خطبة الجمعة عن الفتن وموقف المسلم منها خطبة استرشادية وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.
قال جل وعلا محذرًا ومنبهًا: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.
خطبة الجمعة استرشادية كيف نتجنب الفتن ومصائبها
خطبة عن كبائر الفتن ومناصريها
خطبة عن موقف المسلم عند الفتن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
مرحباً بكم في موقع النورس العربي alnwrsraby.net يسرنا بزيارتكم أن نقدم خطبة الجمعة بعنوان الفتن وموقف المسلم منها خطبة مكتوبة جاهزة للنسخ والطبع خطب إسلامية مع ادعية نهاية الخطبة وهي كالتالي
الإجابة هي كالتالي
خطبة "الفتن وموقف المسلم منها" رائعة
الخطبة الاولى :
الفتن وموقف المسلم منها
معاشر الصالحين: رفعت الفتن أجيادها، وجمعت للشر أجنادها، وأطالت سواعدها، وأعلت قواعدها، نيران الفتنة تشتعل اشتعالا ورايات الهرج تخفق يمينا وشمالا، في كل دولة من دول الإسلام صرخة وفي كل بلد نعرة، كم فشا في المسلمين من قتل ذريع، وضرّ وجيع، ونار مضرمة، وفتن محتدمة، وظهرت فئات قد شهروا سيوف الفتن، وشبوا ضرام الخلاف والفُرقة.نعم أيها الأحباب: قد كشفت الفتنة قناعها، وخلعت عذارها، وظهر الظلم، بل أفصح عن نفسه في صورة لا تخفى على العيان ظلم صريح وجور فسيح، واعتداء قبيح، ظلم تراكمت مظالمه وظُلمه، واتصلت غمائمه وغُممه، وظهرت الأهواء فاتُبعت وتباينت الآراء واختلفت..فما المخرج إذاً من هذه الأمواج العاتية، وكيف النجاة من هذه الغاشية؟إنها وبدون تردد بالرجوع إلى الكتاب والسنة وفهمهما كما فهمهما سلف الأمة، فبذالكم تزول الغمة وتنجلي الظلمة.أما الأهواء والآراء والشبهات والاختلاف فلا يزيد الجرح إلا عمقًا.لقد وصف الله رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- بأنه بالمؤمنين رءوف رحيم، وقال عنه: (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)، وقال كذلك: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) أي: عن أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) فها هي الفتنة قد ظهرت، والآراء قد اختلفت، بل حتى الفتاوى قد تعارضت أدى ذلك إلى هيج الرعاع وتحزب الأشياع.إن الفتن -أيها الكرام- إذا حلت بأرض قوم لا تصيب الظالم وحده، وإنما تصيب الجميع، ويصلى بنارها الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والحاضر والبادي، والغني والفقير، وقد قال جل وعلا محذرًا ومنبهًا: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لأصحابه -رضي الله عنهم-: "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن"، فقالوا: "نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن".وسنقف اليوم -إن شاء الله- عند حديث مبارك من أحاديث سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه سيكون مدار الحديث، قال -صلى الله عليه وسلم- " إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ" (رواه مسلم وأبو داود وغيرهما من حديث المقداد، رضي الله عنه).ونلاحظ أنه -صلى الله عليه وسلم- كررها ثلاثا، والتكرار له اعتبار، وفيه إشارات وأسرار " إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ" ما من شك -أيها الأحباب- أن السعادة مطلب كل إنسان غاية تنشد، وهدف يطلب، وكلنا بلا شك يطلب السعادة ويتمناها، ومن شأن الفتن عندما تنزل بالناس أنها تذهب بسعادتهم، وتشتت أذهانهم، وتقلق قلوبهم، وكلاً يتعاطى معها –أي: مع الفتن- بحسب علمه وإيمانه، وقبل ذلك كله بتوفيق الله له.ومما يتضمنه هذا الحديث من معاني أن المسلم لا ينبغي له أن يطلب الفتن، وأن يبرز نفسه لها، وأن يقحم نفسه فيها، وأن يورّط نفسه في إشكالاتها وتبعاتها، وأن يذيق نفسه شرها وحرها، بل المطلوب منه أن يتجنبها وأن يبتعد منها، وأن يسعى في السلامة من شرورها.فتجنُّب الفتن مقصد عظيم من مقاصد الدين، أما التورط في الفتن، سواء باللسان أو باليد، فأمارة جهل وخزي، وقد يكون وقع اللسان في الفتن أشد من وقع اليد، وهو الذي يتولى كبره اليوم بعض أهل الإعلام وأصحاب الكتابات.إن الأمر اليوم في عالمنا ملتبس، وهذه هي الحقيقة، ملتبس غاية الالتباس حتى مجرد التوصيف -وصف الحالة- لا يمكن أن يحصل على وجه الدقة.ألوان من الحيرة، حقائق الأمور لا يعلمها إلا الله، يبدو لك اليوم أمر، فيظهر لك في الغد خلافه، لذلك فإن العاقل يتعوذ بالله من الفتن، ويسأله العافية والسلامة ولا يتعرض للفتن.
