في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

ملخص دروس التعبير والإنشاء للسنة الثالثة إعدادي التخيل والإبداع مهارة كتابة السيرة الذاتية والغيرية لغة عربية الأسدس الثاني

التعبير والإنشاء/الأسدس الثاني

سيرة غيرية جاهزة عن شخصية مشهورة

ما هو الفرق بين السيرة الذاتية والسيرة الغيرية

السيرة الغيرية PDF

نموذج سيرة غيرية عن الأم

سيرة غيرية جاهزة قصيرة

تعريف السيرة الغيرية

   

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ ملخص دروس التعبير والإنشاء للسنة الثالثة إعدادي التخيل والإبداع مهارة كتابة السيرة الذاتية والغيرية لغة عربية الأسدس الثاني

الإجابة هي كالتالي على 

ملخص سلسلة دروس التعبير والإنشاء/الأسدس الثاني

المكون: التعبير والإنشاء

الموضوع: التخيل والإبداع/مهارة كتابة السيرة

المستوى :الثالثة اعدادي.

*التعريف بالمهارة :

هي فن أدبي نثري توثيقي يستعيد وبتلخيص بعض الصور والمحطات والتفاصيل البارزة من حياة شخصية من الشخصيات ونقلها إلى القراء بغية الاستفادة وأخذ التجارب والدروس...

والسيرة نوعان :

أ- السيرة الذاتية : وهي أن يسترجع السارد أحداثا من حياته الخاصة ويركز على تاريخ شخصيته وحياته الواقعية...

ويكون الكاتب هو نفسه السارد والشخصية المحورية للسيرة مستعملا في الغالب ضمير المتكلم 

ب- السيرة الغيرية : هي أن يتطوع السارد/الكاتب للكتابة عن حياة شخص آخر يرى فيها ما هو مهم وصالح للتقديم الى القارئ ملتزما الحياد والموضوعية فيما يكتب ومستعملا ضمير الغائب.

* الفرق بين السيرة الذاتية والسيرة الغيرية :

السيرة الذاتية السيرة الغيرية 

ضمير المتكلم ضمير الغائب من حيث الضمير المستعمل

الكاتب هو السارد هو الشخصية الرئيسية الكاتب هو السارد ≠ الشخصية الرئيسية علاقة السارد بالشخصية المحورية

الرؤية "مع" الرؤية من الداخل أو من الخارج من حيث الرؤية السردية

خطوات المهارة :

-1 خطوات كتابة سيرة ذاتية :

أ- تحديد الاحداث و مراحلها : أي تذكر السارد للحدث أو الأحداث المميزة موضوع السيرة التي وقعت في حياته الماضية واستعادتها إما بتفاصيلها أو بشكل سريع وخاطف وذلك حسب أهميتها ونوعها: حياة دراسية/مسار مهني /حدث ومؤثر/نجاح أو إخفاق/مرض.....أو جميعها.

وهذه المحطات قد تعود إلى مرحلة الطفولة أو الشباب.. وقد تكون لحظة راسخة في ذهن السارد.. وهذا التعدد في المحطات يترتب عنه تغير في مسافة المدى ، لذلك يمكن التمييز –في هذا الإطار بين ثلاثة أنواع من الزمن الماضي :

– الماضي القريب :العطلة الصيفية /بداية العام ....

– الماضي المتوسط: الالتحاق بالمدرسة /الاعدادية...

– الماضي البعيد :الولادة/ الطفولة...

ب- صياغة الأحداث وتقنية كتابتها: بعد تجميع الأحداث يكون من الضروري تركيبها وصياغتها بأسلوب حكائي مباشر جميل. وهنا إما أن نحافظ على تسلسل الأحداث كما حدثت في الواقع أو نقوم بخلخلة هذا التسلسل عبر التقديم والتأخير والاستباق…مستعملين ضمير المتكلم والزمن الماضي الدال على انقضاء الاحداث ،دون ان نسى الصدق والواقعية في السرد...

و لإضافة لمسة جمالية على سيرتنا الذاتية لا نكتفي بالسرد فقط بل نضيف إليه الوصف والتعليق فنصف الشخصيات والزمان والمكان ..ونعلق على بعض الأحداث البارزة.

