في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

بحث حول برهان الصديقين في إثبات وجود الله عند ابن سينا، تعريف برهان الصديقين

بحث حول برهان الصديقين في إثبات وجود الله عند ابن سينا، تعريف برهان الصديقين

أدلة وجود الله عند ابن سينا 

برهان الصديقين ابن سينا 

الوجود عند ابن سينا

شيوع ومكانة برهان الصديقين لابن سينا

تقريرات برهان الصديقين

نقد برهان الصديقين لابن سينا

تقسيم كانت الادلة الثبوتية ومكانة برهان الصديقين

تحميل كتاب برهان الصديقين

بحث عن برهان الصديقين في إثبات وجود الله عند ابن سينا

العلم الإلهي عند ابن سينا

فلسفة اللغة عند ابن سينا pdf

ابن سينا للفلسفة

صفات واجب الوجود

واجب الوجود عند الشيعة

تحليل نص ابن سينا

الميتافيزيقا عند ابن سينا

ابن سينا والمنطق

تعريف الفلسفة عند ابن سينا

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ برهان الصديقين في إثبات وجود الله عند ابن سينا

الإجابة هي 

برهان الصديقين في إثبات وجود الله عند  الفيلسوف الشيخ الرئيس إبن سينا رحمه الله

ابن سينا هو عالم وطبيب مسلم من بخاري-اوزبكستان, عُرف بالطب والفلسفة وعمل بهما. هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا المتوفى سنة 1037 م

 مقدمة تمهيدية 

ما المقصود ببرهان الصديقين

برهان الصديقين

برهان الصِّدِّيقِين هو البرهان الذي يثبت وجود الله تعالى انطلاقاً من الوجود نفسه وهو يختلف عن سائر البراهين اختلافاً جوهرياً. فإنّ سائر البراهين، يشترك في توسيط الخلق بين الإنسان والغيب. ولكنّ هذا البرهان لا واسطة فيه، وإنّما يتوجه - حسب تفاوت التقريرات- مباشرة إلى مطالعة الوجود- بما هو وجود- ليصل في النتيجة إلى أنّ هناك وجوداً واجباً، ينبع وجوده من ذاته. فلم ينطلق من ممكن الوجود إلى واجبه ومن الحادث إلى المبدأ القديم أو من الحركة إلى المحرك المنزه عنها، بل في هذا البرهان يكون الحق (الله) هو الحدّ الوسط في البرهان لا غير

برهان الصديقين هو حجة أو برهان صاغه ابن سينا لاثبات وجود الله ووحدانيته. فيرى ابن سينا أنه لا بد من أن يكون هناك "واجب الوجود" أي شئ لا يمكن أن يكون غير موجود, يجب أن يكون موجودا.. 

يُميز البرهان بين ما يحتاج وجوده سببا خارجيا وهو (ممكن الوجود) وبين ما هو موجود ذاتيا (واجب الوجود). ويدور برهان الصديقين حول إثبات أن هناك ما هو واجب الوجود.

-فيقول ابن سينا أن كل ما هو موجود; هو ممكن الوجود لأنه وُجد بالفعل, إذا إمكانية وجوده قد تحققت. وبما أنه موجود إذا هو بحاجة إلى شئ غير نفسه لإدخاله إلى حيّز الوجود. وهذا الشئ هو الأخر سيحتاج إلى شيء غير نفسه لإدخاله إلى حيّز الوجود وهكذا في تسلسل لا نهائي.

وبدلا من أن يستبعد ابن سينا في برهانه هذا التسلسل اللا نهائي, يتعامل مع سلسلة الممكنات بأكملها على أنها كيان واحد; فما يسري على الممكن الواحد سيسري علي كل الممكنات لأنها تشترك في صفة إمكانية الوجود.

وهذه الموجوعة من الممكنات تحتاج إلى علة خارجية لإدراجها في حيز الوجود, وقد تكون هذه العلة ممكنة أو واجبة الوجود, وبما أنها لا يمكن أن تكون من ممكنات الوجود (لأنها لو كانت ممكنة الوجود لأُدرجت مع مجموعة الممكنات) إذا يبقى احتمال أوحد وهو أن هذه العلة واجبة الوجود.

