ما هي خصائص الفلسفة اليونانية
ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ
اهلا ومرحباً بكم اعزائي الطلاب والطالبات في موقعنا التعليمي والثقافي موقع{{ النورس العربي }} موقع كل العرب الباحثين والباحثات على العلوم والمعارف العلمية والثقافية لجميع مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي والعلوم العليا يسرنا ان نطرح لكم اهم ملخصات، وشروح، وبحوث، وحلول يحتاج إليها الطالب المثالي لمراجعتها حيث نجد البعض منها بحاجة إلى الفهم والتركيز عند قرأتها وأخرى يجب حفظها شفهيا ومن هذة العلوم الذي يبحث عنها أغلبية الطلبة ما سنطرحه لكم في موضوعنا هذا وهي إجابة السؤال المطلوب القائل // ما هي خصائص الفلسفة اليونانية القديمة ؟
الإجابة الصحيحة وهي كالتالي
ما هي خصائص الفلسفة اليونانية القديمة
ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻴﻠﻮﺳﻮﻓﻴﺎ " ﺣﺐ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ " ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻔﻈﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺘﻴﻦ ﻫﻤﺎ : ﻓﻴﻠﻮﺱ ﻭﺗﻌﻨﻲ
ﺻﺪﻳﻖ ﺃﻭ ﻣﺤﺐ ، ﻭ ﺳﻮﻓﻴﺎ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺣﻜﻤﺔ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ، ﺳﻮﺍﺀ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ﻛﻤﺼﺪﺭ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ . ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺃﺧﺬ ﻳﻀﻴﻖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻓﺒﺜﺎﻏﻮﺭﺱ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺣﻜﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺼﺎﺩﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﻄﺮﺣﻪ ﻣﻦ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺣﻮﻝ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻷﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺟﻨﺴﻪ ، ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﺪﻋﺖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ
ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ " ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻌﻨﻴﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﻋﻘﻠﻲ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺎ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻧﺸﺎﻁ ﻋﻘﻠﻲ ﻳﺒﺬﻟﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻓﻬﻢ ﻇﻮﺍﻫﺮﻫﺎ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ . ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ " ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ " ﺍﺳﻢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﺑﺪﺍﻋﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻠﺴﻮﻓﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻔﻜﺮ ﻭﻳﺘﺄﻣﻞ ﻭﻳﺒﺮﻉ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ . ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻛﺈﺻﻄﻼﺡ ﺗﻌﻨﻲ " ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ " ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻣﻠﺘﺼﻘﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻹﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ.
ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﺍﻷﻏﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻳﺠﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺃﻱ ﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ " ﻃﺎﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻠﻄﻲ " ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﺳﻨﺔ 624 ﻕ . ﻡ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻕ . ﻡ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﻴﻦ ﻃﺎﻟﻴﺲ ﻭﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﻴﻦ ﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻭﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻗﺎﺩﻣﺔ . ﻭﺳﻨﻨﺎﻗﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺛﻼﺙ ﻭﺳﻨﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻌﻴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﻫﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ، ﻭﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻭﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ . ﻭﺳﻨﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺗﻨﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ " ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺷﺮﻗﻲ " ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﺭ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺘﺎﺏ " ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ " ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺣﻠﻤﻲ ﻣﻄﺮ .
( ﺃ ) ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ :
ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ، ﻭﻣﻦ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﺗﺠﻪ ﻛﻞ ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻴﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻔﺴﺮﺍ ﻭﻣﻌﻠﻼ ﻛﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺑﺮﻣﺘﻪ . ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻃﺎﻟﻴﺲ
ﻣﻦ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ .
ﺛﻢ ﺍﻓﺘﺮﺽ ﺃﻧﻜﺴﻴﻤﺎﻧﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﻃﺎﻟﻴﺲ ، ﻭﻋﻨﺪ
ﻫﺮﻗﻠﻴﻄﺲ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻫﻮ ﺩﻣﻘﺮﻳﻄﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻧﺘﺎﺝ ﻣﻮﺍﺩ ﺻﻠﺒﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻐﺮ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻫﺎ ، ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﺍﻓﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻣﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺫﺭﺍﺕ ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺘﻀﺢ ﻋﺒﻘﺮﻳﺘﻪ ﻭﺇﺑﺪﺍﻋﻪ ﻭﺃﺻﺎﻟﺘﻪ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻷﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺲ ﺑﻴﻜﻮﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﻤﺘﺪﺡ ﺩﻣﻘﺮﻳﻄﺲ ﻭﻳﺜﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻓﺘﺮﺍﺿﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻓﻜﺮﺓ
ﺩﻣﻘﺮﻳﻄﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﻼﻓﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻨﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﻢ ﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺓ ﻓﺮﻭﺽ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻓﺮﻭﺽ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺑﺤﺘﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻠﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ " ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﻴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ " ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺟﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﻧﺸﺄﺗﻪ .
ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺣﻠﻤﻲ ﻣﻄﺮ " ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻫﻢ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻓﻤﻌﻈﻢ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﺨﺘﺮﻋﺎﺕ ﻭﻣﻜﺘﺸﻔﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺑﺮﺗﺮﺍﻧﺪ ﺭﺳﻞ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺻﺪﺩ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﻃﺎﻟﻴﺲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻷﻏﺮﻳﻖ " ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻣﺎﻣﻨﺎ ﻣﺒﺮﺭ ﻗﻮﻱ ﻳﺤﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻃﺎﻟﻴﺲ ، ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻠﺴﻮﻓﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
( ﺏ ) ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ :
ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ، ﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﺠﺴﺪ ، ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﺍﻷﺧﻼﻕ ، ﻭﻣﺎ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ، ﺃﻫﻲ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺃﻡ ﻣﺘﻐﻴﺮﺓ ، ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ .... ﺇﻟﺦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺘﺼﺪﺭ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻌﻴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻞ ﺍﻫﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻭﺃﺻﻠﻬﺎ ﻭﻋﻠﻠﻬﺎ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﺑﺮﻭﺗﺎﻏﻮﺭﺍﺱ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ " ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ " ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻫﺘﻢ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺮ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻧﺴﺎﻥ ، ﻓﺤﻮﻻ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎﻩ ﻭﻣﺸﻜﻼﺗﻪ . ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻘﺴﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻣﻨﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺒﺤﺚ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﺸﻜﻼﺗﻪ
( ﺝ ) ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ :
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﺭ ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻭﻟﺪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻘﺔ ﻟﻠﻜﻮﻥ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ . ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻣﻊ ﺍﻛﺴﻴﻨﻮﻓﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺣﺎﻭﻝ ﺗﺨﻠﻴﺺ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺒﻐﻪ ﺑﻪ ﻫﻮﻣﻴﺮﻭﺱ ﻭﻫﺰﻳﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻮﺭﺕ ﺍﻷﻟﻬﺔ ﻛﺎﻟﺒﺸﺮ ﻳﺘﺨﺎﺻﻤﻮﻥ ﻭﻳﺘﺼﺎﺭﻋﻮﻥ ﻭﻳﺘﺰﺍﻭﺟﻮﻥ ﻭﻳﻨﺠﺒﻮﻥ ."
ﻭﻗﺪ ﺧﻠﺺ ﺍﻛﺴﻴﻨﻮﻓﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺈﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﻛﻜﻞ ﻭﻳﻔﻜﺮ ﻛﻜﻞ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﻛﻜﻞ ، ﻓﻮﻋﻲ ﺍﻹﻟﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺘﻤﺪﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺣﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻳﻀﺎﻫﻴﻬﺎ . ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﺒﻠﻮﺭ ﻭﺗﺘﺸﻜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺈﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﻤﺎ ﺃﻛﺪ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻮﺍﺣﺪﻳﺔ ﺍﻹﻟﻪ ﻭﺃﺛﺒﺖ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺑﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ، ﺃﻣﺎ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻹﻟﻪ ﺷﻮﻃﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍ ، ﻓﺎﻋﺘﺒﺮ ﺍﻹﻟﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻜﻮﻥ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ .
ﻭﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﻌﺎﻡ 585 ﻕ . ﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺒﺄ ﻓﻴﻪ ﻃﺎﻟﻴﺲ ﺑﻜﺴﻮﻑ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻕ . ﻡ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﻴﻦ ﻭﺳﻘﺮﺍﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻠﻮ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻋﻠﻞ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﻣﻔﻜﺮﻳﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎﻩ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﻳﺮﺗﻘﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ .