العبد العالم الذي رحل موسى عليه السلام للقائه هو
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........موضحاً اجابتة الصحيحة كماهيئ على الصورة
العبد العالم الذي رحل موسى عليه السلام للقائه هو
اجابه السؤال هي
كان علم الخَضِر علم معرفة بواطن أمورٍ قد أوحيت إليه، وهو أشبهُ بـ (القدر) الخفيّ؛ الذي يفسر ما وراء الأحداث، وكان علم موسى علم الأحكام والفتيا بظاهر أقوال الناس وأفعالهم، فكان بذلك (الشريعة) الواجبة الاتباع
رغم هذا التكليف الإلهي بالاتباع، إلاّ أنّه لا يعني أن الخَضِر كان أعلم من سيّدنا موسى -عليه السّلام-، فقد قال له لما نقر عصفورٌ من ماء البحر، فيما ورد عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-: "…فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِي الْبَحْر، فَقَالَ الْخَضِر: يَا مُوسَى، مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْرِ…"، بل لما قال له موسى -عليه السلام-: جئتُ أتعلَّمُ منك، قال: أما يكفيك أنّ الله كتب لكَ التوراة بيده!
إذاً: الخَضِر -عليه السلام- إنّما هو أعلم من سيّدنا موسى بهذه الجزئيّة فقط، أمّا أنه أعلم منهُ بكافة الجزئيات الأخرى، فلا. فقد كان علم الخَضِر علم معرفة بواطن أمورٍ قد أوحيت إليه، وهو أشبهُ بـ (القدر) الخفيّ؛ الذي يفسر ما وراء الأحداث من الحكم والأسرار الربانية، وكان علم موسى علم الأحكام والفتيا بظاهر أقوال الناس وأفعالهم، فكان بذلك (الشريعة) الواجبة الاتباع، إذن فالخَضِر أعلم من موسى بأحكام وقائع مفصلةٍ معيّنة لا مطلقًا.
وإن تأمّلنا مواقفَ قصّة سيّدنا موسى مع الخَضِر، فكلُّ منّا سيلهمه الله إجابات عن أسئلةٍ تليدةٍ تُعييه، لأحداث مشابهة لها قد عاشها ولو بشيءٍ قليل، سيقرؤها كلُّ منّا بطريقةٍ مُختلفة، فيطمئنّ قلبهُ وتهدأ نفسُه، ومع كلّ هذا يظل العقل عاجزًا على استنباطِ أسرار ومقاصد أخرى لا تبدو لأوّل وهلة، وربما يتأخر فهمها لسنواتٍ، ويظل المرء غير قادرٍ على تفسير بعض التفصيلات الخفية وراء الأحداث المؤلمة وقت حدوثها. فمثلاً:
أَمَّا السَّفِينَةُ: ممّا لا شكّ فيه، أنّ بعضُ فتراتِ العُمر مليئةٌ بالابتلاءات، تُشبه تلك السّفينة التي صعد إليها الخَضِر، وأخذ يكسرُ منها ألواحًا، كي يَعيبها في عَيْنِ الملك الذي يأخذ كل سفينةٍ غصبًا. هذه الابتلاءات، ظاهرُها وحشيٌّ، تقوم بها يدُ اللطيف الخبِير، كي تُحافظ على قلبكَ وروحك حيًّا، وحينما تصل إلى البرِّ، يُصبح كلّ شيءٍ لك، تُصبح أنت الملك… أحداثٌ في ظاهرها مضرة، لكن باطنُها فيه رحمَة! فكم من مصيبة -صغيرة كانت أو كبيرة- نتعرض لها فنسارع إلى الحزن والأسى، بل كم من أمر يُخالف أهواءنا وعقولنا يمر أمامنا، فلا نرى سوى جانبه السلبي الآني والظاهر، ثمّ عندما تنجلي الحكمة منه، نقفُ مشدوهين ومندهشين، وقد اعترانا الندم والخجل من الله ومن أنفسنا.