-لم يتوقف ابن سينا عند إثبات واجب الوجود فقط, فإمكانية وجود واجب الوجود لا تقتضي بالضرورة أن يكون واجب الوجود هو الله بحسب التصور الإسلامي, فالملحد قد يقبل باحتمالية واجب الوجود ولكن قد يكون الكون نفسه مثلا, كما أنه قد يكون هناك العديد من واجبات الوجود. وهنا لجأ ابن سينا إلى استخدام حجة البرهان بالتناقض. فلو افترضنا أن واجبات الوجود هما "س" و"ص" فهناك احتمالين:

-أن تختلف س مع ص في صفة واجبة الوجود وهذا لا يجوز لأن ص ستشترك مع س في هذه الصفة بالضرورة لأنهما واجبان الوجود فأشتراكهما في الصفات الواجبة الوجود أمر حتمي. وطالما يشتركان في كل الصفات الواجبة الوجود فهما لن يختلفان فيما بينهما في نهاية الأمر.. وكأنهما كيان واحد.

-والاحتمال الثاني أن يختلفان في صفة ليست من واجبات الوجود وهنا يسقط احدهما من بين واجبات الوجود ويصبح من الممكنات, فهنا وقعنا في التناقض. 

وبهذا استخدم ابن سينا البرهان لاثبات وحدانية واجب الوجود. (واجب الوجود بحسب البرهان تكون صفاته كلها واجبة الوجود)

-استُقبل برهان الصديقين بحفاوة بين علماء وفلاسفة المسلمين وغيرهم من لاهوتيين الديانات الأخرى مثل توما الاكويني وغيره من الفلاسفة.

-من النقودات الموجهة لبرهان الصديقين:-

-انتقد ابن رشد -الذي كان متأثرا بالمنهجية الأرسطية- برهان الصديقين ومنهجيته حيث يرى أن اثبات وجود الله يجب أن يستند على حجج مستقاة من الطبيعة وليس من حجج ميتافيزيقية ذاتية كما يرى البرهان.

-انتقد أيضا أبي حامد الغزالي البرهان حيث يرى به ثغرة على سبيل المثال تتمثل في أنه بحسب البرهان لا يكون لله صفات أو أفعال من الممكنات, لأنها لا تجعل منه واجب الوجود بالمطلق. وبناء على هذا فأن خلقه للكون مثلا كان أمرا واجبا إلزاميا عليه وليس ممكنا. وهذا يتعارض مع مفهوم الإرادة الحرة لله في أفعاله.

تعريف برهان الصديقين 

بُرْهَانُ الصِّدِّيقِينَ هو حجة صاغها الفيلسوف الإسلامي ابن سينا لإثبات وجود الله. اعتقد ابن سينا أنّه لا بُدّ من أن يكون هناك "واجب الوجود"، أي شيء لا يُمكن أن يكون غير موجود. وينصُّ برهان الصديقين على أنّ المجموعة التي تضمُّ جميع المُمكنات لا بُدّ أن يكون لها سببٌ غيرُ مُمكنٍ؛ لأنّه لو كان مُمكناً لأُدرج في هذه المجموعة. وباستعمال سلسلةٍ من الحُجج يصلُ ابن سينا إلى استنتاجٍ مفاده أنّ واجب الوجود لديه صفاتٌ مُعيّنةٌ، مثل الوحدانية، والبساطة، واللامادية، والذكاء، والقدرة، والكرم، والخير.

المباني القرآنية والحديثية لبرهان الصديقين

برهان الصديقين وإن طرح– تماما- بقالب فلسفي وعقلي إلا أنّه يكشف عن التناسق والانسجام بين البحث الفلسفي من جهة وبين القرآن والحديث وخاصة الأدعية المأثورة من جهة ثانية، ومن هنا ذهب الملا صدرا إلى القول بأنّ ما توصل إليه من تقرير لبرهان الصديقين وتحصيل مبانيه العقلية يُعدّ من الإلهامات الغيبية له، وهكذا نجد الكثير من التقريرات والشروح لهذا البرهان مزينة بمجموعة من آيات الذكر الحكيم 

