السؤال: هل تعتقد أن الإنسان يفكر ثم يتكلم أم أنه يقوم بهما في الوقت نفسه؟
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات السنة الثانية والثالثة في البكالوريا جميع الشعب شعبة آداب و فلسفة ولغات أجنبية وعلوم تجريبية ورياضيات وتسيير واقتصاد وعلوم إنسانية في موقع النورس العربي alnwrsraby. التعليمي المتميز بمنهجية الإجابة الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم تحليل نص فلسفي وأهم المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام نموذج تحليلها بطريقة الاستقصاء بالوضع والجلدل والمقارنة لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مختصرة ومفيدة كما نطرح لكم في مقالنا هذا إجابة السؤال ألذي يقول.....هل تعتقد أن الإنسان يفكر ثم يتكلم أم أنه يقوم بهما في الوقت نفسه مقترح باك bac 2023 2024 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي......هل تعتقد أن الإنسان يفكر ثم يتكلم أم أنه يقوم بهما في الوقت نفسه
الإجابة هي
هل تعتقد أن الإنسان يفكر ثم يتكلم أم أنه يقوم بهما في الوقت نفسه
إن الإنسان كائن عاقل فهو الوحيد الذي يفكر ويبحث فتتشكل لديه أفكار حول الوجود وبما أنه مدني بالطبع فهو بالتأكيد يسعى إلى تبليغ تلك الأفكار لغيره فينقلها من وجودها الذاتي الفردي إلى وجوده الاجتماعي الموضوعي وهنا تظهر اللغة كأداة للتواصل وتبادل الأفكار بين الناس وهنا تتشكل لنا علاقة وثيقة بين الفكر واللغة اختلف حول طبيعتها الفلاسفة وعلماء اللغة حيث اعتقد البعض أن الفكر له وجود منفصل عن اللغة بما أنه أوسع و أسبق منها بينما رأى البعض الآخر أنه من المحال الفصل بين اللغة والفكر لأن كل تفكير هو تفكير بالكلمات فيا ترى هل اللغة والفكر متصلان أم منفصلان؟
يرى أصحاب الطرح الثنائي كبرغسون وبول فاليري انه من الواجب الفصل بين اللغة والفكر وذلك مرده على اختلافهما الجوهري في الخصائص والميزات وهو ما يحول دون المطابقة بينهما.
حيث يرى برغسون أن أولى تلك الصفات المميزة للفكر عن اللغة هو خاصية الاتصال فالإنسان لا يمكنه التوقف عن التفكير لأنه يتميز بالديمومة والاستمرارية بينما اللغة تميزها صفة الانفصال التي تجعلنا نستطيع التوقف عن استعمال اللغة وفي هذا يقول برغسون "اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر" كما أن التجربة والملاحظة من الناحية المبدئية تبين أن التفكير سابق عن اللغة فكثيرا ما تنبثق الفكرة في أذهاننا ونبقى نبحث عن العبارة التي تؤديها وتبلغها لغيرنا وبتالي فالفكرة تكون في لحظة ما موجودة في الذهن بدون لغة تجسدها ومن هنا يظهر بوضوح أن الفكرة سابقة في الوجود عن اللغة وهو ما يعني أيضا إمكانية التفكير بدون لغة فسلوك بعض الصم البكم ينم عن تفكير سيلم فنجد بعضهم يهتمون بشؤون السياسة ويدلون بآرائه فيها بواسطة إشارات يتواضعون –يتفقون عليها- مع من يناقشهم وهو ما يتبين معه أن الإنسان بإمكانه أن يستعمل إشارات أخرى غير اللغة للتعبير عن أفكاره وإنما اختار الأجهزة الصوتية الكلامية لسهولتها هذا ما يدل أن الفكر واللغة منفصلان وهو ما يثبته أيضا استعمال أكثر من لغة للتدليل على معنى واحد فلو كان الفكر واللغة متطابقان لكان لكل لفظ معنى واحد يدل عليه لكن في اللغة نجد أن الفكرة الواحدة نعبر عنها بألفاظ متعددة ونجد برغسون يحكم بان اللغة الوسع من الفكر وهذا ما يتجلى في عجزنا في التعبير عن مشاعرنا وأحاسيسنا وهذا الأمر لا يرجع حسب برغسون إلى قصور الفكر بل بالعكس يكمن في اللغة حيث أنها لا تغطي المعنى الكامل للفكر و لهذا قال الشاعر بول فاليري"أجمل الأفكار هي تلك التي لا نستطيع التعبير عنها" فالفكرة تربط بالشعور وهي تحمل كل مضامينه ومعانيه العميقة من انفعالات وعواطف كالحزن والسعادة والحب وعندما يريد المرء التعبير عنها وإبلاغها للآخرين يخرجها بشكل عبارات لغوية رمزية خالية من الشعور والحياة وهو ما يجعل اللغة عاجزة عن تبليغ أفكارنا ومن هنا لجا الإنسان إلى وسائل أخرى كالشعر والفن والموسيقى وغيرها من أشكال الفن من اجل التعبير عن مشاعره وأحاسيسه ومن كل ما سبق يصل برغسون إلى إثبات ضرورة الفصل بين اللغة والفكر لأنهما يعبران عن عالمين متمايزين ومختلفين كليا عالم الشعور والمعنى وعالم الحس والكلمة.
لقد بالغ هذا الاتجاه الثنائي في التقليل من قيمة اللغة في مقابل رفعه من شأن الفكر لكن حتى وان افترضنا اسبقي الفكر عن اللغة فلا تكون له قيمة ولا يصير معروفا إلا إذا اندرج في قوالب لغوية كما أن الدراسات النفسية المعاصرة أثبتت أن تكوين المعاني والأفكار عند الأطفال يتم في اللحظة نفسها مع تعلم اللغة واكتسابها وهو ما يدل على يتعلم التفكير عن طريق اللغة فهو يفكر باللغة ومنه فحضور الفكر يستلزم عنه حضور اللغة وهو ما يجعلهما وجهتين مختلفتين لعملة واحدة
ونقيضا للموقف السالف يرى أصحاب الطرح الأحادي أمثال هيغل وأرسطو أن اللغة والفكر متصلان لا يمكن الفصل بينهما فلا وجود للفكر بدون لغة كما لا توحد لغة بدون فكر.
حيث أن الألفاظ هي التي توضح المعاني وتميزها عن بعضها البعض فحتى لو سلمنا مع أنصار الاتجاه الثنائي أن الأفكار أحوال معنوية مستقلة عن الألفاظ فإن تلك الأحوال تبقى غامضة ومبهمة ويمكن التعرف عليها خارج أحوال النفس وعليه فبدون اللغة لا يمكن إدراك وتبليغ الأفكار فاللغة هي التي
تكسب الفكر الطابع الاجتماعي التواصلي عندما تنقله من الإطار الفردي الذاتي إلى الإطار الجماعي الموضوعي حيث يقول فيخته"إن اللغة تلازم الفرد في حياته وتمتد إلى أعماقه وتبلغ إلى أخفى رغباته إنها الرابطة الحقيقية بين عالم الأجسام وعالم الأذهان إنها تجعل الأمة كلا متواصلا" وبالإضافة إلى هذا نجد أنصار هذا الوقف يؤكدون على استحالة التفكير دون لغة حيث يقول أرسطو"ليس ثمة تفكير دون رموز لغوية" فلا يمكن أن تتشكل الأفكار في أذهاننا دون لغة تشكل وجودها فالكلمات هي وعاء الأفكار أو كما يرى هيدغر اللغة هي المسكن الذي يسكنه الفكر فلولا اللغة لما كان بإمكاننا التعبير عما يدور في عقولنا من أفكار لهذا قال دولا كروا "اللغة تصنع الفكر والفكر يصنع اللغة" ومنه فالاعتقاد بوجود نشاط فكري بدون لغة هو مجرد توهم لأننا عندما نفكر يعني أننا نتحدث بصوت خافت وعندما نتحدث فإننا نفكر بصوت عالي هذا ما جعل ريفارول يقول "الكلام هو التفكير خارجيا والتفكير هو اللغة داخليا" فنحن نفكر داخل مجال اللغة وليس خارجه وهذا ما يجعل مجال اللغة ومجال الفكر متطابقان ومتساويان وليس الفكر أوسع من اللغة كما يدعي أصحاب الطرح الثنائي فالتفكير ما هو إلا كلام يختفي وراء الصوت وهو ما قصده هيغل حين قال "إننا نفكر داخل الكلمات" .
لكن لو كان فعلا باستطاعة اللغة التعبير عن كل ما يشعر به الإنسان لماذا إذن نلجأ للفن كالموسيقى والرسم لتبليغ أحاسيسنا كما أن اللغة هي رموز مادية خالية من الحياة بينما المعاني والأفكار هي أحوال شعورية ومعنوية كما أن الواقع يثبت أننا في كثير من الأحيان نعجز عن إيجاد الألفاظ المعبرة عن شعورنا فلو كانت اللغة مساوية للفكر لما حصل هذا العجز.
ومن كلى الموقفين يمكن القول بأنه حتى وان كان الفكر في بعض الوضعيات سابق عن اللغة فهذا لا يعني أنه أوسع منها أو أهم منها لان الحقيقة هي أن اللغة لا توجد دون فكر كما أن الفكر بدون لغة لا قيمة له فهما كما يرى دي سوسير وجهان لعملة واحدة فهما ورغم اختلافهما في الوجود والطبيعة إلا أن غايتهما ودورهما واحد وهو تحقيق التواصل الإنساني والاجتماعي.
ومن التحليل السالف نستنتج أنه ورغم الاختلاف الجوهري بين اللغة والفكر إلا أنهما يشكلان كلا متجانسا لا يقبل التجزيء وكل واحد منها يكتسب قيمته من الأخر وهو ما يجعلهما متكاملين وفي كلاهما تتحدد ماهية الإنسان باعتباره الكائن المفكر الوحيد كما أنه الوحيد الذي يمتلك لغة واعية تعبر عن أفكاره ومنه فحتى إن تمكنا من الفصل بينهما من حيث الوجود والخصائص إلا أنه يتعذر الفصل بينهما ...