هل العنف سلوك إيجابي أم سلبي مقالة جدلية 3 علوم تجريبية ولغات أجنبية
مقال جدلي حول العنف و التسامح. من بين المقالات المرشحةلشعبة علوم تجريبية و شعبة لغات أجنبية.ورياضيات
السؤال: هل من الحكمة أن نقابل العنف بالعنف أم بالتسامح؟ هل العنف سلوك إيجابي أم سلبي؟
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات السنة الثانية والثالثة في البكالوريا جميع الشعب شعبة آداب و فلسفة ولغات أجنبية وعلوم تجريبية ورياضيات وتسيير واقتصاد وعلوم إنسانية في موقع النورس العربي alnwrsraby. التعليمي المتميز بمنهجية الإجابة الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم تحليل نص فلسفي وأهم المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام نموذج تحليلها بطريقة الاستقصاء بالوضع والجلدل والمقارنة لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مختصرة ومفيدة كما نطرح لكم في مقالنا هذا إجابة السؤال ألذي يقول.....هل العنف سلوك إيجابي أم سلبي مقترح باك bac 2023 2024 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي......هل العنف سلوك إيجابي أم سلبي مقالة جدلية 3 علوم تجريبية ولغات أجنبية
. الإجابة هي
هل العنف سلوك إيجابي أم سلبي
مقدمة: (طرح المشكلة)
إن الطبيعة الإجتماعية للإنسان تفرض عليه ضرورة التعايش مع غيره و بناء علاقات في شتى المحالات و في ظل هذه العلاقات تنشأ الصراعات و الأزمات فتفتر الروابط بين الناس، لكن حكمة الإنسان وعظمته تكمن في قدرته على قبول هذا التناقض و التحكم فيه، فيقابل العنف باللاعنف و اللاتسامح بالتسامح و يعرف العنف بأنه كل عمل يضغط به شخص على إرادة الغير بإستخدام القوة و قد يكون ماديا أو معنويا ,فيما يعتبر التسامح نموذج المعاملة الإنسانية من منظور الإحترام و التعاون الأخلاقي .
و قد إحتدم جدل واسع بين الفلاسفة والمفكرين حول مشروعية العنف و علاقته بالتسامح أدى إلى ظهور تيارين متعارضين تيار يرى بأن العنف لا نرد عليه إلا بالعنف و تيار يرى بأن العنف سلوك لاإنساني ولابد من مقابلته باللاعنف "التسامح"
هذا الجدل الواقع بينهم يدفعنا إلى طرح التساؤل و الإشكال التالي:هل يجب أن نقابل العنف بالعنف أم من الحكمة أن نقابله بالتسامح ؟ أو بمعنى آخر هل العنف هو الوسيلة الوحيدة لحل المشاكل ؟ هل العنف ظاهرة سلبية أم إيجابية
محاولة حل المشكلة:
عرض منطق الأطروحة: "العنف لا يقابل إلا بالعنف "
إن العنف هو الوسيلة الوحيدة لحل المشاكل ,فهو أساس البناء و لا يجدر بنا مقابلة العنف بالتسامح لأنه دليل على الجبن و التخاذل و التنازل عن الحق وهذا لوجود أسباب نفسية ,إجتماعية و سياسية شرعت إستعمال العنف و يدافع عن هذا الرأي كل من (هيرقليطس,ميكيافيلي,هوبس,روسو) و يبرر هؤلاء موقفهم بالحجج و البراهين الآتية :
إن العنف هو أداة لإثبات الذات كما أنه يمكن الإنسان من إسترجاع حقوقه و ذلك وفق المبدأ القائل " ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة " فقد وجد الإنسان في قانون مقابلة المثل بالمثل في القصاص ، ومنذ القديم، روح العدل والإنصاف في ضمد الجراح ،و استرضاء الفطرة في إدانة المدان. و قد وضع هذا القانون الملك حمورابي سنة 1730 ق.م وأيدته الكتب السماوية و الكثير من الدساتير و الأنظمة العالمية ومؤدى هذا القانون أنه من يتعدى عليك، فلابد من الرد عليه بمثل ما تعدى به عليك، بغرض الدفاع عن النفس، وبحكم معادلة الشتم بالشتم والعين بالعين؛ فاللاتسامح الذي ينفي التسامح يجب أن يقابل بالمماثل بعينه، وهو اللاتسامح.