أين نجده في كتب إبن سينا

يُمكن تتبّعُ برهان الصديقين في عدّة أعمالٍ لابن سينا. قد يكون الشكل الأكثر إيجازاً ووضوحاً ذلك الموجودُ في الفصل الرابع من كتاب الإشارات والتنبيهات. كما يُمكن العثور على البرهان في الفصل الثاني عشر من المُجلّد الثاني من كتاب النجاة، وكذلك في القسم الذي يتناول موضوعات ما وراء الطبيعة من كتاب الشفاء. ميّز ابن سينا في الإشارات والتنبيهات بين نوعين من أدلّة إثبات وجود الله: الأول يتمثّلُ في التفكّر بالوجود بشكل مُجرّد، في حين يتطلّبُ الثاني التفكّر بأشياءٍ كصنائع الله أو أعمال الله. رأى ابن سينا أنّ النوع الأوّل هو برهانٌ للصديقين، وهو في نظره أكثرُ صلابةً ونُبلاً من النوع الثاني، الذي عدّه ابن سينا برهاناً "لمجموعةٍ من الناس". وبحسب بروفيسور الدراسات الإسلاميّة شمس عناتي فإنّ ابن سينا عنى "بالصديقين" الفلاسفة، بينما عنى "بمجموعةٍ من الناس" علماء الدين وغيرهم ممّن يسعى إلى إثبات وجود الله عن طريقه خلقه. ليصير البرهان يُعرف بعد ذلك باسم برهان الصديقين.

عرض لبرهان الصديقين لابن سينا

واجب الوجود

يبدأُ البرهان بالتمييز بين ما يحتاجُ وجودُه سبباً خارجياً؛ أي مُمكن الوجود، وما هو موجودٌ بطبيعته ذاتياً؛ أي واجب الوجود. ويُحاول برهان الصديقين إثبات أنّ هناك بالفعل ما هو واجب الوجود. ينظرُ ابن سينا أوّلاً فيما إذا كان العكسُ هو الصحيح، أي أنّ كلّ ما هو موجودٌ هو مُمكن الوجود. وبالتالي سيكون كُلُّ ما هو موجودٌ مُحتاجاً إلى شيءٍ غير نفسه لإدخاله حيّز الوجود، وهذا الشيءُ بدوره سيحتاجُ غيرَه لإدخاله حيّز الوجود وهكذا. خلُصت الحجج الكونية قبل ابن سينا إلى الحاجة ضرورةً إلى علّةٍ لهذه المعلولات لإنهاء ما بدا تسلسلاً لانهائياً، ولكنّ حُجّة ابن سينا لا تستبعدُ التسلسل إلى ما لانهاية. 

وبدلاً من استبعاد التسلسل، تتعاملُ الحُجّة مع مجموعة المُمكنات بأكملها، أو جُملة المُمكنات، سواءً كانت هذه المُمكنات موجودةً في الماضي أو في الحاضر أو ستوجدُ في المُستقبل. يقولُ ابن سينا أنّ هذه المجموعة يجبُ أن يسري عليها ما يسري على المُمكن الواحد؛ أي يجبُ أن يكون لهذه المجموعة علّةٌ خارجةٌ عنها تُدخلها إلى حيّز الوجود. هذه العلّة قد تكون من فئة مُمكنات الوجود وقد تكون من فئة واجبات الوجود. وبما أنّها لا يُمكن أن تكون من المُمكنات (لأنّها لو كانت من المُمكنات لأُدرجت في المجموعة)، بقي احتمالٌ وحيدٌ يتمثّل في كون العلّة واجبة الوجود.  

توقّع ابن سينا أن يُعترض على برهانه بالقول بأنّ مجموعة المُمكنات قد لا تكون من المُمكنات، إذ أنّ الكل لا يتماثلُ في خصائصه بالضرورة مع أجزائه. ففي الرياضيات مثلاً نجدُ أنّ مجموعة من الأعداد لا تُعدّ عدداً، وبالتالي فإنّ افتراض أن مجموعة المُمكنات هي من المُمكنات هو افتراض خاطئ. إلّا أنّ ابن سينا يوضّح أنّ هذا الردّ لن يكون في الحقيقة إلّا استسلاماً أمام برهانه وليس اعتراضاً على الإطلاق. لأنّه لو كانت مجموعة المُمكنات غير مُمكنة، فإنّها لا بُدّ أن تكون واجبة، وهذا أيضاً سيقودُنا إلى استنتاجٍ مفادُه أنّ هناك بالفعل ما هو واجب الوجود، وهو ما يُحاول ابن سينا إثباته أساساً.

من واجب الوجود إلى الله

.

شيوع ومكانة برهان الصديقين لابن سينا

اعتبر مؤرخ الفلسفة الأمريكيّ بيتر أدامسون برهان الصديقين واحداً من أكثر الحُجج الساعية لإثبات وجود الله تأثيراً في العصور الوسطى، وأكبر مُساهمةٍ فلسفيّةٍ لابن سينا على الإطلاق. استُقبل هذا البرهان بحفاوةٍ وردّده من بعد ابن سينا (مع بعض التعديلات أحياناً) العديدُ من الفلاسفة، بما في ذلك أجيالٌ من الفلاسفة المسلمين، وفلاسفةٌ مسيحيون غربيون مثل توما الأكويني ودانز سكوطس، وكذلك فلاسفةٌ يهود مثل موسى بن ميمون.

إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّ برهان الصديقين قد سَلِم من النقد، ومن أشهر من انتقده ابن رشد الذي اعترض على منهجيّته، وأبو حامد الغزالي الذي اختلف معه في توصيفه لله. بالإضافة إلى انتقادتٍ وُجهت له في العصر الحديث. وقد اختلف الباحثون في تصنيف هذه الحُجّة، فرأى بعضهم أنّها حجة وجودية، في حين اعتبرها البعضُ الآخر حجة كونية.

. وقد وافق ابنَ سينا في برهانه هذا أجيالٌ من الفلاسفة المُسلمين وعلماء الدين مع إجراء بعض التعديلات أحياناً. وصارت عبارة "واجب الوجود" شائعة الاستخدام للإشارة إلى الله، حتى في مُؤلّفات أعتى نُقّاد ابن سينا، ممّا يُشير إلى مدى تأثير هذا البرهان. ولم يقف تأثير برهان الصديقين عند حد فلاسفة وعلماء المسلمين، بل استُقبل بحفاوةٍ أيضاً في العالم المسيحي الغربي مع إجراء بعض التعديلات، وكان ممّن تأثّر به توما الأكويني من إيطاليا (1225 - 1274) ودانز سكوطس من اسكتلندا (1266 - 1308). وكذلك اهتمّ به الفلاسفة اليهود وعلى رأسهم موسى بن ميمون الأندلسيّ (توفي سنة 1204).

يرى أدامسون أنّ أحد أسباب شعبيّة هذه الحُجّة يتمثّلُ في كونها تتطابقُ مع الأساس المنطقيّ الذي يعتمده كثيرٌ من الناس بخصوص إيمانهم بالله، على النقيض من حُجّة أنسلم كانتربري الوجودية التي صيغت بعد ذلك بسنواتٍ قليلةٍ، والتي بحسب أدامسون هي أقرب إلى "الحيلة الذكية" منها إلى التبرير الفلسفيّ لقضيّة الإيمان.  

تابع قراءة المزيد من المعلومات المتعلقة في الأسفل تقريرات برهان الصديقين

نقد برهان الصديقين لابن سينا

تقسيم كانت الادلة الثبوتية ومكانة برهان الصديقين

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
من واجب الوجود إلى الله

برهان الصديقين إبن سينا

أظهرت الحُجّة إلى الآن أنّ هناك بالفعل ما هو واجب الوجود، ولكنّ هذا يختلفُ عن إثبات وجود الله كما يُصوّره الإسلام. فالملحد قد يقبلُ بوجود ما هو واجب الوجود، ولكنّ هذا الواجب قد يكون الكون ذاته، بل وقد يكون هناك العديد من واجبات الوجود دون أن يكون الله منهم. لذا لم يقف ابن سينا عند هذا الحد، فأعمالهُ مليئةٌ بالحُجج المصوغة لإثبات أنّ واجب الوجود هذا سماتُه لا بُدّ أن تكون كتلك السمات التي جاء بها الإسلام عن الله.

