ملخص مفهوم الحقيقة ما طبيعة العلاقة التي تربط الحقيقة بالرأي؟
مفهوم الحقيقة في الفلسفة
موضع قصير مفهوم الحقيقة للسنة الثانية ثانوي بكالوريا جميع الشعب
مرحباً بكم زوارنا الأفاضل في صفحة موقع النورس العربي منبع العلم والمعارف العلمية والثقافية. مثل بحث حول ((.مفهوم الحقيقة.)) 2024_2025 لذالك يسرنا وجودكم في صفحة موقعنا أن نقدم لكم أفضل الإجابات الذي تبحثون عنها كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول...مفهوم الحقيقة ما طبيعة العلاقة التي تربط الحقيقة بالرأي؟
الإجابة الصحيحة هي على النحو التالي :
مفهوم الحقيقة
الطرح الإشكالي
يعتبر مفهوم الحقيقة المفهوم المحوري في التفكير الفلسفي، ما دامت الفلسفة قد ظهرت في أول أمرها كبحث عن الحقيقة، ويمكن ملاحظة ذلك حتى على مستوى اسمها: « محبة الحكمة »، فليس للحكمة معنى آخر سوى الحقيقة. وهو مفهوم يثير قضايا فلسفية تتمثل في العلاقة الإشكالية التي تربط الرأي بالحقيقة، إضافة إلى تعدد معايير الحقيقة وتنوعها. وأخيرا تناقض التصورات الفلسفية حول قيمة الحقيقة، وهذا ما يمكن التعبير عنه بهذه الأسئلة
ما طبيعة العلاقة التي تربط الحقيقة بالرأي؟
ما هي المعايير التي يمكن اعتمادها لتمييز الحقيقة عن غيرها من الأوهام والأفكار الظنية أو الخاطئة؟
هل الحقيقة غاية في ذاتها أم أنها مجرد وسيلة لتحقيق غايات أخرى؟
أولا: الحقيقة والرأي
أ- التطابق بين الحقيقة والرأي
لا فرق في الطبيعة- في نظر ماكس بلانك- بين الاستدلال العلمي والاستدلال العادي اليومي (الرأي)، وإنما الفرق بينهما في درجة النقاء والدقة. وهذا الاختلاف شبيه، شيئا ما، بالاختلاف بين المجهر والعين المجردة. إن التمثل الذي يقدمه العلم عن العالَم لا يختلف في الطبيعة عن التمثل الذي تقدمه عنه الحياة اليومية، وإنما يختلف عنه في رهافة بنيته ودقتها. إن نسبة ذلك التمثل بالنسبة للعالَم إلى تمثله السائد في الحياة اليومية، هو كنسبة تمثل الراشد للعالَم إلى تمثل الطفل له
وما يوضح حقيقة هذا الحكم- حسب بلانك- هو أن الأمر هنا يتعلق بصورة من صور المنطق. فالمنطق العلمي ليس في وسعه أن يستنبط من مقدمات معطاة، شيئا مغايرا لما يستطيع منطق الحس المشترك العادي أن يستنبطه
ب- التقابل بين الرأي والحقيقة
إن الرأي من الناحية النظرية، دائما على خطأ- في نظر غاستون باشلار- لأنه لا يفكر ما دام يعمل فقط على ترجمة حاجات الإنسان ورغباته إلى معارف، ويعين الأشياء حسب فائدتها. وهكذا يمتنع عن معرفتها حقا. فلا يمكن تأسيس أي معرفة على أساس الرأي، بل ينبغي هدمه، لأنه أول عائق يلزمنا تخطيه لبناء الحقيقة العلمية التي تنبني على أساس البداهة العقلية. إن شرط الفكر العلمي الأساسي هو أن نعرف كيف نطرح المشاكل، لأن المعرفة بالنسبة للفكر العلمي هي جواب عن سؤال، وإن لم يكن ثمة سؤال، فمن غير الممكن قيام أية معرفة علمية
لا شيء يُعطى، حسب باشلار، بل الحقيقة العلمية تُبنى وتُشيد
ثانيا: معايير الحقيقة
أ- معياري: الحدس والاستنباط
إن المعايير التي نتمكن بواسطة من الوصول إلى حقيقة الأشياء دون الخوف من الوقوع في الخطأ- في نظر رونيه ديكارت- هما اثنان فقط: الحدس والاستنباط
الحدس: هو إدراك عقلي مباشر لموضوع المعرفة، حيث ينتج العقل الحقائق البديهية، أي كل فكرة بسيطة واضحة بذاتها، ولا تحتاج لبرهان، تصدر عن نور العقل كذهن خالص ويقظ. وهكذا يمكن لكل واحد أن يدرك بالحدس أنه يفكر، وأنه موجود
الاستنباط: ونقصد به كل ما يتم استنتاجه بالضرورة من قضايا أخرى، معلومة من قبل بنوع من اليقين. أي استخراج نتيجة ضرورية كانت مجهولة، من مقدمات يقينية معلومة. والاستنباط عملية متتالية، تتسلسل فيها القضايا بشكل يقيني، كل واحدة منها مرتبطة بسابقاتها
ب- الحقيقة معيار ذاتها
من له فكرة صادقة- في نظر باروخ اسبينوزا- يعرف في الوقت نفسه أن له فكرة صادقة ولا يمكن أن يشك في حقيقة معرفته. ذلك أن كل من يملك فكرة صادقة لا يجهل أن الفكرة الصادقة تتضمن أعلى يقين. فأن تكون لدينا فكرة صادقة، لا يعني سوى معرفة شيء معرفة كاملة أو على أحسن ما يمكن. فليس هناك معيارا للحقيقة أشد وضوحا وبداهة من الحقيقة ذاتها باعتبارها فكرة صادقة. فمثلما يعرف النور بذاته، ويعرف به الظلام، كذلك الحقيقة، حسب اسبينوزا، هي معيار ذاتها ومعيار الكذب
ثالثا: الحقيقة بوصفها قيمة
أ- قيمة الحقيقة والمنفعة
إن امتلاك الحقيقة- في نظر وليم جيمس- يعني امتلاك أدوات ثمينة للعمل. إذ نعيش وسط وقائع تحتمل أن تكون مفيدة كما تحتمل أن تكون مضرة لنا إلى أقصى حد، وبالتالي فالحقيقة هي الأفكار التي تميز لنا الوقائع النافعة حتى نستفيد منها، عن الوقائع الضارة حتى نتجنب مساوئها. وهنا يظهر أن امتلاك الحقيقة ليس غاية في ذاتها، بل مجرد وسيلة لإشباع حاجات الإنسان الحيوية
إن قيمة الحقيقة- بالنسبة للفلسفة البرغماتية- تتمثل بكل بساطة في ما هو مفيد لفكرنا وسلوكنا معا
ب- الحقيقة غاية في ذاتها
إن الواجب الأخلاقي هو الأساس الذي يقوم عليه المجتمع البشري، وهذا الواجب يقتضي- في نظر إيمانويل كانط- أن يتوخى المرء الصدق (قول الحقيقة) في كل تصريحاته وأقواله في جميع الظروف والملابسات بلا استثناء، ودون ربط قول الحقيقة لا بالمنفعة ولا بالمضرة. ويذهب كانط إلى حد اعتبار أن من يكذب على مجرمين يسألونه عما إذا كان صديقه الذي يتعقبونه ملتجأ في منزله، يكون قد ارتكب جريمة في حق الإنسانية جمعاء، لأن الكذب وإن جلب المنفعة للصديق. فإنه يكون قد أخل بالواجب الأخلاقي الذي هو أساس المجتمع البشري
إن قول الحقيقة- بالنسبة للفلسفة الأخلاقية- هو غاية في ذاته وليس مجرد وسيلة، لدا لا يجب ربطه لا بالمنفعة ولا بالمضرة
استنتاجات عامة حول مفهوم الحقيقة
هناك تقابل بين التصور الفلسفي التقليدي، والتصور الفلسفي المعاصر للحقيقة، فإذا كانت الحقيقة: واحدة، ثابتة، مطلقة، موضوعية، نظرية… في التصور الفلسفي التقليدي، فإنها: متعددة، متغيرة، نسبية، ذاتية، عملية… في التصور الفلسفي المعاصر
كون الحقيقة قيمة يعني أنها ما يرغب فيه الإنسان، ويفضله، ويتخذه مثلا أعلى يسعى نحوه، سواء على مستوى الفكر النظري، أو على مستوى الممارسة العملية، أو على المستوى الأخلاقي.فالحقيقة إذن قيمة فكرية، وقيمة عملية، وقيمة أخلاقية إن عملية البحث عن الحقيقة قد انطلقت منذ أن وعى الإنسان ذاته في هذا الوجود، لكننا لم نجدها لحد الآن. فكلما وجدنا الحقيقة واطمأنينا لها، إلا واكتشفنا بعد ذلك أنها خاطئة. أفلا يعني هذا أننا نبحث عن وهم؟ أي عن حقيقة غير موجودة أصلا؟
بالتوفيق للجميع موقع النورس العربي