في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

خطبة عن شهر رمضان - هنيئًا لمن أدرك رمضان - موعظة مؤثرة عن رمضان أوقات الدعاء في رمضان مكتوبة 

خطبة عن استقبال رمضان 

خصائص شهر رمضان 

خطبة الجمعة بعنوان فضائل شهر رمضان 

كيف تستغل أوقاتك في رمضان 

مرحباً بكم أعزائي خطباء منابر المساجد في الوطن العربي يسرنا بزيارتكم في موقع النورس العربي alnwrsraby.net أن نقدم لكم خطب استرشادية إسلامية عن شهر رمضان المبارك شهر القرآن مكتوبة ومختصرة عن خطبة عن فضائل وخصائص شهر رمضان كيف استقبال رمضان . استغلال الوقت

الإجابة هي 

خطبة عن فضائل وخصائص شهر رمضان

كيف استقبال رمضان .

استغلال الوقت

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه و على آله وصحبه ومن تبعهُ بإحسانٍ إلى يوم الدين .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )

سورة آل عمران102.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

سورة النساء(1).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)سورة الأحزاب 70-71.

ثم أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمورِ محدثاتُها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار

أيها المسلمون الأخيار .

بقي أيام قلائل على قدوم شهر رمضان المبارك ، ولا بد للمسلم من وقفة مع نفسه قبل رمضان ، حتى يهيئ نفسه و يوطنها على مراد الله في هذا الشهر العظيم ، وهو تحقيق التقوى .

قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

البقرة (183)

ولقد خص الله عز وجل شهر رمضان بفضائل وخصائص عن بقية الشهور , ومن ذلك الفضائل الآتي :

الفضلية الأولى

1- أن الله عز وجل جعل صومه الركن الرابع من أركان الإسلام , كما قال تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه ) البقرة / 185 ، وثبت في "الصحيحين" (البخاري ( 8 ) ، ومسلم ( 16 ) من حديث

ابن عمر

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمدا عبد الله ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا .

الفضيلة الثانية

2- أن الله عز وجل أنزل فيه القرآن ، كما قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) البقرة / 184- 185 .

الفضيلة الثالثة

3- أن الله جعل فيه ليلة القدر , التي هي خير من ألف شهر , كما قال تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) القدر / 1_5 .

3-وقال أيضا : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ )الدخان / 3 .

الفضيلة الرابعة

4- أن الله عز وجل جعل صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا سببا لمغفرة الذنوب , كما ثبت في " الصحيحين " البخاري ( 2014 ) ، ومسلم ( 760 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .

و فيهما أيضا أي البخاري ( 2008 ) ، ومسلم ( 174 )

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .

الفضيلة الخامسة

5- أن الله عز وجل يفتح فيه أبواب الجنان ، ويُغلق فيه أبواب النيران ، ويسلسل فيه الشياطين ، كما ثبت في "الصحيحين" ( البخاري ، ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ.

: أخرجه البخاري (3277)، ومسلم (1079)

الفضيلة السادسة

6- أن لله في كل ليلة منه عتقاء من النار .

قال النبي صلى الله عليه وسلم

إنَّ للَّهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِّ ليلةٍ

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه

الصفحة أو الرقم: 1340 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح

وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة _ يعني في رمضان _ , وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة

صححه الألباني في "صحيح الترغيب" ( 1002 ) .

الفضيلة السابعة

7- أن صيامَ رمضان سببٌ لتكفير الذنوب التي سبقته من رمضان الذي قبله إذا اجتنبت الكبائر ، كما ثبت في "صحيح مسلم" (233) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الصلوات الخمس , والجمعة إلى الجمعة , ورمضان إلى رمضان , مكفراتٌ ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر .

الفضيلة الثامنة

8- أن صيامه ثم صيام ستة من شوال كصيام الدهر ، صيام رمضان يعدل صيام عشرة أشهر , وصيام ستة من شوال تعدل ستين يوما ، اليوم بعشرة أيام ، كما دل على ذلك ما ثبت في "صحيح مسلم" (1164) من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من صام رمضان , ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر .

الفضيلة التاسعة

9- أن من قام فيه مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ، لما ثبت عند أبي داود (1370) وغيره من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة .

صححه الألباني في "صلاة التراويح" (ص 15).