فابن سينا على سبيل المثال يُعطى مُبرّراً فلسفياً لعقيدة التوحيد في الإسلام من خلال إثبات وحدانية وبساطة واجب الوجود. استخدم ابن سينا في إثباته لوحدانية واجب الوجود البرهان بالتناقض، أي إنّ القائل بوجود أكثر من واجب وجود سيقع حتماً في التناقض. فإذا افتُرض أنّ هناك واجبي وجود ألف وباء فإنّ هناك احتمالين: إن كان ألف يختلفُ عن باء بسبب شيءٍ ناتج عن وجوب الوجود فإنّ باء سيشترك مع ألف في ذلك لكونه أيضاً واجب الوجود، وبذلك لن يكون ألف يختلفُ عن باء في نهاية المطاف. أمّا إن كان الاختلافُ ليس ناجماً عن وجوب الوجود، فإنّ عامل الاختلاف في هذه الحالة سيكون علّةً لألف، وبذلك لن يكون ألف واجب الوجود في نهاية المطاف. وفي كلتا الحالتين وقعنا في التناقض، وبذلك يُثبت ابن سينا صحّة حُجّته.. استخدم ابن سينا البرهان بالتناقض أيضاً في إثبات بساطة واجب الوجود، أي أنّه ليس مُركّباً. فلو كان الواجبُ مُركّباً لاقتضى ذلك وجود صفة تُميّز أجزاءه بعضها عن بعض. ولكنّ هذه الصفة المُميِّزة للجُزء لا يُمكن أن تكون واجبة الوجود؛ لأنّ ذلك يقتضي الاشتراك في نفس الصفة ضرورةً دون اختلاف، وهذا تناقض. وفي نفس الوقت لا يُمكن أن تكون عارضة، أو مُحتاجةً لسببٍ خارجيّ، لأنّ ذلك يتناقض مع كونها واجبة الوجود.  

يُبرهن ابن سينا على صفاتٍ أخرى لواجب الوجود في عددٍ من مُؤلّفاته حتى تتماهى مع صفات الله. فقد بيّن أنّ واجب الوجود يجبُ أيضاً أن يكون غير مادي، وعاقل، وقدير، وكريم، ومحض الخيريّة، ومُريد، وغنيّ،وقيّوم، وغيرها من الصفات التي تتوافق غالباً مع أسماء الله الحسنى. وقد علّق بيتر أدامسون على برهنة ابن سينا لهذه الصفات قائلاً: "إنّ نظرةً وافيةً لإثباتات ابن سينا لصفات واجب الوجود تتطلبُ دراسةً بطول كتاب". وبشكل عام، يعتمدُ ابن سينا في إثباته لهذه الصفات على جانبين من جوانب واجب الوجود: الأوّل يتمثّل في ضرورته أو وجوبه، وبذلك يُمكن الاستدلال على وجوده المُطلق ونفي أن يكون له سبب أو أن يكون مُتعدّداً على سبيل المثال. والثاني يتمثّل في حيثيّة كونه سبباً لغيره من الموجودات، ومن هذا الجانب يُمكن الاستدلالُ على مجموعةٍ من الصفات، مثل المعرفة والقدرة
0 تصويتات
بواسطة
تقريرات برهان الصديقين

قُرِّرَ برهان الصديقين بتقريرات كثيرة أوصلها الميرزا مهدي الآشتياني في تعليقته على شرح المنظومة للسبزواري الى تسعة عشر تقريراً مشيراً إلى أنّ الغالب منها متقاربة بعضها من البعض الآخر، ومن هنا سنشير إلى ثلاثة منها فقط.

تقرير ابن سينا

يمكن تلخيص ما قرره ابن سينا لبرهان الصديقين في الخطوات التالية:

لا ريب أنّ وراء ذهننا، وتصوّراتنا وجوداً خارجياً وإنّ ما يتصوّره الإنسان من الصور الذهنية لها مصاديق خارجية ووجوداً عينياً على صعيد الخارج.

الوجود في أي‏ مرتبة من المراتب لا يخلو إمّا أن يكون واجباً أو يكون ممكناً. أي يكون وجوده نابعاً من ذاته ونفسه، أو لا يكون كذلك بل يكون وجوده من غيره، ولا شق ثالث لهما.

كل شي‏ء ليس وجوده من ذاته ومن نفسه، فإنّه محتاج في تحقّقه ووجوده إلى «علة» تمنحه الوجود. واحتياج الممكن إلى العلة من الأُمور البديهية.

الممكنات لا يمكن أن توجد من سلسلة لا تنتهي من العلل والمعلولات، لأنّ ذلك يستلزم « التسلسل ». كما أنّه لا يمكن أن يؤثر كل من الممكنين في الآخر دون واسطة، أو مع الواسطة فيؤثر كل في الآخر، ويعطي كل واحد منها الوجود للآخر، لأنّ نتيجة ذلك هو« الدور »، والدور والتسلسل من المحالات العقلية. فلا بد من انتهاء الممكن الى الواجب.

تقرير الملا صدرا

قرّر صدر المتألّهين برهان الصديقين بنحو آخر لا يحتاج إلى أية مقدمات كإبطال «الدور والتسلسل» ثم عد هذا البرهان أفضل البراهين لإثبات وجوده تعالى شأنه ، معتمداً على ثلاث مقدمات، هي:

أصالة الوجود واعتبارية الماهية

كون الوجود ذا مراتب مُشَكَّكَة

إن ملاك احتياج المعلول إلى العلة هو كونه رابطاً وتعلّقياً بالنسبة إلى العلة. وبعبارة أخرى ضعف مرتبة وجوده، فما دام هناك أقلّ ضعف في موجود فهو بالضرورة معلول ومحتاج إلى موجود أعلى منه .

وخلاصة تقريره هو: إنّ مراتب الوجود – باستثناء أعلى مراتبه التي تتميز بالكمال اللامتناهي وعدم الاحتياج والاستقلال المطلق- هي عين الربط والتعلّق، ولم تكن تلك المرتبة العليا متحققة فإن سائر المراتب لا تتحقق أبداً، لأنه يلزم من فرض تحقق سائر المراتب دون تحقق تلك المرتبة العليا أن تكون المراتب المذكورة مستقلة وغير محتاجة إليها، بينما حيثية وجودها هي عين الربط والفقر والاحتياج

تقرير العلامة الطباطبائي

لم يعتمد العلامة في تقريره للبرهان على أي مقدمة ومبدء تصديقي فلسفي(حتى أصالة الوجود). ومن هنا أكد على أن البحث لا ينبغي هنا أن يدور حول الواقع الخارجي – بعد التسليم بوجوده- هل هو الماهية أو الوجود؟ بل لابد من البحث أولا في أصل الواقع وهل يوجد واقع أم لا، كما يذهب الى ذلك السفسطائيون الذين أنكروا الواقع الخارجي.

ثم يذهب بعد بيان مستدل ومبسوط الى القول باستحالة فرض زوال الواقعية، ويقول : أصل الواقعية لايقبل الزوال ، وذلك لانه يلزم من فرض زوالها ثبوتها ، والشيء الذي يلزم من فرض زواله ثبوته يستحيل قهراً زواله ذاتاً ، وإذا استحال زواله ذاتاً ، يكون ثبوته وتحقق ذاته ضروريا ، والضرورة الذاتية فلسفياً تعني الضرورة الأزلية.

فالمتحصل أنّ في أصل الواقعية وجود واجب بالذت واحد (واجب الوجود بالذات) واقعي على نحو الضرورة الأزلية . فاذا نظرنا الى سائر الموجودات نجد كل واحد منها إما أن يكون مسبوقا بالعدم (الزوال) أو ملحقًا به . ويفهم من ذلك أن لا شيء منها هو الواقع المطلق والواجب بالذات بل الكل منها يتكئ على ذلك الواجب الأزلي

ومن هنا لا تتوقف مسألة إثبات الواجب – حسب هذا التقرير- على أي مبدأ تصديقي فلسفي ويحق أن تكون هي أولى المسائل الفلسفية، هذا أولا ، وثانياً وفقا لهذا التقرير يكون أصل وجود الواجب أمراً بديهياً وليس نظرياً.