- 2خطوات كتابة سيرة غيرية :

أ- انتقاء الشخصية : يستحسن انتقاء شخصية مشهورة في وسطها أو مجالها

ب- جمع المعلومات :نبحث عن جميع المعلومات المتعلقة بالشخصية المنقاة

ج-ترتيب المعلومات : في هذه المرحلة نقوم بترتيب ما جمعناه من معلومات على الشكل التالي :

– معلومات تتعلق بالولادة والنشأة

– معلومات تتعلق بأوصاف الشخصية

– معلومات تتعلق بأعمال وإنجازات الشخصية

– معلومات تتعلق بمصير الشخصية

د- صياغة الأحداث مع تحري الدقة والموضوعية

نموذج للسيرة الذاتية :لعبد المجيد بنجلون.

مقتطف من السيرة الذاتية “في الطفولة” لعبد المجيد بنجلون.

.لا أستطيع أن أتذكر بالطبع كيف شرعت في الحياة, ولكن لا شك في أنني كنت أرفع صوتي بالعويل في الشهر الأول, ..ا شك في أن أول ما أحببته من الدنيا الجديدة التي أقبلت عليها كان هو الرضاع, وأن أول مكروه أصابني هو الفطام.....

حتى إذا كبرت قليلاً واستأنست بالمحيط الذي ولدت فيه بدأ الأمن يعود إلى نفسي. ولكن هذه المرحلة أيضًا لا تدخل في دائرة الذكريات. قيل إنني ولدت في مدينة الدار البيضاء ثم قضيت في تلك المدينة بضعة أشهر, ثم ركبت البحر بين ذراعي أمي إلى إنكلترا. وقد كان ذلك بعد الحرب العالمية الأولى, أي أنني مررت في بلاد حديثة العهد بالحرب, ومع ذلك لا أذكر منها شيئًا يدل على أنني كنت أنتفع بالنظر أو التمييز.

وقد عرفت الحياة لأول مرة في مدينة "مانشستر", ولا بد أن وقتًا ليس بالقصير قد مر قبل أن تبتدئ ذاكرتي في اختزان الصور. والصور الأولى القديمة التي أحتفظ بها في نفسي قليلة تعد على أصابع اليد.

فتحت عيني فإذا أنا في منزل قديم يحيط به الغموض والإبهام, كانت حديقة كبيرة تقع خلفه كثيرا ما أشرفت عليها من النافذة, وتقع أمامه حديقة صغيرة يحدها حاجز حديدي طويل يقوم بين المنزل والشارع ويخترقها ممشى قصير يفضي إلى بوابة عالية من حديد. كان البيت يتألف من ثلاثة أدوار, كبير الأبهاء والغرف ضخم النوافذ ملون الزجاج. وكانت هذه الأوصاف تجعلني لا أطمئن إليه أبدا. ولم يكن للحديقة الخلفية الكبيرة بستاني, ولذلك كانت وحشية النباتات, تنتهي بأشجار ضخمة تبعث رعباً مبهما في النفس. لاأزال أذكر أن هرًّا عظيم الهامة داهمني ذات يوم, فصرخت حتى كاد يغمى عليّ. ومما زاد في يقيني بأن هذه المخلوقات مخلوقات شريرة أن أهل المنزل كانوا يطاردونها. أضف إلى هذا الضباب والثلوج وشدة البرد, فقد تعاون ذلك كله على إثارة خيالي العاجز, حتى تأصل الرعب في نفسي.

أما الأشخاص الذين كانوا حولي فهم أبي وأمي والمربية. وكانت علاقتي بالمربية أمتن من علاقتي بأبي الذي كان يغيب عن المنزل طول النهار فلا أراه إلا ليلاً, وأمتن من علاقتي بأمي فقد كانت شابة ضعيفة; لا تمكنها صحتها الواهية من الاهتمام بي.

