في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

فصل في النفاق الأصغر أمثلة على أنواع النفاق الأصغر وحكمها النفاق وأنواعه بالتفصيل 

أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم على النفاق 

الكذب في الحديث - إخلاف الوعد - خيانة الأمانة - التكاسل عن الصلاة

 شرح وحل درس النفاق الأصغر توحيد 

نرحب بكم زوارنا الاعزاء على موقع النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل المعلومات والحلول الثقافية عن اسالتكم التي تقدمونها ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول...........فصل في النفاق الأصغر أمثلة على أنواع النفاق الأصغر وحكمها النفاق وأنواعه بالتفصيل................وتكون اجابتة الصحية هي الأتي 

فصل في النفاق الأصغر

================

في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا ائتمن خان ) رواه البخاري ومسلم .

وعنه صلى الله عليه وسلم ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر وإذا ائتمن خان ) رواه البخاري ومسلم .

وهو كل ما جاء في النصوص تسميته نفاقا وهو من أعمال المنافقين ولم يبلغ حد الكفر الأكبر ـ أي ليس في أصل الدين ـ ، سواء أكان قولا أوعملا أواعتقادا .   

وضابط النفاق الأصغراختلاف السريرة والعلانية ، قال ابن رجب في جامع العلوم ص 406: وحاصل الأمر أن النفاق الأصغر كله يرجع إلى اختلاف السريرة والعلانية كما قال الحسن وليس اختلاف الدين . 

وقال وقد جزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال ... مثل إظهار مودة شخص وهو يضمر له العداوة .وقال في جامع العلوم والحكم في شرح الحديث : الثامن والأربعون في حديث ( أربع من كن فيه ) 

النفاق الأصغر : وهو نفاق العمل وهو أن يظهر الإنسان علانية صالحة ويبطن ما يخالف ذلك ، وأصول هذا النفاق يرجع إلى الخصال المذكورة في هذه الأحاديث وهي خمس ثم ذكرها . 

وقال ابن القيم في الصلاة 1/78 ونفاق العمل كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا ائتمن خان ) رواه البخاري ومسلم وفي الصحيح ايضا ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر وإذا ائتمن خان ) رواه البخاري ومسلم فهذا نفاق عمل قد يجتمع مع اصل الايمان ، ولكن إذا استحكم وكمل فقد ينسلخ صاحبه عن الإسلام بالكلية وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم فإن الإيمان ينهى المؤمن عن هذه الخلال فإذا كملت في العبد ولم يكن له ما ينهاه عن شيء منها فهذا لايكون إلا منافقا خالصا اهـ . 

وقال ابن القيم في الصلاة 1/147 ومن استقرأ علامات النفاق في السنة وجدها إما ترك فريضة أو فعل محرم .

وهو أنواع : 

أ ـ نفاق شخصي فردي في الأفراد والأشخاص .

ب ـ نفاق في الفروع ، وفي الواجبات والمستحبات والتطوعات . 

فالأول: 

روى الترمذي في سننه 5 / 19 عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال أربع من كن فيه كان منافقا وإن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر قال هذا حديث حسن صحيح حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة بهذا الإسناد نحوه ، قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وإنما معنى هذا عند أهل العلم نفاق العمل ، وإنما كان نفاق التكذيب على عهد رسول الله ، هكذا روي عن الحسن البصري شيئا من هذا أنه قال النفاق نفاقان نفاق العمل ونفاق التكذيب . 

وفي أصول السنة 1 / 56 ثلاث من كن فيه فهو منافق على التغليظ نرويها كما جاءت ولا نقيسها . 

قال الفريابي حدثنا أبو الوليد هشام بن عمار الدمشقي حدثنا أسد بن موسى أبو سعيد حدثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال ثلاث إذا كن في عبد فلا تتحرج أن تشهد عليه أنه منافق ، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان ، ومن كان إذا حدث صدق وإذا وعد أنجز وإذا ائتمن أدى فلا تتحرج أن تشهد عليه أنه مؤمن اهـ .

قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم في شرح الحديث : الثامن والأربعون : 

في حديث ( أربع من كن فيه ) والثاني النفاق الأصغر : وهو نفاق العمل وهو أن يظهر الإنسان علانية صالحة ويبطن ما يخالف ذلك ، وأصول هذا النفاق يرجع إلى الخصال المذكورة في هذه الأحاديث وهي خمس : 

أحدها : أن يحدث بحديث لم يصدق به وهو كاذب له وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت به كاذب) قال الحسن كان يقال النفاق اختلاف السر والعلانية والقول والعمل والمدخل والمخرج ، وكان يقال أس النفاق الذي بني عليه الكذب .

والثاني : إذا وعد أخلف وهو على نوعين أحدهما : أن يعد ومن نيته أن لا يوفي بوعده وهذا أشر الخلق ، ولو قال أفعل كذا إن شاء الله تعالى ومن نيته أن لا يفعل كان كذبا وخلفا قاله الأوزاعي ، الثاني : أن يعد ومن نيته أن يفي ثم يبدو له فيخلف من غير عذر له في الخلف ، وخرج أبو داود والترمذى من حديث زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا وعد الرجل ونوي أن يفي به فلم يف فلا جناح عليه ) وقال الترمذي ليس إسناده بالقوي ، وخرج الإسماعيلي وغيره من حديث سلمان أن عليا لقي أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فقال مالي أراكما ثقلين قالا حديث سمعناه من النبي صلى الله عليه وسلم ذكر خلال المنافق ( إذا وعد أخلف وإذا حدث كذب وإذا ائتمن خان فأينا ينجو من هذه الخصال ) فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال ( قد حدثتهما ولم أضعه على الوضع الذي تضعونه ولكن المنافق إذا حدث وهو يحدث نفسه أن يكذب وإذا وعد وهو يحدث نفسه أن يخلف وإذا اؤتمن وهو يحدث نفسه أن يخون ) .

وقال أبو حاتم الرازي في هذا الحديث من رواية سلمان وزيد بن أرقم الحديثان مضطربان والإسنادان مجهولان ، وقال الدراقطني الحديث مضطرب غير ثابت والله أعلم وخرجه الطبراني والإسماعيلي من حديث علي مرفوعا ( العدة دين ويل لمن وعد ثم أخلف قالها ثلاثا ) وفي إسناده جهالة ويروى من حديث ابن مسعود قال : لا يعد أحدكم صبيه ثم لا ينجز له قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العدة عطية) وفي إسناده نظر وأوله صحيح عن ابن مسعود من قوله وفي مراسيل الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( العدة هبة ) وفي سنن أبي داود عن مولي لعبد الله بن عامر بن ربيعة عن عبدالله بن عامر بن ربيعة قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صبي فخرجت لألعب فقالت أمي يا عبد الله تعالى أعطك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أردت أن تعطيه قلت أردت أن أعطيه تمرا فقال إن لم تفعلي كتبت عليك كذبة ) وفي إسناده من لا يعرف وذكر الزهري عن أبي هريرة قال ( من قال لصبي تعالى هاك تمرا ثم لا يعطيه شيئا فهي كذبة ) .

وقد اختلف العلماء في وجوب الوفاء بالوعد فمنهم من أوجبه مطلقا وذكر البخاري في صحيحه أن ابن أشوع قضي بالوعد وهو قول طائفة من أهل الظاهر وغيرهم ومنهم من أوجب الوفاء به إذا اقتضى نفعا للموعود وهو المحكي عن مالك وكثير من الفقهاء لا يوجبونه مطلقا .

تابع قراءة فصل في النفاق الأصغر على مربعات الاجابات اسفل الصفحة 

4 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
و من أعظم خصال النفاق العملي أن يعمل الإنسان عملا ويظهر أنه قصد به الخير وإنما عمله ليتوصل به إلى غرض له سيئ فيتم له ذلك ويتوصل بهذه الخديعة إلى غرضه ويفرح بمكره وخداعه وحمد الناس له على ما أظهره ويتوصل به إلى غرضه السيئ الذي أبطنه وهذا قد حكاه الله في القرآن عن المنافقين واليهود فحكي عن المنافقين أنهم ( اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسني والله يشهد إنهم لكاذبون ) وأنزل في اليهود ( لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم ) وهذه الآية نزلت في اليهود سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم وما سئلوا عنه قال ذلك ابن عباس وحديثه مخرج في الصحيحين وفيهما أيضا عن أبي سعيد أنها نزلت في رجال من المنافقين كانوا إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغزو وتخلفوا عنه فرحوا بمقعدهم خلافه فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغزو اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا .

وفي حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من غشنا فليس منا) والمكر والخديعة في النار وقد وصف الله المنافقين بالمخادعة ولقد أحسن أبو العتاهية في قوله ليس الدنيا إلا بدين وليس الدين إلا مكارم الأخلاق إنما المكر والخديعة في النا ر وهما من خصال أهل النفاق .

ولما تقرر عند الصحابة رضي الله عنهم أن النفاق هو اختلاف السر والعلانية خشي بعضهم على نفسه أن يكون إذا تغير عليه حضور قلبه ورقته وخشوعه عند سماع الذكر برجوعه إلى الدنيا والاشتغال بالأهل والأولاد والأموال أن يكون ذلك منه نفاقا كما في صحيح مسلم عن حنظلة الأسدي أنه مر به أبو بكر رضي الله عنه وهو يبكي فقال مالك قال نافق حنظلة يا أبا بكر نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار كأنهما رأي العين فإذا رجعنا عافسنا الأزواج والصبية فنسينا كثيرا قال أبو بكر فوالله إنا لكذلك فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( مالك يا حنظلة ؟ قال نافق حنظلة يا رسول الله وذكر له مثل ما قال لأبي بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تدومون على الحال التي تقومون بها من عندي لصافتحكم الملائكة في مجالسكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ) وفي مسند البزار عن أنس قال قالوا يا رسول الله إنا نكون عندك على حال فإذا فارقناك كنا على غيره قال كيف أنتم ؟ قالوا الله ربنا في السر والعلانية قال ليس ذاكم من النفاق وروى من وجه آخر عن أنس قال غدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا هلكنا قال وما ذاك ؟ قالوا النفاق قال ( ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قالوا بلى قال فليس ذاك بالنفاق ) ثم ذكر يعني حديث حنظلة كما تقدم اهـ .

قال الصنعاني في سبل السلام 4 / 187 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ، متفق عليه ، ولهما من حديث عبد الله بن عمرو وإذا خاصم فجر ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آية المنافق ـ أي علامة نفاقه ـ ثلاث إذ حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان متفق عليه ، وقد ثبت عند الشيخين من حديث عبد الله بن عمر رابعة وهي وإذا خاصم فجر .

والمنافق من يظهر الإيمان ويبطن الكفر ، وفي الحديث دليل على أن من كانت فيه خصلة من هذه كانت فيه خصلة من النفاق فإن كانت في هذه كلها فهو منافق وإن كان موقنا مصدقا بشرائع الإسلام ، وقد استشكل الحديث بأن هذه الخصال قد توجد في المؤمن بشرائع الدين ولما كان كذلك اختلف العلماء في معناه قال النووي قال المحققون والأكثرون وهو الصحيح المختار أن هذه الخصال هي خصال المنافقين فإذا اتصف بها أحد من المصدقين أشبه المنافق فيطلق عليه اسم النفاق مجازا فإن النفاق هو إظهار ما يبطن خلافه وهو موجود في صاحب هذه الخصال ويكون نفاقه في حق من حدثه ووعده وأتمنه وخاصمه وعاهده من الناس لا أنه منافق في الإسلام وهو يبطن الكفر وقيل إن هذا كان في حق المنافقين الذين كانوا في أيامه صلى الله عليه وسلم تحدثوا بإيمانهم فكذبوا وأتمنوا على رسلهم فخانوا ووعدوا في الدين بالنصر فغدروا وأخلفوا وفجروا في خصوماتهم وهذا قول سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح ورجع إليه الحسن بعد أن كان على خلافه وهو مروي عن ابن عباس وابن عمر وروياه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القاضي عياض وإليه مال كثير من الفقهاء .

