خطبة الجمعة الثانية 16 من ربيع الأول بعنوان النبي صلى الله عليه وسلم معلما ومربيا مكتوبة مع الدعاء خطبة المنبر
خطبة الجمعة القادمة 16 ربيع اول تعبر عن معلمنا ومربيا سيدنا محمد اللهم صل وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
ثَانِيًا : النَّبِيِّ ﷺ مربياً ومعلماً ( مَوَاقِف تَرْبَوِيَّة )
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ، وَجَعَلَ فِيهَا كِتَابِه خَيْرٌ مِنْهَاج ونبراس ، وَبَذَرَ فِيهَا بُذور الْخَيْر ففاح شذاً وَطَاب غِرَاس ، اصطفاها مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأُمَمِ ، وَأَفَاض عَلَيْهَا مَا شَاءَ مِنْ النِّعَمِ ، وَدَفَع عَنْهَا كُلُّ شَرٍّ وَبَأْس
خطبة الجمعة بعنوان //محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم معلما ومربيا //
خطبة الجمعة 16ربيع الأول 1443هـ 22/ 10/ 2021م
النَّبِيّ ﷺ مُعَلِّمًا ومربياً
اقْرَأْ فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ
أَوَّلًا : لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
ثَانِيًا : النَّبِيِّ ﷺ مربياً ومعلماً ( مَوَاقِف تَرْبَوِيَّة )
الْخُطْبَة الْأَوَّلِيّ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ، وَجَعَلَ فِيهَا كِتَابِه خَيْرٌ مِنْهَاج ونبراس ، وَبَذَرَ فِيهَا بُذور الْخَيْر ففاح شذاً وَطَاب غِرَاس ، اصطفاها مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأُمَمِ ، وَأَفَاض عَلَيْهَا مَا شَاءَ مِنْ النِّعَمِ ، وَدَفَع عَنْهَا كُلُّ شَرٍّ وَبَأْس
وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ خَلَقَ خَلْقَهُ أَلْوَانًا وَأَجْنَاسٌ سُبْحَانَه عَفُوٌّ غَفُورٌ غَافِرا لِذِلَّة النَّاس
وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ كَانَ لظلامنا ضياءا بِإِذْنِ اللَّهِ رَبُّ النَّاسِ ، وَكَان لأبصارنا جَلَاء ، وَجَاءَنَا عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنْ الرُّسُلِ ، وَانْطِمَاس فَجَلَّى الْمُبْهَمَات ، وَكَشَف الْغَيَاهِب والظلمات ، بِأَمْرِ اللَّهِ مِلْك النَّاسِ وَجَاءَ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ بِكِتَاب مُعْجِزٌ الْآيَات ، وَاضِحٌ الْبَيِّنَات ، فَانْهَدَم بُنْيَان الْوَثَنِيَّة ، وَارْتَفَع لِوَاءٌ الْحَنِيفِيَّة بِقُدْرَةِ اللَّهِ إلَهٌ النَّاسِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الْفُقَهَاء الْعُلَمَاء الْأَكْيَاس ، وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى نهجهم وَاتَّبَع دَرْبِهِم مَا تَرَدَّدْتُ فِي الصُّدُورِ الْأَنْفَاس .
قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
أَغَرُّ عَلَيْهِ مِنْ النُّبُوَّةِ خاتم……من اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ وَيَشْهَدُ
وَضَمَّ الْإِلَهُ اسْمَ النَّبِيِّ إلَى اسمه……إذا قَالَ فِي الْخَمْسِ الْمُؤَذِّنُ أَشْهَدُ
وَشَقَّ لَهُ مِنْ اسْمِهِ ليجله……فذو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدٌ
أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ
النَّبِيّ ﷺ مُعَلِّمًا ومربيا
اعْلَمُوا عِبَادِ اللَّهِ أَنْ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ أَكْمَلَ النَّاسِ خِلَالًا ، وَأَفْضَلُهُم حَالًا ، وأفصحهم مَقَالًا ، وَقَدْ امْتَنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا بِبِعْثَتِه فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوف رَحِيمٌ [التوبة : 128] . وَزَكَاة اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَإِنَّك لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم : 4] .
ثُمَّ أُمِرْنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ ، وَالِاهْتِدَاء بِهَدِيَّة ، وَالتَّخَلُّقُ بِأَخْلَاقِهِ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِر وَذَكَرَ اللَّه كَثِيرًا [الأحزاب : 21] .