يعني يصل التراويح مع الأمام حتى يكمل .

الفضيلة العاشرة

تابع قراءة باقي الخطبة في اسفل الصفحة على مربع الاجابة فضائل شهر رمضان 

3 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
خطبة عن فضائل وخصائص شهر رمضان كيف استقبال رمضان . استغلال الوقت في رمضان
0 تصويتات
بواسطة
تابع خطبه عن فضائل رمضان المبارك

الفضيلة العاشرة

10-أن العمرة فيه تعدل حجة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأنْصَارِ ما مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي معنَا؟ قالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إلَّا نَاضِحَانِ فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابنُهَا علَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عليه، قالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فإنَّ عُمْرَةً فيه تَعْدِلُ حَجَّةً.

رواه مسلم

والناضح : هو البعير يسقون عليه .

وقال بن عباس

- جاءت أمُّ سُلَيمٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت حجَّ أبو طلحةَ وابنُه وترَكاني فقال يا أمَّ سُلَيمٍ عُمرةٌ في رمضانَ تعدِلُ حجَّةً معي

الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث :المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب

الصفحة أو الرقم: 2/177 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

أما جزاء الصوم فلم يحدده الله تعالى و وردت أحاديث في ذلك ومنها ما رواه سهلِ بنِ سعدٍ عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:

إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ .

متفقٌ عَلَيْهِ.

4/1218- وعَنْ أَبي سَعيدٍ الخُدْريِّ قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ عبْدٍ يصُومُ يَومًا في سبِيلِ اللَّه إِلاَّ باعَدَ اللَّه بِذلك اليَومِ وجهَهُ عَن النَّارِ سبعينَ خرِيفًا .

متفقٌ عليه.

وهذا صيام النافلة ، أي التطوع فكيف بصيام رمضان ثلاثين يوما الذي هو فريضة ، أفضل من التطوع .

5/1219- وعنْ أَبي هُرَيرةَ رضي الله عنه ، عن النَّبِيِّ ﷺ قالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنْبِهِ .

متفقٌ عَلَيْهِ.

وروى البخاري (1761) ومسلم (1946) عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ . . . الحديث ) .

. قال القرطبي : معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تُضاعف من عشرة إلى سبعمائة ، إلى ما شاء الله ، إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير . ويشهد لهذا مارواه أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يُضاعفُ ؛ الحسنةُ بعشرِ أمثالِها ، إلى سَبْعِمائةِ ضِعفٍ ، قال اللهُ تعالى :إِلَّا الصَّوْمَ ؛ فإنَّه لِي ، وأنا أجزي به ، يَدَعُ شهوتَه وطعامَه من أجلِي ، وللصائمِ فرْحتانِ : فرحةٌ عند فِطرِه ، وفرحةٌ عند لقاءِ ربِّه ، ولَخَلُوفُ فمِ الصائمِ ، أطيبُ عند اللهِ من ريحِ المِسكِ

صححه الألباني في: صحيح الترغيب

الصفحة أو الرقم: 978 | خلاصة حكم المحدث صحيح

التخريج : أخرجه البخاري (1904)، ومسلم (1151)، والترمذي (764)، والنسائي (2216)، وأحمد (7693) باختلاف يسير، وابن ماجه (1638) واللفظ له

( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائةِ ضعفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ) أي أجازي عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره ، وهذا كقوله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )

فالله لم يحدد جزاء الصوم ،

والمعطي هو أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ، فلا تسأل عن الأجر و العطاء والجزاء و الثواب ، إذا كان من الله .

أيها المسلمون هذه بعض فضائل رمضان ، والجزاء لا يحصيه إلا الله .

إذاً كيف يكون استقبال رمضان الذي هذه فضائله .

يا من إليه جميع الخلق يبتهـلُ *** وكل حيّ على رحماه يتكّـلُ

أنت المنادى به في كلّ حادثة *** أنت الإله وأنت الذخر والأملُ

أنت الرجاء لمن سدّت مذاهبه *** أنت الدليل لمن ضلت به السبلُ

إنا قصدناك والآمال واقعـة *** عليك والكل ملهوف ومبتهـلُ

الكلّ من عباد الله ملهوف إلى الله، مبتهل إلى الله، ملهوف إلى رحمة الله في رمضان، مبتهل إلى الله أنْ يعتقه في رمضان، ملهوف إلى نفحات الله في رمضان، مبتهل إلى الله أن يعفو عنه في رمضان.

أيها المسلمون: سوف يحل شهر رمضان بعد أيام قلائل ، فما أنتم قائلون؟! وما أنت فاعلون؟! فشهر رمضان عند الله تعالى وعند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهر عظيم، معظم، مبجّل، ممجّد، مقدَّر.

فينبغي علينا أن نعظمه أيما تعظيم لأنه عند الله عظيم .

و واقع الحال يقول: إنّ استقبال المسلمين اليوم لرمضان ليسوا فيه سواءً؛ فمنهم الرافع رأسه والفاتح يديه، ومنهم المنكّس رأسه والنافض يديه، نعم -أيها المسلمون-، واقع الحال يقول: هناك من يستقبل رمضان استقبال الجاهلين، وهناك من يستقبل رمضان استقبال المستهترين، وهناك من يستقبل رمضان استقبال الربّانين. ولا بد من وقفة مع كل ذلك.

أيها العبد المؤمن: لا تجعل استقبالك لشهر الله العظيم، استقبالاً جاهليًّا، كما كانت قريش تستقبل مواسم الدين والعبادة، حيث بدلت وحرّفت، ووجد اليوم فينا من بدل ومن حرّف، استمع إلى قول الله سبحانه وتعالى وهو يذم استقبال جاهلية قريش لدينها واحتفائها بمواسمها الدينية؛ حيث يقول سبحانه: (وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) [الأنفال: 35]، أي: ما كان صلاتهم عند البيت الحرام إلا تصفيقًا وتصفيرًا؛ فعل الجهلة الأغبياء، الذين ليس في قلوبهم تعظيم لربهم، ولا معرفة بحقوقه، ولا احتراما لأفضل البقاع وأشرفها، فإذا كانت هذه صلاتهم فيه، فكيف ببقية العبادات؟!".

وهذا حال بعض الجاهلين من أبناء هذه الأمة في زماننا، المميّعين لمواسم الله العظيمة، ولشعائره الجليلة، ومنها هذا الشهر العظيم المقدّر المبجّل؛ حيث يستقبلون رمضان استقبالاً جاهليًا، بل أدهى وأمرّ مما فعلته قريش حيث اقتصرت على التصفير والتصفيق، ولكن هؤلاء المميّعون لهذا الشهر الفضيل ، يسخّرون أقوى آلات الإعلام، وأغلى إمكانات الاتصال والكمبيوتر، وأثمن أماكن الرفاهية؛ ليجعلوا منها سلّمًا ينشرون من فوقه الدخان على بياض رمضان، ويجمعون الأموال بالباطل والزور والبهتان؛ حيث يوظفون إمكاناتهم لملء ليل رمضان ونهاره ، بكلّ ما يشغل المسلمين ويقتل أوقاتهم، ويُضيّع أجر صيامهم، ويزيد من خطيئاتهم، ويقسي قلوبهم ويستنزف أموالهم، فيبثون المسلسلات الماجنة، والبرامج الهابطة، والمسابقات المنكرة، والفكاهات والمسليات المختلطة والفاسدة، وكل هذا يفعل باسمِ رمضان، فهي تقدم للناس على أنها مسلسلات وبرامج ومسابقات ومفاكهات رمضانية، والسباق والتنافس بين الإعلام والفضائيات محمومٌ محموم، ليسوقوا الناس إلى الحميم.

ويزداد عجبك، وتزداد سوءة الجاهلية حينما تسمع وتقرأ المئات من الإعلانات في بعض مدننا العربية عن السهرات الرمضانية، والحفلات الرمضانية، والإفطارات الرمضانية، ولكن على وقع الموسيقى والطرب والرقص والاختلاط، فأيّ جاهليةُ قريشٍ تلك التي ستلحق بهؤلاء؟! إنهم لم يُبقوا لرمضان بريقه، وصفاءه وطهره، فهلاّ تركوا لنا رمضان بحاله، أما كفاهم ما يفعلونه قبل رمضان وبعد رمضان؟! إنهم يقتلون روح رمضان، وينفثون النار والسّموم على موائد الرحمن، ليصدق حالة قريش بأبشع صورها: (وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً)[الأنفال: 35]، إنها جاهلية قريش، وجاهلية القروش والكروش، ولكن هنا تفعل باسم رمضان.