ة (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً) لها مثيلتها في سورة الحديد في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
فالتقوى تمنح صاحبها الفرق بين الحق والباطل، وتعطيه النور الذي ينجو به من ظلام الفتن هنا، وينجو به فوق الصراط هناك.
جعلني الله وإياكم ممن ذُكِّر فنفعته الذكرى، وأخلص لله عمله سرًّا وجهرا، آمين، آمين والحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية
الفتن وموقف المسلم منها
.معاشر الصالحين: ليس هناك فتنة أشد من سفك الدماء، وهتك الأعراض، وسلب الأموال تجد الرجل يخوض في الفتن وهو لا يدري لماذا جُرَّ إلى هذه المعارك، وكيف زُجَّ به في غمارها، لا يعرف لأيّ شيء يَقتل، بل حتى المقتول لا يدري لماذا قُتل، ولقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "والذي نفسي ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قُتل" صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وهذا نراه ونشاهده اليوم، ماذا يحسب هؤلاء؟! أيحسبون دماء المسلمون هينة عند خالقها؟! أيحسبونها يسيرة رخيصة حقيرة؟! كلا والله، إنها عند الله لكبيرة عظيمة جليلة، قال -صلى الله عليه وسلم- "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم".
وإن العبد لا يزال العبد في فُسحة من دينه واسعة ما لم يتورط في القتل، قال -صلى الله عليه وسلم-: " لا يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا" (رواه البخاري).
وأخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها: سفك الدم الحرام بغير حله"، وأعظم من ذلك وأشد (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) فمن يتحمل هذا العذاب؟! ومن يصبر عليه؟! ومن يخاطر بنفسه؟! ومن يجازف بآخرته؟! ومن يقدم على ذلك من أجل فتوى لا يعلم مصدرها ولا أهلية مُصدِرها، ولماذا يزج العاقل بنفسه في أمور لا يفهم منشأها، ولا عواقبها، ولا كيف تُدار ولا مَن يديرها ولا من يحرك خيوطها!!إن المطلوب من المؤمن المنتسب للجناب النبوي أن يسعى إلى إخماد الفتن، لا إلى إزكائها، وأن يعمل بكل ما يستطيع من أجل وقف نزيف الدماء والاضطرابات، والدعوة إلى تحكيم القرآن والسنة فيما يجري بين الحاكم والمحكومين.إن العلماء -أيها الكرام- مجمعون ومتفقون على أن السُّنة في أزمنة الفتن وأوقات القتل هي كفّ اليد واللسان، تأملوا هذا الكلام، السنة في أزمنة الفتن والقتل هي: كف اليد واللسان إلا من خير
أيها الأحباب الكرام: إذا ظهرت الفتن، وراجت الأمور، واضطربت الأحوال، فالواجب على المسلم ألا يغتر بالظواهر المجردة، والصور الظاهرة، بل الواجب التعمق في فهم الأمور والتدقيق في وقائعها، وعدم التسرع في حكم أو علاج، إلا بعد التبصر الدقيق، والتمحيص البالغ، لكنه الحقائق، فإن لم يظهر له شيء فليصمت وليعتزل، فذلك أسلم وألزم وأحكم، فمن الأصول الجامعة المانعة في الإسلام أن العبرة للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين، اللهم أبطِل مكر أعداء الإسلام يا رب العالمين، اللهم أبطِل تخطيطات أعداء الإسلام التي يُخطِّطون بها لضرَر الإسلام يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.اللهم اكفِنا والمسمين مكر أعداء الإسلام يا رب العالمين، اللهم اكفِنا شر المنافقين يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.اللهم احفظنا وذريَّاتنا من مُضِلاَّت الفتن، اللهم احفظنا وذريَّاتنا من مُضِلاَّت الفتن، اللهم احفظ المسلمين وذريَّاتهم من مُضِلاَّت الفتن يا رب العالمين، اللهم احفظنا وذريَّاتنا من إبليس وذريَّته وشياطينه وجنوده يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.اللهم ألهِمنا رُشدنا وقِنا شرور أنفسنا، اللهم أعِذنا من شرور أنفسنا، وأعِذنا من شر كل ذي شرٍّ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا شر المُعتدين يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين، اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين يا رب العالمين