا كان ما ستقدمه لنا قد أعطاه لنا الشارع المعصوم ؟
العلاقة بين الحكمة والشريعة عند أ- الكندي: أبو الفلاسفة العرب
يعتبر الكندي أول فيلسوف عربي يظهر في الحقل العربي الإسلامي﴿185ه/252ه﴾ وباعتباره أول من سيتبنى الرؤية الفلسفية, فقد دشن لمحاولة ستعرف فيما بعد انتشارا كبيرا بين كل الفلاسفة الإسلاميين,وهي محاولة شرعنة الخطاب الفلسفي في الفضاء العربي الاسلامي.
لقد أعلن الكندي ألا وجود لتناقض بين الحقيقة الدينية والحقيقة الفلسفية, بل هما مظهران لحقيقة واحدة, ففي تعريفه للفلسفة في كتابه الى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى يقول إن الفلسفة هي"علم الأشياء بحقائقها بقدر طاقة الانسان - ثم يزيد فيقول- وفي علم الأشياء بحقائقها علم الربوبية, وعلم الوحدانية,وعلم الفضيلة,وجملة كل علم نافع والسبيل اليه, والبعد عن كل ضار والاحتراس منه,واقتناء هذه جميعا هو الذي أتت به الرسل الصادقة عن الله جل ثناؤه, فإن الرسل الصادقة صلوات الله عليها إنما أتت بالإقرار بربوبية الله وحده وبلزوم الفضائل المرتضاة النفيسة عند ذوي الحق وأن نسعى في طلبها بغاية جهدنا".
لقد عارض الكندي نظرية كانت تنسب في عصره للهنود والبرامكة,أساسها أن العقل وحده يكفي مصدرا للمعرفة, وأخد يدافع عن النبوة,لكنه كان يحاول أيضا التوفيق بينها وبين العقل,وقد حذا به الإلمام بمختلف الملل إلى أن يقارن بعضها ببعض, فوجدها مجمعة بأسرها على الاعتقاد بأن العالم صادر عن علة أولى واحدة أزلية,لايستطيع علمنا أن يعرفها بأكثر من هذا السبيل,وأرسل رسله شهداء على الناس, وأمرهم أن يبشروا من أطاعهم بالنعيم المقيم, وأن ينذروا من عصاهم بالعذاب الأليم .
واضح إذن أن الكندي سبق الشارح الأكبر في وجوب التمسك بالتفكير الفلسفي, مبينا في ذلك أن لا فرق بين علم الرسل وعلم سائر البشر, فإذا كان الأول مبنيا على الوحي وباصطفاء من الله تعالى,فإن الثاني مبني على البرهان وطلب الحقيقة انطلاقا من إعمال العقل, وهذا ما عبر عنه ابن تيمية فيما بعد بقوله "أن النقل الصحيح يوافق العقل الصريح".
نصل مع الكندي إلى أنه لا تعارض بين العقل والنقل, بين الحكمة والشريعة, لكن السؤال الذي يكرر نفسه دائما هوإذا كانت المعرفة الفلسفية لا تتناقض مع المعرفية الدينية, فالنتيجة واحدة لكن الطرق مختلفة,إذ هي إنسانية بالنسبة للفلسفة وإلهية بالنسبة للدين,أليست الفلسفة من هذه الناحية ستعد تكرارا توتولوجيا لحقيقة واحدة, وبالتالي ألا نكتف بالمعرفة الدينية باعتبارها تأتينا بدون جهد ولا مشقة, بل بالهام مباشر من الله سبحانه وتعالى؟
العلاقة بين الحكمة والشريعة عند ب – الفارابي׃المعلم الثاني
ﺇن المشروع الذي بدأه فيلسوف العرب الكندي في التوفيق بين الفلسفة والدين الإسلامي,أو محاولة شرعنة الخطاب الفلسفي في الإسلام,أخذ يترعرع مع الفارابي﴿260ه/339ه﴾.ذلك لأن عمليات الترجمة المامونية للارث اليوناني ﴿ خاصة منه ما يتعلق بالطبيعيات والإلهيات﴾ أخذت تأخد طابع الصراع والصدام الفكري مع الموروث العقدي الإسلامي.
ولتجنب هذا الصدام وهذا الاختلاف, ظهرت محاولات الدمج,لكن ما يثير الانتباه فعلا مع الفارابي في اطار مشروعه التوفيقي بين الدين والفلسفة,هو تدشينه لمشروع مماثل,وهو الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو,وهو يقول في السبب الداعي الذي جعله يقبل على هذا المشروع:
" رأيت أكثر أهل زمانا تخاضوا وتنازعوا في حدوث العالم وقدمه, وادعوا أن بين الحكيمين المقدمين المبرزين اختلافا في اثبات المبدع الأول, وفي وجوب الأسباب منه,وفي أمر النفس والعقل, وأردت في مقالتي هذه أن أشرع في الجمع بين رأييهما واﻹبانة عما يدل عليه فحوى قوليهما,ليظهرالاتفاق بين ما كان يعتقد أنه, ويزول الشك والارتياب عن قلوب الناظرين في كتبهما".
وبغض النظر عن كون الفارابي كان واعيا أو غير واعي بكتاب ″الربوبية″الأفلوطيني الذي نسبه لأرسطو إما بطريق الجهل أو العمد, فانه كان يوفق بين أفلاطون وأفلوطين.
ﺇن المحاولة التي قام بها الفارابي والمثمثلة في الجمع بين رأيي الحكيمين, ما هي ﺇلا لبنة أولى للجمع بين الدين والفلسفة,لأن وحدة الفلسفة تتمثل في خلوها من أي نشوز أو اختلاف أو تعارض, مما يجعلها بمعية الدين واحدة, فالعلاقة بين الدين والفلسفة بالنسبة للفارابي لم تكن مجرد قضية فكرية يعرض لها أن يختلف الناس بشأنها بدافع التحزب والهوى, بل كانت قضية جوهرية وجزءا من رؤية للعالم, ذلك لأن نظام المدينة عند الفارابي يحاكي نظام الكون. ففكرة التوفيق هذه قد استغرقت كل أجزاء فلسفته أو كادت, فنظريته في الواجب والممكن,وتحويله فكرة الله من علة غائية إلى على فاعلة, وقوله بالفيض,ورأيه في العقل الفعال,ومدينته الفاضلة,ونظريته في النبوة والوحي...كل ذلك وكثير منه,ﺇنما قصد به الفارابي التقريب بين ﺇله أرسطو و الدين الإسلامي,بين الشريعة والحكمة.
فالحقيقتين الدينية والفلسفية واحدة المصدر متعددة الطرق,طريق خاص بالفلاسفة ومرجعه النظر والعقل,وطريق خاص بالعامة ومرجعه الوحي واﻹلهام " فطرق البراهين الحقيقية منشأها الفلاسفة الذين في مقدمهم هذان الحكيمان,أعني أفلاطون وأرسطوطاليس,وأما البراهين المقنعة المستقيمة, العجيبة النفع فمنشأها من عند أصحاب الشرائع الذين عوضوا بالابداع الوحي والالهامات .
إذن فالفارابي كالكندي,سار يعزف على أوتار الجمع والدمج بين الحكمة والشريعة,على اعتبار أن الأغلبية الساحقة من الناس لا تقدر على ممارسة التأمل الفلسفي والنظر العقلي,ولذلك جاء الدين لكافة الناس,ومن بينهم من بلغ درجة التأمل فلا يجب علينا أن نحرمهم من ذلك.
تابع علاقة الحكمة والشريعة عند ابن سينا وهي كالتالي على مربع الاجابة اسفل الصفحة