في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

ملخص المذهب التجريبي تاريخ المذهب التجريبي، مراحل المذهب التجريبي ما هو المذهب التجريبي 

 شرح وتحليل المذهب التجريبي آداب وفلسفة 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ ملخص المذهب التجريبي تاريخ المذهب التجريبي، مراحل المذهب التجريبي ما هو المذهب التجريبي 

ما هو المذهب التجريبي 

الإجابة هي كالتالي 

تعريف المذهب التجريبي

يعتبر المدهب التجريبى من أفضل مذاهب البحث العلمى لان هذا المدهب يعتمد بالأساس على التجربة العلمية القائمة على قواعد المنهج العلمي، مما يتيح فرصة عملية لاختبار الاستنتاجات للتأكد من تطابقها مع الحقائق الموضوعية الأمر الذي يقدم أسس لوضع القوانين عن طريق هذه التجارب. والتعلم بالتجربة قديم قدم الإنسان الأمر الذي اعطاه الفرصة للوصول إلى مراحل متقدمة، ولكن تحول التجربة والملاحظة إلى منهج علمي جرى في نهاية العصور الوسطى.

 

اذن يمكننا القول ان أكثر مناهج البحث أهمية بالنسبة للإنسان هو المدهب التجريبى لان هذا المدهب ساعده على التطور وبناء حضارته عن طريق الملاحظة والتجريب والوصول إلى النتائج الصحيحة ومعرفة الطرق السلمية للتعامل مع الظواهر وتفسيرها.

 

ومما لاشك فيه ان هذا المدهب في البحث العلمى مر بمراحل عديدة من التطور شأنه شأن الحضارة الإنسانية فبينما كان الإنسان الأول يقوم باستخدام هذا المدهب دون أن يشعر أصبح هذاالمدهب الآن مكتمل الصور ويتم استخدامه بطريقة تعتمد في الأساس على القواعد العلمية. وتتضح قيمة المدهب التجريبى قى العلوم البحتة والتطبيقية.

 //////

مختصر تاريخ المذهب التجريبي

 الإجابة هي 

تاريخ المذهب التجريبي

 

منذ ظهور الإنسان تميز بسعيه لمعرفة الطبيعة التي وجد نفسه فيها، وأصبح من السمات الإنسانية التجريب واختبار المواد لمعرفة الصالح والمناسب له ولو اخذنا مثالاً على ذلك ان الإنسان المبكر استخدم حجر الصوان لقدح الشرر وتوليد النار منه ولابد ان الوصول لهذه النتيجة سبقتها خبرات متراكمة من ملاحظات على أنواع من الاحجار أدت إلى استنتاج وجود الخاصية في حجر الصوان دون باقى أنواع الحجر. لقد استخدم الملاحظة والخبرة المتراكمة للاستنتاج من مرحلة مبكرة في تاريخ الإنسانية. ويسمى أيضا مدهب الملاحظه الخارجيه والتجربه.اتقبعتث

 ///////

ملخص مراحل المذهب التجريبي بالتفصيل 

 الإجابة هي 

مراحل المذهب التجريبي

1_اليونانين والمنهج التجريبي

 

لاشك أن ظهور المنهج التجريبي وتثبيت اركانه كان عسيرا، إذ استمر يحاول الظهور منذ عهد سقراط بل ومن قبله، إذ ان فلسفة اليونان كثيرا ما كانت تشمل أجزاءً نعدها اليوم منتمية إلى مجال العلم التجريبي كالنظريات الخاصة بأصل الكون أو بطبيعة المادة ومن هذا القبيل كان مذاهب التجريبيين اليونانيين التي نجدها في الفترة السابقة لسقراط وكذلك في الفترة المتأخرة للفلسفة اليونانية.

 

ولقد كان أبرز هؤلاء الفلاسفة هو ديمقريطس (Democritus) وهو معاصر لـ سقراط، يعد أول من طرأت على ذهنه الفكرة القائلة، ان الطبيعة تتألف من ذرات، ومن هنا أصبح يحتل مكانةً في تاريخ العلم فضلًا عن تاريخ الفلسفة ويمكن أن يعد ديمقراطيس من بين الفلاسفة اليونانيين الذين كانوا يعتقدون أن المعرفة لا بد ان تكون يقينية أو مجربه على نحو مطلق.

 

وقد أدرك كارنيدس (Carneddes) في القرن التاسع قبل الميلاد أن الاستنباط لا يمكنه تقديم مثل هذه المعرفة، لأنه لا يقتصر على استخلاص نتائج من مقدمات معطاة ولا يستطيع اثبات صحة المقدمات كما أدرك أنه لا ضرورة للمعرفة المطلقة، من أجل توجيه الإنسان في حياته اليومية. والواقع أن كارنيدس بدفاعه عن الرأي الشائع وعن الاحتمال قد أرسى دعائم الموقف التجريبي في بيئة عقلية وكان اليقين الرياضي يعد فيها الصورة الوحيدة المقبولة للمعرفة. وقد استمر الاتجاه إلى التجربة عن طريق الشك في المعلومات العقلية المجردة في القرون التالية. وكلما قامت حضارة ارتفعت أسهم الحركة التجريبية ولكن ظل الاتجاه العام في الفكر هو الاتجاه العقلي.

 

أما التجربة فقد كانت من خصائص أصحاب الحرف والصناعات وفي بعض الأوقات الأطباء وقد كان سكستس ايرامبيريكوس (Sextus Erampiricus) في حوالي العام 150 م رائداً لمدرسة الأطباء التجريبيين الذي ظهر منها أبو الطب ابقراط الذي اثر في مسيرة المنهج التجريبي ولقد تأثر به سقراط كثيرا ولاننسى تجربته الرائدة عندما قام بكسر بيض الدجاج في مراحل مختلفة لمعرفة مراحل تطور الجنين.

 

 2_المسلمين والمنهج التجريبي

 

عندما انبثقت الحضارة الإسلامية وجاءت معها بروح علمية جديدة واستخدم العلم كأداة لتطوير الحياة نشطت الحركة التجريبية وظهر في علماء المسلمين كثيرون ممن اعتمدوا التجربة منهجاً أساسياً في المعرفة وأبرزهم كان جابر بن حيان في القرن الثاني للهجرة. كذلك كان الحسن بن الهيثم اشتهر في الغرب بمؤلفاته في حقل البصريات إلا أن فترة اضمحلال الحضارة الإسلامية رافقه ضعف في حركة التجربة وانعطاف جدي إلى المناهج العقلية. وفي الغرب شهدت الفترة هذه جموداً حضارياً إنعكس بالطبع على المدرسة التجريبية حيث كانت الفلسفة في القرون الوسطى (اسم يطلق على هذه الفترة بالذات) من اختصاص رجال اللاهوت الذين حصروا أنفسهم على المنهج المدرسي وأضفوا عليه طابعاً دينياً وأبعدوا المنهج التجريبي بالطبع عن واقع الحياة.

 

 3_الغرب والمنهج التجريبي

 

