خطبة عيد الأضحى (الثلاثاء10من ذى الحجة 1442هـ إن شاء الله )
النسخة المختصرة لخطبة عيد الأضحي
خطبه الجمعه عيد الاضحى المبارك10 ذى الحجه 1442ه
الحمد لله الذي جعل بعد الشدّةِ فرجاً، وبعد الضُّر والضيقِ سعةً ومخرجاً،
الحمد لله الذي لم يُخلِ محنةً من منحةٍ، ولا نِقمة من نعمةٍ، ولا نكبةً ورزيَّةً من موهبةٍ وعطيَّةٍ.
الحمد لله الذى أنعم على عباده المؤمنين بفرحة عيد الأضحى،
وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وعد من أطاعه واستقام على شرعه بجنة المأوى وتوعد من عصاه وخالف أمره بنار تلظى،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أكرم الخلق على ربه وأتقى
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أئمة الهدى
وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الملتقى.
أما بعد :
#ايهاالاخوةالموحدون
اعلموا جيدا أن الابتلاء تربة ننبُت فيها من جديد
ولا تتم المقامات إلا عبر مرارة العذابات ؟!
ولا يزرع الصباح الا الذى نجا من الظلام
ولا يصل إلى المكاسب الا من مر على جمر الابتلاء
والبطولة الحقيقية أن يكون لنا من ميراث النبوة نصيب
#ايهاالموحدون
ذكريات تتجدَّد عبرَ الزَّمان والمكان، وتَحياها الأجيالُ جيلاً بعد جيل، فتتعمَّق إيمانًا، وتتألَّق يقينًا، وتَزداد صَفاءً ولمعانًا
على حين غيبة من الزمان رزق خليل الله سيدنا إبراهيم بالولد
بعدما بلغ من العمر ستا وثمانين سنة كاملة
بعدما جف العود واشتعل الرأس شيبا ووهن العظم وبلغ من الكبر عتيا
ومن حكمة الله أنه إذا أنعم على عباده بنعمة أدخلهم امتحانا بعد النعمة
وامتحان سيدنا إبراهيم كان من نوع فريد
ينام سيدنا إبراهيم فيرى عجبا وأي عجب يرى؟
لم ير في المنام أنه يقدم لولده في جامعة من الجامعات و لم ير أنه يزوجه إحدى الفتيات
وإنما يرى أنه يذبح ولده الوحيد
قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى
فيا لها من مصيبة!
ويا لها من مسألة شاقة على الأنفس!
إنه لبلاء عظيم!
بل من أعظم الابتلاء في تاريخ البشرية،
أرأيتم قلبًا أبويًّا يتقبل أمرًا يأباه
أرأيتم ابنًا يتلقى أمرًا بالذبح ويرضاه
واستل الوالد سكينًا واستسلم ابن لِرَدَاهُ
ويجيب الحق ورحمته سبقت في فضل عطاياه
صدقت الرؤيا لا تحزن يا إبراهيم فديناه
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
#نعم
ابراهيم عليه السلام حطم الأصنام _ وقدم نفسه للنيران _ وطعامه للضيفان - وابنه قربان -
فجاءه الثناء من الرحمن
(وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى )
#لــكــن_أيهاالاخوة:
لماذا تتكرر علينا في كل عام قصة ذبح إبراهيم عليه السلام لابنه إسماعيل؟
وما الهدف من اقتداء المسلمين به بذبح الأضاحي؟
ولماذا يتحول موقف والد يريد أن يذبح ولده من آلاف السنين لاحتفالية وعيد يفرح فيه الناس؟
والجواب
يتمثل فى طلاقة قدرة الله الذى لا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء
فلولا أنه سبحانه يداوى عباده بالمحن والبلايا لطغوا وبغوا وعتوا عتوا كبيرا
وفي داخل المؤمن رواسب ذنوب والفتنة تزيلها،
والألم الذي يعاني منه،يطهر القلب،كما تطهر النار الذهب من رواسبه.
نتدارس قصة الذبيح اتعلم الإستسلام الكامل لأوامر الله عزوجل والصبر على الأوامر الصعبة
نتدارسها لنتعلم أن من زرع البر حصد البر ومن تأمل حوار ابراهيم مع ابيه لم يستغرب حوار ابنه معه
نتدارسها لنتعلم أن طريق الصبر نهايته جبر وحينما تضيق حلقاتها يأتى الفرج
نتدارسها لتؤكد لنا معنى التضحية والفداء
لترفع فينا مشاعر الفرح بفرج السماء
بل لتعلمنا كيف نثق برب الخير والعطاء مهما عظُم البلاء
وَتَبْقَى الْبَلَايَا
رَسَائِلَ وَعْظٍ وَتَذْكِيرٍ لِتَقُولَ لِأَهْلِهَا بِلِسَانِ الْحَالِ:
"لَا تَرْكَنُوا إِلَى الْعَاجِلَةِ، وَعَلِّقُوا الْقُلُوبَ بِالْبَاقِيَةِ الْخَالِدَةِ؛ (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى)
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
#أيهاالموحدون
تَرَاحَمُوا
وتَعَاطَفُوا،
وتَصَافَحُوا
وتَسَامَحُوا،
وتَزَاوَرُوا
وتَهَادَوْا،
وبَرُّوا آباءَكُم،
وصِلُوا أرحامَكُم،
واجعلوا بينكم وبين ما يغضب الله وقاية
#فيا من تشرب المحرمات من الشيشة والسجائر والخمر والحشيش والشابو والمسكرات لا نقول لك اذبح ولدك ولكن اذبح حب هذه المحرمات من قلبك
#يا من تأكل الربا لا نقول لك اذبح ولدك ولكن اذبح تعاملك بالربا وتعامل بالحلال
#يا تارك الصلاة لا نقول لك اذبح ولدك ولكن أقم فرض الله وركن دينك
#يا عاق لوالديه وقاطع رحمه لا نقول لك اذبح ولدك ولكن صل رحمك وبر والديك ففى ذلك النجاه
#يا من تأكل أموال الناس بالباطل تب الى الله ورد المظالم لاهلها
#يا حابس الحقوق وآكل حق اخوانك واخواتك فى ميراثهم تب الى الله ورد الحقوق لاصحابها
#يا ظالم زوجته واولاده وجيرانه
#يا مؤذى المسلمين بلسانه
#يا مصر على المعصية طوال ايامه لا نقول لك اذبح ولدك ولكن فقط تب الى الله واذبح حب المعصية فى قلبك
#ياأخاالإيمان،
بادر بالاتصال، وقدم الاعتذار، واقبل الأعذار؛
فاليوم عيد فرح وسرور، لا مكان فيه للشحناء والبغضاء،
#نعم
ننسى ما كان،
ونصلح ما فسد، فلا أحد يعلم متى يرتحل؛
سامح فإنكَ في النهايةِ فانِ ** واجعل شعارَكَ كثرةَ الغفرانِ
وابسط يديكَ لرحمةٍ ومودةٍ ** حتى تنالَ محبةَ الرحمنِ
ليس التباغضُ من شريعةِ أحمدٍ ** بل إنَّه لَبضاعةُ الشيطانِ
سامح أخاك وإنْ تعثَّرَ طبعُهُ ** إنَّ التسامحَ شيمةُ الشجعانِ
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
العيدُ -أيها المُؤمنون-
مِنحَةُ الله لكم لتسعَدُوا، وهداياهُ لتُسرُّوا وتعبُدوا. عملٌ صالحٌ يُقبَل, ورَحِمٌ تُوصَل, وأيدٍ تتصافَحُ, ونفوسٌ تتسامَح, إنه فرحٌ بلا تجاوُز، وسُرورٌ بلا طُغيان، نفرَحُ ونُؤجَر، ونأنَسُ ونُثابُ.
والحمدُ لله على كمالِ الدين ويُسرِه، إنه شعيرةٌ من شعائِر الله فيها ذِكرُه وشُكرُه، والفرحُ بنعمتِه؛ فاهنَؤُوا بعيدِكم -أيها المسلمون-.
وابتهجوا بعيدكم في حدود ما أحلَّ الله - تعالى - لكم، وأظهِروا الفرح والحبور بما أنعم الله - تعالى - عليكم،
ومن السُّنة أن تبادروا بعد صلاتكم بذبحِ ضحاياكم والأكل منها والتصدُّق والإهداء،
واشكروا الله - تعالى - على نِعَمِه، وأكْثروا من ذِكره وتكبيره في هذه الأيام العظيمة
أسأل الله ان يصلحنى وإياكم ظاهرا وباطنا
أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم
------------------
الخطبة الثانية تابع حتى نهاية الصفحة