و قد أكد الفيلسوف اليوناني هيرقليطس أن العنف هو أصل كل الأشياء في قوله "إن القتال هو أبو سائر الأشياء " فهو قصد عدواني لإثبات الذات، ومصدر التسلط، وأداة شرعية أخلاقيا ودينيا لاسترجاع الحقوق المغتصبة و يذهب هيرقليطس إلى أنه لكي تكون الأشياء لابد من نفي شيء أو تحطيمه.
كما أن العنف هو مصدر السلطة فالإنسان أناني بطبعه يسعى دائمل لإثبات ذاته و فرض سيطرته على الغير يقول هوبس " الإنسان ذئب لأخيه الإنسان" و يرى كالكاس أن العنف هو المسيطر في الطبيعة وفق مبدأ البقاء للأقوى فمثلا اللبوءة تقتل صغيرها إذا ولد بعاهة لأنه لن يقدر على إصطياد فريسته ومنه سيغير من قانون الغاب يقول في هذا " وكذلك الأمر بالنسبة إلى المجتمع الإنساني، فمن العدل أن يكون الأقوى فيه هو المتفوق وصاحب السلطة. فليأت إنسان قوي و جبار و حينئذ يمكننا أن نعرف "القانون الحقيقي و هو قانون الأقوى " و يمكننا معرفة من هو الذي ننحني أمامه"و يرى نتشه أن الأخلاق من صنع الضعفاء لتبرير ضعفهم و أن البقاء للأقوى فلا سبيل إلى السلطة إلا بالقوة و التجبر يقول نتشه " إخواني أضع فوقكم هذه اللائحة كونوا قساة " كما يرى ميكيافيلي أن البقاء في السلطة يفرض على الحاكم أن يكون مخادعا متسلطا و أن يعمل وفق مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"
و يرى فرويد أن العنف ميل فطري طبيعي في كل إنسان فهو أصل الإنسان وسلوكاته فالعنف عند "فرويد" هو نتيجة صراع بين نزعتين أساسيتين: نزعة الحياة ( إيروس ) ونزعة الموت ( ثناطوس)، الأولى تنزع نحو المحافظة على حياة الذات، والثانية تنزع نحو إرجاع الحياة إلى السكون.كما أن سببه هو كبت مختلف الرغبات و الغرائز يقول" إن الضغط الاجتماعي يتحول نفسيا إلى كبت لدى الفرد ليعود في شكل سلوكٍ عدواني ضد ما يعتبره المسؤول عن معاناته. وقد يصل به الأمر إلى استرخاص الحياة واختيار الموت" .
أما آنجلز فيرى أن العنف هو السبيل لتغيير الوضع السيء داخل المجتمع و هذا ماجعله يدعو رفقة ماركس إلى ضرورة الثورة على الرأسمالية فالعنف يولِّد مجتمعا جديدا، كما قال "أنجلز". فأمام العنف الاجتماعي الظالم ( اللامساواة الاجتماعية والتفاوت واستغلال طبقات لطبقات أخرى)، يوجد عنف مضاد عادل هو العنف الإيجابي البنّاء الذي يهدف إلى تصحيح الواقع الرديء وإعادة بنائه بصورة تتناسب أكثر مع قيم الخير والحق والعدل في الحياة ـ بناء المجتمع الاشتراكي ـ
كما أن العنف وسيلة تشرف بشرف غايتها ف الثورة الأصيلة هي في أساسها غاية أخلاقية أمام الاضطهاد والظلم من حيث إنها تسعى إلى استرجاع الحق وتحقيق العدل مثل الثورات التحريرية فالعنف (الإيجابي) تبرّره الأديان و الأخلاق "الجهاد في سبيل الله و الوطن":وهنا يمكن القول بأنه لا يوجد عنف من أجل العنف؛ أي لا يتخذ العنف من نفسه غاية.ولكنه كوسيلة ضرورية " شر" من أجل غاية سامية. يقول روسو "ليس لنا فقط، الحق، بل من الواجب أن نثور إذا اقتضت الضرورة ذلك. فهناك نوع من الأخلاقية تدعونا إلى حمـل السلاح في أوقات ما" . ويقـول ماو" نقوم بالحرب من أجل السلم لا الحرب من أجل الحرب" .
