في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان فضل شهر شعبان 

خطبة مختصرة عن شهر شعبان 

موضوع عن شهر شعبان فضائل شهر شعبان 

الإجابة هي كالتالي 

ليلة النصف من شعبان

الخطبة الأولى :

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ,

و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ,

و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ,

و أشهد أن محمدا عبده ورسوله

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران [102]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء

وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء [1]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِع اللَّهَ وَرَسُولَهُ

فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }الأحزاب [70-71]

أما بعد :

فإن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم

و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار :

ربي إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم

إن كان لا يرجوك إلا محسنا فمن الذي يدعو و يرجو المجرم

مالي إليك وسيلة إلا الرجى وجميل عفوك ثم إني مسلم

ما أعظمك يا الله .. ما أكرمك يا الله .. ما أرحمك يا الله

أنت الرحمن الرحيم .. أنت غافر الذنب و قابل التوب أنت الغفور الرحيم

أنت الرحمن الرحيم لا إله إلا الله الحليم الكريم

لا إله إلا الله رب السموات و الأرض و ما بينهما ورب العرش العظيم

سبحان الغفور الرحيم

سبحان الغفور الودود الذي يتودد إلى عباده كما قال جل و علا :

(( و هو الغفور الودود ))

أيها الأحبة :

شهر شعبان فيه ترفع الأعمال إلى ذي العزة و الجلال سبحانه و بحمده

ولقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يخبر أن هذا الشهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عزوجل

فيحب أن يرفع عمله و هو صائم صلوات ربي و سلامه عليه

لذا ثبت الحديث في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم

لما سأل عن كثرة صيامه من شعبان قال :

( ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب و رمضان

و فيه ترفع الأعمال إلى الله فأحب أن يرفع عملي و أنا صائم )

رمضان شهر عظيم من أشهر الله عزوجل , فيه فريضة الصيام ,

فيه يصوم المسلمون و يقومون بركن من أركان هذا الدين

و هي أحد الأركان الخمسة و هو الصيام

وشهر رجب شهر حرام

فلما كان شهر شعبان يقع بينهما بين رجب الحرام و بين رمضان الذي فيه أنزل القرآن

و فيه فريضة الصيام غفل أناس عن هذا الشهر شهر شعبان

فكان صلى الله عليه وسلم يكثر الصيام فيه

كما أخبرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الصحيحين البخاري و مسلم

أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شهر كامل إلا شهر رمضان

شهر رمضان يصام بأكمله من أوله لآخره فريضة لله تبارك و تعالى

فلم يستكمل صلى الله عليه وسلم صيام شهر كامل إلا شهر رمضان

لكنه صلى الله عليه وسلم لم يكثر من صيام شهر غير رمضان إلا شهر شعبان

فإنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى يظن أنه لن يفطر

من كثرة صيامه صلى الله عليه وسلم و يفطر حتى يقول لا يصوم

كان يكثر من الصيام في هذا الشهر( شهر شعبان ) و هو شهر الصيام النافلة

غير صيام الفريضة الذي يكون في رمضان و هذا الشهر العظيم

يرفع فيه الأعمال إلى الله عزوجل فعندما يرفع العمل و الإنسان على طاعة

فإن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم و هذا أقرب لعفو الله

و كرم الله سبحانه و بحمده فكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يرفع عمله و هو صائم

ثم أنه في هذا الشهر العظيم ليلة من الليالي الفاضلة

و موسم من مواسم العفو إنها ليلة النصف من شعبان

النبي صلى الله عليه وسلم يخبر كما في أحاديث متعددة

صحهها عدد من أهل العلم و حسنها بعضهم

( أن الله عزوجل يطلع إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان

فيغفر لأكثر أهل الأرض إلا ما كان من مشرك أو مشاحن )

فيا لله .. ما أعظم كرم الله , هكذا العفو يكون !!.. هكذا الرحمة تكون !!..

هكذا الجود من رب الأرباب سبحانه و بحمده

الله عزوجل يطلع إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان ,

و ليلة النصف هي ليلة الخامس عشر و هي التي تكون بمغيب شمس اليوم الرابع عشر

من الشهر فإذا غابت الشمس يوم الرابع عشر من شعبان أذن آذان المغرب

فتلك ليلة النصف من شعبان تلك ليلة يعفو الله عزوجل

فيها و يغفر و يرحم و يتكرم على عباده

و هذا العفو لا يحتاج منك أيها الإنسان إلى كبير عناء

فهو عفو من الله عزوجل

الله سبحانه و بحمده الذي بيده مقاليد السموات و الأرض ,

الله الذي إن سأله الكون كله إنسه و جنيه و قاموا في صعيد واحد

و سألوا الله جميعا في موقف واحد فأعطى كل منهم مسألته

ما نقص ذلك من ملكه شيئا إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر

الله عزوجل بكرم منه و هو الكريم يعفو و يغفر و يرحم

و يتكرم على عباده بالعفو و المغفرة سبحانه و بحمده

إلا ما كان من مشرك ( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )

أعظم الجرم أن تجعل لله ندا و هو خلقك فكما كان من هذا المشرك بالله

الذي يدعو غير الله , و يرجو غير الله ,و يعبد غير الله فإن الله عزوجل

لا يشمله بالمغفرة في تلك الليلة ( إن الشرك لظلم عظيم )

(( إلا ما كان من مشرك أو مشاحن و في رواية أو قاطع رحم ))

فسبحان الله .. قطيعة الرحم .. ما أشده من داء ..

قطيعة الرحم .. فهدد الله عزوجل هؤلاء الذين يقطعون أرحامهم في كتابه العزيز :

( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم

أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمى أبصارهم )

فكيف يقطع الإنسان رحمه التي أمر الله بصلتها

(و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام )

فكيف تقطع هذه الرحم الذي أمر الله بصلتها

و أحق من يوصل أيها الأحباب الوالدان , الأب و الأم ,

ففضلهما على الإنسان من فضل و من سابغ نعمة

الأب يتعب و يبذل و ينفق من ماله بل إنه ليجود بروحه من أجل ولده

و الأم حملت و أرضعت و نشأت وربت و الطفل حينذاك لاحول له و لا قوة

فهل يكون الجزاء عقوقا و عصيانا ؟؟!!!

إن حق الوالدين كبير و يجب على الإنسان أن يقوم ببرهما

و أن يكون تحت قدميهما و أن يلزم قدميهما فثم الجنة

هذا على مدار العام و أما في ليلة النصف من شعبان فإن عاق الوالدين

لا يشمله هذا العفو و كذلك صلة الأرحام التي أمر الله بصلتها من :

الأخوة و الأخوات و الأعمام و العمات و الأخوال و الخالات و الأجداد و الجدات

فكل رحم للإنسان ينبغي أن توصل و كل قاطع رحم أخلق به أن يحرم العفو

في موسم العفو ( إلا ما كان من مشرك أو مشاحن )

صاحب الشحناء مع المسلمين بل من لم ينقي قلبه لإخوانه في الله ,

صاحب الغل على المسلمين , صاحب الشحناء مع إخوانه في الله

فإنه مهدد ألا يغفر له في تلك الليلة لما كان في قلبه على أخوانه

و لما أوجد من شحناء في وسط المجتمع المسلم

فسبحان الله !! .. الله عزوجل يعد بالعفو ..

ذنوبا كثيرة كالجبال كلها تمحى , كلها تزول بكرم الكريم ,

لمن آمن بالله ووحد الله , ولمن ترك الشحناء وقطيعة الرحمة و قام ببر الوالدين

و أحسن لعباد الله جميعا إنه الكرم من الله عزوجل

فلا تفوتنكم تلك الليلة

قبل أن تفوت تلك الليلة اخلصوا هذا القلب لله ,و نقوه على عباد الله

من كان بينه و بين والديه شئ فليبادر ,

و من كان بينه و بين أرحامه شئ فليبادر,

و من كان بينه و بين إخوانه المسلمين شئ فليبادر,

قبل أن تفوت تلك الليلة ,

فيحرم العفو من العفو الكريم

أسأل الله جل و علا أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ,

أقول قولي هذا و أستغفر الله

الخطبة الثانية :

الحمد لله كما ينبغي أن يحمد و أصلي و أسلم على النبي أحمد

صلى الله عليه و على صحبه و من تعبد

أما بعد أيها الأحبة في الله :

