اللغة خاصية إنسانية إميل بنفنيست
اللغة خاصية إنسانية إميل بنفنيست
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ اللغة خاصية إنسانية إميل بنفنيست
الإجابة
هل اللغة خاصية إنسانية؟
المقدمة :
يعتبر الإنسان الكائن الوحيد الذي يستطيع ان يؤسس مجموعة قوانين و مؤشرات يستطيع بها التعرف على بني جنسه و من جملة هذه الوسائل نجد اللغة.اذ تعرّف اللغة حسب لالاند بانها مجموعة اصوات ورموز تستخدم بهدف التواصل و يعرّفها الجرجاني" ما يستخدمه كل قوم لتحقيق اغراضهم ".رغم بساطة التعريف اللغوي للغة الا ان المدارس اللسانية اختلفت فيما اذا كان للحيوان لغة تماثل لغة الانسان . فمنهم من راى على ان اللغة خاصية يتميز بها الانسان وحده في حين ما راه بعض علماء اللسانيات ان اللغة خاصية مشتركة بين الانسان و الحيوان و هذا ما جعلنا نتساءل :هل اللغة ميزة مشتركة بين الانسان و الحيوان؟ام ان اللغة خاصية انسانية كونها تتميز بالوعي؟
التحليل:
عرض منطق الاطروحة:
(للحيوان لغة تماثل لغة الانسان)يمثل الاطروحة الفيزيولوجي (فون فريتش و المدرسة اللسانية القديمة لـ افلاطون و الالية للروسيى بافلوف و المدرسة السلوكية لـثروندايك و اطسن . اذ ترى ان للحيوان لغة تماثل لغة الانسان فقط لا نفهمها.
ضبط الحجة: يعتبر افلاطون ان اصل نشوء اللغة عند الانسان هو تقليدي لاصوات ورموز و الاشارت المتواجدة في الطبيعة بما فيه اصوات الحيوان وهذا التقليد هو الذي ساعده على التواصل فاكتسب لغة من الطبيعة ومن الحيوان. ابحاث الفيزيولوجين المعاصرين تؤكد موقف افلاطون اذ اكد عالم الحيوان كارل فون فريتش من خلال تجاربه على عالم النحل ان الحيوان يملك لغة لم نستطع بعد فكّ رموزها فاذا وجد النحل مكان الطعام فانه يقوم برقصات وحركات دائرية تفهم من خلالها العاملات مكان الطعام و بعده عن الخلية كما اكدّ ان الببغاء يملك القدر ةعلى الكلام والتخاطب.والاية القرانيةرقم ثمانية عشر من سورة النمل تثبت ان للنمل لغة تخاطب و بالتالي فهو يملك لغة تماثل لغة الانسان اما الدراسة النفسية المعاصرة اثبت فيها الفيزيولوجيون (الالية) ان للحيوان قدرة على التعلم تماثل قدرة الانسان.
المناقشة:
اذا ما اعتبرنا ان للنحل لغة تماثل لغة الانسان فهي ثابتة تفتقر لكثير من الخصائص تعتمد على الرموز و الاشارات بينما لغة الانسان تخاطبية متغيرة ومتعددة فأغراضها تتجاوز البيولوجية لا يمكن ان نعتبر ان للحيوان لغة تماثل الانسان.
عرض نقيض الاطروحة:
(اللغة خاصية انسانية ) يمثل الاطروحة (ديكارت وارسطو والمدرسة الليسانية المعاصر دي سوسير و ارنست كاسير واميل بنفست) ترى ان اللغة خاصية انسانية لها خصائص تجعلها بعيدة عن متناول الحيوان.
ضبط الحجة:
يقول ارسطو "الانسان الكائن الوحيد القادر على ترجمة افكاره و مشاعره الى رموز و عبارات مفهومةله و لمجتمعه" و على هذا اعتبار وضع باحثي اللغة الذين سميوا قديما اللغوين و يسمون اليوم باللسانين مجموعة من الخصائص تميز اللغة الانسانية عن غيرها-متعددةومتنوعةلتنوع ثقافات شعوب العالم
-متجدّدة ابداعية فهي في حركة ديناميكية مستمرة بدات بالحاجة البيولوجية الى الحاجة النفسية الانفعالية كما تعبر عن العلوم ينطلق ديكارت من قناعة مفادها أن الإنسان وحده الكائن الناطق أو بالأصح الكائن الرمزي ( Symbolique ) الذي يستخدم اللغة المنطوقة/المكتوبة/الحركية للتعبير عن أغراضه ومشاعره وأفكاره… وأساس حضور اللغة (بمفهومها هذا) عند الإنسان هو وجود الفكر لديه ، كما أن علة غيابها عند الحيوان هي افتقاره إلى الفكر. ودليل ديكارت على هذا هو أن الإنسان مهما بلغ به النقص يستطيع استخدام العلامات للتعبير عن أفكاره (كالصم البكم الذين يخترعون علامات وحركات لهذا الغرض) ، في حين أن الحيوان مهما بلغ من الكمال لا يستطيع استعمال اللغة (فنطق الببغاء مثلا ليس لغة لأنه مجرد تعبير عن انفعال إشراطي) . وبهذا تكون عبارة : "الإنسان حيوان عاقل" مرادفة لعبارة "الإنسان حيوان ناطق" ، إذ أن العقل/ الفكر أساس النطق/ اللغة . فلا لغة دون فكر أو كما قالت العرب «اللغة دالة الفكر».إن ما يدعى لغة حيوانية لا يعدو أن يكون حركات طبيعية لا تمثل في نهاية المطاف سوى ردود أفعال غريزية أو قابلة للبرمجة عن طريق الترويض ومن ثم قابلة للتوقع أو أنها استجابات آلية لمثيرات ودوافع. بدليل أن أكمل الحيوانات خلقة وأكثرها ذكاءا وأقدرها على إصدار أصوات كالببغاء لا تنطق نطقا يشهد أنها تعي ما تقول، ويظل "أداؤها اللغوي" دون مستوى أداء أغبى الأطفال أو مستوى الصم والبكم الذين حرموا أعضاء النطق لكنهم قادرون مع ذلك على ابتكار علامات يجعلون بها أفكارهم مفهومة. إن اللغة إذن وظيفة التعبير عن الفكر ودلالة على الوعي الذين ينفرد بهما الإنسان من منطلق كونه مركبا من جوهرين: الجسد وخاصيته الامتداد ثم النفس وخاصيتها التفكير. أما الحيوان فلا يملك غير الحركات الطبيعية أو الإنفعالات.
لقد أبان ديكارت أنه يمكن اعتبار الأصوات التي تصدر عن الحيوان مجرد استجابات انفعالية لمؤثرات مرتبطة باللذة أو الألم. فالصوت المشروط باللذة أو الألم لا يمكن اعتباره إلا فعلا منعكسا شرطيا وليس تواصلا. إن اللغة ليست ظاهرة فسيولوجية، لذا يمكن القول بأن الحيوان لا يملك عقلا، ومن ثمة فهو غير قادر على استعمال اللغة أما إميل بنفنيست، فيستند على نتائج علم الحيوانات ( Zoologie ) من جهة والسيميولوجيا ( Sémiologie ) من جهة ثانية ليقر بأن الحيوانات كذلك تتواصل إلا أ نها لا ترقى إلى نفس مستوى التواصل اللغوي عند الإنسان. فبالاعتماد على بعض التجارب التي أجريت على النحل، بين بنفينست أن النحلة تستطيع التواصل في إطار شروط فزيائية معينة، إلا أن هذا "التواصل" هو عبارة عن رقصات لا تستدعي الحوار: فلا يمكن لنحلة أن تعيد إنتاج رسالة نحلة أخرى (غياب الإرسال المجدد)، وموضوع الرسالة مرتبط دائما بشروط موضوعية ينحصر في مكان وجود الغذاء، لأن لغة الحيوان لغة نمطية، ومرتبطة باستمرار بدوافع غريزية. لذا لا يمكن أن نجد خلافا بين رسالة نحلة وأخرى، إلا فيما يخص متغيرات مرتبطة بالمكان. وأخيرا فإن لغة النحل لا تقبل التحليل (التفكيك) إلى عناصر وأجزاء صغرى نظرا لمحدودية مكوناتها. إن لغة النحل هذه لا تعبر فعلا ولا يمكنها أن تعبر سوى عن عدد محدود من المضامين بسبب محدودية عدد التأليفات والتنويعات الممكنة التي تقبلها لغة الرقصات، كما أنها لا تسمح بقيام حوار إذ تظل الرسالة في اتجاه وحيد دون استجابة لغوية من المتلقي، ودون إمكانية نقلها إلى طرف ثالث، كما تشترط الحضور الفعلي للموضوع الخارجي المشار إليه. وهذه القيود كلها تنفلت منها اللغة الإنسانية.
المناقشة
اذا كانت اللغة خاصية انسانية تتميز كونها لفظية تنطق من خلال اصوات، فالببغاء يقوم بنفس العملية واذاكانت مركبة من مجموعة فونيمات و مورفيمات فالآلة الموسيقية تصدر أيضا أصوات وفق نوطات.مما يعني ان اللغة ليست خاصية انسانية.
التركيب:
مما تقدم تستنتج ان الأصوات ليس لها أي علاقة باللغة فالآلة الموسيقية تصدر أيضا أصوات لكن ليست لغة كما إن الإنسان الأول قبل أن ينشى لنفسه لغة اصدر أصوات للتواصل مقلدا ما في الطبيعة ولم يعرف اللغة الا عندما أنشى الأبجدية و انشئ منها الألفاظ هي الكلمات ثم عبارات.
الخاتمة:
للغة مجموعة خصائص لو بحثنا عنها في التواصل الحيواني لنجد منها :
1-تأدية وظيفة التواصل فاي تجمع يحتاج الى التواصل.
2- تستخدم تعبيرات الوجه و رموز و اشارات .7
3- إصدار أصوات ... وهذه الخصائص المشتركة يستطيع الإنسان ان يتفوق عنها بكلمات بسيطة او جمل اما الحيوان يبقى ثابتة الاجهزة مما يعني ان اللغة حالة وعي يقول : (غوسدروف) في تجربة العلماء على الطفل والقرد انهما يتساوى طفل مع القرد في تعبيرات لكن بمجرد ان ينطق الطفل اول كلمة يدخل عالم الانسانية ويبقى القرد حبيس حياة البيولوجية ويؤكد ديكارت ان الببغاء يتكلم لكن لا يعي مايقول لأنها مجرد غريزة ومنه اللغة خاصية انسانية.