نقد و مناقشة: رغم ماقدمه هِؤلاء لإثبات ضرورة إستعمال العنف إلا أن القول بأنه طبيعة إنسانية مبالغ فيه فقد أثبتت دراسات "فروم" أن الحيوانات لا تلجأ إلى العنف إلا لضرورة بيولوجية فكيف نسقط هذه الصفة على الإنسان و هو كائن عاقل كما أن تبرير العنف بحجة الغاية ماهو إلا مبرر كاذب يخفي وراءه نوايا خبيثة
عرض نقيض الأطروحة : " لابد من مقابلة العنف بالتسامح "
إن العنف لا يولد إلا العنف عاجلا أم آجلا فهو ظاهرة سلبية تهدد إستقرار المجتمع فمقابلة العنف بمثله يولد اللاأمن داخل المجتمع لذلك لابد من محاربته من خلا مقابلته بالتسامح الذي يعبر عن وعي الذات للموقف وإمكانية التحكم فيه، وذلك من خلال محاربة الشر وقطع الجذور التي تغذيه و يدافع عن هذا الرأي كل من غاندي ,راسل ,كانط ,فولتير و يبرر هؤلاء موقفهم بالحجج و البراهين الآتية :
إن العنف ليس قدرا محتوما؛ وعلى هذا الأساس، يمكننا أن ننظر إليه بصفته تابعا لغاية ، وهو الأمر الذي يفتح لنا مجالا للأمل في محاربته عن طريق محاربة أسبابه فتبرير العنف والإعداد له بحجة الدفاع عن النفس،و حماية القيم الإنسانية كما تفعل بعض الدول العظمى اليوم، ماهو إلا ذريعة تخفي وراءها نوايا خبيثة هدفها إستنزاف خيرات الشعوب الضعيفة و تدميرها.
إن المشاكل لا تحل بالعنف و إنما بالتسامح فهو قيمة إنسانية تعبر عن حكمة الإنسان وسموه عن المجتمع الحيواني و ليس سلوك الضعفاء و هذا ما يشهد به التاريخ الإنساني ولنا في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) وسيرته أرقى النماذج السلوكية لمقابلة الشر بالخير والتعامل بالرفق واللين، والتأليف بين القلوب بالحسنى، والارتقاء بالإنسان إلى المحبة لأخيه الإنسان ما يحب لنفسه. فرغم ما لقيه من قومه قريش إلا أنه عند فتح مكة عفا عنهم جميعا رغم أنه كان في موقع قوة بقوله(صلى الله عليه وسلم) "إذهبو فأنتم ألطلقاء"قال ( صلى الله عليهوسلم ) : " إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه ". رواه مسلم. " و كذلك قول النبي يوسف لأخوته بعد أن أصبح عزيز مصر رغم ما فعلوه به قال تعالى ( قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو أرحم الراحمين ) سورة يوسف الآية 92
ولنا أيضا في حياة " غاندي " وسيرته الذاتية وكفاحه السلمي ضد الإستعمار الإنجليزي ، خير دليل عن ثقافة اللين ومقابلة الشر بالخير، حيث قال: " اللاعنف هو قانون الجنس البشري، كما أن العنف هو قانون البهيمة ". و يرى غاندي في اللاعنف، شكلا من أشكال النضال الأكثر حيوية وأصالة بالقياس إلى قانون القصاص بالمثل الذي يترتب عنه مضاعفة الأذى مرتين". فيحارب العنفُ السلبي بـ" نقيضه الإيجابي، يقول غاندي "إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة"و يقول كذلك" لو كانت المسألة مسألة قوة فإنه يكفي أن يبصق كل هندي بصقة واحدة لكي نغرق جزيرة بريطانيا " و يقول هورتون " في سعيك للإنتقام إحفر قبرين أحدهما لنفسك "
كما أكد "إيمانويل كانط " من خلال الواجب الأخلاقي على ضرورة التسامح حيث يرى أنه علينا فعل الخير لأنه خير و الإبتعاد عن الشر لأنه شر وقد عرض هذا في كتابه"مشروع الصلاح الدائم" حيث يقول "راسل "في هذا الشأن "الشيء الذي يحرر البشر هو التعاون وأول خطوة إنما تتم في قلوب الأفراد,و المألوف أن يتمنى المرء الخير لنفسه,و ينبغي كذلك أن يتمنى الخير للآخرين",. فالتسامح هو الذي يحقق التعايش بين بني البشر و يبعدهم عن كل الصراعات الطائفية والعقائدية و مثال عن ذلك التعايش السلمي بين المسلمين و أهل الذمة في عصر الفتوحات الإسلامية ,فالتسامح فضيلة إنسانية سامية و هذا ماجعل منظمة اليونيسكو تخصص له يوم عالمي و هو 16 نوفمبر
نقد و مناقشة: رغم ماقدمه هؤلاء لإثبات أهمية التسامح في حياتنا إلا أنه ليس من الحكمة أن نسامح كل من يظلمنا و سلب منا حقوقنا فما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة ,كما أن تعميم التسامح و مقابلته بكل سلوك عنيف يعني رفع العقوبة عن المجرمين و الطغاة و دليل على الضعف و الجبن لذلك يقول جان روستان "قد يصل التسامح إلىالدرجة التي يصبح مرادفا للإهانة".
التركيب: يمكن القول أن الرد على العنف يتحدد حسب طبيعة الموقف فبعض المواقف تستلزم على الإنسان اللجوء إلى العنف لنيل حقه و الدفاع عن ممتلكاته و منها من يستوجب عليه التعامل باللين و الرفق فعلى الإنسان أن يكون حكيما في إصدار قراراته و يحاول أن يعامل غيره وفق مبدأ التسامح و الرفق ولا يلجأ إلى العنف منذ البداية و يجعل منه الحل الأخير في الرد على إساءة الغير . والتعامل بهذا المبدأ الإنساني السامي لا يتحقق إلا بتوفر جملة من الشروط أبرزها تراضي طرفي المسامحة، وقبول أحدهما بالآخر، والصفح عنه بلا اعتراض، وعدم الرجوع لما كانا عليه، وإلا كان التسامح مجرد خديعة ومراوغة وكسبا للوقت
خاتمة : (حل المشكلة )
في الختام نستخلص أن الإنسان في سعيه لتحقيق الفضيلة مطالب بنشر المعاني الإنسانية الفاضلة,و سبيله في ذلك العقل كقاسم مشترك بين الناس فإذا لم نكن إخوة في الدين والوطن فنحن إخوة في الإنسانية وهكذا يكون التسامح ضروريا لبناء الأسرة والمجتمع و الإنسانية جمعاء, ويصبح واجبا علينا تعزيزه وإشاعة روح الحوار وقيم الرحمة والتسامح في البيت والشارع والمدرسة ومواقع العمل و نبذ كل مظاهر العنف و الظلم و الأنانية و هذا ما تجسده مقولة فولتير " إننا أبناء من نفس الأب ,و مخلوقات من نفس الإله وإننا عجين من الأخطاء و النقائص إذن فلنتسامح فيما بيننا ".
ا