في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

خطبة مؤثرة عن الإسراء والمعراج :{سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الإسراء:1)

خطبة الجمعه عن فوائد الإسراء والمعراج 

محاضرة عن الإسراء والمعراج

مرحباً اعزائي الزوار في موقع النورس العربي alnwrsraby.net يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة مؤثرة عن الإسراء والمعراج :{سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى مكتوبة مع الدعاء 

خطبة مؤثرة عن الإسراء والمعراج

خطبه الجمعه مشكوله وجاهزه للطبع لخطبه القادمه لشهر رجب(18/2/2022)

الخطبة الأولى ( الاسراء والمعراج في ضوء الكتاب والسنة 

الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين***

*أما بعد أيها المسلمون

يقول الله تعالى في محكم آياته :{سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الإسراء:1)، وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ – عَلَيْهِ السَّلاَمُ – رَجُلٌ آدَمُ طُوَالٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبِطَ الرَّأْسِ»***

إخوة الإسلام

من الحق والواجب اعتقاده: أنه قد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة ،من مكة إلى بيت المقدس في فلسطين، ثم عرج بشخصه صلى الله عليه وسلم إلى السماء، حيث شاء الله تعالى – والإسراء والمعراج- معجزتان شاهدتان على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وفيهما تكريم له، وتثبيت لفؤاده، وتسلية له في مصابه بوفاة :(زوجته أم المؤمنين خديجة – ووفاة عمه أبي طالب). وفي الإسراء والمعراج بيان لعظم منزلته صلى الله عليه وسلم عند ربه، كما أنهما من الدلائل على قدرة الله الباهرة، وعلى علو شأنه سبحانه وتعالى على جميع خلقه، والإسراء: هو إذهاب الله نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى (بإيلياء) ـ مدينة القدس ـ في جزء من الليل، ثم رجوعه من ليلته، والمعراج : هو إصعاده ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بيت المقدس إلى السموات السبع، وما فوقها، حيث فرضت الصلوات الخمس، ثم رجوعه إلى بيت المقدس في جزء من الليل.

والإسراء ثابت بالقرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة المتواترة، أما القرآن الكريم: ففي قوله سبحانه: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (الإسراء:1)، وأما المعراج: فهو ثابت بالأحاديث الصحيحة التي رواها الثقات العدول، وتلقتها الأمة بالقبول، ولو لم يكن إلا اتفاق صاحبي الصحيحين: البخاري ومسلم على تخريجها في صحيحيهما لكفى، فما بالنا وقد خرّجها غيرهما من أصحاب كتب الحديث المعتمدة ،وكتب السير المشهورة، وكتب التفاسير المأثورة. ويرى بعض العلماء أن المعراج وإن لم يثبت بالقران الكريم صراحة، ولكنه أشير إليه في سورة النجم ،في قوله تعالى :{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى } (النجم 13: 18)، قال ابن كثير: ” وقد رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جبريل ـ عليه السلام ـ على صورته التي خلقه الله عليها مرتين: الأولى عقب فترة الوحي، والنبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ نازل من غار حراء، فرآه على صورته فاقترب منه، وأوحى إليه عن الله ـ عز وجل ـ ما أوحى، وإليه أشار الله بقوله: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى * ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى * فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى * فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى } (النجم 5: 10)، والثانية : ليلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى، وهي المشار إليها في هذه السورة ” النجم ” بقوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى } (النجم 13: 14). فالإيمانُ بالإسراء والمعراج واجبٌ على كل مسلم ومسلمة ،على النحو الذي جاءت به الآياتُ القرآنية ،والأحاديثُ النبويّة الصحيحةُ، ولا يقالُ كيف ذلك؟ ولا لمَ ذلك؟ قال الطحاويُّ رحمه الله : والمعراجُ حقٌ ،وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وعُرجَ بشخصه في اليقظةِ إلى السماء، ثم إلى حيثُ شاء اللهُ من العُلاَ، وأكرمه اللهُ بما شاء وأوحى إليه ما أوحى،***

***أيها المسلمون***

*ومن الأحاديث الصحيحة التي وردت في الاسراء والمعراج : فقد روى البخاري في صحيحه :(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ افْتَحْ. قَالَ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا جِبْرِيلُ. قَالَ هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ قَالَ نَعَمْ مَعِي مُحَمَّدٌ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ. فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ عَلَى يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَلَى يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، إِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى، فَقَالَ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالاِبْنِ الصَّالِحِ. قُلْتُ لِجِبْرِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا آدَمُ. وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى ، حَتَّى عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَقَالَ لِخَازِنِهَا افْتَحْ. فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ فَفَتَحَ » .قَالَ أَنَسٌ فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِ السَّمَوَاتِ آدَمَ وَإِدْرِيسَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ – صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ – وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ ، غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ. قَالَ أَنَسٌ فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بِالنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – بِإِدْرِيسَ قَالَ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ. فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا إِدْرِيسُ. ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى فَقَالَ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ. قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا مُوسَى. ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى فَقَالَ مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ. قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا عِيسَى. ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالاِبْنِ الصَّالِحِ. قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا إِبْرَاهِيمُ – صلى الله عليه وسلم -». قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا حَبَّةَ الأَنْصَارِيَّ كَانَا يَقُولاَنِ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – «ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ». قَالَ ابْنُ حَزْمٍ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – «فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِى خَمْسِينَ صَلاَةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ قُلْتُ فَرَضَ خَمْسِينَ صَلاَةً. قَالَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ. فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى قُلْتُ وَضَعَ شَطْرَهَا. فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ، فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَرَاجَعْتُهُ . فَقَالَ هِيَ خَمْسٌ وَهْىَ خَمْسُونَ، لاَ يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ . فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ. فَقُلْتُ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّى. ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لاَ أَدْرِي مَا هِيَ، ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا فِيهَا حَبَايِلُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ» .***

***وفي رواية أخرى للبخاري :(عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ – رضي الله عنهما – قَالَ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – «بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ – وَذَكَرَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ – فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ، ثُمَّ غُسِلَ الْبَطْنُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ الْبُرَاقُ، فَانْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ. قِيلَ مَنْ مَعَكَ قِيلَ مُحَمَّدٌ. قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ .قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنِ ابْنٍ وَنَبِيٍّ. فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ. قِيلَ مَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ – صلى الله عليه وسلم -. قِيلَ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ. قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ عَلَى عِيسَى وَيَحْيَى فَقَالاَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ .فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ ، قِيلَ مَنْ هَذَا قِيلَ جِبْرِيلُ. قِيلَ مَنْ مَعَكَ قِيلَ مُحَمَّدٌ. قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ. قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ يُوسُفَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، قِيلَ مَنْ هَذَا قِيلَ جِبْرِيلُ. قِيلَ مَنْ مَعَكَ قِيلَ مُحَمَّدٌ – صلى الله عليه وسلم -. قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قِيلَ نَعَمْ. قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ عَلَى إِدْرِيسَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ مَرْحَبًا مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ .فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ، قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ. قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قِيلَ مُحَمَّدٌ. قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ. قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْنَا عَلَى هَارُونَ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ .فَأَتَيْنَا عَلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قِيلَ مَنْ هَذَا قِيلَ جِبْرِيلُ .قِيلَ مَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ – صلى الله عليه وسلم -. قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى، فَسَلَّمْتُ {عَلَيْهِ} فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ .فَلَمَّا جَاوَزْتُ بَكَى. فَقِيلَ مَا أَبْكَاكَ قَالَ يَا رَبِّ، هَذَا الْغُلاَمُ الَّذِى بُعِثَ بَعْدِى يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَفْضَلُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِى . فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، قِيلَ مَنْ هَذَا قِيلَ جِبْرِيلُ. قِيلَ مَنْ مَعَكَ 

تابع قراءة الخطبة الأولى والخطبة الثانية من خطبتي صلاة الجمعة بعنوان الأسرى والمعراج في اسفل الصفحة على مربع الاجابة 

3 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة

تابع الخطية الأولى 

قِيلَ مُحَمَّدٌ. قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنِ ابْنٍ وَنَبِيٍّ ،فَرُفِعَ لِيَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّى فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ، وَرُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَإِذَا نَبِقُهَا كَأَنَّهُ قِلاَلُ هَجَرٍ ، وَوَرَقُهَا كَأَنَّهُ آذَانُ الْفُيُولِ، فِي أَصْلِهَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ النِّيلُ وَالْفُرَاتُ ، ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَىَّ خَمْسُونَ صَلاَةً، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُ مُوسَى، فَقَالَ مَا صَنَعْتَ قُلْتُ فُرِضَتْ عَلَىَّ خَمْسُونَ صَلاَةً. قَالَ أَنَا أَعْلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ ،عَالَجْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، وَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ . فَرَجَعْتُ فَسَأَلْتُهُ، فَجَعَلَهَا أَرْبَعِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ ثُمَّ ثَلاَثِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عِشْرِينَ ، ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عَشْرًا، فَأَتَيْتُ مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَجَعَلَهَا خَمْسًا، فَأَتَيْتُ مُوسَى فَقَالَ مَا صَنَعْتَ قُلْتُ جَعَلَهَا خَمْسًا ،فَقَالَ مِثْلَهُ، قُلْتُ سَلَّمْتُ بِخَيْرٍ، فَنُودِىَ إِنِّي قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي، وَأَجْزِي الْحَسَنَةَ عَشْرًا». وَقَالَ هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – « فِي الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ» 

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

**الخطبة الثانية ( الاسراء والمعراج في ضوء الكتاب والسنة )***

***الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين***

***أما بعد أيها المسلمون***

***ومن الأحاديث الصحيحة التي وردت في معجزو الاسراء والمعراج أيضا: ما رواه البخاري في صحيحه: (عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى رَجُلاً آدَمَ طُوَالاً جَعْدًا، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلاً مَرْبُوعًا مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، سَبْطَ الرَّأْسِ، وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ». وفي البخاري أيضا: (أن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ – رضي الله عنهما – قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ «لَمَّا كَذَّبَنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَجَلَّى اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ». زَادَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمِّهِ «لَمَّا كَذَّبَنِي قُرَيْشٌ حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ»، وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ – عَلَيْهِ السَّلاَمُ – رَجُلٌ آدَمُ طُوَالٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبِطَ الرَّأْسِ». وفي سنن الترمذي بسند صححه: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «حِينَ أُسْرِيَ بِي لَقِيتُ مُوسَى. قَالَ فَنَعَتُّهُ فَإِذَا رَجُلٌ حَسِبْتُهُ قَالَ مُضْطَرِبٌ رَجِلُ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شُنُوءَةَ قَالَ وَلَقِيتُ عِيسَى. قَالَ فَنَعَتُّهُ قَالَ رَبْعَةٌ أَحْمَرُ كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ يَعْنِى الْحَمَّامَ وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ قَالَ وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحَدُهُمَا لَبَنٌ وَالآخَرُ خَمْرٌ فَقِيلَ لِي خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ. فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ فَقِيلَ لِيَ هُدِيتَ الْفِطْرَةَ أَوْ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ»، وفيه: (عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانٌ وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ »، وفي مسند أحمد بسند صححه المحدث: شعيب الأرناؤوط: (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ قَالَ قُلْتُ مَنْ هَؤُلاَءِ قَالُوا خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ».***

***الدعاء***

0 تصويتات
بواسطة

سلسلة خطب عن الإسراء والمعراج

خطبة عن مشاهد الإسراء والمعراج

.خطبة بعنوان دُروسٌ مِنَ الإِسْراءِ وَالمِعْرَاجِ.

    الْخُطْبَةُ الْأُولَى

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، /وَنَسْتَغْفِرُهُ،/ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، /مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، /تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، /وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، /وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، /وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 أَمَّا بَعْدُ. فَيَا أَيُّهَاالمُؤمِنونَ :

 حَادِثَةٌ نَتَفَيَّأُ ظِلاَلَهَا هَذِهِ الأَيَّامَ، /وَيَحتَفِي بِهَا المُسْـلِمُونَ عَامًا بَعْدَ عَامٍ،/ يَستَلْهِمُونَ مِنْها الدُّرُوسَ وَالعِبَرَ،/ وَتُذَكِّرُهُمْ بِسِيرَةِ خَيْرِ البَشَرِ -صلى الله عليه وسلم- .

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

حَادِثَةٌ جَعَلَهَا اللهُ لِرَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- هَدِيَّةً،/ وَلِلْمُؤْمِنينَ بِهِ امتِحَانًا وَتَمْحِيصًا،/ إِنَّهَا ذِكْرَى حَادِثَةِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ،/ تِلْكَ الذِّكْرَى التِي لاَ تَنْقَضِي عِبَرُهَا،/ وَلاَ تَفْنَى عِظَاتُهَا،/ افْتَتَحَ اللهُ بِهَا سُورَةً مِنْ سُوَرِ كِتَابِهِ الكَرِيمِ فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))(1).

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

لَقَدْ فَتَحَتْ هَذِهِ الحَادِثَةُ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- آفَاقًا إِيمَانِيَّةً،/ فَازْدَادَتْ مَعْرِفَتُهُ بِرَبِّهِ، وَيَقِينُهُ بِوَعْدِهِ،/ فَبَعْدَ أَنْ كَانَ فِي مَكَّةَ وَبَيْنَ شِعَابِهَا،/ هَا هُوَ يَطَّلِعُ عَلَى العَوَالِمِ الأُخْرَى،/ وَيَرَى الآيَاتِ العُظْمَى،/ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ النَّجْمِ: ((لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى))(3).

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

لَقَدْ جَمَعَتْ هِذَهِ الحَادِثَةُ دُرُوسًا إِيمَانِيَّةً وَفِكْرِيَّةً وَتَرْبَوِيَّةً وَاجتِمَاعِيَّةً،/ يَستَضِيءُ بِهَا المُسْـلِمُ فِكْرًا وَعَمَلاً،/ إِنَّهَا تُؤَكِّدُ أَنَّ قُدْرَةَ اللهِ مُطْلَقَةٌ،/ وَأَنَّ اللهَ لاَ يُعْجِزُهُ شَيءٌ،/ وَمَا نَوَامِيسُ الكَوْنِ إِلاَّ مِنْ صُنْعِهِ وَتَدْبِيرِهِ،/ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ))(4).

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 إِنَّ العَقْلَ البَشَرِيَّ لَيْسَ مِنَ السَّهْـلِ عَلَيْهِ أَنْ يَقْتَنِعَ بِهَذِهِ الحَادِثَةِ،/ وَقَدْ تَعَوَّدَ خِلاَفَهَا فِي نَوَامِيسِ الكَوْنِ،/ فَكَيْفَ يَسِيرُ رَجُلٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ وَيُعْرَجُ بِهِ إِلَى أَعَالِي السَّمَاواتِ وَيَرْجِعُ فِي بَعْضِ لَيْـلَةٍ.

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

وَلَكِنْ عِنْدَمَا يَكُونُ الخَبَرُ مِنَ اللهِ، وَالأَمْرُ أَمْرَهُ،/ فَإِنَّ المُؤْمِنَ يَقُولُ كَمَا قَالَ سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -: ((أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))(5).

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

إِِنَّهَا دَرْسٌ مِنْ دُرُوسِ الإِيمَانِ بِالغَيْبِ،/ ذَلِكَ الرُّكْنِ الذِي هُوَ مِنْ أَهَمِّ مُقْتَضَياتِ الإِيمَانِ،/ فَقَدِ افْتَتَحَ اللهُ بِهِ صِفَاتِ المُؤْمِنِينَ،/ فِي أَوَّلِ سُورَةٍ بَعْدَ فَاتِحَةِ الكِتَابِ،/ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((آلم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ،/ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ))(6).

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 وَلِهَذا فَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الحَادِثَةُ العَظِيمَةُ امتِحَانًا وَاختِبَارًا لِذَوِي الإِيمَانِ،/ هَلْ يُصَدِّقُونَ فَوْرًا أَم يَتَلكَّؤُونَ وَيَتَرَدَّدُونَ؟ . وَكَمَا أَنَّ هَذِهِ الوَاقِعَةَ تَزِيدُ المُؤْمنِينَ مَعْرِفَةً بِاللهِ،/ فَهِيَ تَزِيدُهُمْ مَعْرِفَةً بِنَبِيِّهِمْ -صلى الله عليه وسلم- 

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

وَتَرْفَعُ مِنْ قَدْرِهِ عِنْدَهُمْ،/ فَقَدْ أَكْرَمَهُ اللهُ فِيهَا أَيَّمَا إِكْرَامٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى السَّمَاوَاتِ العُلاَ، وَأَمَّ إِخْوَانَهُ الأَنْبِيَاءَ،/ وَوَصَلَ حَيْثُ لَمْ يَصِلْ مَخْلُوقٌ،/ فَأَكَّدَتْ هَذِهِ الحَادِثَةُ أَنَّ قَدْرَهُ عَظِيمٌ،/ وَمَنْزِلَتَهُ سَامِيَةٌ.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

وَهَذَا تَذْكِيرٌ لِلْمُؤْمِنِينَ،/ وَدَرْسٌ لِلْمُنَاوِئينَ وَالجَاحِدِينَ،/ لِيَزْدَادَ الذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا،/ وَيَعْـلَمَ المُكَذِّبُونَ أَنَّهُمْ يُعَادُونَ عَظِيمًا، وَيُخَالِفُونَ مَنْ لَهُ المَكَانَةُ الرَّفِيعَةُ عِنْدَ اللهِ، فَلْنَعْرِفْ قَدْرَ نَبِيِّنَا الكَرِيمِ -صلى الله عليه وسلم- ، /وَلْنُبَيِّنْ لِلْعَالَمِ أَجْمَعَ أَنَّهُ عَظِيمٌ.

  

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 أَيُّهَا المُسْـلِمُونَ :.فِي هَذِهِ الحَادِثَةِ الجَلِيلَةِ فُرِضَتْ عَلَيْنَا أَعْظَمُ التَّشْرِيعَاتِ العَمَلِيَّةِ، وَأَعْلاَهَا قَدْرًا وَأَكْثَرُها أَهَمِّيَّةً،/ إِنَّهَا الصَّلاَةُ التِي شُرِعَتْ وَالنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي السَّمَاوَاتِ العُلاَ،/ تَشْرِيعًا نَظَرِيًّا وَتَطْبِيقًا عَمَلِـيًّا.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

فَقَدْ صَلَّى المُصْطَفَى -صلى الله عليه وسلم- بِإِخْوَانِهِ الأَنْبِيَاءِ إِمَامًا،/ وَائْتَمُّوا بِهِ جَمَاعَةً وَاحِدَةً، وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى عُلُوِّ مَكَانَةِ هَذِهِ الشَّعِيرَةِ وَرَفِيعِ مَنْزِلَتِهَا، كَيْفَ لاَ؟ وَهِيَ عَمُودُ الدِّينِ،/ وَمِقْيَاسُ الإِيمَانِ،/ وَأَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ العَبْدُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ، وَقَدْ أَوْصَاكُمْ بِهَا نَبِيُّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- فِي آخِرِ لَحَظَاتِ عُمُرِهِ، فَقَالَ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ المَوْتِ: ((الصَّلاَةَ الصَّلاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)).

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 فَطُوبَى لِمَنْ أَدْرَكَ فَضْلَهَا وَقِيمَتَها،/ فَغَدا لَهَا مُحَافِظًا، /وَلِحُدُودِهَا وَحُقُوقِهَا مُرَاعِيًا وَحَافِظًا،/ كَمَا أَنَّ فِي رِحْـلَةِ الإِسْرَاءِ التِي ابتَدَأَتْ بِمَسْجِدٍ وَانْتَهَتْ بِمَسْجِدٍ لَدَلِيلاً عَلَى المَكَانَةِ التِي يَتَبَوَّؤُها المَسْجِدُ فِي الإِسْلاَمِ،/ وَدَوْرِهِ العَمَلِيِّ وَالتَّرْبَوِيِّ وَالاجتِمَاعِيِّ.

وَلِذَا كَانَتْ عِمَارَةُ المَسَاجِدِ مِنْ أَدِلَّةِ الإِيمَانِ بِاللهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ((إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ))(8).

 أَيُّهَا المُؤْمُِِنونَ :.إِنَّ فِي الحَيَاةِ شَدَائِدَ وَابتِلاَءَاتٍ،/ وَمِحَنًا وَصُعُوبَاتٍ،/ يَكُونُ الإِنْسَانُ أَحْوَجَ مَا يَكُونُ فِيهَا إِلَى مَنْ يُعِينُهُ عَلَيْهَا،/ وَيَقِفُ بِجَانِبِهِ فِيهَا،/ يُؤَازِرُهُ وَيُخَفِّفُ عَنْهُ.

وَقَدْ كَانَتْ حَادِثَةُ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ تَسْلِيَةً لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ،/ وَتَسْرِيةً عن قَلْبِهِ،/ وَقَدْ عَادَاهُ المُشْرِكُونَ وَآذَاهُ الحَاقِدُونَ،/ فَأَرَادَ اللهُ أَنْ يَزِيدَهُ بِهِ إِيمَانًا،/ وَعَلَيْهِ تَوَكُّلاً وَيَقِينًا، /بِأَنَّ لَهُ رَبًّا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، فَلاَ يَضِيرُهُ عِنْدَهَا إِرْجَافُ /المُرْجِفِينَ،/ وَلاَ حَسَدُ الحَاسِدِينَ،/ فَإِنْ ضَاقَتْ عَلَيْهِ مَكَّةُ،/ فَإِنَّ فَسِيحَ الأَرْضِ مُلْكٌ لِمَنْ بَعَثَهُ هَادِيًا وَبَشِيرًا،/ وَالسَّمَاواتِ فِي قَبْضَةِ مَنْ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرًا.

 إِنَّها هَدِيَّةٌ قَدَّمَهَا اللهُ لِنَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي الوَقْتِ الذِي كَانَ أَحْوَجَ مَا يَكُونُ إِلَيْهَا،/ وَقَدْ تَوَالَتْ عَلَيْهِ الأَحْزَانُ بِمَوْتِ عَمِّهِ المُسَانِدِ وَزَوْجِهِ المُخْلِصَةِ،/ وَتَرَادَفَتْ عَلَيْهِ الهُمُومُ بِتَكْذِيبِ أَهْـلِ مَكَّةَ وَالطَّائفِ.

وَفِي هَذَا دَرْسٌ فِكْرِيٌّ لِلْمُؤْمِنِينَ، أَنَّ لِكُلِّ عُسْرٍ يُسْرًا، وَأَنَّ الفَرَجَ بَعْدَ الشِّدَّةِ، ومِنْ رَحِمِ الظَّلاَمِ يَخْرُجُ النُّورُ،/ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا))(9).

فَيَا مَنْ ابتُِليَ بِالمَصَائِبِ، وَأَصَابَتْهُ الشَّدَائِدُ؛/ ثِقْ بِرَبِّكَ وَأَيقِنْ بِمَولاَكَ،/ وَاعلَمْ أَنَّ خَلاَصَكَ بِيَدِ اللهِ؛/ فَتَوَجَّهْ إِلَيْهِ بِالسُّؤَالِ،/ وَارْجُ مِنْهُ النَّوَالَ،/ وَاسأَلْهُ كَشْفَ البَلاَءِ،/ مُخْلِصًا إِلَيْهِ اللُّجُوءَ وَالدُّعَاءَ،/ وَلْيَكُنْ لَكَ فِي حَادِثَةِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ دَرْسٌ يَفْتَحُ عَيْنَيْـكَ عَلَى حَقِيقَةٍ رُبَّمَا تَكُونُ قَدْ غَفَلْتَ عَنْهَا، أَو أَنْسَتْكَ المَصَاعِبُ عِلْمَهَا.وَلْيَكُنِ الصَّبْرُ لَكَ صَاحِبًا، فَإِنَّ الدُّنْيَا دَارُ امتِحَانٍ وابتِلاءٍ

  أقُولُ هَذَا القول وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، / وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.

                                                      

الخطبة الثانية الاسرئ والمعراج 

  في التعليق 

بواسطة
الخطبة الثانيه
  الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ،/ وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ،/ وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
 وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، /وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، /وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.                                  
  
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :                                  
 إِنَّ فِي حَادِثَةِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ دَرْسًا عَظِيمًا مِنْ دُرُوسِ التَّعَامُلِ مَعَ النَّاسِ،/ فَفِيهَا أُنْمُوذَجٌ حَيٌّ لِلصَّاحِبِ الصَّالِحِ،/ وَالصَّدِيقِ المُخْلِصِ النَّاصِحِ.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 فِعنْدَما رَجَعَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ هَذِهِ الرِّحْـلَةِ، وَحَكَى لِلنَّاسِ مَا حَدَثَ لَهُ انْقَسَمَ النَّاسُ بَيْنَ مُصَدِّقٍ مُوقِنٍ، /وَمُكَذِّبٍ أَو مُشَكِّكٍ، وَظَنَّها المُغْرِضُونَ فُرْصَةً لِلإِيقَاعِ بَيْنَ الخِلِّ وَخَلِيلِهِ،/ وَالصَّاحِبِ وَصَدِيقِهِ.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 فَهُرِعُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يُخْبِرُونَهُ بِمَا أَتَاهُمْ بِهِ صَاحِبُهُ مِنْ عَجَبٍ عُجَابٍ، مِمَّا لَمْ تَتَصَوَّرْهُ عُقُولُهُمُ القَاصِرَةُ،/ وَلَمْ تَقْتَنِعْ بِهِ قُلُوبُهُمُ الكَافِرَةُ.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

فَقَالَ الصَّاحِبُ المُخْلِصُ،/ وَالمُؤْمِنُ المُوقِنُ مَا رَدَّ كَيْدَ الحُسَّادِ، وَكَانَ جَوَابَهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: ((إِنْ كَانَ قَالَ فَقَدْ صَدَقَ))،/ كَلِمَاتٌ قَصِيرَةٌ،/ وَجُمْـلَةٌ يَسِيرَةٌ، حَمَلَتْ مَعَانِيَ لَهَا وَزْنُهَا فِي مَوَازِينِ الأُخُوَّةِ،/ وَدُرُوسًا عَظِيمَةً فِي فُنُونِ الأَخْلاَقِ،/ وَهَكَذَا هِيَ الشَّدَائِدُ، تُبَيِّنُ مَعَادِنَ الرِّجَالِ،/ وَتُبَيِّنُ لِلإِنْسَانِ صَدِيقَهُ مِنْ عَدُوِّهِ، /وَخَلِيلَهُ مِنْ خَصْمِهِ.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 فَمِنَ السَّهْـلِ أَنْ يَجِدَ الإِنْسَانُ صَاحِبًا لَهُ فِي رَخَائِهِ عِنْدَ الْتِفَافِ النَّاسِ حَوْلَهُ،/ وَإِقْبَالِ الدُّنْيَا عَلَيْهِ،/ وَمَا أَكْثَرَ الأَصْدِقَاءَ حَوْلَ الإِنْسَانِ إِنْ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ النِّعَمُ

،••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 وَلَكِنْ عِنْدَمَا يَقْسُو عَلَيْهِ الزَّمَنُ،/ أَو تُحِيطُ بِهِ الشَّدَائِدُ، /أَو تَحُومُ حَوْلَهُ التُّهَمُ المُلَفَقَّةُ، /تَنْفَضُّ مِنْ حَوْلِهِ الجُمُوعُ،/ وَيَبْـقَى الصَّاحِبُ المُخْلِصُ إِلَى جِوَارِ صَاحِبِهِ مُنَاصِرًا ومُؤَازِرًا.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

وَهَذَا مَا كَانَ مِنْ سَيِّدِنَا أَبِي بَكْرٍ     - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، فَقَدْ وَقَفَ وَقْفَةَ المُصَدِّقِ المُوقِنِ،/ الذِي لَمْ يَشُكَّ لَحْظَةً فِي صِدْقِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم.  

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

وَلِهَذَا مَنَحَهُ المُصْطَفَى -صلى الله عليه وسلم- لَقَبًا مِنْ أَفْضَلِ الأَلْقَابِ،/ فَسَمَّاهُ الصِّدِّيقَ، كَمَا أَشَادَ بِإِيمَانِهِ فِي قَوْلِهِ -صلى الله عليه وسلم- : ((لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَهْـلِ الأَرْضِ بإِيمَانِ أَبِي بَكْرٍ لَرَجَحَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ))

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

إِنَّ مِنْ فَوَائِدِ الشَّدَائِدِ أَنَّهَا تُقَرِّبُ الصَّدِيقَ إِلَى صَدِيقِهِ، /وَتُدْنِي قَلْبَيْهِمَا،/ حَيْثُ تُشْعِلُ مَشَاعِرَ الوُدِّ،/ وتُذْكِي عَوَاطِفَ الأُخُوَّةِ،/ وَيَكُونُ لِذَلِكَ مَا بَعْدَهُ مِنَ الأَثَرِ الجَمِيلِ، /مُتَمَثِّلاً فِي قُوَّةِ الوِفَاقِ وَالوِئَامِ،/ وَمُتَرْجَمًا إِلَى المُؤَازَرَةِ وَالالتِحَام.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 أنَّ الصَّاحِبَ الحَقَّ هُوَ مَنْ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِصَاحِبِهِ،/ وَإِنْ حَاوَلَ المُغْرِضُونَ إِلقَاءَ التُّهَمِ عَلَيْهِ، /أَو التَّشْكِيكَ فِي عَدَالَتِهِ وَنَزَاهَتِه.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-،/ واستَلْهِمُوا مِنْ حَادِثَةِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ دُرُوسًا فِي تَعَامُلِكُمْ، وَطَرِيقًا لِلإِخْلاَصِ فِي صُحْبَتِكُمْ،/ وَدَلِيلاً إِلَى صَفَاءِ قُلُوبِكُمْ.
  ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ،/ فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (11).
   
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

اللَّهُمَّ.. صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِه وصحبه وسلم .
  ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 اللَّهُمَّ.. أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ،/ وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ،/ وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ،/ وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ،/ وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
   ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً،/ إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
 رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
  ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 اللَّهُمَّ.. اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ،/ وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ،/ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ،/ إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
 
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

  عِبَادَ اللهِ .( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ ).والحمد لله رب العالمين. واقم الصلاة..


سلسلة خطب عن الإسراء والمعراج
خطبة عن مشاهد الإسراء والمعراج
درس الإسراء والمعراج
فوائد تربوية من حادثة الإسراء والمعراج
خطبة مشاهد الإسراء والمعراج
مقدمة خطبة عن الإسراء والمعراج
0 تصويتات
بواسطة
خطبة الجمعة بعنوان: لمحات ودروس من معجزة الإسراء والمعراج

الخطبة الأولى:

الحمد لله، نحمدُه ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِه اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ سيدنا محمداً عبدُه ورسولُه بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصحَ الأمّةَ، صلواتُ ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين:

أما بعد عباد الله: جَرَتِ العادةُ في أواخر شهر رجب الحرام، أن نتحدَّثَ عن معجزة من أهم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وهي معجزة الإسراء والمعراج، لذلك اخترت أن يكون موضوع خطبة اليوم عن لمحات ودروس من معجزة الإسراء والمعراج.

أخوة الإيمان: إن إعجاز حادثة الإسراء والمعراج التي وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم تتلخصُ في ما يلي:

أولا: انتقالُ النبي ﷺ من البيت الحرام إلى بيت المقدس وقطعُ هذه المسافة في جزء من الليل بواسطة البُرَاقِ سَخَّرَهُ الله تعالى لعبده ﷺ ، في وقت كان الانتقال من بلد إلى بلد آخر بعيدٍ عنه يحتاج أياما وشهورا، ويشهد لهذا قول الله تعالى في سورة الإسراء : " سُبْحَٰنَ اَ۬لذِےٓ أَسْر۪يٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلاٗ مِّنَ اَ۬لْمَسْجِدِ اِ۬لْحَرَامِ إِلَي اَ۬لْمَسْجِدِ اِ۬لَاقْصَا اَ۬لذِے بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنَ اٰيَٰتِنَآۖ إِنَّهُۥ هُوَ اَ۬لسَّمِيعُ اُ۬لْبَصِيرُۖ (1)".

ثانيا: صعود النبي ﷺ من الأرض إلى السماء السابعة ومنه إلى سدرة المنتهى جسدا وروحا، كما ذَكَرَ ذلك القرآن الكريم في سورة النجم: " وَالنَّجْمِ إِذَا هَو۪يٰ (1) مَا ضَلَّ صَٰحِبُكُمْ وَمَا غَو۪يٰ (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ اِ۬لْهَو۪يٰٓ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٞ يُوح۪يٰۖ (4) عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ اُ۬لْقُو۪يٰ (5) ذُو مِرَّةٖ فَاسْتَو۪يٰ (6) وَهُوَ بِالُافُقِ اِ۬لَاعْل۪يٰۖ (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلّ۪يٰ ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوَ اَدْن۪يٰۖ (9) فَأَوْح۪يٰٓ إِلَيٰ عَبْدِهِۦ مَآ أَوْح۪يٰۖ (10) مَا كَذَبَ اَ۬لْفُؤَادُ مَا ر۪أ۪يٰٓۖ (11) أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَيٰ مَا يَر۪يٰۖ (12) وَلَقَدْ ر۪ء۪اهُ نَزْلَةً ا۟خْر۪يٰ (13) عِندَ سِدْرَةِ اِ۬لْمُنتَه۪يٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ اُ۬لْمَأْو۪يٰٓ (15) إِذْ يَغْشَي اَ۬لسِّدْرَةَ مَا يَغْش۪يٰۖ (16) مَا زَاغَ اَ۬لْبَصَرُ وَمَا طَغ۪يٰۖ (17) لَقَدْ ر۪أ۪يٰ مِنَ اٰيَٰتِ رَبِّهِ اِ۬لْكُبْر۪يٰٓۖ (18)".

ثالثا: لقاؤه ﷺ بالأنبياء السابقين كما أخبرنا بذلك النبي ﷺ عندما قال في الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه وأخرجه البخاري ومسلم: " ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: وَمَنْ أَنْتَ: قَالَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ قَالَ: مُحَمَّدٌ، فَقِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ...فَإِذَا أَنَا بِابْنَيْ الْخَالَةِ يَحْيَى وَعِيسَى فَرَحَّبَا وَدَعَوَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ... فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَام وَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ... فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْر’’ ، وفي الخامسة هارون عليه السلام، وفي السادسة كليم الله موسى عليه السلام، أما في السابعة فيجد أبا الأنبياء إبراهيمَ عليه السلام مستندا إلى البيت المعمور.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: لقد حَامَتْ حول قصة الإسراء والمعراج شكوك كثيرة، بدءا من مشركي قريش الذين ما إن سمعوا كلام النبي ﷺ حتى أخذوا في الصفير والتصفيق والتهريج تكذيبا له واستهزاء، حتى في عصرِنا هذا، من أناس يُكَذِّبُونَ ما حصل للنبي ﷺ ويدَّعُون أن رحلة الإسراء والمعراج إنما كانت رؤيا أو كَشْفًا رآه رسول الله ﷺ بين المنام واليقظة، وليست رحلة بالجسد، ولا غَرَابَةَ في هذا التكذيب من البعض لأن الإيمان بالمعجزات والغيبيات خاصيةٌ من خاصيات المؤمنين- ، وهذا أول درس ينبغي أن نأخذه من هذه الحادثة أن المؤمنين الصادقين في إيمانهم لا يناقشون الغيبيات القطعية التي أخبرنا عنها الوحي، فالمؤمن الصادق لا يُشَكِّكُ في وجود الله ولا في وجود أنبيائه وملائكته واليوم الآخر والجنة والنار...، ولذلك ارتد بعض المسلمين عن الإسلام لما سمعوا النبي ﷺ يُحَدِّثُهُم عما جرى ليلة الإسراء والمعراج، وثَبَتَ أبو بكر وسُمِّي من حينها صِدِّيقًا، وقال رضي الله عنه ‘‘إن كان قالها فقد صدق’’.

فاللهم اجعلنا من أتباع حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم المحبين له والمصدقين لما جاء به، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفوةُ خلقه ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.

أما بعد عباد الله: إن تمام المعجزة لِتكون أمرا خَارِقًا للعادة لا يكون برؤيا أو كَشْفٍ للنبي صلى الله عليه وسلم وإنما في انتقاله الشريف جسدا وروحا من مكة إلى بيت المقدس في زمن لم تكن فيه وسائل النقل متطورة كما هو الحال في عصرنا الحالي، ثم في صعوده إلى السماوات السبع ومنها إلى سدرة المنتهى وبالتالي تسجيله كأول رائد فضاء يَنْفُذُ من أقطار السماوات والأرض، من دون صاروخٍ ولا محطة إطلاق، وإنما بقدرة من بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير، وهذه حكمة جلية من هذه المعجزة ألا وهي إظهار قدرة الله عز وجل الذي لا يعجزه شيء.

أيها الإخوة المؤمنون: من دروس الإسراء والمعراج أيضا، أنه خلال هذه الرحلة المباركة فرَضَ ربُّ العزة الصلاةَ، فشَرَّفَ هذا الركن الثاني من أركان الإسلام أن يكون تشريعه في سدرة المنتهى مباشرة من الله عز وجل، من دون واسطة جبريل عليه السلام كما هو الحال في فَرْضِ التشريعات الأخرى، وهذا يدلُّ على عِظَمِ شأن هذه العبادة، وأيضا على أنها مِعرَاجُ المؤمن إلى الله بروحه وقلبه، وأنَّ من أرادَ قضاء حوائجه فعليه بالصلاة، ومن كان قلبه مهموما ومغموما وضاقت عليه الدنيا بما رَحُبَتْ فليَلْجَأْ إلى الله بالصلاة، ففيها سينسى الإنسان همومه وأحزانه لأن روحه تصعدُ إلى السماء فيُحسُّ بقُرْبِهِ من الله وأن الله معه قريبٌ منه مجيبُ دعوته، فقط وجبَ أن نؤديها بخشوع وخضوع وإنابة إلى الله عز وجل.

فاللهم إنا نسألك الثبات على الإيمان بك وبما أنزلته على نبيك... اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى ولك الحمد على كل حال..

اللهم إنا نحمد ونشكرك أن جعلتنا من عبادك المسلمبن الموحدين، وجعلتنا من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم..
...