وقال الخطابي عن بعضهم إنه ورد الحديث في رجل معين وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يواجههم بصريح القول فيقول فلان منافق وإنما يشير إشارة ، وحكى الخطابي معناه التحذير للمسلم أن يعتاد هذه الخصال التي يخاف عليه منها أن تفضي به إلى حقيقة النفاق وأيد هذا القول بقصة ثعلبة الذي قال فيه تعالى ( فاعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله وما وعدوه وبما كانوا يكذبون ) فإنه آل به خلف الوعد والكذب إلى الكفر فيكون الحديث للتحذير من التخلق بهذه الأخلاق التي تؤول بصاحبها إلى النفاق الحقيقي الكامل اهـ .
0 تصويتات
بواسطة
والثالث : إذا خاصم فجر ويعني بالفجور أن يخرج عن الحق عمدا حتى يصير الحق باطلا والباطل حقا وهذا مما يدعو إليه الكذب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ) وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم) وقال صلى الله عليه وسلم ( إنكم لتختصمون إلى ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض وإنما أقضي على نحو مما أسمع فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار ) وقال صلى الله عليه وسلم ( إن من البيان لسحرا) فإذا كان الرجل ذا قدرة عند الخصومة سواء كانت خصومته في الدين أو في الدنيا على أن ينتصر للباطل ويخيل للسامع أنه حق ويوهن الحق ويخرجه في صورة الباطل كان ذلك من أقبح المحرمات وأخبث خصال النفاق .

وفي سنن أبي داود عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ) وفي رواية له أيضا ( ومن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله ) .

الرابع : إذا عاهد غدر ولم يف بالعهد وقد أمر الله بالوفاء بالعهد فقال ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا ) وقال ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ) وقال ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) وفي الصحيحين عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به ) وفي رواية ( إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال ألا هذه غدرة فلان ) وخرجاه أيضا من حديث أنس بمعناه وخرج مسلم من حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لكل غادر لواء ) الحديث .

والغدر حرام في كل عهد بين المسلم وغيره ولو كان المعاهد كافرا ولهذا في حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ) خرجه البخاري وقد أمر الله تعالى في كتابه الوفاء بعهود المشركين إذا أقاموا على عهودهم ولم ينقضوا منها شيئا وأما عهود المسلمين فيما بينهم بالوفاء بها أشد ونقضها أعظم إثما ومن أعظمها نقض عهد الإمام على من تابعه ورضي به وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) فذكر منهم ( ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه ما يريد وفي له وإلا لم يف له ) ويدخل في العهود التي يجب الوفاء بها ويحرم الغدر جميع عقود المسلمين فيما بينهم إذا تراضوا عليها من المبايعات والمناكحات وغيرها من العقود اللازمة التي يجب الوفاء بها و كذلك ما يجب الوفاء به لله عز وجل مما يعاهد العبد ربه عليه من نذرا لتبرر ونحوه .
0 تصويتات
بواسطة
الخامس : الخيانة في الأمانة فإذا اؤتمن الرجل أمانة فالواجب عليه أن يردها كما قال تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ) وقال في خطبته في حجة الوداع ( من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها ) قال الله عز وجل ( يا آيها الذين أمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) فالخيانة في الأمانة من خصال النفاق وفي حديث ابن مسعود من قوله وروى مرفوعا ( القتل في سبيل الله يكفر كل ذنب إلا الأمانة يؤتي بصاحب الأمانة فيقال له أد أمانتك فيقول من أين يا رب وقد ذهبت الدنيا فيقول اذهبوا به إلى الهاوية فيهوي حتى ينتهي إلى قعرها فيجدها هناك كهيئتها فيحملها فيضعها على عنقه فيصعد بها في نار جهنم حتى إذا رأي أنه قد خرج منها زلت فهوي فيهوي هو في أثرها أبد الآبدين ) قال والأمانة في الصلاة والأمانة في الصوم والأمانة في الحديث وأشد من ذلك الودائع .

