خطبة الجمعة بعنوان فضل صلاة الفجر؟ خطبة مكتوبة تدعو إلى الحفاظ على صلاة الفجر وفضائلها
خطبة الجمعة بعنوان المحافظة على الصلاة
.خطبةبعنوان فضل صلاة الفجر.
الخطبةالاولى
إنَّ الحَمدَ للهِ نَحمَدُهُ وَنَستَعِينُهُ وَنَستَغفِرُهُ وَنُتُوبُ إِلَيهِ ،/ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِن شُرُورِ أَنفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعمَالِنَا،/ مَن يَهدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،/ وَمَن يُضلِل فَلَا هَادِيَ لَهُ ، ..
وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،/ وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ ،/ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ...
أَمَّا بَعْدُ..فَيَا عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ كَانَتْ آخِرُ وَصِيَّةٍ لِنبيِّنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ،/ وَهُوَ في سَكَرَاتِ المَوْتِ.
المُحَافَظَةَ عَلَى الصَّلَاةِ،/ حَيْثُ كَرَّرَهَا مِرَارًا، /روى الحاكم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:.. كَانَ آخِرُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ:..
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
«الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ» مَرَّتَيْنِ،/ «وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» وَمَا زَالَ يُغَرْغِرُ بِهَا فِي صَدْرِهِ وَمَا يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
يَا عِبَادَ اللهِ:.. مِنَ المُمْكِنِ أَنْ نَتَكَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ قِيَامِ اللَّيْلِ وَالتَّهَجُّدِ وَعَنْ نَاشِئَةِ اللَّيْلِ وَأَهَمِّيَّتِهَا،/ أَمَّا أَنْ نَتَكَلَّمَ عَنْ أَهَمِّيَّةِ صَلَاةِ الفَجْرِ فَهَذَا خَلَلٌ وَضَعْفٌ وَقُصُورٌ في حَقِّ الأُمَّةِ،..
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
لِأَنَّ سَلَفَنَا الصَّالِحَ مَا كَانَ يُعْرَفُ فِيهِمْ تَارِكُ صَلَاةِ الفَجْرِ في جَمَاعَةٍ،/ إِلَّا في صُفُوفِ المُنَافِقِينَ،/ أَمَّا في صُفُوفِ المُؤْمِنِينَ فَلَمْ يَكُنْ يُوجَدُ هَذَا،/ قَدْ يَتَخَلَّفُ إِنْسَانٌ مَرَّةً لِعُذْرٍ أَو مَرَضٍ أَو نَوْمٍ، / وَمَعَ هَذَا كَانَ يُلَامُ وَيُعَنَّفُ...
يَا عِبَادَ اللهِ..: إِنَّ صَلَاةَ الفَجْرِ تَشْكُو إلى اللهِ تعالى قِلَّةَ المُصَلِّينَ،/ مَعَ أَنَّهَا صَلَاةٌ مُبَارَكَةٌ مَشْهُودَةٌ
أَقْسَمَ اللهُ.تعالى. /بِوَقْتِهَا فَقَالَ:.. ﴿وَالفَجْرِ﴾ وَقَالَ فِيهَا: ..﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾.
يَا عِبَادَ اللهِ:.. كَمْ أُجُورٍ ضَيَّعَهَا قَاطِعُ صَلَاةِ الفَجْرِ،/ كَمْ حَسَنَاتٍ ضَيَّعَهَا مُضَيِّعُ صَلَاةِ الفَجْرِ أَو مُؤَخِّرُهَا،/ كَمْ مِنْ كُنُوزٍ فَقَدْنَاهَا يَوْمَ تَكَاسَلْنَا عَنْ صَلَاةِ الفَجْرِ..
1ـ صَلَاةُ الفَجْرِ تَعْدِلُ قِيَامَ لَيْلَةٍ كَامِلَةٍ؛/ يَقَظَةٌ مِنْ مَنامٍ،/ إِجَابَةٌ للأَذَانِ، /صَلَاةٌ مَعَ أَهْلِ الإِيمَانِ، / ثَوَابُ قِيَامِ لَيْلَةٍ،/ قَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:…
«مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ،/ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
2ـ الحِفْظُ في ذِمَّةِ اللهِ لِمَنْ صَلَّى الفَجْرَ؛ /روى الإمام مسلم عَنْ جُنْدَبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ».
نَعَمْ، /إِنَّهَا ذِمَّةُ اللهِ لَيْسَتْ ذِمَّةَ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا،/ إِنَّهَا ذِمَّةُ مَلِكِ المُلُوكِ وَرَبِّ الأَرْبَابِ وَخَالِقِ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِيهَا، /وَمَنْ وَصَفَ نَفْسَهُ فَقَالَ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.
ذِمَّةُ اللهِ التي تُحِيطُ بِالمُؤْمِنِ بِالحِمَايَةِ لَهُ في نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَدِينِهِ وَسَائِرِ أَمْرِهِ، /فَيُحِسُّ بِالطُّمَأْنِينَةِ في كَنَفِ اللهِ وَعَهْدِهِ وَأَمَانِهِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، /وَيَشْعُرُ أَنَّ عَيْنَ اللهِ تَرْعَاهُ.
.وَإِذَا العِنَايَةُ لَاحَظَتْكَ عُـيُونُها
***
نَـــمْ فَالمَخَاوِفُ كُلُّهُنَّ أَمَانُ..
.فَاسْتَمْسِكْ بِحَبْلِ اللهِ مُعْتَصِمًا
***
فَإِنَّهُ الرُّكْنُ إِنْ خَانَتْكَ أَرْكَانُ..
اللَّهُمَّ. احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ وَرِعَايَتِكَ، /وَكُنْ لَنَا مُعِينًا وَمُؤَيِّدًا وَنَاصِرًا وَكَافِيًا.
3ـ ..صَلَاةُ الفَجْرِ جَمَاعَةً نُورٌ يَوْمَ القِيَامَةِ؛ /روى الحاكم عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: .«بَشِّرِ المَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى المَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وَالنُّورُ عَلَى قَدْرِ الظُّلْمَةِ،/ فَمَنْ كَثُرَ سَيْرُهُ في ظَلَامِ اللَّيْلِ إلى الصَّلَاةِ عَظُمَ نُورُهُ وَعَمَّ ضِيَاؤُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ،..
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ..«فَيُعْطَوْنَ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، /قَالَ: فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ بَيْنَ يَدَيْهِ، /وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ فَوْقَ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ،/ وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى دُونَ ذَلِكَ بِيَمِينِهِ، .
حَتَّى يَكُونَ آخِرُ ذَلِكَ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يُضِيءُ مَرَّةً،/ وَيُطْفِئُ مَرَّةً» رواه الحاكم عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
قَالَ تعالى:.. ﴿يَوْمَ تَرَى المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ﴾.
اللَّهُمَّ نَوِّرْ قُلُوبَنَا،/ وَنَوِّرْ قُبُورَنَا، /وَنَوِّرْ بَصَائِرَنَا،/ يَا نُورَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ...
4ـ دُخُولُ الجَنَّةِ لِمَنْ يُصَلِّي الفَجْرِ في جَمَاعَةٍ، /روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى،/ عَنْ أَبِيهِ،/ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ..: «مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ»،
وَالبَرْدَانِ هُمَا الفَجْرُوَالعَصْرُ.
وروى الإمام مسلم عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ، / عَنْ أَبِيهِ، /قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:.. «لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، /وَقَبْلَ غُرُوبِهَا».
5ـ تَقْرِيرٌ مُشَرِّفٌ يُرْفَعُ لِرَبِّ السَّمَاءِ عَنْكَ يَا مَنْ تُصَلِّي الفَجْرَ جَمَاعَةً؛/ روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، /أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ،/ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ،/ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الفَجْرِ، /وَصَلَاةِ العَصْرِ، /ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ،/ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ:.. تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ،/ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ».
وفي رواية الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،/ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:.. «تَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ».
قَالَ:.. «فَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ،/ وَتَثْبُتُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ؛/ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ، /فَيَصْعَدُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، /وَتَثْبُتُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ؛ /فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟
قَالَ: فَيَقُولُونَ..: أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ،/ وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ...
قَالَ سُلَيْمَانُ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ قَالَ فِيهِ..: فَاغْفِرْ لَهُمْ يَوْمَ الدِّينِ.
فَيَا عَبْدَ اللهِ، /يَا مَنْ تُحَافِظُ عَلَى صَلَاةِ الفَجْرِ، سَيُرْفَعُ اسْمُكَ إلى المَلِكِ جَلَّ وَعَلَا، / أَلَا يَكْفِيكَ فَخْرًا وَشَرَفًا؟!
6ـ روى الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، /عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا».
اللهُ أَكْبَرُ،/ إِذَا كَانَتْ سُنَّةُ الفَجْرِ خَيْراً مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، /فَكَيْفَ بِأَجْرِ الفَرِيضَةِ؟! اللهُ أَكْبَرُ سَيَكُونُ أَعْظَمَ وَأَشْمَلَ...
7ـ الرِّزْقُ وَالبَرَكَةُ لِمَنْ صَلَّى الفَجْرَ جَمَاعَةً؛/ هَذَا الوَقْتُ وَقْتُ البَرَكَةِ في الرِّزْقِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» رواه أبو داود عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
اللَّهُمَّ.. زِدْ في أَرْزَاقِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِيهَا، /وَوَفِّقْنَا للصَّلَاةِ في جَمَاعَةٍ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.
أَقُولُ هَذَا الْقَوْلِ ،/ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ ، /فاستغفروه أَنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .