المبحث الثاني::: أسباب المشكلة الاقتصادية وعناصرها
المطلب الاول:الحاجات الاقتصادية
الفرع"1" : تعريف الحاجة
تمثل الحاجة الواعز الأساسي للنشاط الاقتصادي حيث يسعى الإنسان لتلبيتها عن طريق الإنتاج.
فلا وجود لإنتاج بدون توفّر الحاجة إلى تلك السلع سواء كان ذلك لدى نفس الشخص أو لدى باقي أفراد المجتمع ومن هنا يمثّل الاستهلاك أهمّ ركائز النشاط الاقتصادي.
الحاجة الاقتصاديّة هي تلك الرّغبة التي تهمّ وسيلة معروفة محددة تعتبر قادرة على تلبية نقص معيّن لدى الإنسان أوتمكينه من الحصول على منفعةّ أو امتياز ما ممّا يحثّه على العمل لاقتنائها.
من هذا المنظور نجد أنّ الحاجة تستوجب ثلاثة شروط هي:
الوعي والتّصوّر والإرادة.
الشّعور والوعي بالنقص والرغبة: يتمثّل في الشعور بنقص ما ثمّ بالرّغبة في سدّ هذا النقص .
التّصوّر والتمثّل للوسيلة : لا بدّ من معرفة السلعة التي تمكّن الإنسان من تلبية الحاجة التي يحسّ بها.
من جهة أخرى فإنّ وجود منتج ما يخلق لدى الإنسان الحاجة له وهو ما يمثّل دور الدّعاية التي تهدف أساسا إلى زرع الشعور بالحاجة لدى العامّة وجعلها تعمل على الحصول على البضاعة المعنية بإبرازها كأحسن منتج على وجه الأرض.
فعندما يشاهد العطشان صيفا صورة لزجاجة مشروبات مثلّجة تخلق لدية آنيّا الشعور بالعطش؟
- الإرادة والعمل على تلبية الحاجة : وهي شرط أساسي لكي يتمكّن من يشعر بالحاجة من العمل قدر الإمكان طبعا على تلبية تلك الحاجة ومن هنا يأتي عنصر العمل على اقتناء السلع المعنية. فالركنان الأوّلان غير كافيين لكي تتحوّل الرّغبة إلى حاجة
وتختلف الحاجات حسب الأفراد والمكان والزمان ودرجة التطوّر الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع ممّا يطرح مشكل تلبية هذه الحاجات وكيفية التعديل والموازنة بين مختلف الأطراف
والمهنة والوسط.
فنفس الشخص نجد حاجاته تتغيّر حسب السنّ والفصول والجنس
والوضع الاجتماعي والمكان ممّايطرح مسألة توزيع السّلع والموارد وتوظيفها على الوجه الأمثل وتحديد الأولويّات داخل المجموعة و حتّى بالنسبة للفرد الواحد.
الفرع"2":خصائص الحاجات الاقتصادية
1/-قابليتها للاشباع:
إذا كانت الحاجة هي الشعور بالضيق أو الألم فهذا الإحساس تتراوح حدته ونوعه وفقا لظروف الحال,وتقل حدة هذا الشعور إذا اشبع الإنسان حاجاته,فكلما استرسل في الإشباع تناقصت حدة الألم حتى يتلاشى أو يزول كل ضيق على الأقل في الفترة الواحدة وهذا ما يعبر عنه علم الاقتصاد بظاهرة تناقص المنفعة الحدية.
2/-لا نهاية الحاجات:
إن حاجات الإنسان لا تنتهي ,فإذا ما أشبعت حاجة سرعان ما تظهر له حاجة أخرى ,وإذا ما شبع الأخيرة سرعان ما تجد له ثالثة و رابعة...,في سلسلة لا تنتهي وهذه الخصية للحاجات الإنسانية إذا لم يرضى عنها أهل الزهد و القناعة لكنها لا شك من أهم دوافع الرقي و التقدم الاجتماعي ,فلولاها لبقي الإنسان في مستويات غير مقبولة المعيشة بتاتا .
