قارن بين التجربة والملاحظة سنة ثانية أداب وفلسفة
اوجه التشابه والاختلاف والتداخل بين الملاحظة والتجربة
.قارن بين التجربة والملاحظة
. مقالة مقارنة بين الملاحظة والتجربة
. أقوال الفلاسفة عن الملاحظة العادية
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ قارن بين التجربة والملاحظة
.
الإجابة هي
سنة ثانية: أداب وفلسفة ..
الموضوع: قارن بين التجربة والملاحظة..
المقدمة(طرح المشكلة): إن الإنسان الذي يتميز بحب المعرفة وشغفه لإكتشاف الظواهر المحيطة به سعی منذ أن وجد علی هذه البسيطة إلی إشباع هذه المحبة وهذا الشغف وكان دائما يريد الوصول إلی حقائق سليمة وصحيحة ولذلك وضع علم بجنبه الوقوع في التفكير الخاطئ وهو علم المنطق الذي يعني النطق والكلام أما في اللغة اليونانية فيعني العقل ،أما إصطلاحا فهو كما عرفه لالاند : هو إتفاق الفكر مع نفسه ومع الواقع وغرضه هو البحث عن القوانين التي يتم بها هذا الإتفاق المزدوج.لهذا فالمنطق ينقسم إلی نوعين: منطق صوري وهو الذي يهتم بإنطباق الفكر مع نفسه ومنطق مادي يهتم بإنطباق الفكر مع الواقع والذي نظريا يعرف بالإستقراء وهو استخلاص نتائج عامة من ملاحظات خاصة أما إجرائيا فهو المشهور بالمنهج التجريبي الذي يعرفه كلودبرنار: الملاحظة توحي بالفكرة والفكرة تقود إلی التجربة والتجربة توجهها وتحكم عليها " ومن هذا التعريف نلاحظ أن هناك أربع خطوات للمنهج التجريبي أولها الملاحظة التي قال عنها بعض الفلاسفة الإنجليز الماديين ومن بينهم جون ستيوارت مل بأنها تضم التجربة لكن النزعة العقلية الفرنسية بزعامة كلود برنار رفضت ذلك وفرقت بين الملاحظة والتجربة ونتيجة لهذا الإختلاف في الأراء وقع إلتباس حول مفهوم الملاحظة والتجربة أدی إلی ظهور مشكلة فلسفية متعلقة بطبيعة العلاقة بينهما : فما طبيعة العلاقة بين الملاحظة والتجربة هل هي علاقة إنفصال وتناقض أم علاقة إتصال وتكامل ؟
التوسيع:
أوجه الإختلاف: إن المتأمل لمفهوم التجربة والملاحظة يعتقد بأنهما مختلفان لأول وهلة لأن الملاحظة بالتعريف هي مشاهدة الظواهر الطبيعية في مكانها الأصلي أي في الطبيعة.من أجل أن يقف الملاحظ علی خصائص ومميزاتها حيث يعتمد فيها العالم علی حواسه ويدعمها بالأجهزة والألات والتقنيات ..والمراصد والإعلام الألي ولذلك فهي تتميز بالدقة والعمق والموضوعية لذلك تختلف ملاحظة العالم عن ملاحظة الإنسان العادي الذي يعتمد علی أرائه الشخصية وميوله و رغباته وحواسه فتكون ملاحظته سطحية وذاتية وهي ملاحظة علمية بينما المقصودة في المنهج التجريبي فهي الملاحظة العلمية التي تسمی بالملاحظة الإشكالية لإنطوائها علی إشكالية تدفع الباحث إلی البحث عن حلول لها وتقوم علی شروط منها: سلامة حواس الباحث وخلوها من الأمراض لكي لا تؤدي إلی تشويه الملاحظة ،ضف إلی ذلك أنها يجب أن تكون مدعمة بأجهزة جيدة ليس فيها عطب،وأخيرا يجب أن تكون مبنية علی الموضوعية،لأن العالم يجب أن يلتقط الظواهر كما يراها في الواقع دون أن يعلق عليها أو يحكم إحكاما شخصية،بل يجب أن يكون كما قال كلود برنار :يجب علی الملاحظ أن يكون كألة تصوير يتلقف الحوادث كما هي موجودة في الواقع دون حكم سابق عليها" والأمثلة علی الملاحظة العلمية كثيرة كملاحظة باستور لما حدث في أنبوبي الإختبار الذي وضع فيها مرق اللحم،أو ملاحظة كلود برنار لبول الأرانب التي كانت عنده في المخبر وأثارت فيه سؤال دفعه إلی وضع فرضية ثم التجربة هذه الأخيرة التي تعرف بأنها إصطناع الظاهرة في المخبر ثم مشاهدتها في ظروف معدلة ومتغيرة عن ظروفها الطبيعية لأن المجرب ينقل الظاهرة المشاهدة في الطبيعة إلی مخبره ثم يدخل