جميع مواضع جواز الابتداء بالنكرة في اللغة العربية قواعد النحو والاعرب
ملخص جميع مواضع جواز الابتداء بالنكرة في اللغة العربية قواعد النحو والاعرب
مـسـوغـات الابـــــتـداء بالنـــــكـــرة
يمكن حصر مواضع جواز الابتداء بالنكرة المخصصة أو المحددة أو الشاملة فى المواضع الآتية :
الأول : أن تكون النكرة وصفا :
أي : إذا كانت النكرة صفة مشتقة فإنه يجوز الابتداء بها ؛ لأن الصفة المشتقة تدلّ على الصفة وصاحبها ، من ذلك قولهم : ضعيف عاذ بقرملة ، أى : حيوان ضعيف. (ضعيف) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية (عاذ) فى محل رفع ، خبر المبتدإ.
ومنه أن تقول : فاهم أجاب عن السؤال. أى : طالب فاهم ، وذو علم أتانا ، أى : رجل ذو علم ، حيث (ذو) فيها معنى الصفة المشتقة ؛ لأنها بمعنى : (صاحب).
الثاني : أن تكون النكرة عاملة فيما بعدها :
إذا كانت النكرة عاملة فيما بعدها بالرفع أو النصب أو الجرّ فإنه يجوز الابتداء بها.
وهذه يمكن أن تلحق بما قبلها ، حيث تتضمن الصفة المشتقة والمصدر والمضاف.
أما الصفة المشتقة فهى جائزة الابتداء بها إذا كانت نكرة مطلقا ، هذا من جانب ، ومن وجه آخر فإن الصفة المشتقة تعمل بعد نفى واستفهام ، وهما مسوغان للابتداء بالنكرة.
أما المصدر فإنه بإعماله فيما بعده يفيد معنى التخصيص ، حيث التعلق به.
وأما الإضافة فقد اتضح ما فيها من تخصيص.
ومن ذلك :
ـ أفاهم الطالبان؟
ـ أكاتب الدرس حاضر؟
ـ أمر بمعروف صدقة.
ـ غلام امرأة جاءنى.
ـ خمس صلوات كتبهنّ الله.
(فاهم) : اسم فاعل عامل فيما بعده بالرفع ، حيث (الطالبان) فاعل له ، و (فاهم) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو نكرة ، و (الطالبان) : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الألف ، وهو سادّ مسدّ الخبر.
(كاتب) اسم فاعل عامل فيما بعده بالنصب ، وهو مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وتلحظ أنه نكرة ، خبره (حاضر).
(أمر) مصدر نكرة ، وهو مبتدأ ، وجاز الابتداء بالنكرة فى هذا الموضع لأنها عاملة فيما بعده ، حيث تتعلق شبه الجملة (بمعروف) بالمصدر (أمر).
أما (غلام) فإنها نكرة عاملة فيما بعدها بالجرّ على الإضافة ، وكذلك (خمس) مبتدأ ، وهو نكرة عاملة فيما بعدها بالجر.
ومنه قولك : رغبة فى الخير خير ، ما مفهوم القولان. أحاضر المسؤولان؟
الثالث : أن تكون النكرة موصوفة بظاهر :
حيث الصفة للنكرة تقربها من المعرفة لأنها تخصصها ، ومثال ذلك : (وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) [الأنعام : ٢] (أجل) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، و (مسمى) نعت لأجل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وشبه جملة (عنده) فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو متعلقة بخبر محذوف.
ومنه : (وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ) [البقرة : ٢٢١] (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) [البقرة : ٢٢١].
لاعب يدقق في تمريراته سيشترك فى هذه المباراة.
مواطن يخلص فى عمله كلّفناه بهذا العمل الجاد.
كلّ من (أمة ، وعبد ، ولاعب ، ومواطن) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وكل منها نكرة موصوفة بالصفات : (مؤمنة ، مؤمن ، الجملة الفعلية : يدقق ، الجملة الفعلية : يخلص). أما الأخبار فهى على الترتيب : (خير ، خير ، الجملة الفعلية : سيشترك ، الجملة الفعلية : كلفناه).
الرابع : أن تكون النكرة موصوفة بمقدر :
أى : تكون النكرة موصوفة بصفة غير مذكورة تقدر طبقا للسياق وواقع الحال.
ويمثل لذلك بالقول : السمن منوان بدرهم ، أى : منوان منه ، فيكون منوان مبتدأ مرفوعا ، وعلامة رفعه الألف ؛ لأنه مثنى ، وهو نكرة وجاز الابتداء بالنكرة فى هذا الموضع لتقدير صفة محذوفة ، هى شبه الجملة المقدرة : منه.
ومنه أن تقول فى سياق حال : ورجل أقبل إلينا ، والتقدير : رجل آخر ، أو : مقصود ، أو : غير ذلك من الصفات.
الخامس : أن تكون النكرة مضافة :
حيث الإضافة تقرب النكرة من المعرفة ؛ لأنها تخصصها ، فيجوز الابتداء بها ـ حينئذ ـ ومنه أن تقول : أخو صديق زارنى ، (أخو) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف و (صديق) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. والخبر هو الجملة الفعلية (زارنى).
ومنه قولك : كتاب مادة وجدته ، باب حجرة مفتوح.
ومنه كذلك : غيرك يفعل ذلك. ومثلك محبوب من الجميع ، حيث لا تتعرف (غير ومثل) بالإضافة إلى المعرفة ؛ لأنهما مستغرقتان فى الإبهام ، ولكنهما حال
إضافتهما إليها تكونان مخصصتين. وكل منهما مبتدأ ، وخبرهما على الترتيب : الجملة الفعلية (يفعل) ، والاسم المرفوع (محبوب).
ومنه قوله ـ تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران : ١٨٥].
ومما أضيف إلى النكرة ويسوغ الابتداء به ما يضاف إلى الأسماء النكرة ذات الدلالات الخاصة ، من مثل معانى الكثرة والقلة والضعف والقوة والذلة والخسة والعظمة ... إلخ ، فتقول : أقوى رجل موجود ، أعظم عالم محاضر اليوم ، أذلّ مواطن لصّ ..... حيث كلّ من (أقوى ، وأعظم ، وأذل) مبتدأ ، وهو نكرة مضافة إلى نكرة بعدها.
السادس : أن تكون النكرة مصغرة :
الاسم المصغر إنما هو اسم وصفة محددة ، هى (صغير) ، فهو موصوف بمقدر ثابت اللفظ والمعنى ؛ لذا فإن الاسم المصغر النكرة يكون مخصصا من قبيل الاسم الموصوف. ذلك نحو : رجيل جاءنى ، أى : رجل صغير ، فيكون (رجيل) مبتدأ مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو نكرة ، خبره الجملة الفعلية (جاءنى).
وتقول : كتيّب قرأته ، وطفيل عطفت عليه ، ودريس ذاكرته ، وقطيط رأيته.
كلّ من النكرات المصغرة : (كتيب ، طفيل ، دريس ، قطيط) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
السابع : أن تدلّ النكرة على محدّد :
المحدد فيه معنى التخصيص : إما بتحديده ، وإما بتقدير صفة ، فإذا قلت : طابق بمائة جنيه ، وطابقان بمائتين ، فإن كلّا من النكرتين : (طابق وطابقان) مبتدأ مرفوع ، علامة رفع أولهما الضمة ، وعلامة رفع ثانيهما الألف ، وتلمس فيهما معنى التخصيص ، فالتقدير : طابق واحد ، وطابقان اثنان.
الثامن : أن يكون فى النكرة معنى الحصر :
يمثل النحاة لذلك بقولهم : شىء ما جاء بك ، حيث (شىء) نكرة مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وتقديرهم : ما جاء بك إلا شىء ، والحصر إنما هو تخصيص لأنه قصر. لكن النكرة فى مثل هذا التركيب تلمس فيها صفة مقدرة تقربها من المعرفة ، حيث التقدير : شىء مهم ، أو ملحّ ، أو غير ذلك.
وتقول : متفرج حضر. (متفرج) النكرة مبتدأ مرفوع ، والتقدير : ما حضر إلا متفرج ، ويمكن أن تقدر : متفرج واحد ، أو : مهتم ...
ومنه قولهم : شرّ أهرّ ذا ناب ، حيث المعنى : ما أهرّ ذا ناب إلا شرّ .
التاسع : أن تدلّ النكرة على تنويع وتفصيل :
مثل ذلك القول : يوم لنا ويوم علينا. حيث تجد معنى التنويع والتفصيل فى القول ، حيث هما يومان ، وفصّلا أو نوّعا ، و (يوم) فى الموضعين نكرة مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. خبر الأول شبه جملة (لنا) ، وخبر الثانى شبه جملة (علينا) ، أو ما يتعلق به شبه الجملة.
ويمكن لك أن تلتمس النعت التقديرىّ فى المعنى كأن يكون : يوم من الأيام ، أو يوم جميل أو سعيد ، ويوم مشئوم أو حزين. ، كما أن فى التفصيل والتنويع تخصيصا.
ومنه أن تقول : واحد يخصّنا ، وآخر يخصّهم ، سؤال لنا ، وسؤال للفريق الآخر.
ومنه قولهم : (شهر ثرى ، وشهر ترى ، وشهر مرعى) .
ومنه قول النمر بن تولب العكلى :
فيوم علينا ويوم لنا ** ويوم نساء ويوم نسرّ
وفيه (يوم) فى المواضع الأربعة مبتدأ ، وهو نكرة تدل على تنويع وتفصيل ، والخبر على الترتيب شبها الجملة (علينا ، لنا).
والجملتان الفعليتان (نساء ، نسر) ، والتقدير : نساء فيه ، نسر فيه.
وقول امرئ القيس :
فأقبلت زحفا على الركبتي ** ن فثوب لبست وثوب أجرّ
وفيه (ثوب) نكرة دلت على التفصيل والتنويع ، فجاز أن تكون مبتدأ ، خبره فى الموضعين الجملتان الفعليتان (لبست ، وأجر) ، والتقدير : لبسته وأجره.
ومنه قول الأعشى :
يداك يدا مجد فكفّ مفيدة ** وكفّ إذا ما ضنّ بالمال تنفق
(كف) فى موضعيها مبتدأ ، وهى نكرة ، وجاز الابتداء بها لأنها تفصيل بعد تعميم موجود فى قوله : (يداك يدا مجد) ، والخبران على الترتيب : (مفيدة) ، والتركيب الشرطى (إذا ما ضن بالمال تنفق).