في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

ملخص رسالة ايها الولد المحب لأبو محمد الغزالي 

تلخيص شامل كامل رسالة ايها الولد لصاحبها ابو محمد الغزالي 

رسالة ابو محمد الغزالي بعنوان أيها الولد المحب 

تلخيص رسالة ايها الولد للامام الغزالي رحمه الله

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ ملخص رسالة ايها الولد المحب لأبو محمد الغزالي 

تلخيص شامل كامل رسالة ايها الولد لصاحبها ابو محمد الغزالي 

الإجابة هي 

المناحي التربوية والاخلاقية في رسالة ايها الولد

السلوك والاخلاق  

مدار رسالة ايها الولد

تعريف بالرسالة

جاء في مقدمة الرسالة:

«اعلم أن واحدًا من الطلبة المتقدمين لازَمَ خدمة الشيخ الإمام زين الدين حجة الإسلام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي قدس الله روحه، واشتغل بالتحصيل وقراءة العلم عليه حتى جمع من دقائق العلوم، واستكمل من فضائل النفس، ثم إنه فكَّر يوما في حال نفسه وخطر على باله فقال: إني قرأت أنواعًا من العلوم، وصرفت رَيْعَانَ عمري على تعلمها وجمعها، فالآن ينبغي أن أعلم أي نوعها ينفعني غدًا ويؤانسني في قبري، وأيها لا ينفعني حتى أتركه؛ قال رسول الله: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ».»

فكتب الغزالي رسالة «أيها الولد المحب» في جوابه.وخلاصة الرسالة أن الغزالي ينصح الناشئين ألا يطلبوا العلم لنيل أغراض الدنيا والمباهاة على الأقران بل أن يقصدوا إحياء الشريعة وتهذيب الأخلاق ويذكرهم بأن «العلم بلا عمل جنون والعمل بلا علم لا يكون»

ويبدو أن الرسالة كتبها الغزالي بالأصل بالفارسية ووردت باسم «فرزند نامه» و«نصيحت نامه»، حيث قال المرتضى الزبيدي «ومنها [أي مؤلفات الغزالي] «أيها الولد» وهي فارسية عربها بعض العلماء، وسماه بهذا الاسم المشهور»وقد طُبع المتن الفارسي باعتناء عباس الاقبال.

طبعت الرسالة مرات عديدة، ومن هذه الطبعات:

«رسالة أيها الولد» في: مجموعة الرسائل، جمعها محيي الدين صبري الكردي - مطبعة كردستان العلمية، القاهرة، 1328 هـ / 1910 م. طبعت على نفقة الشيخ فرج الله الكردي.[6]

ضمن مجموعة «الجواهر الغوالي من رسائل الإمام حجة الإسلام الغزالي» - طبعت على نفقة محيى الدين صبري الكردي، المطبعة العربية لصاحبها خير الدين الزركلي، القاهرة، الطبعة الأولى 1343 هـ.

«أيها الولد المحب! : رسالة من الفيلسوف حجة الإسلام أبي حامد محمد الغزالي (451-505 هـ، 1058-1111 م)» تحقيق عبد الله أحمد أبو زينة - دار الشروق، القاهرة، الطبعة الأولى 1975 م، والثانية 1400 هـ / 1980 م، والثالثة 1401 هـ / 1981 م، والرابعة 1403 هـ / 1983 م.

«أيها الولد» تحقيق أحمد مطلوب- وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بغداد، 1406 هـ / 1986 م.

«أيها الولد» تحقيق صباح محمد علي كاظم - مطبعة العاني، بغداد، الطبعة الأولى 1408 هـ / 1988 م.

«أيها الولد : رسالة الإمام الغزالي إلى تلميذه» تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد - مكتبة الخدمات الحديثة، جدة، الطبعة الأولى 1414 هـ / 1994 م.

«أيها الولد» تحقيق على محي الدين القرة داغي - دار الاعتصام، القاهرة، الطبعة الثانية 1405 هـ / 1985 م

تلخيص رسالة ايها الولد للامام الغزالي

يعتبر كتاب أيها الولد للإمام الغزالي بمثابة رسائل وتوصيات لأحد تلاميذه الذين لازموا خدمته وقد طلب منه نصائح من خلال بعض أسئلة أرسلها له ليرشده عن أنفع العلوم له بالدنيا والآخرة. فرد عليه الشيخ الغزالي رسالة أيها الولد في كتابه.