أيها الإخوة الكرام: هؤلاء الذين يستقبلون رمضان هذا الاستقبال الجاهلي، يستقبلونه بالمسلسلات المنكرة، وبالسهرات المختلطة، وبالموائد المتخمة والمسرفة، ألا يتذكرون أنهم مسلمون مؤمنون؟! وهناك إخوان لهم مسلمون مؤمنون في شتى بقاع الدنيا، منهم من يستقبل رمضان ودمه ينزف، ومنهم من يستقبل رمضان ولا يقر له قرار في بيته، بل هو على الثغور يحمي الديار ويجاهد الكفار، ومنهم من يستقبل رمضان وهو سجين بعيد لا يرى أهلاً ولا أحدًا، ومنهم من يستقبل رمضان والهمُّ يعتصره: أنَّى يُطعم أهله وصغاره؟! ومنهم من يستقبل رمضان وهو يصارع المرض والألم والابتلاءات والمحن، وهناك من يستقبله وقد هُدم بيته وفقد ولده وشلّت ابنته، فيا الله: أين نحن؟! ويا الله: ما أقسانا!! ويا الله: ما أشدّ غفلتنا!! وما أكبر حوبتنا!! وما أقل شكرنا!! وما أعظم جُرمنا حينما نكون من هؤلاء ومع المستقبلين الجاهليين لشهر الله العظيم!!

أيها ا المؤمنون : وهناك من يستقبل هذا الشهر العظيم استقبال المستهترين ؛ فينتهك حرمة هذا الشهر العظيم، فيفطر في أيامه العظيمة، فبعض المسلمين اليوم يفطرون في نهار رمضان عامدين متعمدين، معاندين مصرين، لا يرعون لرمضان عظمة، ولا للمسلمين حرمة، ولا لأنفسهم آخرة ، فالإفطار في رمضان كبيرة من الكبائر العظيمة، الإفطار في رمضان ذنب من الذنوب الكبيرة، استمع إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم- وهو يصف شيئًا من عذاب المفطرين في نهار رمضان، حيث يقول كما في الحديث الصحيح: "بينما أنا نائم أتاني رجلان، فأخذا بضبعي، فأتيا بي جبلاً وعرًا، فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: إنا سنسهله لك، فصعدت، حتى إذا كنت في سواء الجبل، إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟! قالوا: هذا عواء أهل النار. ثم انطلقا بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشقّقة أشداقهم، تسيل أشداقهم دمًا، فقلت: من هؤلاء؟! قالا: الذين يفطرون قبل تحلّه صومهم".

فيا ويله من يفطر متعمدا بلا عذر في هذا الشهر العظيم، يعاند أمر ربه العزيز الجبار الذي أمر فقال : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)[البقرة: 185]، يفطر لأجل شربة ماء، يخاف العطش، ألا يتذكر قول ربه؟! ألا يخاف أن يكون من أهل: (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ) [الكهف: 29]، يفطر لأجل لقيمات يزجها في جوفه، ألا يتذكر قول ربه، ألا يخاف أن يكون من أهل: (وَطَعَامًا ذَا غُصَّة) [المزمل: 13]، والمصيبة والداهية أن بعض المسلمين يفطر في رمضان، لماذا؟! لأجل أن يدخن، لأجل سيجارة، إنه لا يصبر على مفارقة الدخان لساعات، فينتهك حرمة رمضان، ويرتكب محرمًا بالحرام ولأجل الحرام ، و نسي قول ربه العظيم:(لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ)[الأعراف: ].

فالعبد : يتحمّل الجوع، ويتحمل العطش، ويتحمل مر الصبر على الشهوات، كل ذلك يتحمله ويصبر عليه لأجل الله، لأجل الأجر العظيم، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين .

إن هؤلاء المفطرين في رمضان لا يرى الواحد منهم شهر رمضان إلا بمنظور ضيق، لا يراه إلا شهرًا سيحرمه في نهاره من الأكل، سيمنعه من الشرب، سيوقفه عن التدخين، إنه منظور تعيس وشقي، إنه منظور أهل الدنيا، الذين يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا ولكنهم عن الآخرة غافلون.

