تيميمون و اللهجة الزناتية...
.
.تيميمون و اللهجة الزناتية
أصل التسمية: اختلفت الروايات في أصل تسمية مدينة تيميمون فمنهم من يسميها بتڤورارين ومنهم من يسميها قورارة ومنهم من يسميها تيميمون وهذه الأخيرة هي التسمية الصحيحة لها، حيث يذكر أحد المهتمين ( عبد الرحمان سلكه، صاحب كتاب نبذة عن توات) أن أصل تسمية تيميمون يرجع إلى أخوين كانا في منطقة لحمر بنواحي بشار، فلجئا إلى توات وكان أحدهم يسمى ميمون أين قدم إلى تبياوين حيث أقام بين أفراد قبيلة أولاد داود، وسميت المدينة الجيدة بتيميمون من طرف سيدي موسى والمسعود إكراما ليميمون...
تارخيا : تعد مدينة تيميمون من بين المدن القديمة في ولاية ادرار وما يدل على ذلك القصور الموجودة فيها فهي تعود إلى القرن الثامن ميلادي، وهي عاصمة من عواصم الأقاليم الثلاثة للولاية (إقليم ڤور ارة) وتعد في السابق مركز عبور للقوافل التجارية القادمة من الشمال إلى بلاد السودان والعكس، وذكر ابن خلدون في كتاب التاريخ ڤورارة...(( وتقدم ما كان لهم في الصحراء والقفر في البلاد وما شيدوا من الحصون والأطار والأمصار ومدن سجلماسة وقصور توات و تڤورارين و فيڤيڤ)) ...
. من خلال كلام ابن خلدون يتضح كيف عمرت تلك المناطق بما فيها ڤورارة، وابرز لنا موقعها المتوسط في القفر والصحراء. حسب ما ورد في عديد البحوث والمراجع المختلفة التي تناولت موضوع دراسة علم الإنسان (anthropologie) في منطقة ڤورارة، فقد تم الاتفاق على أصل سكان مدينة تيميمون يرجع إلى ثلاث فئات نجد :
البربر : وأصلهم من الشمال حيث أولى المجموعات التي سكنت منطقة تيميمون وأكثرها تواجدا هي طوائف الزناتة الذين شيدوا القصور وغرسوا النخيل وحفروا الفڤا ڤير ، ويستعملون اللهجة الزناتية في التحدث والتعامل فيما بينهم إضافة إلى العربية، حيث ظل المجتمع التيميموني يتكون بهجرات متعاقبة وفي ظروف مختلفة بعد أن كانوا في تمنطيط
الزنوج : تطلق كلمة الزنوج على البشر ذوي البشرة السوداء، موطنهم الأصلي صحراء إفريقيا سكنوا المنطقة بواسطة هجراتهم من إفريقيا إلى هذه المناطق (تجارة العبيد)، غير أن بعض الباحثين يعتبرون الزنوج شعوبا عاشت في المنطقة منذ فجر التاريخ...
العرب : وهم ثالث مجموعة تواجدا في منطقة تيميمون تختلف في لهجتها مقارنة مع بقية المجموعات البشرية الأخر، حيث أن لغتهم العربية...
نشير إلى طريقة عيش كل عنصر من العناصر الثلاثة البشرية بمنطقة تيميمون تختلف بعضها على بعض، ولكن رغم ذلك استطاعوا الاندماج في ما بينهم خاصة بعد وصول الإسلام للمنطقة والتكيف مع البيئة المحيطة بهم والتفاعل معها، ويتضح ذلك جليا في التخطيط الايكولوجي لمجتمع المدينة، حيث نلمس من خلاله عدد الخصوصيات وتنوع العادات والتقاليد لاختلاف الأصول . وإلا كيف نفسر تشييد المباني بشتى أنواعها (دينية، عسكرية، مدنية) من خلال انسجام الطرز المعماري لتعطي نموذج معماري خاص بالمنطقة...
وقد ذكر الحسن الهمداني ان افريقش اسكن البربر ببلاد المغرب، واسكن معهم قبائل صنهاجة وكتامة من حمير...
حيث قبيلة زناتة، هي من فرع البتر .. ويقول: وانما زناتة قبيلة من عرب اليمن، وقد جاء في الجزء الثاني من كتاب الاكليل انهم بنو زنيت، وهو زناتة ـ زنيت .. يعني بن زنيت .. منها سموا زناتة ـ بن مرة بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن ايمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان...
اللهجة الزناتية اللغة الرسمية لإقليم ڤورارة حاليا ولإقليم توات سابقا والبعض يطلق عليها الشلحية والفرق بينهما ليس ببعيد ، إلا انها باتت تضمحل رويدا رويدا لأسباب عدة وهي تتواجد في كل من ( دائرة تيميمون ، دائرة شروين ، زاوية الدباغ ، وبعض قصور أوقرت ).، لكنها تختلف من منطقة لأخرى لعوامل عدة كلا حسب طبيعة منطقته ، مثلا في تيميمون وشروين تبدأ الكلمات التي تدل على السؤال بحرف التاء ، واما في طلمين فتبدأ بحرف الميم ، مثلا : من أنت ؟
أهل تيميمون يقولون : تاحدو شك ؟ ، أما اهل طلمين يقولون :ماحدو شك ؟.
البيوت عند اهل تيميمون : تيدرين ، أما عند اهل طلمين : تيدواح.
الغسيل في تيميمون : أسيد ، في طلمين : أصبَّن ، في شروين : أسيعد.
إذهب في تيميمون : إڤو ، في طلمين : روح ، في شروين : اسلك) .).
إعطني في تيميمون وطلمين : أويد ، في شروين : زيغد .
الكلمات التي تطق في تيميمون شبيهة بالتي في زاوية الدباغ وأولاد عيسى وأولاد سعيد وأوقروت ، وأما التي تنطق في طلمين شبيهة بالتي تنطق في قصر أجدير التابع لبدية شروين ، والتي تنطق في شروين لاتشبهها أي زناتية وهناك من يقول أنها الأصلية والله أعلم...
وزناتية طلمين شبيهة بالمزابية على غرار زناتية المناطق الأخرى ، وزناتية تيميمون شبيهة بالشلحة...