بحث كامل عن الليبرالية.وأنواع الليبرالية خاتمة بحث عن الليبرالية
بحث كامل عن الليبرالية
أهداف الليبرالية
بحث حول الليبرالية الجديدة
الليبرالية
مبادئ الليبرالية
مبادئ الليبرالية PDF
أنواع الليبرالية
الليبرالية الحديثة
الليبرالية الاقتصادية
المدرسة الليبرالية
تعريف الليبرالية في الإسلام
الليبرالية والدين
مجالات الليبرالية
بحث حول النظرية الليبرالية PDF
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ بحث كامل عن الليبرالية.وأنواع الليبرالية خاتمة بحث عن الليبرالية
الإجابة هي
بحث كامل عن الليبرالية
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻻﻭﻝ
ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ : ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺬﻫﺐ ﻓﻠﺴﻔﻲ/
ﺳﻴﺎﺳﻲ ، ﻭﻧﺴﻖ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ ﻟﻪ ﺷﺮﻁ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﻭﺗﻄﻮﺭ ، ﺍﺫ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﺑﺼﺎﺭ ﺩﻻﻟﺘﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ،
ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻻ ﺑﺪ ﺍﻥ ﺗﺒﺘﻐﻲ ﺍﻟﺸﻤﻮﻝ ﻓﻲ
ﺍﻟﻄﺮﺡ ، ﻟﻜﻲ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻻﺣﻘﺎ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻟﻠﻔﻜﺮ
ﻭﺻﻴﺮﻭﺭﺗﻪ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﻓﻜﺮﺓ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ ،
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺣﺎﻃﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﻣﺤﺪﻭﺩ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻻ
ﻳﻌﻔﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻥ ﺩﻻﻻﺕ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻭﺍﻟﺒﺬﺭﺍﺕ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻟﻠﻔﻜﺮ ﻭﺗﻄﻮﺭﻫﺎ
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﻌﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻻﻭﻝ
ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ : ﻳﺸﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﻟﻴﻪ ﻟﻐﻮﻳﺎ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ، ﺍﺫ ﺟﺬﻭﺭﻩ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻱ
( Liberalism ) ﻭﻳﻌﻨﻲ ( ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻳﺔ ) ﻣﻦ ﺍﺷﺘﻘﺎﻕ
( Liberty ) ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻔﺖ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻠﻤﻔﻬﻮﻡ ، ﺍﺫ ﻳﺮﻯ ﺩﻭﻧﺎﻟﺪ
ﺳﺘﺮﻭﻣﺒﺮﺝ ( ﺍﻥ ﺍﻟﻠــﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻋﺮﻳﺾ ﻳﻠﻔﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﻭﺍﻻﺑﻬﺎﻡ ) ( )
ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﻢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ( ﻣﺬﻫﺐ ﻳﻘﻮﻡ
ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﻭﻣﻨﺤﻪ ﺍﻛﺒﺮ ﻗﺪﺭ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺿﺪ ﺍﻱ ﺗﻌﺴﻒ ) ( ) ، ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﻻﻟﻨﺪ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ : ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻫﻲ (ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻫﻲ
ﺍﻧﻮﺍﻉ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ ،ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ، ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ
ﺩﻳﻨﻴﺔ ، ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ) ( ) ، ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺟﺎﻥ ﺟﺎﻙ ﺭﻭﺳﻮ
( ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻥ ﻧﻄﺒﻖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﺮﻋﻨﺎﻫﺎ
ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ) ( ) ،ﻭﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺗﻮﻣﺎﺱ ﻫﻮﺑﺰ ﺑﺎﻧﻬﺎ (ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ )
( )، ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻮﻥ ﺳﺘﻴﻮﺍﺭﺕ ﻣﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﺍﻻﺏ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ
ﻟﻠﻔﻜﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ (ﺍﻃﻼﻕ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻟﻴﺤﻘﻘﻮﺍ ﺧﻴﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻭﻧﻬﺎ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﺍﻭ ﻻ ﻳﻌﻮﻗﻮﻥ
ﺟﻬﻮﺩﻫﻢ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ،ﻓﻜﻞ ﻓﺮﺩ ﻳﻌﺪ ﺍﺻﻠﺢ ﺭﻗﻴﺐ ﻋﻠﻰ
ﺛﺮﻭﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻡ ﺭﻭﺣﻴﺔ ﺍﻡ
ﻓﻜﺮﻳﺔ ) ( )
ﻭﻟﻜﻲ ﻻ ﻧﺜﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﻭﺗﺸﻌﺒﻬﺎ
ﻧﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ( ﻣﺬﻫﺐ ﻓﻜﺮﻱ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ،
ﻭﻳﺮﻯ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ
ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻫﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ،
ﻭﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻀﻊ
ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺗﻘﻠﻴﻞ ﺩﻭﺭﻫﺎ ، ﻭﺍﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ
ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ) .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﻪ ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ
ﺑﻌﻘﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﺓ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻥ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻥ ﻳﻄﻮﺭﻭﺍ
ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ ﻋﺒﺮ ﻓﻌﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﻘﻼﻧﻲ ، ﺍﺫ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ
ﻣﺬﻫﺐ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﻳﻘﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﺿـﺮﻭﺭﻱ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﻜﻔﻞ ﺣــﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﻱ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ( )
ﺍﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﺗﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﻮﺭ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺍﻻﺗﻲ -:
$11 - ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﻫﻲ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺮﺣﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ
ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ .
$12- ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﻌﻄﻲ ﺗﺼﻮﺭﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ
ﻭﻏﺎﻳﺔ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺍﺳﺒﺎﺏ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﻛﺪﻳﻦ ﻭﺿﻌﻲ ﻳﻀﺎﻫﻲ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ .
$13 - ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩ ﻫﻮ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔ
ﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﺧﺮﻯ .
$14- ﺍﻱ ﻣﺆﺛﺮﺍﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻫﻲ ﻋﻘﺒﺎﺕ ﻻ ﺑـﺪ
ﻣﻦ ﺍﺯﺍﺣﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ : ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ
ﻛﻤﻨﺘﻈﻢ ﻓﻜﺮﻱ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺗﻨﻮﻉ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ
ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺴﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺍﺫ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﺧﺮﻯ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺧﺮﻯ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺘﻨﻮﻋﻬﺎ ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ (ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ) ﻭﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳــﺪ ﺍﻟـﻰ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﺴﻔﺴﻄﺎﺋﻴﻴﻦ ( )
ﻭﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ، ﻭﻻﺣﻆ ﻋﺪﺩ ﺍﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻧﻪ ﻭﻓﻲ
ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺍﻧﻈﻤﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺒﺘﻌﺪﺓ
ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻱ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻭﻧﻈﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ
ﺍﻻﻗﻄﺎﻉ ، ﻭﺗﻢ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺑﺎﺕ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻣﺮ ﻭﺍﻗﻊ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺣﺪ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺍﻟﻤﻠﻔﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ
ﺷﻜﻼ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻓﺤﻮﻟﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺎﺕ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻗﺪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺍﻗﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ، ﺍﺫ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻛﻞ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺎ
ﻋﺮﻑ ﺑـ ( ﺍﻟﻘﻨﺎﺻﻞ ) ﻳﺘﻐﻴﺮﻭﻥ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﺎﻣﻴﻦ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﺍﻟﻤﻨﻀﺒﻄﺔ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ، ﻭﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ
ﺣﺪﺙ ﺗﺤﻮﻝ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﺫ ﺍﺑﻄﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻨﺎﺻﻞ
ﻭﺍﻭﻛﻠﺖ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺑـ ( ﺍﻟﺒﻮ ﺩﺳﺘﺎ )
ﻭﻫﻮ ﻣﻮﻇﻒ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺣﻴﺎﺩﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺎ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﻠﻄﺎﺕ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺯﻣﻨﻴﺎ ﺑﺴﺘﺔ
ﺍﺷﻬﺮ ﻳﻈﻞ ﻣﺴﺆﻭﻻ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻠﺰﻡ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ
ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻞ ﺍﻧﻪ ﻣﻠﺰﻡ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻭﻻﻳﺘﻪ ﻟﻠﺨﻀﻮﻉ ﺍﻟﻰ ﺗﺪﻗﻴﻖ
ﻷﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ( ) ، ﻭﻗﺪ
ﺗﻢ ﺗﺒﻨﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻻﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ، ﻣﻦ ﺍﺟﻞ
ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻤﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻏﻴﺮ
ﺍﻥ ﻣﺮﻭﺟﻲ ﻓﻜﺮﺓ ( ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ) ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﻜﺮﺗﺎﻥ
ﻣﺘﻤﻴﺰﺗﺎﻥ ﻭﺍﺿﺤﺘﺎﻥ ) ) -:
ﺍﻻﻭﻟﻰ : ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺍﺣﺮﺍﺭﺍ ﻣﺘﺤﺮﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻱ
ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ – ﻭﻫﺬﺍ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ
ﺳﻴﺎﺩﺗﻬﻢ .-
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﻢ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ –
ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺩﺳﺎﺗﻴﺮ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .-
ﺍﻻ ﺍﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰﺕ
ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻗﺪﻳﻤﻬﺎ ﺍﻡ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺻﻨﻌﺔ ﺍﺑﺘﺪﻋﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻣﺮﺍ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ
ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ، ﻻﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻫﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻒ
ﺑﺎﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﺣﺪ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﺘﺴﺎﻭﻭﻥ
ﺟﻤﻴﻌﺎ،
ﻛﺎﻥ ﻟﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ
ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻭﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﻛﻨﻈﺎﻡ ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﺑﺮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻻﺗﻲ -:
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺮﻛﻨﺘﺎﻟﻴﺔ : ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ، ﻭﺗﻌﺘﻤﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﺳﺎﺱ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﻧﻔﻴﺴﺔ ﻭﺍﻥ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻻ
ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻣﻮﺍﻝ
، ﺍﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺣﺼﻮﻟﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ( ) .
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ : ﻧﺸﺄﺓ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ
ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ، ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻭﺍﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﻳﺪﻳﻬﺎ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﻮﻥ ،ﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺑﺴﻴﺎﺩﺓ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﺴﺘﻤﺪ
ﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺴﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﺪﺧﻞ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ، ﻭﺍﻥ ﺍﻻﺳﺎﺱ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﻮﻗﺮﺍﻁ ( ﺩﻋﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﺩﻋﻪ ﻳﻤﺮ ) ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ
ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ
ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ( ) .
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ : ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ
ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﻮﻗﺮﺍﻃﻴﻴﻦ ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻧﻜﻠﺘﺮﺍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪﻩ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ،ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺮﻛﻨﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻰ
ﺭﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ،
ﻓﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻳﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺟﻮﻥ ﻟﻮ
ﻛﺤﺠﺮ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺭﺳﺦ ﻟﻠﺤﺮﻳﺎﺕ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻠﻔﻜﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻣﻘﺘﺮﻥ ﺑﻔﻜﺮ
ﻣﺆﺳﺲ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ
( ﺁﺩﻣﺴﻤﻴﺚ 1790-1723 ) ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ( ﺛﺮﻭﺓ ﺍﻻﻣﻢ )
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﺎﻡ 1776 ، ﺍﺫﺍﺭﺗﻜﺰ ﺁﺩﻡ ﺳﻤﻴﺚ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ
ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻐﻼﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ
ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﺭﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ،ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺃﻳﻪ ( ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻢ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﻧﺤﻮ
ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ،ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻧﻈﺎﻡ ﺿﺮﻳﺐ ﻳﻐﻴﺮ ﺧﺎﻧﻖ
ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﻄﻮﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﺮﺍﻛﻢ
ﺭﺃﺱ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﻨﺎﺳﺐ ،،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺴﻮﻕ
ﺃﻥ ﺗﻨﻈﻢ ﺁﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺨﻠﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ
ﺍﻟﺤﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻟﻤﺼﻴﺮﻩ ﺍﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ) ( ) .
ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ( ﺩﻳﻔﻴﺪ ﺭﻳﻜﺎﺭﺩﻭ 1823-1772 )
ﺗﻄﻮﺭﺍ ﺟﺬﺭﻳﺎ ، ﺍﺫ ﺍﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻋﺪﻡ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ، ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩ
ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ
ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻫﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺤﺮ
ﻭﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﺍﻻﺳﻌﺎﺭ ( ) .
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻜﻴﻨﺰﻳﺔ : ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺆﺳﺴﻬﺎ ﻛﻴﻨﺰ 1946-1883
ﻭﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ( ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻭﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﻮﺩ )
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻛﺪ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮﻯ
ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻌﺮ ﺍﻟﺘﻲ
ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ( ) .
ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﺭ
ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻟﺠﻮﻥ ﻟﻮﻙ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺎﺕ ﻟﻠﻤﻨﺘﻈﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ، ﺍﺫ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻟﻮﻙ ﻭﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ) ( ) ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺜﻞ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﺍﻭﺭﺑﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﺩﺕ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ
( ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ،ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺣﻖ
ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ) ، ﺍﺫ ﻳﺆﻛﺪ ﻟﻮﻙ ( ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﺣﺮﺍﺭﺍ
ﻭﻣﺘﺴﺎﻭﻳﻦ ﻭﻣﺴﺘﻘﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ، ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻱ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻭﺍﻛﺮﺍﻫﻪ ﻟﻠﺨﻀﻮﻉ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﺍﺧﺮ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ) ( )
ﻭﻳﺮﺳﻢ ﻟﻮﻙ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺎﺕ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ
ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ ( ﻻ ﻳﺤﻖ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻥ ﺗﻨﺘﺰﻉ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻣﻼﻙ ﺍﺣﺪ
ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ...ﻟﺬﺍ ﺗﺤﺘﻢ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺣﻖ
ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ) ( ) ،ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻠﻬﻢ ﺍﻋﻼﻥ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻲ
1776 ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻟﻮﻙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﺪ ( ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﺧﻠﻘﻮﺍ ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ ﻭﺍﻧﻪ ﻻ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻥ ﺗﺴﻠﺒﻬﻢ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ، ﻭﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻗﻴﻤﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﺪ
ﺳﻠﻄﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ، ﻭﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻥ ﻳﻐﻴﺮ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﻫﺎﺩﻣﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ) ( )
ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﻤﺖ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻟﻮﻙ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻻ ﺍﻧﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ
ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻧﻔﻌﻴﺔ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﻭﻗﺪ ﺳﺎﺩﺕ ﻏﺮﺏ
ﺍﻭﺭﺑﺎ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻧﻜﻠﺘﺮﺍ ﻣﺮﻛﺰﺍ ﻟﻬﺎ ،ﺍﺫ
ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺍﻧﻜﻠﺘﺮﺍ ﺍﻋﻈﻢ ﺑﻠﺪ ﺍﺧﺬ ﺑﺎﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﻓﺎﺿﺤﺖ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻓﻴﻪ
ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻨﻲ
ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﺻﻼﺡ ﺗﺤﻘﻖ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ، ﺑﻞ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺣﻠﻘﺔ ﻭﺻﻞ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺋﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺘﻘﺪﻡ ﺳﻴﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ( ) .
ﻭﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ
ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺎﻧﻪ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﻞ
ﺍﺣﺪﺍﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﺧﺮﻯ ،ﺍﺫ ﺍﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺍﻻﻭﺭﺑﻴﺔ ﻭﺗﺴﻠﺴﻠﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﻲ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺗﺤﺮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻦ
ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ، ﻭﻣﻨﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ
ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺍﻻﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ
ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻋﺰﻝ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻐﻴﺒﻲ ( ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺎ ) ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺱ ﻭﺗﺨﻠﻴﺺ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻜﻬﻨﻮﺕ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺫﻟﻚ ،
ﺗﻤﺜﻞ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻭﺗﻄﻮﺭﺍﺗﻪ .
تابع قراءة المبحث الثاني في الأسفل