أيها المؤمن: كُنْ عبدا لله ربانيا، كن المؤمن بالله العظيم، الذي يستقبل شهر الله استقبال المؤمنين الربانيين الخاشعين، الذين يعظمون شعائر الله، وما يكون لله ، وما يختاره الله ، وما يأمر به الله، وشهر رمضان هو من اختيار الله، فالله خلق الأزمنة واختار من أيامها يوم عرفة، ويوم الجمعة، واختار من شهورها شهر رمضان، فشهر رمضان عظيم؛ لأنّ الذي اختاره هو الله العظيم، وأراده أن يكون عندنا عظيمًا، فهل نحن راضون وقابلون باختيار الله لنا؟!

فيا عباد الله: هذا الشهر هو اختيار الله لكم فاقبلوه، وأقبلوا على ما اختاره الله لكم. إنّ التفكّر في هذا الأمر، في أنّ شهر رمضان هو اختيار الله لنا يجعلنا نعظم هذا الشهر، ونقدّر هذه الخيرة من الله، ونجلها؛ (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج: 32]، فرمضان خيرة الله ، وشعيرة من شعائر الله، وهذا ما يجعل العبد المؤمن الصادق ، يعظم هذا الشهر ويحتفي به ، ويستقبله استقبال عباد الله الربانيين.

أيها المؤمن: كُنْ عبد الله الرباني، المؤمن بلقاء الله، الذي يستقبل شهر الله العظيم استقبال الفرحين، ألم تسمع إلى قول ربنا -جل ثناؤه-: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]، ورمضان هو من فضل الله ورحمته التي يفرح بها العبد المؤمن، وللصائم فرحتان، وهو خير من متاع الدنيا الزائل، ومما يجمعه الزائلون من هذه الدنيا الزائلة.

أيها المسلمون ، إن العبد في استقبال رمضان لا يخلوا من حالتين ،

الحالة الأولى أن يكون مستبشرا بقدوم رمضان ، فرحا مقبلا على رمضان بنية الصيام والقيام وقراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة وجميع الطاعات

فهذا من أهل الإيمان فهنيئا له .

أما الحالة الثانية أن يكون ، مشمئزا كارها لرمضان عابسا من قدومه ، فهذا يُخشى عليه أن تكون فيه صفة من صفات المنافقين ، هذا فاليراجع إيمانه واليجدد التوبه ويكثر من الاستغفار.

ومن يستعد لطاعة الله ويجاهد نفسه والشيطان والهوى والدنيا ، يعينه الله ويهديه إلى طاعته ويسهلها عليه

( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )

العنكبوت (69)

ومن يتكاسل ، ربما يعاقب من الله بالتثبيط والحرمان ، ويُحرم من الخير والرحمة والمغفرة في رمضان .

( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ )

التوبة (46)

"والأجر على قدر المشقة".

فكلما زادت المشقة زاد معها الأجر والثواب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : ( إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك ) أي على قدر تعبك ونفقتك

رواه الحاكم وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1116) وأصل الحديث في الصحيحين .

فيا أيها الأبرار والأخيار: استقبلوا هذا الشهر بالتوبة النصوح من الإشراك بالله ومن البدع، واستقبلوه بالاستغفار من جميع المعاصي والآثام، فرمضان عما قريب سيحل، فيا أيها المسلم: ماذا أعددت لرمضان؟! وبماذا هيأت نفسك؟! فلقد مات أقوام وولد آخرون، وسعد أقوام وشقي آخرون، واهتدى أقوام وضل آخرون، فقدِّر نعمة الله عليك، واسأله أن يبلغك رمضان، وخذ أمورَك بالجد.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
0 تصويتات
بواسطة
الخطبة الثانية عن فضائل رمضان مع الدعاء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،

صلى الله عليه وسلم

اما بعد:

فرمضان أيام معدودات ، فينبغي علينا استغلال هذه الأيام المعدودات في طاعة الله أيما استغلال.