تضمنت افتتاحية الرسالة تذكير تلميذه بتاج التقرب من الله وحسن الإسلام وهو البعد عن كل ما لا يعني العبد ويشغله عن طاعة الله. ومما تطرق له هو أهمية التطبيق العملي للعلم الذي يدرسه الإنسان بنصيحته أن دراسة العلوم المجردة دون تطبيقها عمليا لا يجدي نفعا للمرء ولا أمته. والعلم الديني أسمى وبآثاره تزيد النعم ويبقى خير الإنسان إلى ما بعد وفاته حيث الباقيات الصالحات خير عند الله. وإضافة إلى ذلك اشتملت هذه النصيحة على اجتناب الشهوات والبعد عنها عند الأخذ بالعلم حتى يبلغ به المرء رضا الله وتحقيق غاية عظمى. وتطرق الغزالي في نصيحته إلى نية المرء من سهره الليالي في طلب العلم فإن كانت لغرض دنيوي فإن طريقها الهلاك وإن كانت في سبيل الله فطوبى للساهر. والاختلاط بالناس له نهاية والانشغال بالطاعة الإلهية هو أفضل غاية فكلنا ميتون فليفعل كل إمرء ما يرغب. و قد قال الإمام في رسالته أن للإنسان ما يرغب من كل العلوم لكن العلم الشرعي هو الذي يبقى و هو الأولى. و دعا أيضا لدعوة صريحة بها بأن علما بلا عمل لا يجدي نفعا وعملا بلا علم فهو نوع من الاتكال. والروح العالية هي المليئة بالهمة القوية، وأن يملأ الإنسان روحه عزة وحسنات إلى أن يصل لقبره خير من تركها هباء منثورا. و بها دعوة للإنسان ألا يكون كالأنعام بل أضل في هذه الدنيا الفانية بل عليه أن يسعى جاهدا ليكسب الحياة الآخرة ويتجنب عذاب النار. و مثال ذلك، قيام الليل وما له من آثار عظيمة على نفس المؤمن و روحه و بدنه وسلوكه. حيث علما وعملا في آن واحد هدفه التقرب إلى الله تعالى. و بهذا دعوة للمؤمن بأن يغتنم أفضل الأوقات التي دعا إليها الله للتوبة والعبادة والاستغفار وهي وقت السحر وعند الفجر بالتلاوة والصلاة والدعاء. فقد ذكر الغزالي مثالا على ذلك وهو وصية لقمان الحكيم الذي أخبر ابنه بألا يكون الديك أفطن منه في وقت السحر يصحو وينادي وهو نائم. و في خلاصة العلم نصحه بأن نيل العلم ليس بالسهل لكن مزجه بطاعة الرحمن أكمل وأبقى وأسعد.

وفيما يتعلق بسلوك الإنسان فقد نصح الغزالي تلميذه بأن يطابق قوله عمله فحديث المرء عنوانه عند التطبيق العملي والتصرف مع الآخرين. و قد ذكر دلائل حية من الأولين دالة على عظم ذلك الأمر بأنهم كانوا يعملون بقدر ما يسعون إليه في هذه الدنيا وما يطمحون إليه في الآخرة، فذلك أسلم وانعم للمرء وحياته. وذلك يتعلق بفائدة العلم التي يجب أن يحصل عليها المرء جراء علمه، حيث سأل البلخي حاتم الأصم عن فوائد العلم التي حصلها من خلال صحبتهم، فأجابه حاتم الآتي: أن المرء مهما صاحب من بشر على درجات إيمانهم وإحسانهم فلن ينفعوه بقدر عمله الصالح الذي سيذهب معه إلى قبره. و أن جهاد النفس بالبعد عن الهوى هو طريق الجنة بعينه. و من الفوائد أيضا أن العمل الصالح أبقى في سعي الإنسان في أرض الله. وأن العبرة التي تفضل الناس و تميزهم عن بعضهم هي التقوى كما قال تعالى: ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم”. فالتفاضل ليس بالحسب أو النسب أو القوة والجاه والعشيرة والسلطان وغيره بل هي بتقوى الله حق تقاته في كل الأمور. و من الفوائد أيضا أن حديث الناس عن بعضهم وذمهم هو حسد، و الله تعالى هو الذي يقسم النعم و الأرزاق.