إنها مواسم تعرض للناس في حياتهم

و الله عزوجل يقلب الليل و النهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار

أيها الأحبة خذوا من الأيام عبرة فها نحن قبل أيام كنا في شهر رمضان العام الماضي

و ها هو رمضان يوشك أن يهل علينا من جديد

فخذوا من مر الأيام عبرة و اغتنموا مواسم الكرم فإنها إن فاتت لا تعوض

((فالفرص الثمينة ما لفواتها من عوض ))

( الدعاء )

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
مِنْ فَضَائِلِ شَهْرِ شَعْبَانَ

خطبه الجمعه

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ هَادِيًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا بَلَّغَ الرِّسَالَةَ وَأَدَّى الأَمَانَةَ وَنَصَحَ الأُمَّةَ فَجَزَاهُ اللهُ عَنَّا خَيْرَ مَا جَزَى نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَائِهِ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى كُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ.

أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ، فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ الْعَلِيِّ الْقَدِيرِ الْقَائِلِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ: ﴿الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾ [ءَال عِمْرَان/ 17]. ويقولُ: ﴿يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الْحَجّ/ 77].

إِخْوَةَ الإيِمَانِ وَالإِسْلاَمِ: لَقَدْ هَلَّ عَلَيْنَا شَهْرُ شَعْبَانَ لِيُقَرِّبَنَا أَكْثَرَ وَأَكْثَرَ مِنْ رَمَضَانَ شَهْرِ الْخَيْرَاتِ فَانْظُرُوا رَحِمَكُمُ اللهُ كَيْفَ كَانَ حَالُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَعْبَانَ، فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مَا يَصُومُ فِي شَهْرِ شَعْبَانَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يَصُومُ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلاَ رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ"، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، وعَنْ حِبِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ" أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِى شُعَبِ الإيِمَانِ.

وَأَمَّا حَالُ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي شَعْبَانَ فَهُوَ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا دَخَلَ شَهْرُ شَعْبَانَ، أَقْبَلُوا عَلَى مَصَاحِفِهْمِ فَقَرَأُوهَا، وَأَخْرَجُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ لِيُعِينُوا غَيْرَهُمْ عَلَى طَاعَةِ اللهِ فِي رَمَضَانَ. وَتَرَكُوا الْكَثِيرَ مِنْ مَشَاغِلِ الدُّنْيَا، وَأَخَذُوا يَسْتَعِدُّونَ فِيهِ لاِسْتِقْبَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأَكْثَرُوا فِيهِ مِنَ الصِّيَامِ وَالذِّكْرِ وَالْقِيَامِ، وَكَانُوا يَقُولُونَ عَنْ شَهْرِ شَعْبَانَ إِنَّهُ شَهْرُ الْقُرَّاءِ.

إِخْوَةَ الإيِمَانِ وَالإِسْلاَمِ: وَفِي هَذَا الشَّهْرِ الْكَريِمِ لَيْلَةٌ عَظِيمَةٌ بَرَكَاتُهَا، كَثِيرَةٌ خَيْرَاتُهَا هِيَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَقَدْ وَرَدَتْ فِي فَضِيلَتِهَا أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ عَدِيدَةٌ تَحُضُّ عَلَى اغْتِنَامِهَا وَالتَّعَرُّضِ لَهَا، مِنْهَا مَا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا" وَهَذَا الْحَدِيثُ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا إِلاَّ أَنَّ الْعُلَمَاءَ قَدْ قَرَّرُوا أَنَّ الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ يُعْمَلُ بِهِ إِنْ كَانَ فِيهِ حَثٌ عَلَى فَضَائِلِ الأَعْمَالِ وَانْدَرَجَ تَحْتَ أَصْلٍ صَحِيحٍ مِنْ أُصُولِ الشَّرْعِ، كَذَلِكَ فَإِنَّ الإِمَامَ ابْنَ حِبَّانَ قَدْ صَحَّحَ بَعْضَ الأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي فَضِيلَةِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَأَوْرَدَهَا فِي صَحِيحِهِ، كَحَدِيثِ "يَطَّلِعُ اللهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ". وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَالْبَيْهَقِيُّ، وَالْمُشَاحِنُ مَعْنَاهُ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُسْلِمٍ ءَاخَرَ عَدَاوَةٌ وَحِقْدٌ وَبَغْضَاءُ، أَمَّا مَنْ سِوَى هَذَيْنِ فَكُلُّ الْمُسْلِمِينَ يُغْفَرُ لَهُمْ يُغْفَرُ لِبَعْضٍ جَمِيعُ ذُنُوبِهِمْ وَلِبَعْضٍ بَعْضُ ذُنُوبِهِمْ.

فَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ هِيَ لَيْلَةٌ مُبَارَكَةٌ وَأَكْثَرُ مَا يَبْلُغُ الْمَرْءُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَنْ يَقُومَ لَيْلَهَا وَيَصُومَ نَهَارَهَا وَيَتَّقِي اللهَ فِيهَا، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ التَّابِعُونَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَخَالِدِ بنِ مَعْدَانَ وَمَكْحُولٍ وَلُقْمَانَ بنِ عَامِرٍ وَغَيْرِهِمْ يُعَظِّمُونَهَا وَيَجْتَهِدُونَ فِيهَا فِي الْعِبَادَةِ.

وَقَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِهِ الأُمِّ: وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ: إِنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الأَضْحَى، وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مَنْ رَجَب، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ "اهـ

وَلْيُعْلَمْ أَنَّ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ لَيْسَتِ اللَّيْلَةَ الَّتِي قَالَ اللهُ فِيهَا: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾[الدُّخَان: 3، 4] بَلْ هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ كَمَا قَالَ تَرْجُمَانُ الْقُرْءَانِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ وَهَذَا مَا عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ.

إِخْوَةَ الإيِمَانِ وَالإِسْلاَمِ: وَمِمَّا يَنْبَغِي الاِنْتِبَاهُ مِنْهُ دُعَاءٌ اعْتَادَ بَعْضُ النَّاسِ عَلَى تَرْدَادِهِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَهُوَ: "اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي …" فَهَذَا اللَّفْظُ لَمْ يَثْبُتْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابِةِ الْكِرَامِ. وَيَجِبُ الاِعْتِقَادُ أَنَّ مَشِيئَةَ اللهِ أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ لاَ يَطْرَأُ عَلَيْهَا تَغَيُّرٌ وَلاَ تَحَوُّلٌ كَسَائِرِ صِفَاتِهِ كَعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَتَقْدِيرِهِ وَغَيْرِهَا، فَلاَ تَتَغَيَّرُ مَشِيئَةُ اللهِ بِدَعْوَةِ دَاعٍ أَوْ صَدَقَةِ مُتَصَدِّقٍ أَوْ نَذْرِ نَاذِرٍ، وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يَعْتَقِدَ الإِنْسَانُ أَنَّ اللهَ تَحْدُثُ لَهُ مَشِيئَةٌ جَدِيدَةٌ أَوْ عِلْمٌ جَدِيدٌ، وَمَنْ يَعْتَقِدُ ذَلِكَ فَقَدْ فَسَدَتْ عَقِيدَتُهُ، فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَأَلْتُ رَبِّي ثَلاَثًا فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً" وَفِي رِوَايَةٍ: "قَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ"

أَيُّهَا الإِخْوَةُ، وَمِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ فِي شَهْرِ شَعْبَانَ أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ صَوْمُ مَا بَعْدَ نِصْفِ شَعْبَانَ إِلاَّ أَنْ يَصِلَهُ بِمَا قَبْلَهُ أَوْ لِقَضَاءٍ أَوْ وِرْدٍ كَمَنِ اعْتَادَ صَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، لِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلاَ تَصُومُوا" رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَالأَرْبَعَةُ [أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ]، وَحَدِيثِ: "لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ". [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِفِعْلِ الْخَيْرَاتِ وَالطَّاعَاتِ وَالْحَسَنَاتِ يَا رَبَّ الْكَائِنَاتِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ يَا الله

هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ
بواسطة
خطبة فضائل شهر شعبان
خطب مقترحة لشهر شعبان
دروس عن شعبان
فضل شهر شعبان PDF
خطبة فضل شعبان والاستعداد لرمضان
خطب عن فضل شهر رمضان
فضائل شهر شعبان ppt
خطبة عن أحكام شعبان

اسئلة متعلقة

...