وكانت المربية مثلنا من مراكش, ولم أكن أفارقها لا في الليل ولا في النهار, وكنت أستغرب لكثرة ما تعرف, فهي لا تنفك تحدثني عن بلاد بعيدة تقول إننا جئنا منها, بلاد تشبه أحداثها أحداث الخرافات والأساطير, وكانت تروي لي كذلك أقاصيص الصغار. وقد كان لمثل هذه الأساطير عليّ تأثير شديد حتى نشأ عندي بعد ذلك ميل إليها, ..., فما راعني ذات يوم إلا أننا أصبحنا خمسة أشخاص! فمن أين أتى هذا الشخص الخامس?! هو طفلة صغيرة اندست بيننا وأزعجتنا بعويلها وصراخها. وقد كنت أعرف أن الذين يزوروننا ليسوا منا, فلا داعي للاستغراب من وجودهم, ولكن هذه الطفلة منا وهم يقولون عنها إنها أختي.

راقني جدّا أن تكون لي أخت. ولست أستطيع أن أنسى الغبطة التي شعرت بها عندما رفعوني لأنظر إليها وهي نائمة في مهدها. ومن يدري?! لعلها أعادت إلى ذهني ذكريات كانت قريبة مني يومذاك, ولكنها ضاعت مني الآن بعد أن تراكمت عليها الأيام والسنون...

نموذج للسيرة الغيرية عن شخصية مشهورة :السيرة الغيرية للخليفة عثمان بن عفان رضي الله

السيرة الغيرية للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي …يلتقي نسبه مع الرسول في الجد الرابع من جهة أبيه‏‏‏.فهو قرشي أموي، أمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس. ولد بمكة، كان غنيا شريفا في الجاهلية. وكان أنسب قريش لقريش،

أسلم عثمان في أول الإسلام قبل دخول محمد رسول اللَّه دار الأرقم، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين. دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام فأسلم، 

و كان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة، تزوج عثمان رقية بنت رسول الله محمد وهاجرت معه إلى الحبشة وأيضاً هاجرت معه إلى المدينة وكان يقال‏:‏ أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وعثمان. ثم إنها مرضت وماتت سنة 2هـ أثناء غزوة بدر فحزن عليها حزنًا شديداً فزوّجه الرسول من أختها أم كلثوم لذلك لقّب بذي النورين لأنه تزوج من بنتي رسول الله محمد. وكان رسول اللَّه يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه ودماثة أخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين، وبشّره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، ولي عثمان الخلافة وعمره 68 عامًا ،وقد تولى الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب، ومن أهم أعمال عثمان فتح مرو وتركيا وتوسيع الدولة الاسلامية وفتحت في أيام خلافة عثمان الإسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان و"سجستان" و"إفريقية" و"قبرص." وتمت في عهده توسعة المسجد النبوي ، وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين. وكان من أهم إنجازاته جمع كتابة القرآن الكريم الذي كان قد بدء بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وجمع القرآن الكريم في مصحف مكتوب برسمه إلى الوقت الحالي.

استشهد الخليفة الثالث وكان ذلك في شهر ذي الحجة سنة 35هـ فسقطت أول قطرة من دمه على قول الله تعالى: (فسيكفيكهم الله)

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
ملخص دروس التعبير والإنشاء للسنة الثالثة إعدادي التخيل والإبداع مهارة كتابة السيرة الذاتية والغيرية لغة عربية الأسدس الثاني
0 تصويتات
بواسطة
مع السيرة الغيرية:

===========

حول السيرة الذاتية لا بد من الإشارة إلى أن ثمة ملحوظة قد تخطر على بال المرء وهو يرى قدرة السيرة الذاتية، باعتبارها نوعا أدبيا متميزا، في معطيات أدبنا المعاصر، قياسا على المذاهب الأخرى. فقد يكون هناك ما يشبه الحاجز النفسي الذي يصد المفكر أو الأديب أو الرياضي في حالتنا عن "التحدث عن نفسه". والسيرة الذاتية ـ كما هو واضح بحسب أستاذنا البروفيسور عماد الدين خليل ـ إنما هي حديث عن الذات قد يدفع في كثير من الأحيان إلى إبراز الجوانب الإيجابية للمعني بالأمر، ويعرض لمعطياته في هذا المجال أو ذاك فيما يصل أحيانا حد الإعجاب بالذات سواء شاء المرء أم أبى.