وقد روى عن محمد بن كعب القرظي أنه استنبط ما في هذا الحديث أعني حديث ( آية المنافق ثلاث ) من القرآن وقال مصداق ذلك في كتاب الله تعالى ( إذا جاءك المنافقون ـ إلى قوله ـ والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) وقال تعالى ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ـ إلى قوله ـ فأعقبهم نقاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ) وقال ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال ـ إلى قوله ـ ليعذب الله المنافقين ) وروى عن ابن مسعود نحو هذا الكلام ثم تلا قوله ( فأعقبهم نفاقا في قلوبهم ) الآية .

وحاصل الأمر أن النفاق الأصغر كله يرجع إلى اختلاف السريرة والعلانية كما قاله الحسن وقال الحسن أيضا من النفاق اختلاف القلب واللسان واختلاف السر والعلانية واختلاف الدخول والخروج وقال طائفة من السلف خشوع النفاق أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع وقد روى معنى ذلك عن عمر وروى عنه أنه قال على المنبر ( إن أخوف ما أخاف عليكم المنافق العليم قالوا كيف يكون المنافق عليما ؟ قال يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور أو قال المنكر ) وسئل حذيفة عن المنافق فقال ( الذي يصف الإيمان ولا يعمل به ) وفي صحيح البخاري عن ابن عمر أنه قيل له إنا ندخل على سلطاننا فنقول له بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عنده ؟ قال ( كنا نعد هذا نفاقا) وفي المسند عن حذيفة قال ( إنكم لتكلمون كلاما إن كنا لنعده على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم النفاق ) وفي رواية قال ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصير بها منافقا وأني لأسمعها من أحدكم في اليوم أو في المجلس عشر مرات ) قال بلال بن سعد ( المنافق يقول ما يعرف ويعمل ما ينكر) .

 ومن هنا كان الصحابة يخافون النفاق على أنفسهم وكان عمر يسأل حذيفة عن نفسه وسئل أبو رجاء العطاردي هل أدركت من أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخشون النفاق ؟ فقال نعم إني أدركت منهم بحمد الله صدرا حسنا نعم شديدا نعم شديدا وقال البخاري في صحيحه وقال ابن أبي مليكة ( أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ) ويذكر عن الحسن قال ( ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق ) انتهى وروى الحسن أنه حلف ما مضي مؤمن قط ولا بقي إلا وهو من النفاق غير آمن ، وما مضي منافق قط ولا بقي إلا وهو من النفاق آمن ، وكان يقول ( من لم يخف النفاق فهو منافق ) وسمع رجل أبا الدرداء يتعوذ من النفاق في صلاته فلما سلم قال له ما شأنك وشأن النفاق فقال ( اللهم اغفر لي ثلاثا لا تأمن البلاء والله إن الرجل ليفتن في ساعة واحدة فينقلب عن دينه) والآثار عن السلف في هذا كثيرة جدا قال سفيان الثوري ( خلاف ما بيننا وبين المرجئة ثلاث فذكر منها قال نحن نقول نفاق وهم يقولون لا نفاق ) وقال الأوزاعي : قد خاف عمر النفاق على نفسه قيل لهم إنهم يقولون إن عمر لم يخف أن يكون يومئذ منافقا حتى سأل حذيفة ولكن خاف أن يبتلي بذلك قبل أن يموت قال هذا قول أهل البدع يشير إلى أن عمر كان يخاف على النفاق على نفسه في الحال الظاهر أنه أراد أن عمر كان يخاف نفسه في الحال من النفاق الأصغر والنفاق الأصغر وسيلة إلى النفاق الأكبر كما أن المعاصي بريد الكفر وكما يخشي على من أصر على المعصية أن يسلب الإيمان عند الموت كذلك يخشي على من أصر على خصال النفاق أن يسلب الإيمان فيصير منافقا خالصا .