و من ذلك أيضا أنه لا عدوا بالدنيا سوى الشيطان، فمعاداة الناس لبعضهم البعض تعود لهوى الشيطان. و من ذلك أيضا أن رزق الإنسان على ربه ويعتمد ذلك على طريقة سعيه في هذه الأرض، أما الفائدة الأخيرة أن التوكل على الله هو حسب الإنسان في كل شيء فترك الاعتماد على مغريات الدنيا وعواقبها خير بألف مرة من ترك التوكل على الله تعالى في كل أمور الحياة. و مما أرشده و ركز عليه الإمام في رسالته بوصايا تلزم كل طالب علم وهي أن لا يكون العلم كما هو بل كيفما يُستفاد منه، وعلى طالب العلم أن يصاحب شيخ مربّ كي يستفيد من تجربته ويرشده إلى الصواب. وقد أشار الغزالي أن صفات المرشد تختلف عن غيره بأنه معرضا عن الدنيا ومغرياتها ويمارس رياضة البدن والقول ويتحلى بمكارم الأخلاق ويهتدي بهدي النبي عليه الصلاة والسلام. وبهذا وجب على صاحب العلم أن يحترم شيخه باطنا و ظاهرا، يكون ظاهرا حينما يحترمه ويوقره ويطيع أوامره ويجتنب نواهيه ويخدمه في بعض أموره. و يكون باطنا عندما يطبق ما يظهر منه بالخفاء حتى لا يتسم بالنفاق وذلك حينما يطابق قوله الظاهر باطنه.

وتطرق الغزالي في وصيته إلى ذكر ماهية التصوف لطالب العلم وهو الاستقامة وحسن الخلق ومن ثم عرف طبيعة وماهية العبودية له وهي ترتكز على ثلاثة أمور وهي الحفاظ على شرع الله و الرضا بالقدر و رضا الله تعالى. وعن التوكل قال “ما سيحدث لك هو مصيرك المكتوب وإيمانك به توكلك”. وعن الإخلاص بأن يكون العمل خالص لوجه الله بغض النظر عن رضا الناس وذمهم، أما مدحهم فيولد الرياء واجتناب ذلك أولى. و أما عن كسب العلم أخبره أن تعمل ما تعلم هو خير لك كي تعلم الجديد. و عن أمور أخرى أوصاه بالسؤال عن المفيد والصبر على كل ما لم يحلو له أو يقيده. و أن يبذل جهده عظيما كي تسمو روحه لأن سمو الروح من سمو النتيجة التي يحصل عليها.

ثمان وصايا طلبها الإمام من تلميذه، أربعة منها يعمل وأربعة يدع، فالأربعة التي يدع هو عدم مجاراة الأحمق وجداله ، ولا تتداوى عند أسوأ الأطباء والجهلاء.

و ثاني ما يدع المرء هو أن يحذر المرء من ألا يفعل شيء يقوله كأن يكون أمام الناس واعظا ومذكرا ومن خلافهم خلاف ذلك.

و ثالث ما يدع هو البعد عن مخالطة الأمراء والسلاطين و رؤيتهم لأن ذلك آفة للدين وفتنة. و رابع ما يترك هو عدم قبول عطاء الأمراء وهداياهم حتى لو كانت حِلّا له.

أما عن الأربعة التي عليه فعلها و إتباعها فأولها أن تكون طاعة الله فوق كل شيء ورضاه فوق كل رضا. أما الثاني أن يكون العلم علما نافعا يصلح به القلب ويرتاح له الفؤاد. والثالث هو أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، أما الرابع بألا تكون الدنيا هي أكبر همه و ألا يجمع منها أكثر من كفاية سنة. و في نهاية الرسالة طلب الإمام الدعاء من تلميذه ليكون

تابع قراءة القصة في مربع الاجابات اسفل الصفحة 

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
مقتبسات من كتاب ايها الولد للامام الغزالي

جاء في كتاب: أيها الولد لأبي حامد الغزالي 450 - 505هـ

1- اعلم - أيها الولد - المحب العزيز أطال الله - تعالى - بقاءك بطاعته، وسلك بك سبيل أحبائه - أن منشور النصيحة يكتب من معدن الرسالة - عليه الصلاة والسلام -.

إن كان قد بلغك منه نصيحة فأي حاجة لك في نصيحتي؟ وإن لم تبلغك فقل لي: ماذا حصلت في هذه السنين الماضية؟!