عليها تعديلات كوضعها في حرارة معينة أو برودة بدرجة منخفضة،أو منع الماء عنها أو إضافته علی فترات وهذا وهكذا حتی يتحصل علی مايريد من نتائج،وذلك من أجل تصديق وتكذيب الفرضية فإذا صدقت التجربة الفرضيةأصبحت قانونا علميا وإذا كذبتها أعاد العام وضع فرضية جديدة ثم أخضعها إلی التجربة وهكذا حتی يصل إلی قانون علمي سليم ،والتجربة منها المباشر وغير المباشر:آما اولی فهي التي يستطيع الباحث إعادة بنائها في المخبر وفق ظروف إصطناعية من صنعه هو،مثل ما فعل باستور لما أتلی بأنبوبتين إختبار ووضعه فيهما مرق اللحم وآحكم غلق أحدأحديهما وترك الأخری بدون غلق،أما الثانية فهي التي يستحيل عليه بناءه لأن إصطناعها في المخبر مستحيل أو لأن العادات والدين لا يسمح بذلك منها سبيل المثال بعض الظواهر الفلكية أو الحية ومنه فالتجريب له مزايا عديدة ومفيدة لأنه يساعد البحث علی عزل الظواهر الطبيعية وفصلها عن بعضها البعض بعد أن تكون موجودة في الطبيعة متشابكة ومعقدة ومتداخلة مع ظواهر أخری فظاهرة التنفس مرتبطة بالدورة الدموية،بالهضم وغيرها من الوظائف الحيوية ،ضف إلی ذلك أن التجريب يساعد العالم علی تكرار الظاهرة النادرة الحدوث في الطبيعة أو تحدث مدة واحدة،وأخيرا هو يساعد علی تغيير شروط الظواهر كما يريد العالم مما يؤدي به إلی عدة إكتشافات جديدة.ومن هنا نلاحظ الإختلاف الجلي بين الملاحظة والتجربة ولذلك يقول الفيلسوف الفرنسي:"كوفيه cuvier "إن الملاحظ يصغي إلی الطبيعة أم المجرب فيسألها ويرغمها علی الجواب"
أوجه التشابه: لكن هذا الإختلاف سرعان مايزول إذا تعمقنا أكثر في نظرتنا في الملاحظة والتجربة وذلك لإتفاقهما في عدة جوانب حيث أن كلاهما خطوة من خطوات المنهج التجريبي الذي لا يمكن للعالم أن يستغني عنها لأن هدفها الواحد وهو الوصول إلی القانون الذي يحكم الظواهر المدروسة "الملاحظة والمجرب عليها" فنيوتن في ملاحظته للأجسام ومن بينها التفاحة وسقوطها علی الأرض و تجاربه يعد ذلك علی بقية الأجسام غرضه كان الوصول إلی القانون وبالفعل وصل إلی وضع قانون الجاذبية فنيوتن إنسان فالإنسان هو الوحيد الذي بإمكانه أن يكون ملاحظا أو مجربا لأنه الوحيد الذي بإمكانه أن يكون ملاحظا أو مجربا لأنه الوحيد من المخلوقات الذي يملك عقلا لا يمكن الإستغناء عنه في كل من التجربة والملاحظة،إضافة إلی تدعمه في كليهما بالأجهزة والألات التقنية،ضف إلی ذلك أن موضوع الملاحظة والتجربة واحد وهو الظواهر الطبيعية.
أوجه التذاخل: ومن هذا التشابه تقترب الملاحظة والتجربة إلی حد التذاخل حيث تؤثر كل خطوة تعلی أخری : فالملاحظة تحتاج إلی التجربة لأن الملاحظ إذا إكتفی بمراقبة ومشاهدة الظواهر لن يصل إلی القانون العلمي ،كما أن المجرب لن يستطيع إصطناع الظواهر في مخبره إذا لم يلاحظها أول في مكانها الأصلي ويتعرف عليه ،ضف إلی ذلك أنه يحتاج إلی الملاحظة بعد إصطناع الظاهرة ليكتشف ما تحدثه التغيرات والتعديلات التي أدخلها عليه،فنيوتن لولا ملاحظته الأولی لسقوط الأجسام ثم التفاحة لما استطاع أن يجرب ويصل إلی قانون الجاذبية .
الرأي الشخصي: وأنا أری أن العلاقة بين الملاحظة والتجربة علاقة إتصال تشبه إتصال حلقات العقد ببعضها البعض وكذلك الخطوتين في المنهج التجريبي.
خاتمة(حل مشكلة): وختاما لتحليلنا السابق نستنتج أن التجريب ليس نوع.من الملاحظة بل هو خطوة قائمة بذاتها في المنهج التجريبي والملاحظة.كذلك وهذا الإختلاف بينهما لا يعني إنفصالهما نهائيا بل بالعكس هو يؤدي إلی تكاملها وإتصالها علی مستوی الوظيفة لأنه في المنهج التجريبي لا يمكننا الإستغناء عن أي خطوة منها،فهي إذن علاقة إتصال وتكامل.