وسئل الإمام أحمد ما تقول فيمن لا يخاف على نفسه النفاق قال ومن يأمن على نفسه النفاق وكان الحسن يسمي من ظهرت منه أوصاف النفاق العملي منافقا وروى نحوه عن حذيفة وقال الشعبي من كذب فهو منافق وحكي محمد بن نصر المروزي هذا القول عن فرقة من أهل الحديث .

وقد سبق في أوائل الكتاب ذكر الاختلاف عن الإمام أحمد وغيره في مرتكب الكبائر هل يسمي كافرا كفرا لا ينقل عن الملة أم لا ؟ واسم الكفر أعظم من اسم النفاق ولعل هذا هو الذي أنكره عطاء على الحسن إن صح ذلك عنه . ( وقد ذكره في الحديث الثاني فقال ابن رجب : ولا يعرف في شيء من السنة الصحيحة نفى الإسلام عمن ترك شيئا من واجباته كما ينفي الإيمان عمن ترك شيئا من واجباته وإن كان قد ورد إطلاق الكفر على فعل بعض المحرمات وإطلاق النفاق أيضا وقد اختلف العلماء هل يسمى مرتكب الكبائر كافرا صغيرا أو منافقا النفاق الأصغر ولا أعلم أن أحدا منهم أجاز إطلاق نفى اسم الإسلام عنه اهـ )
0 تصويتات
بواسطة
الفرق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر .

النفاق الأكبر هو نفاق من يبطن الكفر ويظهر الإسلام ،

فمن أظهر الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وأبطن ما يناقض ذلك ، أو يناقض شيئا منه : فهذا هو المنافق النفاق الأكبر .

وهؤلاء هم المعنيون بقوله تعالى : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) النساء / 145

ومن أبرز صفاتهم الكذب والخيانة والغدر واللجاج في الخصام .

-----------------------------------------------------------

أما النفاق الأصغر – ويسمى أيضا بالنفاق العملي - فهو نفاق الأعمال ، وهو أن يظهر عملا صالحا ويبطن خلاف ذلك ، أو تختلف سريرته عن علانيته ، لكن ليس في أصول الإيمان التي مر ذكرها . ومن ذلك أن يقع في شعبة من شعب النفاق العملي ، أو يتصف بصفات المنافقين من الكذب والخيانة وخلف الوعد .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي الله عَنْهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ) , متفق عليه

----------------

فمن اتصف من أهل التوحيد بشيء من ذلك وقع في النفاق الأصغر بحسب ما فعله أو اتصف به ؛ لأنه شابه المنافقين في بعض أعمالهم ، وإن لم يكن مثلهم تماما .

------------------------------------------

النفاق الأصغر وسيلة إلى النفاق الأكبر ، كما أن المعاصي بريد الكفر ، وكما يخشي على من أصر على المعصية أن يسلب الإيمان عند الموت ؛ كذلك يخشي على من أصر على خصال النفاق أن يسلب الإيمان فيصير منافقا خالصا ، وسئل الإمام أحمد : ما تقول فيمن لا يخاف على نفسه النفاق ؟ قال : ومن يأمن على نفسه النفاق ؟ وكان الحسن يسمي من ظهرت منه أوصاف النفاق العملي منافقا ، وروى نحوه عن حذيفة "

-------------------------------------------------

ومن كان فيه شيء من النفاق الأصغر ، ومات على ذلك : فإنه لا يخلد في النار ، إنما يخلد في النار المنافق نفاقا أكبر ، إلا أن النفاق الأصغر وسيلة إلى النفاق الأكبر كما سبق ؛ ولذلك كان الصحابة والسلف رضي الله عنهم يتعوذون بالله منه .

اسئلة متعلقة

...