في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

شرح وتحليل نص وجدتها للشاعرة فدوى طوقان

تحليل نص وجدتها للشاعرة فدوى طوقان

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ شرح وتحليل نص وجدتها للشاعرة فدوى طوقان

الإجابة هي 

شاهد أيضاً :- من هنا من هي فدوى طوقان ويكيبيديا معلومات عن فدوى طوقان

تحليل نص وجدتها للشاعرة فدوى طوقان

ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﺗﺒﺴﻂ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﺴﻄﺎً ﺃﻓﻘﻴًﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ

ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﺔ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ ﺍﻟﺒﻜﺮ، ﺍﻟﻤﺨﻀﻮﺿﺮﺓ، ﺍﻟﻨﺪﻳﺔ،

ﺍﻟﻤﺰﻫﺮﺓ، ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺠﻞّ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩﺓ : ﻣﻦ ﺷﻤﺲ ﺩﺍﻓﺌﺔ، ﻭﺭﺑﻴﻊ

ﺳﺨﻲّ، ﻭﺃﺷﻌّﺔ ﻣﺘﺄﻟﻘﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻨﺨﻴﻞ، ﻭﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻤُﻌﺸﺒﺔ، ﻭﺍﻟﻄﻘﺲ

ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻌﺚ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐّ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻻﻏﺘﺒﺎﻁ :

ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺻﺤﻮ ﺟﻤﻴﻞ

ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺿﻴﺎﻉ ﻃﻮﻳﻞ

ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻣﺨﻀﻮﺿﺮﺓ

ﻧﺪﻳﺎﻧﺔ ﻣﺰﻫﺮﺓ

ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ

ﺗﻨﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻤﻌﺸﺒﺔ

ﺑﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﺔ

ﻭﻛﺎﻥ ﻧﻴﺴﺎﻥُ ﺍﻟﺴﺨﻲُُّ ﺍﻟﻤـَﺮﻳﻊ

ﻭﺍﻟﺤﺐّ ﻭﺍﻟﺪﻑﺀُ ﻭﺷﻤْﺲُ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊْ ‏( 2 ‏)

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊُ ﻳﻤﺜﻞ ﺑﻨﻴﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﺒﻖ، ﻭﺛﻤّﺔ

ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻠﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﻭﺣﺪﺓ ﺷﺒﻪ

ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻣﻨﺴﺠﻤﺔ . ﻓﺘﻜﺮﺍﺭُ ﻛﻠﻤﺔ " ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ " ﻭﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﻫﺬﺍ

ﺍﻟﺸﻲﺀ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﻠـﻰ ﻭﺟﻮﺩﻩ، ﻭﻇﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺑﺤﺚ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻃﻮﻳﻠﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﻭﺻﻒٌ

ﻳﺘﻜﺮﺭ ﻓﻲ ﺻﻮﺭ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﺠﺪﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، ﻓﻬﻮ ﺗﺮﺑﺔ

ﻣﺨﻀﺮﺓ، ﻣﺰﻫﺮﺓ، ﻧﺪﻳﺔ، ﻣﻐﻄﺎﺓ ﺑﺎﻟﻌﺸﺐ، ﻭﺍﻟﺨﺼﺐ، ﻭﺷﻤْﺲ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ . ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ

ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻭﻟﺸﻬﺮ ﻧﻴﺴﺎﻥ، ﺑﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﺒﺮْﻋُﻢ ﻭﺗﻔﺘﺢ،

ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ، ﻭﺍﻟﻨﺨﻴﻞ، ﻭﺍﻟﺰﻫﺮ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭًﺍ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺎً، ﺑﻞ

ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻪ ﺭﺳﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﺭﻗﻌﺔ ﺭﻗﺶ ﻋﺮﺑﻲّ، ﻟﻜﻨﻬﺎ

ﺭﻗﻌﺔ ﺗﻤﻮﺝ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﺩ .

ﻭﻳﻌﺪّ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭُ ﺍﻟﻤﻌﺠﻤﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺒﺪﻉ ﺍﻟﻨﺺ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ

ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ، ﻭﺍﻻﺗﺴﺎﻕ ﺍﻟﺪﻻﻟﻲ، ﺑﻴﻦ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻨﺺ، ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﻟﻔﺪﻭﻯ ﻃﻮﻗﺎﻥ ﻫﺪﻓًﺎ

ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ، ﻭﻫﻮ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝُ ﺍﻟﺴﻠﺲُ ﻣﻦ ﻭﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ

ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ . ﻓﻜﻠﻤﺔ " ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ " ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ

ﺍﻗﺘﺮﻧﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ " ﺑﻌﺪ ﺿﻴﺎﻉ، ﺑﻌﺪ ﺑﺤﺚ ﻃﻮﻳﻞ" ﺳﺎﻋﺪﺕ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ

ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻓﻮﻓﻘﺎً ﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻦ

ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﻳﺘﺬﻛﺮُ ﺍﻟﻤُﺘﻠﻘـﻲ ﺻﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻭﻳﺘﻮﻗـّﻊ ﺃﻥْ

ﺗﻘﻔﻮﻩ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﺑﺬﻛﺮ ﺗﻔﺼﻴﻼﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﻛﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺜﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ

ﺑﻌﺪ ﺯﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ . ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥْ ﻛﺎﻥ ﺷﺒﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﺔ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﺻﺎﺭ ﺷﺒﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﺼﻦ

ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ " ﻏﺼﻨًﺎ ﻃﺮﻳًﺎ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻻﺧﻀﺮﺍﺭ " ‏( 3 ‏) ﻭﺍﻻﺧﻀﺮﺍﺭُ ﻫﻨﺎ ﻟﻔﻆ ﺗﺘﺤﺮﻙ

ﺩﻻﻻﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻫﻴﻦ، ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺨﻀﻮﺿﺮﺓ،

ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑﺘﺪﺭّﺟﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻵﺧﺮ، ﺗﺒﻌًﺎ ﻻﻃـّﺮﺍﺩ ﺍﻟﻮﺻﻒ

ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﻧﻀﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺼﻦ، ﻭﺧﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮّﺓ، ﻭﻟﻴﻮﻧﺘﻪ، ﻭﺑﺮﻳﻖ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ

ﺍﻟﻤﺸﻌﺸﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﻟﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺪﻯ :

ﺗﺄﻭﻱ ﻟﻪ ﺍﻷﻃﻴﺎﺭ

ﻓﻴﺤﺘﻮﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻩ ﺍﻟﻈﻠﻴﻞ ‏(4 ‏)

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺼﻦُ، ﺇﺫًﺍ، ﻣﻼﺫ ﻟﻠﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﻬﺎﺭﺑﺔ، ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﻗﺎﺳﻴﺔ، ﻗﺪ ﺗﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﺃﻭ

ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺪّﻡ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺄﻭﻯ، ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ، ﻭﻻ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺮﺕ ﺑﻪ ﻋﺎﺻﻔﺔ

ﻣﺠﻠﺠﻠﺔ، ﺃﻭ ﺯﻭﺑﻌﺔ، ﺃﻭ ﺭﻳﺎﺡ ﺷﺪﻳﺪﺓ، ﻓﻘﺪ ﻳﻨﺤﻨﻲ ﻣﺘﺄﻭّﺩًﺍ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻳﻌﻮﺩ

ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻣﺴﺘﻮﻳًﺎ، ﻋﺎﻟﻴًﺎ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ . ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺑﻊ،

ﻭﻗﺪ ﺗﻬﺪﺃ، ﻭﺍﻟﻐﺼﻦ ﺍﻟﻄﺮﻱّ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﻨﻀِﺮُ ﻳﻈﻞّ ﺷﺎﻣﺨًﺎ ﻻ ﺗﺜﻨﻴﻪ ﻣﺤﻨﺔ، ﻭﻻ

ﺗﺤﻄﻤﻪ ﻋﻮﺍﺻﻒ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪِ ﻳُﻀﺎﺣﻚ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝَ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮْﻥ :"

ﻳﻀﺎﺣﻚ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻣﺎ

ﻳﺮﺍﻩُ، ﻓﻲ ﺇﺷﺮﺍﻗﺔ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ

ﻓﻲ ﻫﻔـّﺔ ﺍﻟﻨﺴﻤﺔ

ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺪﺍﺀ، ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﻤﺔ ‏(5 ‏)