2- أيها الولد، من جملة ما نصح به رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أمته قوله: "علامة إعراض الله - تعالى - عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه، وإن امرءاً ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لجدير أن تطول عليه حسرته، ومن جاوز الأربعين ولم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار".

وفي هذه النصيحة كفاية لأهل العلم.

3- أيها الولد، النصيحة سهل، والمشكل قبولها؛ لأنها في مذاق متبعي الهوى مرٌّ؛ إذ المناهي محبوبة في قلوبهم، على الخصوص لمن كان طالب العلم الرسمي مشتغلاً في فضل النفس ومناقب الدنيا، فإنه يحسب أن العلم المجرد له سيكون نجاته وخلاصه فيه، وأنه مستغن عن العمل، وهذا اعتقاد الفلاسفة.

سبحان الله العظيم! لا يعلم هذا القدر أنه حين حصَّل العلم إذا لم يعمل به تكون الحجة عليه آكد، كما قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه".

4- وتيقن أن العلم المجرد لا يَأْخُذُ باليد: مثاله لو كان على رجل في برية عشرة أسياف هندية مع أسلحة أخرى، وكان الرجل شجاعاً وأهل حرب، فحمل عليه أسد عظيم مهيب، فما ظنك؟ هل تدفع الأسلحة شره عنه بلا استعمالها وضربها؟

ومن المعلوم أنها لا تدفع إلا بالتحريك والضرب.

فكذا لو قرأ رجل مائة ألف مسألة علمية وتعلمها، ولم يعمل بها، لا تفيده إلا بالعمل.

ومثاله- أيضاً -: لو كان لرجل حرارة ومرض صفراوي يكون علاجه بالسكنجبين والكشكاب، فلا يحصل البرء إلا باستعمالهما.

5- كم من ليلة أحييتَها بتكرار العلم ومطالعة الكتب، وحرَّمَت على نفسك النوم، لا أعلم ما كان الباعث فيه؟ إن كانت نيتُك نيلَ عرض الدنيا، وجذبَ حطامها، وتحصيل مناصبها، والمباهاةَ على الأقرانِ والأمثالِ - فويلٌ لك ثم ويل لك.

وإن كان قصدك فيه إحياء شريعة النبي-صلى الله عليه وسلم-وتهذيب أخلاقك، وكَسْرَ النفس الأمارة بالسوء - فطوبى لك ثم طوبى لك.

ولقد صدق من قال شعراً:

سهر العيون لغير وجهك ضائع * وبكاؤهن لغير فقدك باطل

6- عش ما شئت؛ فإنك ميت، وأحبب من شئت؛ فإنك مفارقه، واعمل ما شئت؛ فإنك مجزي به.

7- أيها الولد، العلم بلا عمل جنون، والعمل بغير علم لا يكون.

واعلم أن علماً لا يبعدك اليوم عن المعاصي، ولا يحملك على الطاعة، لن يبعدك غداً عن نار جهنم، وإذا لم تعمل اليوم، ولم تدارك الأيام الماضية تقول غداً يوم القيامة: [فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً] السجدة: 12، فيقال: يا أحمق أنت من هناك تجيء.

8- لو كان العلم المجرد كافياً لك ولا تحتاج إلى عمل سواه - لكان نداء الله -تعالى- : "هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ هل من تائب؟" ضائعاً بلا فائدة.

9- أيها الولد، [وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ] أمرٌ، [وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ] شكر، [وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ] ذكر.

10- أيها الولد، روي في بعض وصايا لقمان الحكيم لابنه أنه قال: يا بني لا يكونن الديك أكيس منك، ينادي بالأسحار وأنت نائم

11- أيها الولد، خلاصة العلم: أن تَعَلَمَ أن الطاعة والعبادة ما هي؟

اعلم أن الطاعة والعبادة متابعة الشارع في الأوامر والنواهي بالقول والفعل، يعني: كل ما تقول وتفعل، وتترك قوله وفعله يكون باقتداء الشرع، كما لو صمت يوم العيد وأيام التشريق تكون عاصياً، أو صليت في ثوب مغصوب -وإن كانت صورة عبادة - تأثم.

12- أيها الولد، ينبغي لك أن يكون قولك وفعلك موافقاً للشرع؛ إذ العلم والعمل بلا اقتداء الشرع ضلالة.

وينبغي لك ألا تغتر بشطح الصوفية وطاماتهم؛ لأن سلوك هذا الطريق يكون بالمجاهدة وقطع شهوة النفس وقتل هواها بسيف الرياضة، لا بالطامات والتُرَّهات. -

13- واعلم أن اللسان المطلق، والقلب المطبق المملوء بالغفلة والشهوة - علامة الشقاوة.

14- أيها الولد إذا علمت هذا الحديث لا حاجة إلى العلم الكثير، وتأمل في حكاية أخرى وهي:

أن حاتم الأصم كان من أصحاب شقيق البلخي - رحمة الله تعالى عليهما - فسأله يوماً قال: صاحبتني منذ ثلاثين سنة ما حصَّلت فيها؟

قال: حصلت ثماني فوائد من العلم، وهي تكفيني منه؛ لأني أرجو خلاصي ونجاتي فيها.

فقال شقيق: ما هي؟

قال حاتم:
بواسطة
قال حاتم:

الفائدة الأولى:

أني نظرت إلى الخلق فرأيت لكل منهم محبوباً ومعشوقاً يحبه ويعشقه، وبعض ذلك المحبوب يصاحبه إلى مرض الموت، وبعضه يصاحبه إلى شفير القبر، ثم يرجع كله ويتركه فريداً وحيداً، ولا يدخل معه في قبره منهم أحد.

فتفكرت وقلت: أفضل محبوب المرء ما يدخل معه في قبره ويؤنسه فيه، فما وجدته غير الأعمال الصالحة، فأخذتها محبوبة لي؛ لتكون لي سراجاً في قبري، وتؤنسني فيه، ولا تتركني فريداً.



الفائدة الثانية:

أني رأيت الخلق يقتدون أهواءهم، ويبادرون إلى مرادات أنفسهم، فتأملت قوله - تعالى - :[وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)] النازعات: 40 - 41.

وتيقنت أن القرآن حق صادق، فبادرت إلى خلاف نفسي وتشمرت بمجاهدتها، وما متعتها بهواها، حتى ارتاضت بطاعة الله - تعالى - وانقادت.



الفائدة الثالثة:

أني رأيت كل واحد من الناس يسعى في جمع حطام الدنيا ثم يمسكه قابضاً يده عليه، فتأملت في قوله - تعالى - : [مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ] النحل: 96 فبذلت محصولي من الدنيا لوجه الله - تعالى - ففرقته بين المساكين ليكون ذخراً لي عند الله - تعالى -.



الفائدة الرابعة:

أني رأيت بعض الخلق يظن أن شرفه وعزه في كثرة الأقوام والعشائر؛ فاعتز بهم، وزعم آخرون أنه في ثروة الأموال وكثرة الأولاد؛ فافتخروا بها، وحسب بعضهم أن العز والشرف في غصب أموال الناس وظلمهم وسفك دمائهم، واعتقدَتْ طائفة أنه في إتلاف المال وإسرافه، وتبذيره؛.فتأملت في قوله - تعالى - : [إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ] الحجرات: 13 فاخترت التقوى، واعتقدت أن القرآن حقٌ صادق، وظنَّهم وحسبانهم كلها باطل زائل.



الفائدة الخامسة:

أني رأيت الناس يذم بعضهم بعضاً، ويغتاب بعضهم بعضاً، فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم، فتأملت في قوله -تعالى- : [نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا] الزخرف: 32 فعلمت أن القسمة كانت من الله - تعالى - في الأزل، فما حسدت أحداً، ورضيت بقسمة الله - تعالى -.



الفائدة السادسة:

إني رأيت الناس يعادي بعضهم بعضاً لغرض وسبب؛ فتأملت في قوله -تعالى-: [إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً] فاطر:6 فعلمت أنه لا يجوز عداوة أحد غير الشيطان.



الفائدة السابعة:

أني رأيت كل أحد يسعى بجد، ويجتهد بمبالغة لطلب القوت والمعاش، بحيث يقع به في شبهة وحرام، ويذل نفسه وينقص قدره؛ فتأملت في قوله - تعالى - : [وَمَامِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا] هود: 6 فعلمت أن رزقي على الله -تعالى- وقد ضمنه؛ فاشتغلت بعبادته، وقطعت طمعي عمن سواه.



الفائدة الثامنة:

أني رأيت كل واحد معتمداً على شيء مخلوق، بعضهم على الدينار والدرهم، وبعضهم على المال والملك، وبعضهم على الحرفة والصناعة، وبعضهم على مخلوق مثله، فتأملت في قوله -تعالى- : [وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً] الطلاق: 3 فتوكلت على الله - تعالى - فهو حسبي ونعم الوكيل.