في وسط الظلمات المحيطة بالعصور الوسطى ظهر بصيص نور في وسط ظلام الجهل الدامس متمثلاً في فلاسفة من أمثال: روجر بيكون Bacon Roger (1213-1294م) الذي كان شديد الاهتمام بالمنهج التجريبيى وله تأملاته في خطواته ومبادئه المنطقية وكان روجر بيكون على معرفة كاملة بكثير من المجالات المتنوعة ابتداء من معرفته بالبارود وتركيبته الكيميائية حتى تصوره وعلى نحو سابق لعصره بالغواصات والسفن التي تسير بالمحركات الآلية حيث كان من الذين نقلوا روح التجربة العلمية من بلاد المسلمين إلى الغرب. وبظهور العلم الحديث في حوالي عام 1600 بدأ المذهب التجريبي يتخذ شكل نظرية فلسفية إيجابية قائمة على أسس متينة يمكن أن تدخل في منافسة ناجحة مع المذهب العقلي. كما في مذاهب فرانسيس بيكون (1561 -1626) م وهو فيلسوف إنجليزي أول من حاول إقامة منهج علمي جديد يرتكز إلى الفهم المادي للطبيعه وظواهرها, وهو مؤسس المادية الجديدة والعلم التجريبي وواضع أسس الاستقراء العلمي، فالغرض من التعلم عنده هو زيادة سيطرة الإنسان على الطبيعة وهذا لا يمكن تحقيقه إلاَ عن طريق التعليم الذي يكشف العلل الخفية للأشياء. دعا أيضا إلى النزعة الشكية فيما يتعلق بكل علم سابق بحيث يجب أن تكون هذه النزعة الخطوة الأولى نحو الإصلاح وتطهير العقل من المفاهيم المسبقة والأوهام التي تهدد العقل بشكل مستمر

 

و جون لوك (1632 -1704)م وآخرين من الذين أسهموا في بناء المنهج التجريبي الحديث. ان ذلك كان جانبا واحدا فقط من جوانب المنهج التجريبي. وهو الجانب النظري منه فقط، وهناك جانب آخر للمنهج التجريبي هو الجانب العملي منه وهو ذلك الجانب الذي يعتمد على صنع ظاهرة من ظواهر الحياة ثم ملاحظتها ودراسة أسبابها وميزاتها وطرق التحكم فيها. ويفترق هذا الجانب عن ذاك في أمرين:

 أ_ إن صنع الظاهرة يخضع لشروط الباحث نفسه ويستطيع بذلك إبعاد كافة الملابسات التي قد تشوش الرؤية وتعوق دون فهم حقيقة الظاهرة والعوامل الأساسية المؤثرة في ظهورها بينما ملاحظة ظاهرة طبيعية لا تخضع لشروط الباحث وتتداخل فيها عوامل عديدة يصعب تمييز العامل الحاسم من بينها.

 ب_ إن التجربة النظرية هي حصيلة العلوم النظرية التي لا تحتاج إلى جهد إضافي بينما التجربة العملية هي نوع من القيام بعمل تغيير في الحياة ويحتاج إلى جهد والى إيجاد شروط صعبة في الحياة ولذلك استطاع علماء اليونان اكتشاف أهمية المنهج التجريبي نظريا بينما لم يقدروا على إجراء أبسط التجارب العملية التي لو أنهم جربوها لكانوا اكتشفوا حقائق كثيرة، فمثلاً : الفكرة القائلة أن الشمس والأرض والكواكب تتحرك حولنا لم تكن مجهولة لليونانيين، فقد اقترح أرسطوفوس الساموسي (Aristarchus of Samos) بصواب فكرة النظام المتمركز حول الشمس في حوالي عام 200 ق.م ولكنه لم يتمكن من اقناع معاصريه بصواب رأيه ولم يكن في استطاعة الفلكيين اليونانيين أن يأخذوا برأي أرسطوفوس لأن علم الميكانيكا كان في ذلك الحين في حالة تأخر مثال ذلك ان بطليموس اعترض على أرسطوفوس بالقول: أن الأرض ينبغي ان تكون ساكنة لأنها لو لم تكن كذلك لما سقط الحجر الذي يقع على الأرض في خط رأسي ولظلت الطيور في الهواء مختلفة عن الأرض المتحركة وهبطت إلى جزء مختلف من سطح الأرض ولم تجر تجرية إثبات خطأ حجة بطليموس إلا في القرن السابع عشر، عندما أجرى الأب جاسندي (Gassendi) وهو عالم وفيلسوف فرنسي كان معاصرا لـ ديكارت وخصما له، أجرى تجربة على سفينة متحركة فأسقط حجرا من قمة الصاري ورأى انه وصل إلى أسفل الصاري تماما. ولو كانت ميكانيكا بطليموس صحيحة لوجب ان يتخلف الحجر عن حركة السفينة وان يصل إلى سطح السفينة عندما يقع في اتجاه مؤخرتها.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
المذهب التجريبي في الفلسفة

كثر الحديث في الاونة الاخيرة عن الفلسفة ومعناها ، وتعريفها وفي ما تبحث ، وهل هناك تعريف جامع مانع للفلسفة ؟ وهل الحاجة اليها ضرورية ام انها اصبحت غير ذات معنى مع تطور العلم وتشعب ميادينه ؟ وغيرها من الاسئلة التي تحاول النفس الانسانية سبر اغوارها والبحث في معانيها ؟ ..

بداية نقول ان التعاريف التي وضعت للفلسفة ، ونحن نجدها كثيرة في كتب الفلسفة والفلاسفة ، منذ اول ناطق بها الى يومنا هذا . تكاد تحتل مكان الصدارة من حيث الكثرة اذا ماقارناها بسائر العلوم والمعارف الاخرى .

فمن حيث اللغة فان كلمة فلسفة ترجع الى الكلمة اليونانية الاصل (فيلوسوفيا ) ، والتي هي مركبة من جئرءين هما ( فيلو) بمعنى (محبة ) ( وسوفيا ) بمعنى ( الحكمة ) ، وعليه تدل كلمة الفلسفة من الناحية الاشتقاقية على محبة الحكمة وايثارها ، وقد نقلها العرب الى العربية بهذا المعنى في عصر الترجمة . وفي هذا المعنى يقول ابو نصر الفارابي ت 950 هـ اسم الفلسفة يوناني وهو دخيل على العربية ، وهو على مذهب لسانهم فيلوسوفيا ومعناه ايثار الحكمة او محبة الحكمة ، والمؤثر للحكمة عند اليونان هو الذي يجعل كل حياته ، وغرضه من عمره الحكمة .

وقد عرف الجرجاني الحكمة بانها العلم الذي يبحث فيه عن حقائق الاشياء على ماهي عليه بقدر الطاقة البشرية ، فهي اذا علم نظري غير الي وقد اوصى الله تبارك وتعالى الناس بالحكمة فقال :

(يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا اولوا الالباب) صدق الله العظيم . " والحكمة ضالة المؤمن انى وجدها اخذها " كما بين ووضح رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) .

هكذا كانت الفلسفة بمعنى الحكمة عند الاغريق وعند العرب ايضا اسمى الدراسات واجلها . وكان فيثاغورس 572- 497 ق. م اول من وضع معنى محددا لكلمة الفلسفة فقد نسب اليه انه قال " ان صفة الحكمة لاتصدق على اي كائن بشري انما الحكمة لله وحده " لذلك وصف نفسه بانه ليس حكيما بل محبا للحكمة . وقد ذكر سقراط 470 - 399 ق. م ذلك في محاورة فيدون فقال ان الحكمة لاتضاف الا لله اما البشر فحسبهم محبتها .

الا ان افلاطون 428 - 348 ق . م هو الذي اسبغ على الفلسفة معنى فنيا محددا حين وصف الفيلسوف بانه شخص يصب اهتمامه على الحقيقة وليس على المظهر ويعني بادراك الوجود الماهوي للاشياء وطبيعتها ، ومن ذلك الحين اصبحت الفلسفة باوسع معانيها تدل على محاولة تاملية ومعقولة لمعرفة خصائص وطبيعة الكون بماهو كل .

هذا من حيث الكلمة واشتقاقاتها ، اما من حيث الاصل :

فقد نشات الفلسفة في ما يقول ارسطو 384 - 322 ق . م من الدهشة وحب الاستطلاع ، فحين وجد الانسان نفسه حيال تغيرات كثيرة مطردة وقف منها موقف المندهش الحائر ، وسعى الى معرفة اسبابها وخفاياها والوقوف على اسرارها ليزيل عن نفسه الاندهاش ويذهب الشك والحيرة ، ويعيد الى نفسه الاستقرار ، فطرح سؤالين مختلفين هما :

ما هي الاشياء ؟ وكيف تحدث الاشياء؟

وربما يقع الخطأ في ظن البعض عندما يعتقدون ان هذين السؤالين يعودان الى اصل واحد ، لان السؤال الاول فلسفي بحت والثاني علمي بحت ، وقد نشات الفلسفة عندما حاولت الاجابة على السؤال الاول ، ونشا العلم في محاوله منه للاجابة على السؤال الثاني .

ومهما يكن من امر فقد نشات الفلسفة والعلم وكأنها موضوع واحد لاحدود ولا فواصل بينهما ولاعجب ان ظل العلم غير متميز عن الفلسفة ولا الفلسفة عن العلم طوال قرون متعددة.

والواقع ان العلوم الخاصة كالفيزياء والفلك والرياضيات وعلم النفس كلها كانت منضوية تحت لواء الفلسفة ، ولعل هذا هو السر في ان الفلاسفة القدامى كانوا علماء كذالك الى جانب كونهم فلاسفة ، فلقد كانت كتاباتهم تشتمل على مباحث فلسفية واخرى علمية على حد سواء ، وكان كل واحد منهم من امثال افلاطون وارسطو وابن سينا 980 n 1037 وابن رشد 1126- 1198 وتوما الاكويني 1225- 1274 وديكارت 1596- 1650 وغيرهم عالم رياضيات وعالم طبيعة الى جانب كونه فيلسوفا . وهاهو ديكارت يقول : " ان الفلسفة اشبه بشجرة جذورها الميتافيزيقا وجذعها الفيزياء وفروعها الطب والميكانيكا والاخلاق " .

وقد استمر اقتران العلوم بالفلسفة حتى القرن السابع عشر ، فمع البعد الزمني الشاسع بين افلاطون وديكارت استمرت العلوم في عصر ديكارت تعد فروعا من الفلسفة ، وهذا يرجع الى النهج الذي انتهجه رجال الفكر في الفلسفة والعلوم والذي كان منهجا واحدا ويقوم على النظر العقلي للاشياء .

وبعد ذلك شهدت العصور الحديثة حركة انشقاق متوالية داخل الفلسفة ، وذلك حين ادخلت طريقة الملاحظة التجريبية والفرضية والتحقق في مجال العلوم ، فانفصل عن الفلسفة اول ما انفصل علم الفيزياء على يد كل من غاليلو 1564-1642 ونيوتن 1642-1727 وبعدها انفصل علم الكيمياء على يد لافوازيه 1743- 1794 ، واستقل علم الاحياء على يد كلود برنار1813 -1878 وتبعها علم النفس ثم علم الاجتماع وغيرها من العلوم .

وحين انفصلت العلوم عن الفلسفة ظن رجال الفكر وعلى رأسهم اوغست كونت 1798-1857ان الفلسفة اصبحت غير ذات موضوع لانه لاطائل تحتها ولافائدة منها ، فقد غدت في نظر هؤلاء عقيمة لانها تبحث في ما لايمكن معرفته بحال من الاحوال ، فتصور هؤلاء ان الفلسفة قد تراجعت وضعفت ولم تعد لها القدرة على الاطلاع بما اوكل اليها من مهمات ، ولابد لها ان تتراجع امام العلوم المتخصصة .

