في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

الاستقراء و إشكالية تبريره

الاستقراء في الفلسفة

تبرير الاستقراء

أنواع الاستقراء

تعريف الاستقراء

تعريف الاستقراء وانواعه

قواعد الاستقراء عند جون ستيوارت ميل

الاستقراء و إشكالية تبريره:

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ الاستقراء و إشكالية تبريره

الإجابة 

الاستقراء و إشكالية تبريره

 إن المنهج الاستقرائي كما ـ كما رأينا قبل حين ـ ينطلق من دراسة الظواهر الطبيعية ، و يهدف إلى الوصول إلى الثقوانين التي تتحكم فيها. و هذا يعني أن العلماء ينتقلون في أحكامهم من دراسة بعض الظواهر إلى الحكم على كل الظواهر. مع أن الاستقراء في حد ذاته لا يسمح لهم بذلك . إذ أن صدق الفرض العلمي مبني على نتائج الظواهر الملاحظة فقط. 

و لكن على أي أساس ينتقل العلماء من الحقائق الجزئية الى القوانين العامة ؟

الموقف التجريبي:

 يعد الفيلسوف الإنجليزي " دافيد هيوم " ( 1711 ـ 1776 ) أول من أثار الشك حول نتائج الاستقراء في العصر الحديث، ليؤكد منذ البداية أنه لا يوجد برهان عقلي أو تجريبي يدل على صدق الاستقراء أو يبرر الاعتماد عليه في الكشف عن صدق القضايا.

 

 و لا يمكن أن نثق في الاستقراء إلا إذا كانت القضايا العامة التي يتصور صدقها مماثلة للقضايا الرياضية التي تمتاز بالصدق و اليقين.

 فنحن مثلا نستطيع أن نبرهن على أن زوايا المثلث مساوية لقائمتين في كل الأحوال و الظروف، و لكننا لا نستطيع أن نبرهن عقليا على أن الشمس تشرق غدا.

 إذن صدق القضايا الاستقرائية في الماضي و الحاضر ليس دليلا على صدقها في المستقبل. و المبرر الوحيد لذلك أننا تعودنا على رؤية تعاقب الظواهر . مثل تعاقب الليل و النهار ، أو تعاقب البرق و الرعد، فاعتقدنا بذلك أن الشمس تشرق غدا و أن الرعد يتبع البرق . هذا و قد حاول " جون ستيوارت مل " الرد على " هيوم " مدافعا عن المنهج الاستقرائي ، و بين أن " مبدأ السببية العام " يمكن أن يبرر الاستقراء تبريرا كافيا ، لأن صحة جميع الطرق الاستقرائية تتوقف على الفرض القائل بان لكل ظاهرة طبيعة يجب أن تترتب عن سبب سابق تتبعه دون تخلف و دون أن تكون مشروطة .

 و لكن " جون ستيوارت مل " من ناحية أخرى لا يعتبر مبدأ السببية العام مبدأ فطريا مثل الفلاسفة العقليين ، و لا يقر بصدقه إلا إذا أكدته الطرق الاستقرائية . و لذلك اعتبر رد " جون ستيوارت مل " على " هيوم " غير كاف لحل المشكلة التي أثارها " هيوم " من قبل .

الموقف العقلي :

 يختلف تبرير الفلاسفة العقليين للاستقراء عن تبرير الفلاسفة التجريبين ، ذلك أن عملية الاستقراء كما يرى " كانط " (1724 ـ 1804 ) ، تقوم على " مبدأ السببية العام " الذي لا يمكن أن يتطرق إليه أدنى شك . لأنه مبدأ عقلي، يدل على أن لكل حادثة سبب يحدثها، و أن نفس السبب يؤدي دائما إلى نفس النتيجة . 

  و من هنا كان هذا المبدأ العقلي شرطا ضروريا لتفكير الإنسان ، و هذا ما ذهب إليه تقريبا " بوانكاري " عندما رفض الفكرة القائلة بأن الطبيعة مضطربة و معقدة ، إذ لو كانت هذه الفكرة صحيحة لما وجد العلماء أي أساس يعتمدون عليه في تعميم أحكامهم أو يتنبؤون بحدوث الظواهر في المستقبل ، خاصة و أن التنبؤ عنصر أساسي في العلم .

  إن من الضروري أن نعتقد في عكس تلك الفكرة و نؤمن أن الطبيعة تخضع لنظام ثابت لا يقبل الشك أو الاحتمال ، لأن هذا الإيمان هو الذي مكن العلماء من اختزال ظواهر الطبيعة العديدة، و إرجاعها إلى عدد قليل من القوانين العامة، التي تفسرها و تضع العلاقات التي تتحكم فيها .

 و لكن هذا الاعتقاد في وجود نظام طبيعي لا يبرر الاستقراء تبريرا علميا، و لا يحل مشكلة أساس الاستقراء .

و لعل هذا الإشكال القائم حول تبرير الاستقراء هو الذي جعل المناطقة يطرحون مشكلة أساس الاستقراء طرحا آخر، و ينظرون إليه نظرة علمية مقبولة ، و هي النظرة التي تعتبر " مبدأ الحتمية " فرضا عاما ، يجب الأخذ به أو التسليم به دون السعي إلى تبريره أو البرهنة على صدقه، لأن العلوم ما كان لها أن تتطور أو تتقدم لولا التسليم بهذا الفرض.