نقد برهان الصديقين لابن سينا

النقد

انتقد الفيلسوفُ ابن رشد الأندلسيّ (1126 - 1198) منهجيّة برهان الصديقين. إذ اعتقد ابن رشد، الذي كان أرسطياً مُتحمّساً، أنّ إثبات وجود الله يجبُ أن يُبنى على أساس العالم الطبيعي، كما فعل أرسطو سابقاً. فبالنسبة لابن رشد، يجب أن يستند الدليلُ إلى الطبيعة لا إلى أفكار ميتافيزيقية كما هو الحال في برهان الصديقين. كما هاجم فلاسفةٌ مسلمون آخرون كأبي حامد الغزالي (1058 - 1111) هذا البرهان لما رأوا من عدم توافقه مع ما عرفوه عن الله عن طريق الوحي. فبحسب ابن سينا، على سبيل المثل، لا يُمكن أن يكون لله صفاتٌ أو أفعالٌ من فئة المُمكنات، لذا فإنّ خلقه للكون كان واجباً أو ضرورياً وليس مُمكناً. اعترض الغزالي على ذلك لكونه يتعارضُ مع مفهوم الإرادة الحُرّة غير المُقيّدة لله الذي يتبنّاه الأشاعرة. وفي معرض الرد على ابن سينا، أشار الغزالي إلى أنّ إرادة الله الحُرّة تتجلّى في اعتباطيّة طبيعة مسألة حجم الكون أو توقيت خلقه.

وقد أشار بيتر أدامسون إلى نقود أخرى يُمكن توجيهها للبرهان، فقد تبنّى ابن سينا مُقاربةً تجزيئيّةً لإثبات واجب الوجود وصفاته التقليديّة واحدةً تلو الأخرى، ممّا يجعلُ كل حُجّةٍ مُقدّمةٍ في هذا البرهان تخضع لتقييم مُستقلّ عن غيرها. فقد يقبلُ البعضُ أنّ هناك بالفعل ما هو واجب الوجود دون القبول بالحُجج الأخرى، وناقدٌ كهذا مع قبوله بواجب الوجود لن يُسلّم بوجود الله. وهناك نقدٌ آخر قد يُوجّه إلى إثبات واجب الوجود نفسه من خلال مُنازعة ابن سينا في مفهوم المُمكن الذي يُشكّل نقطة ارتكازٍ للبرهان، وذلك من خلال القول بأنّ الكون قد يدخلُ حيّز الوجود دون أن يكون ذلك ضرورةً أو مُمكناً مُعتمداً على سببٍ خارجيّ بحسب أدامسون.

تقسيم كانت الادلة الثبوتية ومكانة برهان الصديقين

قسّم الفيلسوف الألمانيّ إيمانويل كانط (1724 - 1804) الحُجج المُستخدمة لإثبات وجود الله إلى ثلاث مجموعات: حُجج وجوديّة، وحُجج كونيّة، وحُجج غائيّة. اختلف الباحثون فيما إذا كان برهان ابن سينا للصديقين برهاناً وجوديّاً؛ أي أنّه مصوغٌ اعتماداً على التحليل المُجرّد، أو برهاناً كونيّاً؛ أي أنّه استحضر في صياغته افتراضات تجريبيّة (وجود المُمكنات على سبيل المثال). ومن القائلين بأنّ برهان ابن سينا هو برهان كونيّ هربرت دافيدسون وسهيل أفنان. إذ يقولُ دافيدسون أنّ ابن سينا لم يعتبر تحليل مفهوم واجب الوجود بحدّ ذاته كافياً لإثبات الوجود الفعليّ لأيّ شيء في العالم الخارجي، ليُقدّم ابن سينا بذلك شكلاً جديداً للحُجج الكونيّة. في حين ذهب آخرون، مثل عبد الرحمن بدوي وبارفيز مورويدج، إلى كَوْن حُجّة ابن سينا حُجّة وجوديّة. فقد أشار مورويدج إليها قائلاً: "حُجّة ابن سينا الوجوديّة لإثبات وجود الله"، وقال أنّ البرهان استند إلى التحليل المُجرّد لمفهوم "واجب الوجود". وقد ذهبت طائفةٌ ثالثةٌ إلى أنّ برهان الصديقين مزيجٌ من النوعين.

اسئلة متعلقة

...