3/-نسبية الحاجات:
إن الحاجات التي يسعى الإنسان إلى إشباعها اليوم ليست هي كالتي كانت بالأمس وهذه الخاصية انعكاس لضروريات حيوية أو نفسية بقدر ما هي تعبير عن أوضاع اجتماعية تحكمها ظروف الزمان والمكان التي يشعر بها الإنسان في مجتمع متمدين, أو في تعبير آخر ليست حاجات الأمثل حاجاتنا والتي سوف تختلف بالطبع عن حاجات الأحفاد والاجيال القادمة.
المطلب الثاني: الموارد الاقتصادية
الفرع"1": تعريف الموارد الاقتصادية
تعرف على أنها عوامل الإنتاج و عموما يمكن القول ان عوامل الإنتاج التي يمتلكها الفرد أو الجماعة تتمثل في الموارد الطبيعية والعامل البشري و رأس المال.
الفرع"2":أنواع الموارد الاقتصادية
1/-موارد طبيعية:
الإنسان في هذه الحالة ليس له علاقة بوجودها وإنما تعتبر هذه الموارد هبة من الله سبحانه و تعالى مثل المعادن الموجودة في باطن الأرض، و الأراضي الزراعية، و الشلالات و البحار و المحيطات.
فهناك دول عربية غنية بالموارد الطبيعية كالنفط مثل دول مجلس التعاون الخليجي، و دول غنية بالأراضي الزراعية مثل السودان و اليمن و الصومال لكنها فقيرة بالموارد المادية لإستغلال هذه الثروات.
2/-موارد بشرية:
وهي الطاقات الذهنية و الجسدية للإنسان، فمثلا دول مصر، الأردن، سوريا، واليمن غنية بالموارد البشرية، و تعتبر دول مصدرة للعمالة
بعكس دول الخليج و التي تعتبر فقيرة بالموارد البشرية و تعتبر مستوردة للعمالة، لكنها غنية بالموارد الطبيعية.
3/-موارد اقتصادية :
و هو نتاج التفاعل بين الموارد البشرية و الطبيعية، مثل إنتاج الالآت و المعدات اللازمة لإنتاج السلع الإستهلاكية و غيرها.
المطلب الثالث :عناصر المشكلة الاقتصادية
الفرع"1":مذا تنتج؟
تحديد نوع ومقدار السلع و الخدمات التي يتم انتاجها
أي ماهي السلع و الخدمات التي يرغب المجتمع في إنتاجها، و بأي كمية، وتعتمد بعض المجتمعات على جهاز الثمن لحل قوى السوق هذه المشكلة بينما تأخذ بعض المجتمعات الأخرى بأسلوب التخطيط كوسيلة لتحقيق التخصيص الأمثل للموارد.
الفرع"2":كيف ننتج؟
الإختيار بين الأساليب الإنتاجية أي ما هي طرق إنتاج السلعة؟ هناك أكثر من طريقة إنتاجية لإنتاج السلع، فالسلع الزراعية مثلا يمكن الحصول على قدر معين منها باستخدام مساحة صغيرة من الأرض مع الاعتماد المكثف على المخصبات و الآلات وأيدي عاملة.
بينما يمكن الحصول على نفس القدر من المحصول باستخدام مساحة أكبر من الأرض مع الاعتماد البسيط على العوامل الأخرى. ويهتم فرع علم اقتصاديات الإنتاج بهذا النوع من المشاكل.
الفرع "3: لمن ننتج؟
توزيع الإنتاج على سكان المقتصد أي كيف يمكن توزيع السلع و الخدمات المنتجة على أفراد المجتمع الواحد.؟
و هذا يتطلب دراسة الأسواق أي أسواق الخدمات الإنتاجية لتحديد العائد الخاص بكل منها... ويطلق على فرع علم الإقتصاد الذي يهتم بدراسة هذه المشكلة "نظرية التوازي".
الفرع"4":كفائة استخدام الموارد.
هل موارد المجتمع مستخدمة بكاملها أم يوجد بعضها عاطلا؟ إستخدام أو مشكلة التوظيف الكامل للموارد الإقتصادية
ويتفرع عن هذه المشكلة مشكلتان رئيسيتان هما:
الجدارة الإنتاجية.
الجدارة التوزيعية.
ويتسم الإنتاج بعدم الجدارة إذا كان من الممكن إعادة توجية الموارد بحيث يتم إنتاج أكبر قدر من سلعة واحدة على الأقل دون إنقاص القدر المنتج من أية سلعة أخرى.