 وهو الأمر الذي وَضَع، ولا يزال يضع، حاجزا أمام العديد من المعنيين الذين يتمنون أن يكتبوا سيرهم الذاتية، ويتحدثوا عن تجاربهم في الحياة، لكنهم يخشون أن يجروا أنفسهم إلى هذا السبيل الذي قد يفقدهم بعض ما يرجونه من ثواب آجل وأبقى.

 ومع ذلك فـ"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" كما يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كانت محاولة كتابة السيرة الذاتية تستهدف إضاءة مخلصة للفكر أو الأدب أو الرياضة أو أي نشاط قد يفيد منه المتلقون والمستهدفون، في هذا الجانب أو ذاك، فإن الحواجز تزول والموانع تنهار، ويغدو الطريق أكثر إغراء، بل إنه ليصبح في مثل هذه الحال أمرا واجبا، بل فرض عين على كل مفكر أو أديب يظن أن تجربته يمكن أن تقدم خبرة جديدة، وتضيف رصيدا آخر للمعطيات الثقافية والاجتماعية والرياضية والتنموية، وتمنح القادمين من الأجيال اللاحقة إضاءات أشد تدلهم على الطريق من أجل أن يتجاوزوا أكبر قدر من الأخطاء، ويصلوا إلى أهدافهم وفق أشد الطرق سلامة، مستمدين هذا كله من سير أولئك الذين تحدثوا عن تجاربهم واكتووا بنارها!

 أما إذا كانت المحاولة تستهدف ـ ابتداء ـ إبراز الذات وتضخيمها والتغني بمعطياتها، فإنها ستسقط ابتداء كذلك!

 ولكن في كل الأحوال يمكن أن يستمد المبدع أو الفنان أو العالم بعض التعاليم، هنالك حيث تتحقق القاعدة التي قال بها عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: "إثمهم عليهم ونفعهم لنا"، وحيث يعرف المسلم كذلك كيف تكون "الكلمة الحكمة" ضالته، وأنه أحق بها حيثما وجدها، كما علمه رسول الله عليه الصلاة والسلام.

 ولا أظن أن سيرة ذاتية، مهما كانت النية التي تختبئ وراءها، تخلو من مَعْلم أو إشارة تدل على الطريق.

 ومهما يكن من أمر فإن الثمار التي يجنيها الكتبة من كتابتهم لسيرهم الذاتية، والتعامل معها، أكثر بكثير وأشد حلاوة من شوكها، إذ إن التجارب هي التي تعلم الآخرين، وتزيدهم حنكة وصبرا وتشميرا عن ساعد الجد، واستئناف ما كان إلى عهد قريب، مستحيلا ليصير بعد الإصرار أمرا محققا في المنظور القريب.

 وحين نتلفت صوب معطياتنا الإبداعية المعاصرة، نقلب أعيننا وأيدينا في مكتباتنا، فإننا نجدها قد زادت غنى وامتلاء في كل فرع من فروع الفكر ونوع من أنواع الأدب اللهم إلا في هذه الألوان الفنية من السيرة عموما، والسيرة الرياضية على وجه الخصوص. رغم أن السيرة الذاتية تعد واحدة من أبدع الأنواع الأدبية، وأعذبها، وأشدها غنى وخبرة وصدقا.

 ففيما عدا قلة من الأعمال التي لا تكاد تتجاوز أصابع اليدين، هل يستطيع أحد أن يدلنا على كم مقنع من سير ذاتية لمفكرين وأدباء ورياضيين معتبرين؟! سير ذاتية خصبة مستقلة وليست مجرد أوراق أو خواطر أو فصول مبعثرة في هذا الكتاب أو ذاك؟

 بل إننا في أمس الحاجة إلى صنف من السير الذاتية "الأدبية" و"الرياضية" و"الفكرية" و"الفنية" لم يجازف أحد بتنفيذه أو محاولة تنفيذه لحد الآن، رغم أن الآخرين قالوا فيه شيئا كثيرا.

 تلك إذاً هي قصة هؤلاء الأدباء وأولئك الرياضيين مع إبداعاتهم ومعطياتهم: كيف بدأت، وكيف نمت وامتدت واستوت على سوقها، خاصة وأن إبداعنا، في حركته المعاصرة الطموحة، يحتاج أكثر ما يحتاج إلى خبرات كهذه، موضوعة بين دفتي كتاب.

 إن "السيرة الذاتية"، لتعدُّ واحدة من أشد المطالب إلحاحا في أنشطتنا الفكرية بعامة، والأدبية على وجه الخصوص، والرياضية بطريقة أشد تخصيصا.

 وعلى المفكرين والأدباء والرياضيين أن يمنحوها مركزا متقدما في سلم أولوياتهم، وبالسرعة والكثافة الواجبتين من أجل التعويض عن النقص الملحوظ الذي يعانيه هذا النوع؛ من أجل تدارك ما فات.

 وأما بعد، فحين تتعدد المواهب والمهارات، فأنت، لا شك، واجد نفسك أمام أسطورة، بيد أنها واقعية الأحداث.

 ومع أن كتابة السيرة الذاتية، ابتداء، ليست أمرا هينا، بما يعتورها من محظورات ومحذورات، فإن صاحبها إذا كان متواضعا، وهو ما لا يمكن إلا أن يكونه، فإن الأمر يزداد صعوبة ووعورة ولا شك.

 ولئن كان الأمر كذلك، فدون الانفكاك منه خرط القتاد كما يقال. ثم إن هذا الإنسان المتعدد المواهب يَزينه ذلك التواضع المعجون بتلك الهبة الربانية، بل الهبات التي تتجلى في كثير من الجبهات والجهات.

 وصدق صفي الدين الحلي حين قال:

 مَلْأَى السَّنَابِلِ تَنْحَنِي بِتَوَاضُعٍ=وَالْفَارِغَاتُ رُؤُوسُهُنَّ شَوَامِخُ.

 ولا يمكن أن يكون الأمر حقيقة إلا على هذا الميزان الدقيق.

 الأخ والصديق إدريس

- وللقبه الشهير حكاية أي حكاية! ستأتي إن شاء الله تعالى في مظنتها ـ  

بطل بما تحمله الكلمة من صدق فني وموضوعي، بل هو واحد من الأبطال الذين تجاوزوا تخوم العالمية بمسافات. ودوننا موسوعة غينيس العالمية الشهيرة في تحقيق الأرقام القياسية.

 ومع أنني لا أحب المجاملات ولا التزيد ـ بما هي صنعة لا نحسنها ولله الحمد ـ فإنني أخاف ألا أوفي هذا الرجل حقه الذي هو أهل له عن جدارة وتحقيق؛ نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

 فإذا اطلعت على هاتيك السيرة، وبالأحرى إذا اقتربت من صاحبها، رددت مناجيا نفسك ورفاقك: "فعلا الحقيقة أغرب من الخيال"! وكأن بعض أحداث الشريط الأمريكي يمر شريطها بمخيلتك، الفرق الوحيد أن تلك الأحداث ينتمي جلها إلى مجال الخدع السينمائية، على حين تشعر ـ لما ترى وتشاهد من مشاهد بطلها المغربي ـ أنها تنتمي إلى عالم الأساطير نعم، غير أن أحداثها واقعية بامتياز؛ وذلك ـ كما قلت سابقا ـ غيرُ مقصور على جانب دون جانب، بل تلحظ أن الرجل يناضل على شتى الجبهات، ويرفع علم الوطن في شتى البقاع من العالم، من باب جملة من الفنون والتخصصات على وجه الخصوص في المسرح والسينما والرياضات؛ وبطريقة أشد تخصيصا في المخاطرات والمغامرات والتحديات، فضلا عن فنون القتال أو الحرب/Les Arts Martiaux وما يضم عليه صاحبنا أجنحته من ألوان شائقة مشوقة من الخبرات والمهارات.

 الأستاذ إدريس فنان موهوب، له مقدرة لا تخطئها عين الناقد البصير، وهي نتيجة لكفاح طويل ومران أصيل وكدح وصبر، بز بعطاءاته التي فتح فيها كتاب الإتقان، كثيرا ممن فتحت أمامهم الأبواب، لو أن إعلامنا وبلدتنا الطيبة التفتت للرجل التفاتة تستأهله ويستأهلها.

  هنا نتحدث عن فنان مغربي يثير الشؤون والشجون لولا التعتيم وحتى الإقصاء أحيانا كثيرة.

 استمعت جيدا للصديق العزيز إدريس فوجدته فعلا صاحب روح رياضية فنية في تفاصيل حياته جميعا، ولم أكتف بالاستماع إليه، وإنما سمعت ورأيت، بل شاهدت ما شاهدت، وقرأت ما قرأت لأخلص إلى أن ما قيل عنه يستحق المزيد، وعندنا في هذا الكتيب ـ إن شاء الله تبارك وتعالى ـ مزيد أي مزيد!

 عن أي شيء أتحدث؟ فإن الحديث عن أخلاقه وإهدائه مرتين لبعض جوائزه جزءا أو كلا ليس إلا غيضا من فيض.

 وهل الحديث عن تكامل الإنسان جسما وعقلا وروحا إلا من هاتيك المشكاة؟

 ولقد تعمدت أن أرجئ بعض اللقطات والاسترجاعات إلى صلب السيرة لتفتح الباب على مصراعيه لمخرج ما لأجل الاقتراب من السيناريو وتقنياته ومناهجه. خذ على سبيل المثال الدراما خاصة وفاة الأب والطفلين الزهرتين كريم وأيوب رحمة الله تعالى عليهم.

 ثم إنه كان لزاما عليّ أن أرد الفضل لذويه لتأتي هذه المبادرة نتيجة عمل جماعي يدلي فيه جمع من الإخوة دلوهم كل واحد على حدته.

 من أجل هذا وذاك قمت بإعادة ترتيب ذرات السيرة التي بين أيدينا التي قام فيها بالجهد الأكبر الكاتب عبد القادر غروس الذي لملم ذراتها في لقاءات ماراثونية مع صاحبه إدريس كوراد صاحب السيرة؛ وقد رقن ذلك كله أخوه عمر كوراد بأمانة.

 ويعلم الله أنني ما كنت لأنبس ببنت شفة أو أقترب مجرد اقتراب من هذا العمل لولا إصرار الأخ والصديق دلاص على اعتبار أن عقلين خير من عقل واحد، وثلاثة خير من اثنين، وأربعة خير من ثلاثة، وهكذا دواليك. وإلا فإن الأخ عبد القادر غروس استطاع أن يجمع الأحداث من شتات، وأن يسقيها بمداد الحياة، لتأخذ استواءها كاملا بعد كلمته التي ذيلنا بها هذا الكتاب.

 ذات جلسة جميلة جمعتنا أكثر من مرة مع البطل المحلي والعالمي ـ إذ لا عالمية قبل المحلية ـ إدريس كوراد المعروف بدلاص، لم أكن لأخوض هذا الغمار مرة أخرى لولا إلحاحي على الوسيط أن لا يستعجلني، خاصة وهو يعلم جيدا الكتابة وشروطها وظروفها ومزاجها وملابساتها، وإلا فلن يكون العمل مقنعا، وفعلا فإن الأخ إدريس تفهم الأمر وترك لي الوقت لأهربه آنا بعد آن للإبحار في هذا الخضم.

 وأذكر أيضا أنه قد جمعتنا ندوة مصغرة في مقهى بيكاسو في اللقاءات الأُوَل مع دلاص، وطفق أحد الأصدقاء يناوشه حول موضوع قدراته التي منحها الله تبارك وتعالى إياه، فانبريت له مبينا العلاقة الوشيجة بين الجسم والعقل والروح، وكيف تتضامّ لتعمل في صعيد واحد.

 هنالك ما كنت لأكتب عنه حرفا واحدا لو كان يلوذ بالجن كما عرض بذلك الصديق المشاكس.

 وقبل أن أختم هذه المقدمة أصرح أنني مهدت، لمن يريد أن يخرج هذا العمل، الطريق سالكا ليبحر في هاتيك السيرة لينقلها إلى الركح أو إلى الشاشة الكبرى. وحينئذ يكون العمل قد اكتمل حقا وصدقا، من حيث الإسهام في إعطاء بعض الحق لمن يستحقه في هذا البلد الأمين، حيث ينبغي أن تغير القالة مطرب الحي لا يطرب إلى مقولة فعلا لا يعرف ما في الدار إلا أهلها.

اسئلة متعلقة

...