الا ان نظرة كهذه الى الفلسفة ، وان كان لها مايسوغها من بعض النواحي لم تلق استجابة من رجال الفكر والفلسفة ، لذلك لم يتوقف هؤلاء وغيرهم عن مواصلة التفلسف في المسائل الاساسية للوجود والاخلاق والمنطق والمصير الانساني وغيرها ، بل اننا نجد على العكس من ذلك ان المسائل الفلسفية اخذت تتعقد وتتفرع والبحوث الفلسفية تتزايد والصراعات الفكرية تحتدم وتشتد بين الانظمة الاجتماعية المختلفة ، وهذا يعني على العكس مما يتصور البعض ، فان للفلسفة فعالية ملازمة للانسان بوصفه كائنا عاقلا ، وانه لن يكف عن التفلسف الا حين يتخلى عن انسانيته وعن عقلانيته .

اما حيث التعريف الاصطلاحي لكلمة ( فلسفة ) فانها وكما اسلفنا سابقا فهي كثيرة ، ولعل التعريف المناسب للفلسفة هو الذي ذهب اليه بعض الفلاسفة من انها المعرفة الناشئة عن العقل . وان هذا التعريف على اختصاره ، فانه جدير بالاختيار .

وان جدارة هذا التعريف لاتعني ان هذا التعريف هو الوحيد للفلسفة وانه جامع مانع لهذه الكلمة ، بل ان هناك الكثير من التعاريف نورد بعضا منها :

سقراط : الفلسفة هي البحث العقلي عن حقائق الاشياء التي تؤدي الى الخير .

افلاطون : الفلسفة : هي البحث عن حقائق الموجودات ونظامها الجميل لمعرفة المبدع الاول .

ديوجانيس : الفلسفة : علم السعادة في الحياة والعمل على تحقيقها .

الكندي : الفلسفة : هي علم الاشياء بحقائقها .

الفارابي : الفلسفة : العلم بالموجودات بما هي موجودة .

ابن رشد : الفلسفة : هي النظر بالموجودات من جهة دلالتها على الصانع .

جون لوك : الفلسفة : دراسة العقل البشري .

اذاً فالفلسفة : هي دراسة فكرية عميقة تبحث في الله والكون والانسان ، من اجل الوصول الى حقائق الاشياء ، والوقوف على اسباب وجودها وهل بالامكان النظر بالموجودات من حيث العقل ام من حيث الحواس ؟ ام كلاهما .

والمعروف ان جمهرة الفلاسفة على اتفاق في ان للفلسفة موضوعا تعالجه ومبحثا تدرسه وتحاول البحث فيه ، وان طبيعة كل موضوع تبحث فيه الفلسفة هي التي تحدد مناهج البحث فيه ، شانها في ذلك شان العلم الطبيعي الذي له موضوع يترتب عليه منهج يلائم طبيعة الموضوع الذي يدرسه ، فمثلا اذا تحدد موضوع الفلسفة الميتافيزيقية بالوجود اللامادي ، تحتم ان يكون منهج البحث فيه عقليا استنباطيا ولايمكن ان يعالج هذا الموضوع بمناهج التجربة . واذا تحدد موضوع العلم الطبيعي بالجزئيات المحسوسة كان الانسب لدراسة ذلك اصطناع المنهج التجريبي .

ولكن الوضعيين قد انكروا هذا الموقف التقليدي وزعموا ان الفلسفة غير ذات موضوع واستبعد اتباع الوضعية المنطقية الميتافيزيقا في مجال البحث على ان قضاياها فارغة غير ذات معنى ، وعدوا ان الفلسفة منهج بغير موضوع ، وانها مجرد طريقة لتحليل الالفاظ تحليلا منطقيا ، وهكذا انصرفت الفلسفات المعاصرة عن دراسة الوجود المطلق المجرد والبحث في طبيعة المعرفة وتحديد مصادرها .

اما موضوع الفلسفة ومباحثها في وضعها التقليدي الشائع فقد شملت ثلاثة مباحث رئيسية هي :

1- الانطلوجيا او مبحث الوجود .

2- الابستمولوجيا او نظرية المعرفة.

اسئلة متعلقة

1 إجابة
...