شرح درس : في معترك الأسباب مقتضيات التوكل
تحضير درس في معترك الأسباب مقتضيات التوكل
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء في موقع النورس العربي يسعدنا أن نقدم لكم أصدق المعلومات والاجابات الصحيحة كما نقدم لكم الأن شرح درس : في معترك الأسباب مقتضيات التوكل
تحضير درس في معترك الأسباب مقتضيات التوكل
- العمل
- الاجتهاد
- بذل الجهد و الطاقة لتحقيق الأهداف
- عدم الاستسلام
- العزم
- الثقة في النفس و في الله
-إعمال العقل و التفكير
مقتضيات الحكمة:
-الأخذ بالأسباب
- عدم الخروج عن الطباع و عدم مخالفة الأوضاع
-إعتماد التجربة
-الأخذ بالمعاني و المقاصد و الأهداف و عدم الأخذ بالظاهر و اجتناب الحشو
1- ما هو مفهوم السببية :
السبب لغة حسب ابن الأثير : هو الحبل الذي يتوصل به إلى الماء ثم استعير لكل ما يتوصل به إلى الشيء
السببية تفسير الظواهر بأسبابها ينطلق ابن رشد من فكرة الجمع بين الشريعة و الفلسفة فهو يرى في الموجودات نظاما سببيا قدره الله تعالى بحكمته إن مجاري العادان و السنن في الوجود أمر معلوم لا مظنون
معرفة الأسباب هي معرفة للكون المؤدي إلى معرفة الله . الأخذ بالأسباب من القدر
قال تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الرعد 11
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير احرص على ما ينفعك و استعن بالله و لا تعجز ) أخرجه مسلم
ورد في السنن أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم ( أرأيت أدوية نتداوى بها و رقى نسترقي بها و تقاة نتقي بها هل ترد من قدر الله شيئا فقال هي من قدر الله )
2- السببية في الفكر الفلسفي و الكلافي و في الفكر الإصلاحي :
أ- السببية في الفكر الفلسفي : ابن رشد
الأسباب الداخلية : تسبق الإرادة و الأسباب الخارجية تلحق الإرادة و هي تتضافر جميعا لصدور الفعل
الأسباب الخارجية = حتميات طبيعية
الأسباب الداخلية ( الإرادة ) + الأسباب الخارجية = الفعل عرف ابن رشد القضاء و القدر
ب- القضاء و القدر : القضاء : وضع الله للأسباب الكلية الضرورية الثابتة مثال : نزول المطر قانون طبيعي ثابت
القدر : ترتيب المسببات الظرفية الناتجة عن الأسباب مثال : نزول المطر المؤدي إلى موت شخص غرقا
يرى ابن رشد أن الفعل يتم بتكامل الإرادة الإنسانية مع الأسباب
2- الموقف الكلامي : الغزالي
يفسر الغزالي السببية بأنها تعني ارتباط الأسباب بالمسببات و لكن ذلكليس ضرورياو لا من ضرورة عدم أحدهما عدم الآخر .
لم ينف الغزالي السببية بل نفى اللزوم الضروري الذي ليس بالامكان تغييره و الذي قال به الفلاسفة بل ينف السببية المطلقة التي قال بها الفلاسفة
السببية عند الغزالي مبدأ فسر به ارتباط الأسباب الكلية الثابتة بمسبباتها الظرفية الحادثة كما اقتضتها حكمة الله تعالى
هناك تفسيران للسببية واحد للمتكلمين و آخر للفلاسفة :
المتكلمون : اقتران الأسباب بالمسببات ضروري و لكنه غير متولد عن طبائع الأشياء و إنما عن مشيئة الله الأزلية . مثال النار ليست علة الإحراق لكن الله يخلق الإحراق عند الإصابة بالنار .
الفلاسفة : اقتران الأسباب بالمسببات ضروري و هو متولد عن طبائع الأشياء مثاله : النار هي علة الإحراق عند الإصابة بها
رغم اختلاف المتكلمين و الفلاسفة في تفسير السببية ( هل اقتران الأسباب بالمسببات حتمي أو جرت به العادة ) فإنهم لم ينفوا اختيار الإنسان
القول بالسببية لا ينفي حرية الإنسان في الإسلام لأن الإرادة و الاختيار من حلقات سلسلة الأسباب و المسببات .
لا يكون الموحد عبدا للأسباب لأنه لا يخضع إلا لمسبب الأسباب و مسخر الكون وخالقه . لا يمكن أن تكون حرية الإنسان مطلقة لأنها محكومة بنظام الأسباب و المسببات .
خلاصة القول: أن العلاقة بين الأسباب و المسببات عند المتكلمين تتمثل في أن السنن الإلهية التي هي مشيئة ربانية أزلية هي قوانين لا تتغير و أن اقتران الأسباب بالمسببات مستمر لا يحتمل التبديل و هذا الاقتران في عالم الشهادة فهو غير ذاتي و لا من طبيعة الأشياء بل هو بحكم جريان سنة الله تعالى.
أما العلاقة بين الأسباب و المسببات عند فلاسفة الإسلام تتمثل في أن السنن الإلهية التي هي مشيئة ربانية أزلية هي قوانين لا تتغير و أن اقتران الأسباب بالمسببات ليس في الإمكان تغييره أما الاقتران في عالم الشهادة فهو ذاتي و متولد من طبيعة الأشياء
ج- السببية عند المصلحين :
زعم الإفرنج أن تخلف أوضاع المسلمين يعود إلى دينهم الذي أقر الجبر
رد جمال الدين الأفغاني و محمد عبده على شبهات الإفرنج حول عقيدة القضاء و القدر عند المسلمين .
إرادة الإنسان عندالأفغاني و عبده حلقة من حلقات سلسلة الأسباب التي أبدعها الله في الكون وفق حكمته و هذه الأسباب التي ثلاثة أنواع : * حاضرة يراها الإنسان * ماضية لا يعلمها إلا الله مبدع نظامها * مستقبلية : الأسباب الماضية مؤهلة لما يمكن أن يكون مستقبلا
خلاصة القول : المنهج الكلامي ( الفرق الكلامية الثلاث: الأشاعرة ، المعتزلة ، الجبرية ) طرح المسألة في إطار مبحث غيبي صفات الله
المنهج الفلسفسي : ابن رشد نموذجا طرح المسألة في إطار ارتباط إرادة الإنسان و أفعاله بنظام الأسباب الداخلية و الخارجية التي قدرها الله
المنهج الإصلاحي : كالأفغاني و عبده طرح المسألة في إطار الواقع الحضاري للأمة الإسلامية و دور الإرادة الإنسانية في في تحقيق النهوض.
3- علاقة السببية بالتوكل و آثارها على سلوك المؤمن :
التوكل مفهوم إسلامي يعني اعتماد المؤمن في أحواله و أعماله على الله و طلب التوفيق منه لكن بشرط الأخذ بالأسباب المساعدةعلى ذلك والاحتياط من العوائق و بغير هذا الشرطيسمى تواكلا.
عرف ابن القيم التوكل ب : اعتماد القلب على الله في حصول مل ينفع العبد في دينه و دنياه و دفع ما يضره في دينه و دنياه و لا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب و إلا كان معطلا للحكمة و الشرع فلا يجعل العبد عجزه توكُّلا و لا توكُّله عجزا .
مقومات التوكل:
- بذل الجهد و الطاقة
-الأخذ بالأسباب
-التغلب على العوائق
-الصبر
-عدم الاستسلام عند الفشل
-الثقة في الله و في النفس .
*مقومات الاتكال :
- عدم الأخذ بالأسباب
- الانهزام
- الاستسلام و الشك
-القعود عن العمل
-الاعتماد على الآخرين
-التسرع و الجزع.