خاتمة عن ديكارت خاتمة نقدية: لديكارت
خاتمة عن ديكارت
خاتمة مقال عن ديكارت
اداب وفلسفة بكالوريا خاتمة عن ديكارت
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ خاتمة عن ديكارت خاتمة نقدية: لديكارت
الإجابة هي كالتالي
ديكارت
خاتمة نقدية:
"النفوس الكبيرة قادرة على فعل أعظم الفضائل وارتكاب أبشع الرذائل"
صفوة القول أن فلسفة ديكارت هي خلاصة تجربة فكرية حديثة وقع التحضير لها لمدة طويلة وثمرة الجهد الذي بذله في مجال تجيد العلوم وتجويد الأساليب وتنمية المعارف ولذلك كانت للديكارتية تأثيرا كبيرا على الفكر والحضارة الغربية وألقت بظلالها في العلوم وخاصة علم النفس الفزيولوجي وعلم الاجتماع الوضعي وتبوأت مكانة بارزة في عصر التنوير بحيث صار اللقب ديكارتي يكفي لكي ينعت حامله بأن عقلاني ومتنور. مع ديكارت تخرج الميتافيزيقا من العصر القديم لتصبح ميتافيزيقا الذاتية بحيث يكون الموجود بمقتضاها وجودا يعطي لذات وتصبح الذاتية أساس الوجود وفي ذلك ذكر هيدجر في دروب متشعبة ما يلي:" إن ماهية الإنسان نفسها ستتحول وسيصبح الإنسان مركزا ومرجعا للموجود بماهو كذلك ولكن هذا لم يكن ممكنا إلا شريطة تحول معنى الموجود رأسا على عقب..."
بيد أن ثقة ديكارت المبالغ فيها في العقل وتخليه النسبي عن دور التجربة ورده الوجود إلى الفكر وجعل الموضوع مجال لتمثل الذات وإيمانه بالآلية في تصوره للطبيعة والجسم وإرجاعه كل شيء في العالم إلى الامتداد أدى إلى تبني آراء محافظة وموروثة عن الماضي الفلسفي والعلمي. هناك العديد من المسلمات الميتافيزيقية التي أقام عليها ديكارت نسقه الفسلفي والعلمي دون أن يراجعها وثمة نوع من التمركز على الذات بلغت حد الأنانة والتنظير لغزو العالم ضمن رؤية ارادوية أفضت إلى انتشار الحملات الاستعمارية.
إن ديكارت ظل داخل التربة الأرسطية التي حاول جاهدا الفرار منها وبقي يتكلم لغة الجوهر والعرض والذات والكيفيات ويمارس الحدس والاستنباط تماما مثلما يفعل أي مفكر قروسطي. كما أن تجربة الشك كانت مصطنعة وتتضمن خلفية دينية واضحة للعيان ولم تكن شاملة بل استثنت المجالات العملية واحتاجت إلى نوع من الأخلاق المؤقتة من أجل تحقيق المصالحة مع الدين والسياسة. إن الكوجيتو الديكارتي بوصفه اليقين الأول ليس سوى نتيجة منطقية لمحاولة تطبيق المنهج العام الذي استمده من العلم في مجال الميتافيزيقا.ولكن بين الموقف الميتافيزيقي والموقف العلمي لا نجد تجانسا واتصالا منطقيا بل توجد فجوة هائلة وشرخا لا يمكن ردمه.
من بين الأفكار المحافظة التي تبناها ديكارت نجد مسألة الإنسان مدني بالطبع يرفض العزلة ويميل إلى التعاون مع الآخر ويقترح إتباع النور الفطري للعقل من أجل حل النزعات الطارئة على الناس تحت تأثير الانفعالات. زد على ذلك كان ديكارت مجرد أرستقراطي يؤمن بالمجتمع الفاضل الذي يحكمه الفلاسفة يرفض المعرفة المشتركة وينظر إلى الحقيقة على أنها فردية المنبت.
في مجال العلوم ارتكب ديكارت العديد من الأخطاء وكان متخلفا عن علوم عصره وخاصة رفضه فكرة الخلاء وسخريته من المنهج التجريبي الذي اعتبره فرانسيس بايكن الأورغانون الجديد وعدم اعتماده لكشوفات هارفي حول الدورة الدموية الكبري في نظرته الفزيولوجية إلى الجسم وحتى في مجال البصريات فهو لم يكن أكثر حداثة من ابن الهيثم وبقي داخل الفلك الأرسطي إذا استثنينا قوله بالانعكاس. السؤال الذي يطرح هنا ماذا لو تخلى ديكارت عن مبدأ الضمان الإلهي؟ هل كان قادرا بالفعل على الخروج من أناوحدية الكوجيتو واستعادة الثقة في الجسم والمادة والعالم والآخر؟ هل كانت اليقينيات ستتناسل من بعضها البعض وكانت كميات الحركات ستحفظ؟ أليس الكوجيتو نفسه في حاجة إلى إعادة تأسيس من منظور مختلف؟ كيف نعتبر الكوجيتو اكتشافا ديكارتيا أصيلا وهو نفسه يعتقد بوجود حقائق أبدية؟ ألا يوجد تناقض بين ديكارت الفيلسوف وديكارت رجل العلم وبين ميتافيزيقا الذاتية وفيزياء الاصطدام؟ وأليس برهنته الأنطولوجية على وجود الله هي الأخرى في حاجة إلى برهنة؟ لكن ماذا بقي من ديكارت في دنيا العقلانية اليوم؟ ألم يتحول هو نفسه إلى ميراث ينبغي التخلص منه وتراث يجب تحطيمه لكي نتوجه رأسا نحو الفكر؟