ﻭﺃﺩﻭﺍﺕُ ﺍﻻﺗﺴﺎﻕ ﺍﻟﺪﻻﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ، ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻪ، ﺃﻇﻬﺮُ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻄﻮﻳﻞ

ﺑﻴﺎﻥ، ﻓﻬﻮ ﻣﻘﻄﻊٌ ﺗﺘﺴﺎﻭﻕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﻮﺭُ ﻭﺗﺘﻮﺣّﺪ : ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ، ﻭﺍﻷﻭﺭﺍﻕ، ﻭﺍﻷﻋﻄﺎﻑ

ﺍﻟﻠﺪْﻧﺔ ﺍﻟﻨﻀِﺮﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻜﺴِﺮُ ﻟﻤﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻟﻴﻮﻧﺔ، ﻭﻣﺮﻭﻧﺔ، ﻭﺣﻴﻮﻳﺔ،

ﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﻄﺮﺍﻭﺓ، ﻭﺍﻟﺠﺪﺓ، ﻭﺍﻟﻔﺘﻮﺓ، ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻣﺘﺄﻟﻖ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻕ

ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺐّ، ﻭﺗﻬﻒّ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺪﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ، ﻭﻳﻠﻤﻊ

ﺭﻗﺮﺍﻗﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻄﻮﺡ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻚ ﺣﻠﻜﺘَﻬﺎ ﺃﺷﻌّﺔُ ﺍﻟﺸﻤﺲ

ﺍﻟﺒﺎﻫﺮﺓ . ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ – ﺇﻥ ﺗﺠﺎﻭﺯﻧﺎ ﺟﻠﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺑﻊ - ﻳﺒﺪﻭ

ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﻣﻨﺴﺠﻤًﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺟﻬﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻓﺎﻟﺘﺮﺑﺔ

ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ، ﻭﺍﻟﻐﺼﻦ ﺍﻷﺧﻀﺮ، ﻻ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻻ ﺗﺒﺎﻳﻦ، ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ : ﺇﻥ

ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺗﺘﻤّﻢ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ . ﻓﻜﺄﻥّ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ

ﺃﺭﺍﺩﺕْ ﺃﻥ ﺗﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤُﻀﻤﺮ ﺍﻵﺗﻲ : ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ

ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻤﻮ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻣﺎ ﺗﺼﻒ ﺑﻪ ﺍﻟﻐﺼﻦ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ

ﻧﻤﻮﺫﺟًﺎ ﻣﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺒﻜﺮ . ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﺒﻨﻴﺘﻴْﻦ ﺗﺘﺼﻼﻥ ﺍﺗﺼﺎﻻ

ﻟﻔﻈﻴًﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮًﺍ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﻳﺮ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻝ ﻓﻴﻬﻤﺎ، ﻭﻫﻮ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻛﻠﻤﺔ " ﻭﺟﺪْﺗﻬﺎ " ﺍﻟﺘﻲ

ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ .

ﻓﻤﺎ ﺗﺰﺍﻝُ ﻛﻠﻤﺔ " ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ " ﺗﺮﻥّ ﻓﻲ ﺃﺳﻤﺎﻋﻨﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻣﻦ ﻭﺣﺪﺓ

ﻧﺼﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻋﺒﺎﺭﺗﻬﺎ " ﺑﻌﺪ ﺿﻴﺎﻉ ﺑﻌﺪ ﺑﺤﺚ ﻃﻮﻳﻞ 6)" ‏) ﺗﺮﻥُّ

ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺃﺳﻤﺎﻋﻨﺎ، ﻭﺗﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺑﺼﺎﺭﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻉ . ﻭﻣﺜﻞ

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻫﻴﻦ، ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﻌﻴﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺍﺑﺘﺪﺃ

ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺺ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻤﻀﻲ ﺑﻨﺎ ﺧﻄﻮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺬﺭﻭﺓ . ﻓﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻫﻨﺎ

ﻟﻠﺒﻨﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺘﻴﻦ ﻗﻮﻟﻬﺎ : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺜﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻭﺟﺪﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺿﻴﺎﻉ ﺩﺍﻡ

ﺃﻣﺪًﺍ، ﻳﺸﺒﻪ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺻﺎﻓﻴﺔ، ﻋﻜﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﺮﺓ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﻮﺩ ﺻﺎﻓﻴﺔ

ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺒﻠﻮﺭ، ﺗﺘﺮﺍﺀﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﺭﻗﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻧﻬﺎﺭًﺍ، ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﻸﻟﺌﺔ، ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ

ﺍﻟﻔﻀﻲ، ﻟﻴﻼ، ﻓﻬﻲ ﺻﻘﻴﻠﺔ، ﺻﺎﻓﻴﺔ، ﻛﺎﻟﻤﺮﺁﺓ، ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻭﺍﻷﻧﺠﻢ

ﺍﻟﻬﺎﺩﻳﺔ ﺗﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ . ﺗﻨﻀﺎﻑ ﺇﺫًﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺨﻀﺮّﺓ، ﻭﺍﻟﻐﺼﻦ

ﺍﻟﻠﺪﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺟﻞّ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻬﺪﻡ ﻭﺍﻟﺠﻔﺎﻑ، ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻌًﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ

ﺳﺮّ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻣﻨﻪ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺋﻖ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ ﻣﺼﺪﺭﻩ

ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻐﺼﻦ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻣﻦ ﻣِﺤَﻦٍ

ﻭﻋﻮﺍﺻﻒ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﻜﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺼﺪﺭﻩ ﺫﺋﺎﺏ ﺍﻟﺒﺸﺮ . ﻭﺑﺬﻟﻚ

ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥّ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻟﻸﺷﻴﺎﺀ ﺗﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﺎﻭﻕ، ﻭﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ

ﻣﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻘﻄﻌﺎ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺑﺎﻵﺧﺮ . ﻓﻠﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ

ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺿﻌﺖ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻟﻤﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺗﻐﻴﺮًﺍ

ﻛﺒﻴﺮًﺍ . ﺃﻱ ﺃﻥّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ، ﻭﻣﺘﺸﺎﻛﻠﺔ، ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺪﻋﻲ ﺃﻥّ

ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺑﻨﻴﺔ ﻫﺮﻣﻴﺔ، ﻭﻧﺼًﺎ ﺫﺭﻭﻳًﺎ؟

ﻟﻨﻔْﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﻻ ﺑﺪّ ﻣﻦ ﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺗﺮﺗﻘﻲ

ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻬﻠـّﺖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﺔ ﻷﻧﻬﺎ

ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﺨﻔﺎﺿًﺎ، ﺛﻢ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻐﺼﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﻘﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ، ﺛﻢ ﺑﺎﻟﺒﺤﻴﺮﺓ

ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻷﻧﺠﻢ ﺍﻟﻬﺎﺩﻳﺔ . ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ

ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻋِﺪﺓ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺽ، ﻟﻼﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻵﻓﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ،

ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺣﻴﺚ

ﺍﻷﺿﻮﺍﺀُ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒْﺴﻂ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ، ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻨﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺑﻌﺪ

ﺿﻴﺎﻉ .. ﺑﻌﺪ ﺑﺤﺚ ﻃﻮﻳﻞ . ﻭﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻟﻪ ﺩﻻﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﻬﻤّﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ

ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﻨﺺ، ﻓﺤﺬﻑُ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤُﺮّﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻴﻪ،

ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﺗﻈﻬﺮُ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺤﺪّﻱ

ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺴﺪﻩ ﻋﺒﺎﺭﺓ " ﻓﻴﺎ ﻋﺎﺻﻔﺎﺕ ﺍﻋﺼﻔﻲ 7)" ‏) ﻭﺗﺮﺗﻜﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻋﻠﻰ

ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﺪﺍﻛﻨﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ – ﺃﻱ ﺍﻟﺴﺤﺐُ - ﻋﺒﺜﺎ، ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺻﻔﺎﺀ

ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻭﺇﺷﺮﺍﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺑﺎﻷﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻜﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩ . ﺃﻱ ﺃﻥ

ﺍﻷﻧﺎ ﻻ ﺗﻘﻴﻢُ ﻭﺯﻧﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﻘﺔ ﻟﻠﺬﺍﺕ، ﻭﺗﺘﺤﺪّﻯ ﺍﻟﺴﺤﺐ، ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ، ﺃﻥ

ﺗﻄﻔﺊ ﺃﻧﻮﺍﺭﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻫﺘﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﺄﺯﺍﻟﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻇﻞٍّ ﺩﺍﻛﻦ

ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ، ﻳﻜﺘﻨﻒ ﻋﻤْﺮَﻫﺎ، ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻴﻞ ﺣﺎﻟﻚٌ ﻣﺘﻌﺪّﺩ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ . ﻓﻜﻞّ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ

ﻳﺤﺰﻧﻬﺎ، ﻭﻳﺸﻌﺮُﻫﺎ، ﺑﺎﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﺍﻻﺳﺘﻼﺏ ﻣﻀﻰ، ﻭﺛﻮﻯ ﻓﻲ ﻫﻮّﺓ ﺍﻷﻣﺲ . ﻭﻓﻲ

ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﻧﺠﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻘﺎﺑُﻼﺕ ﺍﻟﺪﻻﻟﻴﺔ؛ ﻓﺎﻟﻀﻴﺎﻉ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ

ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺣﻞّ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻪ ﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻻﻧﺤﻨﺎﺀ، ﻭﺗﻌﻜـّﺮ ﺻﻔﺤﺔ

ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ، ﺗﺤﻞّ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻄﻔﺊ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻈﻼﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ

ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻮﻥ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻓﻘﺪ ﻭﻟـّﺖْ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺭﺟﻌﺔ .

ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞُ ﻗﻔﻠﺔ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺺّ، ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥّ ﻣﺎ ﻛﺎﻥَ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻳﺘﻮﻕ

ﻟﻤﻌﺮﻓﺘﻪ – ﻭﻫﻮ ﻛﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﺔ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ " ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ " ﻗﺪ

ﺗﺠﻠﻰ، ﻭﺍﺗﻀﺢ، ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ " ﻳﻮﻡ ﺍﻫﺘﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ ." ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ

ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥّ ﻧﻐﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺗُﻌﻄﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻓﻴﻪ ﺿﺮﺑًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺌﻴﺮ

ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺾ . ﻓﻜﺄﻥّ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ – ﺃﺳﺎﺳًﺎ - ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻯ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ

ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺀ، ﻛﺸﻔﺎ ﻋﻤّﺎ ﺟﺮﻯ ﺍﻹﻳﺤﺎﺀُ ﺑﻪ ﺗﻠﻤﻴﺤًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ

ﺍﻷﻭﻟﻰ . ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﺍﺭﺗﻘﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺻﻌﻮﺩًﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺼﻦ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ

ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ، ﻓﺈﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ، ﻓﺈﻟﻰ ﻣﺎ

ﺍﺭﺗﻘﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻄﻔﺊ، ﻭﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ

ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ، ﻭﻻ ﺗﻘﻠـّﻞ ﻣﻦ ﻭﻫﺠﻬﺎ ﺍﻟﻈﻼﻝُ، ﻭﻻ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩ، ﻭﻻ ﺍﻷﻳﺎﻡ

ﺍﻟﺤﺎﻟﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ . ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﻤﻔﻌﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻱ ﻳﺠﻌﻞُ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻠﻘﺼﻴﺪﺓ ﺫﺭﻭﺓ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﺄﺿﻮﺍﺋﻬﺎ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺪﻻﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ

ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻔﺴﺮ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﺍﺭﻫﺎ ﻛﻠﻤﺔ " ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ " ﻭ" ﺑﻌﺪ ﺿﻴﺎﻉ

ﻃﻮﻳﻞ " ﺇﻟﺦ .. ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﻴﻦ ﺑﺪﻻﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ . ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺬﻛـّﺮﻧﺎ ﺃﻥّ ﻋﻨﻮﺍﻥ

ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻫﻮ " ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ " ﻭﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻜﻠـّﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﻌﺪ

ﺗﻴﻪٍ، ﻭﺿﻴﺎﻉ، ﻭﺃﻥّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺗﻜﺎﻣَﻠﺖْ، ﻭﺗﻔﺎﻋﻠـَﺖْ، ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌْﺾ،

ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ، ﻭﺑﺴﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮْﺿﻮﻉ، ﺍﺳﺘﻨﺘﺠﻨﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ

ﺑﺒﻨﺎﺋﻬﺎ ﻫﺮﻣﻴّﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ، ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻫﻲَ ﻗﻤّﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬَﺮَﻡ

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
تحليل نص وجدتها للشاعرة فدوى طوقان لغة عربية ثالث ثانوي
...