فيـا من ضيـع الأوقـات جهلاً *** بحرمتهـا أفق واحذر بـوارك

فسوف تفـارق اللـذات قهـرًا *** ويُخلى الموتُ قهرًا منـك دارك

تدارك مـا استطعت من الخطايـا *** بتوبةِ مُخلصٍ واجعـل مـدارك

علـى طلب السلامة من جحيـمٍ *** فخيرُ ذوي الجرائمِ من تـدارك

أيها المسلمون: تمر الليالي والأيام، وتنقضي الشهور والأعوام على العباد سواء بسواء؛ فمنهم مكتسب خيرًا، ومنهم حامل وزرًا، فلا الطاعة أبطأت باليوم على صاحبه فلم ينقضِ عليه، ولا المعصية أسرعت بالليل على أهل الشهوات فأدركوا النهار قبل غيرهم، فشروق الشمس هو شروقها على الأبرار والفجار، والمؤمنين والكفار، والمتهجدين والخُمَّار، وغروبها هو غروبها على جميعهم، ولكن العبرة بالأعمال؛ فإن الأوقات أوعيتها، والوعاء يحفظ ما فيه من حسن وقبيح.

أيها الإخوة الكرام: الاستقبال الرباني لرمضان لا بد أن يكون فيه تجديد التوبة وتأكيد الاستغفار.

عباد الله: إنه قد مرّ علينا أحد عشر شهرًا، الله أعلم ما أسلفنا فيها -وكلنا ذو خطأ-، والله وحده أعلم بالذنوب التي تراكمت على أظهرنا، وبالخطايا التي سوّدت صحائفنا، وبالتقصير والإهمال الذي انتاب أيامنا وليالينا، وهذا شهر عظيم مبارك ، شهر التوبة، شهر المفغرة والرحمات ، فلنكن من عباد الله الربانيين التائبين المستغفرين، فلنستقبل شهر الله العظيم بالتوبة إلى الله العظيم؛ استجابة لنداء الله لنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً)[التحريم: 8].

ولنقبل على الاستغفار إقبال العطشى والحائرين، يقول التواب الرحيم، واسع المغفرة والإحسان، في الحديث القدسي الصحيح: "يا ابن آدم: إنّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم: لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثمّ استغفرتني غفرت لك ولا أبالي"

أيها المذنب: ارجع إلى ربك، أيها العاق لوالديه: أحسن إلى والديك، أيها القاطع لرحمه وجيرانه: عد لصلة أرحامك وجيرانك، شعبان يدعوك ويهتف ثم رمضان يدعوك ويهتف بك أن تعال طهر نفسك، وتعاهد قلبك، انفض غبار الشقاقِ واتباع الهوى والانسياق وراء وساوس الشيطان، واحرص على ما ينفعك، فعمّا قليل سترتحل، وإلى الآخرة ستنتقل ، ولا ينتقل معك إلا العمل .

فحافظ على صيامك ، ولا تضيع أجر الصيام بالمعاصي ، ولا تنقص أجر الصيام بالمعاصي ، الذي لا يحصي أجره إلا الله ، حتى تكون من المقبولين في رمضان ، ومن الذين غفرت ذنوبهم و عتقت رقابهم ،

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:

- صعِدَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ المنبرَ فقال: آمينَ ، آمينَ ، آمينَ ، قال: أتاني جبريلُ عليْهِ السَّلامُ فقالَ : يا محمَّدُ مَن أدرَكَ أحدَ والديْهِ ، فماتَ ؛ فدخلَ النَّارَ فأبعدَهُ اللَّهُ ، قل : آمينَ ، فقلتُ : آمينَ ، فقالَ يا محمَّدُ من أدرَكَ شَهرَ رمضانَ فماتَ ، فلم يُغفَر لَهُ ، فأُدخِلَ النَّارَ ؛ فأبعدَهُ اللَّهُ ، قُل : آمينَ . فقلتُ : آمينَ ، قالَ : ومن ذُكرتَ عندَهُ فلم يصلِّ عليْكَ فماتَ ؛ فدخلَ النَّارَ ؛ فأبعدَهُ اللَّهُ ، قُل : آمينَ . فقلتُ : آمينَ

الراوي : جابر بن سمرة | المحدث :الألباني | المصدر : صحيح الترغيب

الصفحة أو الرقم: 2491 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره

التخريج : أخرجه البزار (4277)، والطبراني (2/244) (2022)، والشجري في ((ترتيب الأمالي)) (1365)

فنسأل الله أن يبلغنا رمضان

اللهم بلغنا رمضان وتقبله منا

اللهم وفقنا فيه لما تحب وترضى

اللهم إنا نسألك التقى و الهدى و العفاف و الغنى.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

وآخر دعوانا أن الحمد لله .

وصل اللهم على نبينا محمد .
...