وأي أسلوب إنتاجي يتسم بانخفاض الجدارة يؤدي إلى إنتاج قدر أقل من توليفة الموارد نفسها التي كان من الممكن ان تعطي إنتاج أكبر لو تم توظيفها بطريقة أكفاء.
وبالمثل فان توزيع الناتج القومي يتسم بانخفاض الجدارة إذا كان من الممكن إعادة توزيعة بحيث يزداد الإشباع الذي يحصل عليه فرد على الأقل دون تقليل إشباع أيمن الأفراد الآخرين.
ويهتم فرع علم إقتصاد الرفاه بدراسة مثل هذه المشاكل.
فوجود بعض الموارد العاطلة يعني ان الاقتصاد يعاني من مشاكل البطالة والفقر….الخ
هل القوة الشرائية للدخول النقدية لافراد المجتمع و لمدخراتهم ثابتة أم ان التضخم يلتهم جزءاً منها؟" مدى توظيف موارد المقتصد"
قد يتساءل البعض، إذاكانت الموارد الإقتصادية شحيحة ولا تكفي لإنتاج مايحتاجه سكان المقتصد من السلع والخدمات فكيف تترك بعض الموارد دون توظيف؟
مما لاشك فيه أن جميع الأفراد وكذلك الحكومات يريدون توظيف جميع الموارد المتاحة لديهم إلا أن من بين سمات المقتصدات الرأسمالية عدم التشغيل الكامل لبعض الموارد، الأمر الذي يترتب عليه حدوث كثير من المشاكل إذ يتشابه ذلك مع إنخفاض الجدارة التوجيهية للموارد إذ أنهما يؤديان إلى إنتاج مجموعات من السلع داخل حدود الإمكانيات الإنتاجية، وعموماً تقع دراسة مثل هذه المشاكل في نطاق فرع علم الإقتصاد المسمى" الدخل القومي والدورات الاقتصادية"
كيف يمكن ضمان تحقيق معدل مرتفع للنمو الإقتصادي؟ "تنمية الطاقة الإنتاجية للمقتصد"
و يعنى هذا السؤال بأي الوسائل يتم تحسين وزيادة الطاقة الإنتاجية للمجتمع؟ وطبعا الإجابة على هذا السؤال يكون بتنمية موارده المتاحة كما و نوعا.
حيث تعتبر تنمية الطاقة الإنتاجية رأسياً و أفقياً من أهم أهداف السياسة الاقتصادية لأي مقتصد إذ ان ذلك هو الوسيلة الوحيدة لحدوث تحسن مستمر في مستوى معيشة ساكنيه
وتقع دراسة هذه المشكل تحت فرع علم الاقتصاد المسمى بالتنمية الاقتصادية ، ولتحفيز وتعجيل عملية النمو في الدول النامية فقد ظهرت نظريات نمو مختلفة من أهمها:
- مشاكل تكوين رأس المال في الدول النامية.
- إستراتيجيات التنمية الاقتصادية.
تخطيط الاستثمارات.
خاتمة عن المشكلة الاقتصادية
الخاتمة//
1/-المشكلة الاقتصادية في ندرة الموارد او المستخدمات الانتاجية اللازمة لانتاج ما يشبع الحاجات الاقتصادية للانسان مع تنوع وتجدد وتعدد هده الحاجات الاقتصادية.
2/-ان اهم سمات الحاجات الاقتصادية كعنصر في المشكلة و هي قابليتها للاشباع وامكانية عدم حصرها مع نسبيتها اي اختلافها من شخص لاخر.
3/-ان اهم خصائص الموارد الاقتصادية كعنصر اخر في المشكلة الاقتصادية في وجود حاجة محسوسة لدى الفرد ووجود علاقة بين الحاجة و الشيئ يعتبره الفرد و وجود علاقة بين الحاجة و الشيئ يعتبره الفرد قادرا على اشباع هذه الحاجة.
كما يجب ان تتوافر في الشيئ النفعية اي قابليته لاشباع حاجة او رغبة بطريقة مباشرة او غير مباشرة ,واخيرا الندرة هي الخاصية التي تميز بين الاموال الحرة و المتوافرة بكميات بالنسبة لاشباع الحاجات الاساسية .