                   "

 من كتاب الفلسفة للأقسام النهائية " تأليف المكي تواتي، رحمة الله عليه و عبد الحفيظ عصام

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
ـ الاستقراء والأحكام المسبقة

من المفروض منهجياً عند اعتماد المنهج التجريبي ، أن يتجنب الباحث أي سوابق أحكامٍ ، ولكن الباحث في واقع ممارسته للبحث ينطلق وهو مؤمن مسبقاً بمبادئ كلية مجردة غير مثبتة علمياً مثل : الحتمية ، السببية ، و أطراد الحوادث ، فكيف السبيل إلى حلِّ هذا التعارض ؟

ضرورة استبعاد الأحكام المسبقة من البحث العلمي :

الأحكام السابقة préjugés هي الآراء التي يكونها العقل ، بالاعتماد على الموروث الثقافي، دون عرضها على التجربة للتأكد من صدقها ، وقد تصدى لها فرنسيس بيكون ، ووصفها بالأوهام، التي يجب الحذر منها .

ضرورة التسليم بأحكام مسبقة تتقدم التجربة :

إن البحث العلمي لا يمكن أن يصل إلى غايته ، إذا استبعد الباحث هذه المبادئ :

1 ـ مبدأ السببية العلمية  

السبب هو ما يحدث شيئا آخر ، والسببية هي العلاقة القائمة بين السبب والمسبب ، مادام لكل شيء سبب . وجاءت كنتيجة لاقتران بعض الظواهر بظواهر أخرى متتابعة ، فتكون الأولى علة الثانية . وكانت السببية عند القدماء ينظر إليها بوصفها قانون يفسر الظاهرة ، وتقوم السببية على فكرة التتابع الزمني .  

ولكن في العصر الحديث بدا التخلي عن السببية بوصفها مبدأ فلسفي ميتافزيقي يهتم بالبحث في الأسباب القريبة والبعيدة . ومن الرافضين لمبدأ السببية "دفيد هيوم " الذي قال :" عندما نقول أن شيئا مقترن بشيء آخر ، فإننا نريد فقط أن نقول أن هذين الشيئين قد اقترنا في ذهننا ، وأنهما يولدان هذا الاستنباط الذي يجعل كل واحد منهما دليلا على وجود الآخر " فأنكرها وردها إلى التعود كما رفضها " اوجست كونت " واعتبرها مبدأ فلسفي .

2 ـ مبدأ اطراد الظواهر  

الظواهر الطبيعية تحكمها قوانين دقيقة تجعل عناصرها تتحرك بشكل أطرادي ، أي كل حركة تؤدي إلى حركة وهكذا . واطراد الظواهر يعني أن الكون منظم لا فوضى فيه .

 3 ـ مبدأ الحتمية

إذا تكررت نفس الشروط ، فإن الظواهر نفسها ، ستحدث من جديد . وهذا هو مبدأ الحتمية الذي اخذ مكان السببية ، ومبدأ الحتمية حسب غوبلو هو انه " إذا اعتبرنا أن العالم متسق ، تجري حوادثه على نظام دائم ، وان نظام العالم كلي عام ، لا يشد عما هو عليه" بمعنى أن العالم يحكمه النظام ، وظواهره مضطردة . ويعتبر كلود برنار أن الحتمية أساس التفكير العلمي يقول:" إن مبدأ الحتمية مبدأ عام يشمل العلوم الطبيعية كلها ، لأنه ضروري لعلوم الأحياء كما هو ضروري لعلم الفيزياء والكيمياء " ويقول أيضا : " في العلم مسلمة ضمنية لجميع القوانين العلمية، وهي أن ثمة حتمية تقتضي أن تأتي الظواهر في المستقبل على نفس النسق الذي جاءت عليه في الماضي والحاضر " ويضيف : " لا يمكن أن يخطر بذهنه ـ ذهن الباحث ـ فكرة إنكار مبدأ الحتمية المطلق للظواهر، لان الشعور بهذا المبدأ هو الصفة المميزة التي يتميز بها العلم الجدير بهذا الاسم على وجه التحقيق ." ويقول: " إن عالما لا تسوده الحتمية هو عالم موصد في وجه العلماء ، العلم بطبيعته حتمي " كما أن الإيمان بالحتمية لا يترك مجالا للصدفة أو الاحتمال يقول " لابلاص " (1719 ـ 1827 ) :" يجب علينا أن نعتبر الحالة الراهنة للكون نتيجة لحالته السابقة ، وسببا في حالته التي تأتي بعد ذلك مباشرة " ويرى انه بالإمكان أن يصبح المستقبل والحاضر ماثلا أمامنا إذا توفرنا على شروط ذلك من ذكاء ومعرفة لحقائق الأمور " .

   ـ الاستقراء والحقيقة

الاستقراء منهج للوصول إلى الحقيقة ، لكن من يضمن وصوله لذلك ؟

اسئلة متعلقة

...