نَعَمْ أَنَّهُ رَجُلٌ السَّاعَة ، نَبِىّ الْمَلْحَمَة ، نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَاحِبُ اللِّوَاءِ الْمَعْقُودَ وَالْحَوْضَ الْمَوْرُود وَالْمَقَامَ الْمَحْمُودَ قَال تَعَالَي : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا [الإسراء-79
سيدى يَا رَسُولَ اللَّهِ
الْحَقّ أَنْت وَأَنْت إشْرَاقٌ الْهُدَى وَلَك الْكِتَاب الخَالِد الصَّفَحات
مَنْ يَقْصِدُ الدُّنْيَا بِغَيْرِك يُلْقِهَا تِيها مِنْ الْأَهْوَالِ والظلمات
لَو شرّق الْقَوْم الْكِبَار وَغَرِّبُوا فَإِلَيْك حَتْمًا مُنْتَهَى الْخُطُوَات
لَو أَحْسَنُوا فَهُم السَّلَام لأسلموا مَا غَيَّرَ دِينِك سُلما لِنَجَاة
أَوَّلًا : رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قُدْوَةً فِي شَتَّى مجالات الْحَيَاة
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَجِيبَةُ مِنِ عَجَائِبِ الْكَوْن ، وَآيَة مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، وَمُعْجِزَة مِنْ مُعْجِزَاتِ اللَّهُ فِي هَذِهِ الْأَرْضَ فَهُوَ رَسُول يَتَلَقَّى الْوَحْيُ مِنْ السَّمَاءِ لِيَرْبِط الْأَرْض بِالسَّمَاء بِأَعْظَم رِبَاط وَأَشْرَف صِلَة ، وَهُوَ رَجُلٌ سِيَاسَة ، يُقِيم لِلْإِسْلَام دَوْلَة مِنْ فُتَاتِ مُتَناثِر ، وَسَط صَحْرَاء تَمَوُّج بِالْكُفْر موجاً ، فَإِذَا هِيَ بِنَاءٌ شَامِخ لَا يطاوله بِنَاءً فِي فَتْرَةِ لَا تُسَاوِي فِي حِسَابِ الزَّمَن شيئاً عَلَى الْإِطْلَاقِ ، وَهُوَ رَجُلٌ حَرِبٌ يَضَع الْخُطَط ويقود الْجُيُوش بِنَفْسِه ، بَلْ إذَا حُمِيَ الوَطِيْسُ وَاشْتَدَّت الْمَعَارِك وَفَرّ الْإِبْطَال والشجعان ، وَقَفَ عَلَى ظَهْرِ دَابَّتِهِ لِيُنَادِي عَلَى الْجَمْعِ بِأَعْلَى صَوْتِهِ وَيَقُول : (أنا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ المطلب)
وَهُوَ رَبُّ أَسَرَه كَبِيرَة تَحْتَاجُ إلَى كَثِيرٍ مِنْ النَّفَقَاتِ مِنْ نَفَقَاتِ الْوَقْت وَالْفِكْر وَالتُّرْبِيَّة وَالشُّعُور ، فضلاً عَن النَّفَقَات الْمَادِّيَّة ، فَيَقُوم النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الدَّوْر عَلِيّ أَعْلَى وَأَثِم وَجْه شَهِدْتُه الْأَرْض وَعَرَفَة التَّارِيخ .
عَن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تُحَلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً
لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
فَهُوَ ﷺ رَجُلٌ إِنْسانِيٌّ مِنْ طِرازٍ فَرِيد كَأَنَّهُ مَا خَلَقَ فِي الْأَرْضِ إلَّا لِيَمْسَح دُمُوع البائِسين ، وليضمد جِرَاحٌ المجروحين ، وَلْيَذْهَب الْأُمّ البائِسين الْمُتَأَلِّمِين .
وَهُوَ رَجُلٌ عُبَادَة قَامَ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ ، فَلَمّا قِيلَ لَهُ : أَوَلَم يَغْفِرُ اللَّهُ لَك مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ قَال قولته الْجَمِيلَة : (أفلا أَكُون عبداً شكوراً) .
هُوَ رَجُلٌ دَعْوَة أَخَذَت عَرَقُه وَوَقْتُه وَفِكْرُه وَرُوحِه ، قَالَ لَهُ رَبُّهُ : { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ } [المدثر : 1 - 2] ، فَقَام وَلَمْ يَذُقْ طَعْمَ الرَّاحَة حَتَّى لَقِيَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا ، فَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَا تَعَلَّقَتْ بِهِ قُلُوبَ أَصْحَابُهُ إِلا لِأَنَّهُ قُدْوَة ، مَا أَمَرَهُمْ بِأَمْرٍ إلّا وَكَانَ أَوّلَ الْمَنْفَذَيْن لَه ، وَمَا نَهَاهُمْ عَنْ نَهْيٌ إلَّا وَكَانَ أَوّلَ المنتهين عَنْه ، وَمَا حَدُّ لَهُمْ حداً إلَّا وَكَانَ أَوّلَ الوقافين عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ .
يَقُولُ رَبَّنَا جَلَّ وَعَلَا فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ ( لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) [سورة الْأَحْزَاب (33) : آيَة 21]
يَقُول الْعَلَّامَةُ بْن كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ
( هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ أَصْلٌ كَبِيرٌ فِي التَّأَسِّي بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَحْوَالِهِ ؛ وَلِهَذَا أُمِرَ النَّاسُ بِالتَّأَسِّي بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ ، فِي صَبْرِهِ وَمُصَابَرَتِهِ وَمُرَابَطَتِهِ وَمُجَاهَدَتِهِ وَانْتِظَارِهِ الْفَرَجَ مِنْ رَبِّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ دَائِمًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى لِلَّذِينِ تَقَلَّقُوا وَتَضْجَّرُوا وَتَزَلْزَلُوا وَاضْطَرَبُوا فِي أَمْرِهِمْ يَوْمَ الْأَحْزَابِ : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } أَيْ : هَلَّا اقْتَدَيْتُمْ بِهِ وَتَأَسَّيْتُمْ بِشَمَائِلِهِ ؟ وَلِهَذَا قَالَ : { لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } فَاقْتَدُوا بِنَبِيِّكُم فِي جَمِيعِ عباداتكم وَمُعَامَلَاتِكُم
(أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) أَىّ سنّة صَالَحَه ، تَنْصُرُوه وتؤازروه
كُلّ حَيَاتِه دُرُوس وَتَعْلِيم وَكُلُّهَا جِهَاد وَتَنْظيم أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِطَاعَتِهِ وَالتَّأَسِّي بِأَخْلَاقِه وَسِيرَتِه فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ وَفِي كُلِّ الْأَحْوَالِ
وَيَقُولُ الْإِمَامُ الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ " أُسْوَةٌ" الْأُسْوَةُ الْقُدْوَةُ . وَالْأُسْوَة مَا يُتَأَسَّى بِهِ، أَيْ يُتَعَزَّى بِهِ. فَيُقْتَدَى بِهِ فِي جَمِيعِ أَفْعَالِهِ وَيُتَعَزَّى بِهِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ، فَلَقَدْ شُجَّ وَجْهُهُ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ،وَقُتِلَ عَمُّهُ حَمْزَةُ، وَجَاعَ بَطْنُهُ، وَلَمْ يُلْفَ إِلَّا صَابِرًا مُحْتَسِبًا، وَشَاكِرًا رَاضِيًا.
وَقَالَ ﷺ لَمَّا شُجَّ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يعلمون)
فالتاسي بِهِ فِي الْخَيْرِ وَالْعِبَادَة قَوْلًا وَفِعْلًا وَلِذَا عَنْ عَطَاءٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رجلًا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ نَفْسِي . فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ » فَأَمَرَه بكبش) الدُّرِّ الْمَنْثُورِ فِي التَّفْسِيرِ بِالْمَأْثُور
فَالْأُسْوَة الْحَسَنَة اتِّبَاع كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَسنة رَسُوله ﷺ وَسنَن خُلَفَائِه الرَّاشِدين الْمَهْدِيِّين الَّذين قَضَوْا بِالْحَقِّ وَبِه يعدلُونَ
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَلَا يَكُونُ الرَّجُلُ مِنْ اتِّبَاعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حقاً حَتَّى يَدْعُوَ إلَى مَا دَعَا إلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى بَصِيرَةٍ .
السَّعَادَةِ وَالْفَلَاحِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ هِي بِالْإِيمَان وَالتَّقْوَى ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَنَالُهَا الْإِنْسَانِ فِي حَيَاتِهِ إلَّا بِاقْتِدَائِه بالأسوة الْحَسَنَة مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ ، وَعَدَم الِاقْتِدَاء بشخصية أَحَدٌ سِوَاهُ
وَلِلَّهِ دَرُّ شَوْقِي حِينَمَا قَال
يَا مَنْ لَهُ الْأَخْلَاق مَا تَهْوَى الْعُلَا مِنْهَا ومايتعشق الْكُبَرَاء
زانتك فِي الْخَلْقِ الْعَظِيم شَمَائِل يغرى بِهِنّ ويولع الْكُرَمَاء
فَإِذَا سخوت بَلَغَت بِالْجُود الْمَدَى وَفَعَلَتْ مَا لَا تَفْعَلْ الْأَنْوَاء
وَإِذَا عَفَوْت فقادرا ومقدرا لَا يَسْتَهين بِعَفْوِك الْجُهَلَاء
وَإِذَا رَحِمْت فَأَنْت أُمٍّ أَوْ أَبٍ هَذَانِ فِي الدُّنْيَا هُمَا الرُّحَمَاء
وَإِذَا خَطَبْت فللمنابر هَزَّه تعرو النَّدَى وللقلوب بُكَاء
وَإِذَا أَخَذْتُ الْعَهْدِ أَوْ أَعْطَيْته فَجَمِيع عَهْدُك ذِمَّة وَوَفَاء
يَأْمَن لَهُ عَزَّ الشَّفَاعَة وَحْدَهُ وَهُوَ الْمُنَزَّه مَالِه شُفَعَاء
تَعَالي أَيُّهَا الْأَخُ الْحَبِيب لنقرب وَعْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالِاتِّبَاع وَالِاقْتِدَاء وَالتَّمَسُّك بِشَرْع اللَّهُ تَعَالَى الَّذِي جَاءَ بِهِ لِنَتَذَكَّر فِى يَوْم مَوْلِدُه سُنَنِه وَأَقْوَالِه وَتَوْجِيهَاتِه
تابع قرأة باقي الخطبة الأولى والخطبة الثانية على مربع الاجابة اسفل الصفحة