فقال شقيق: وفقك الله - تعالى - إني قد نظرت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، فوجدت الكتب الأربعة تدور على هذه الفوائد الثماني، فمن عمل بها كان عاملاً بهذه الكتب الأربعة.-



15- وحسن الخلق مع الناس: ألا تحمل الناس على مراد نفسك، بل تحمل نفسك على مرادهم ما لم يخالفوا الشرع.



16- وسألتني عن الإخلاص: وهو أن تكون أعمالك كلها لله - تعالى - ولا يرتاح قلبك بمحامد الناس، ولا تبالي بمذمتهم.

واعلم أن الرياء يتولد من تعظيم الخلق.

وعلاجه أن تراهم مسخرين تحت القدرة، وتحسبهم كالجمادات في عدم قدرة إيصال الراحة والمشقة؛ لتخلص من مرئياتهم.

ومتى تحسبهم ذوي قدرة وإرادة لن يبعد عنك الرياء.اهـ

رحم الله الشيخ الغزالي وألحقه بزمرة النبيين والصدقين والشهداء والصالحين ولكل من قرأ نصيحته هذه وانتفع بعلمه والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والسلام
0 تصويتات
بواسطة
تحضير نص أيّها الولد لأبي حامد الغزالي - السنة الثانية ثانوي

.تعريف الكاتب :

هو أبوحامد ( 450 ه / 505 ه ) محمد بن محمد بن أحمد

الغزالي الطوسي النيسابوري الفقيه الصوفي الشافعي الأشعري،الملقّب

بحجّة الإسلام، مجدّد القرن الخامس الهجري، وهو أحد أعلام عصره.

من أشهركتبه: تهافت الفلاسفة، المستصفى في علم الأصول، إحياء علوم

الدّين، والمنقذ من الضلال.

تقديم النّصّ:

إنّ واحدا من الطلبة المتقدمين لازم خدمة الإمام الغزالي واشتغل بالتحصيل

وقراءة العلم حتى جمع من دقائق العلوم،واستكمل من فضائل النّفس فكتب

إلى الشيخ استفتاء ليدلّه على العلوم التي تنفعه غدا في قبره والعلوم التي

لاتنفعه. فكتب الشّيخ هذه الرّسالة إليه في جوابه.

اكتشاف معطيات النص :

* أسدى الكاتب نصائحه إلى أحد طلبته المجتهدين "

النّصائح المهمّةالتي وجهها الامام الى طالبه هي :

طلب العلم النافع المتبوع بالعمل الصالح– تقوى الله – التوكّل

على الله والإخلاص له –الابتعاد عن المعاصي - قبول النصيحة و العمل بها - كبح جماح النفس

العلم النافع في نظر الكاتب هو الذي يبعد صاحبه عن المعاصي و حطام الدنيا و ارتكاب الأخطاء

مناقشة المعطيات :

ان علاقة العلم و العمل علاقة تكاملية ترابطية اذ ان العلم لايكون نافعا الا اذا تبع بالعمل فاذا كسب المرء علما و لم يستخدمه فلا يفيده هذا بالطبع و انما اذا طلبه و عمل به في حياته ...يعتبر نافعا

الكتاب الذي تضمن الصراع بين الامام و القلاسفة هو كتاب : = تهافت الفلاسفة =

استمد الكاتب نصائحه من القرآن الكريم و من السنة النبوية

استثمار المعطيات :

* من الأمثلة التي تدلّ على ذلك قوله: " ...لا تكون مستعدّاً لرحمة الله

تعالى إلاّ بالعمل...وإنْ كان قصدك إحياء شريعة النّبيّ وتهذيب أخلاقك

وكسرالنّفس الأمّارة بالسّوء فطوبى لك ثمّ طوبى لك...وإذا لم تعمل

اليوم، تقول غداً يوم القيامة: فارجعنا نعمل صالحاً، فيقال: يا أحمق أنت

من هناك تجيء..."

* وهي حجج قويّة التّأثير لأنّ الإمام اعتمد على مخاطبة العقل والقلب

في آن واحد وباستعمال أسلوبيْ الترغيب والتّرهيب، وهو في كلّ ذلك

يغترف من معدن الرّسالة المحمّديّة كما جاء فبي بداية حديثه

اسئلة متعلقة

...