ملخص كتاب كارل ياسبرز مدخل إلى الفلسفة
ملخص و قراءة في كتاب مدخل إلى الفلسفة لمؤلفه الطبيب النفسي و أحد عمالقة الفلسفة الوجودية كارل ياسبرز :
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول......ملخص كتاب كارل ياسبرز مدخل إلى الفلسفة.
الإجابة هي كالتالي
ملخص كتاب كارل ياسبرز مدخل إلى الفلسفة
ولد كارل تيودور ياسبرز في 23 فبراير 1883 في مدينة أولدنبورغ الواقعة شمال ألمانيا بالقرب من بحر الشمال، حيث عاش أسلافه لأجيال عديدة. كان ابنًا لمصرفي وممثلًا للبرلمان (Landtagesabgeordneten)، كارل فيلهلم ياسبرز (1850–1940) وهنرييت تانتزن (1862–1941)، الذي ينحدر أيضًا من عائلة شاركت في البرلمان المحلي. تأثرت بيئة عائلة ياسبرز بشدة بالثقافة السياسية لليبرالية شمال ألمانيا، وغالبًا ما كان يشير إلى مناخ الفكر الديمقراطي الليبرالي المبكر باعتباره جانبًا تكوينيًا لتعليمه. علاوة على ذلك، على الرغم من أنه ادعى أنه لم يتأثر بأي عقيدة كنسية على وجه التحديد، إلا أن فكره تشكل أيضًا بروح البروتستانتية في شمال ألمانيا، ويمكن وضع نظرته الفلسفية في كثير من النواحي في التقليد الديني لكانط وكيركجارد.
كان ياسبرز تلميذًا في Altes Gymnasium في أولدنبورغ. منذ طفولته المبكرة، عانى ياسبرز من توسع القصبات المزمن الذي أضعف قدراته البدنية وشكل وعيه بإعاقاته الجسدية روتينه طوال حياته البالغة وشكلت حساسيته للقضايا النفسية، بما في ذلك المعاناة الإنسانية. أرجع ياسبرز قدرته على إجراء روتين معياري وتكريس حياته لعمله الإبداعي إلى انضباطه الصارم فيما يتعلق بصحته.
في عام 1910 تزوج من جيرترود ماير (1879-1974)، التي تنحدر من عائلة تجارية يهودية ألمانية متدينة. في ذلك الوقت، كانت تعمل كمساعدة في مصحة طبيب الأعصاب والطبيب النفسي أوسكار كونستامز (1871-1917) وكانت أخت أصدقائه المقربين غوستاف ماير والفيلسوف إرنست ماير. فقط بفضل زواجها من الفيلسوف المعروف كارل ياسبرز، تمكنت جيرترود ماير من البقاء في ألمانيا خلال الفترة النازية.
يطرح كارل ياسبرز و يدرس في مؤلفه مدخل إلى الفلسفة عدة مواضيع فكرية و فلسفية هامة و سيلاحظ القارىء أن ما أذاعه ياسبرز في كتابه هذا يمثل نزعته الوجودية المؤمنة ما أطلق عليه الإيمان الفلسفي و هو عبارة عن إله موجود و الوجوب المطلق و الإنسان محدود و ناقص يحيا تحت قيادة الاله و لحقيقة العالم الواقعة طابع متلاشي بين الإله و الوجود الإنساني.
يدرس و يناقش ياسبرز بداية الفلسفة التي بادر ياسبرز بالقول بأنها مجال الذي تستظل به الأراء و التوجهات متناقضة و متضاربة و هذا يذكرنا بقول فيلسوف الوجودي آخر جان بول سارتر حينما قال "إذا التقى فيلسوفان، فأفضل ما يمكنهما القيام به هو الاكتفاء بالتحيّة" و هذا ما يميز الفلسفة عن العلم يقول ياسبرز :
"وأسوأ ما في الأمر بالنسبة إلى أي انسان يؤمن بالعلم ، أن الفلسفة لا تقدم نتائج قاطعة ، أو معرفة يمكن ملكها . لقد حصلت العلوم على معارف يقينية تفرض نفسها على الناس جميعاً ، أما الفلسفة فلم تنجح في ذلك رغم جهد آلاف السنين . لا أحد يستطيع أن ينكر أن لا إجماع في الفلسفة على معرفة حاسمة . فما أن تفرض معرفة نفسها على كل إنسان لأسباب قاطعة حتى تغدو لتوها معرفة علمية ، فتخرج عن نطاق الفلسفة وتدخل في مجال خاص من المجالات التي يمكن أن تحيط بها المعرفة."
في سياق نفسه يؤكد "أما أن الفلسفة بأشكالها المختلفة ينبغي ، بعكس العلوم ، ألا تحفل بالاتفاق الاجماعى ، فهذا أمر لا بد أنه قائم في طبيعتها ان ما يجد المفكرون لاقتناصه منها ليس يقيناً علمياً لا يتغير من فهم إلى آخر ؛ بل الأمر يتعلق بفحص نقدي يشارك في انجاحه الانسان بكل كيانه. ان المعارف العلمية تتعلق بموضوعات خاصة ليست ضرورية أبدأ بالنسبة إلى كل انسان . أما في الفلسفة ، فالأمر يتعلق بمجموع الوجود الذي يم الانسان كإنسان ؛ وهو يتعلق بحقيقة ما أن تطع حتى تنفذ إلى صميم الإنسان أكثر من أية معرفة علمية "
تحدث كذلك أن التفكير الفلسفي يتجلى نبعه في الأطفال و أسئلتهم على شكل إستكشافية سرعان ما تختفي تلك الموهبة تحت وطئة الأراء الشائعة و الإصطلاحات و الأحكام السابقة و العادات و التقاليد و كذلك في مرضى العقليين و تتبدى الفلسفة في الأمثال الشعبية و الحكم الشائعة و النظرات السياسية و في الأساطير منذ فجر التاريخ.
تحدث كذلك عن من يناصبون العداء للفلسفة و هما الكنيسة و الإستبداد السياسي لأنها حسب ياسبرز تحرض أي الفلسفة على تقويض النظام و تحض الفكر على الاستقلال و بالتالي على السخط و التمرد.
في جزء تحت عنوان أصول الفلسفة يحاول أن يستظهر ياسبرز دوافع إلى الفلسفة و يخلص إلى أن أصول الفلسفة قائمة في الدهشة التي دفعت أفلاطون و أرسطو إلى البحث عن ماهية الوجود و في الشك الذي ديكارت البحث عن اليقين من خلال اللايقين و في الشعور بالضياع و التوهان الذي دفع الرواقيون إلى البحث عن الطمأنينة في آلام الحياة
في الفصل الثالث يناقش ياسبرز مفهوم الشامل، والذي يقول عنه بأنه "مجموع كل ما هو موجود، بقدر ما يمكن أن نفكر فيه" . ويجادل بأن الشامل ليس كيانًا ثابتًا أو متناهيا، بل هو عملية ديناميكية ومفتوحة تتشابك و تتماهى فيها الذات مع الموضوع أي كما ينقل ياسبرز على لسان شوبنهاور لا موضوع بدون ذات و لا ذات بدون موضوع و يقول كذلك و إن كل موضوع يأتي إلي من أعماق الشامل و من أعماق ث و ض اللي تا#أنبثق كذات. كما أنه يذكر أنواع مختلفة للشامل، مثل التجريبي أي إمبيريقي، والعقلاني، والميتافيزيقي، والمتعالي، ويشرح كيفية تفاعل هذه الأنواع ببعضها البعض و علاقاتها بالفلسفة. ويختتم بالقول إن الشامل هو الغاية النهاية للفلسفة، لأنها تهدف إلى فهم معنى وجوهر الواقع في مجمله.
في فصل الرابع يبحث في فكرة الإله إذ يرى ياسبرز أنها ليست طرحًا نظريًا أو عقائديًا أو علميا ، بل هي تجربة حية وشخصية تعبر عن شوق الإنسان إلى المطلق أو العلو عبر ممارسة حريته .
في فصل الخامس بعنوان الوجوب المطلق تحدث فيه عن تصرفات و أفعال يقوم بها الإنسان نابعة عن دافع داخلي يتجاوز الزمان و المكان و المنفعة و يكون مخلصا لقضاياه و أفكاره مثل مبدأ التفلسف يعني أن تتعلم الموت و مبدأ الواجب الكانطي و الأمثلة شخصية سقراط و سينيكا
في فصل السادس يتساؤل ما الإنسان و يرى أن الإنسان يمكن أن تناوله من جهتين كموضوع و البحث المعرفي و العلمي و من جهة أخرى ككائن حر تحدث عن مناهج المعرفة التي تناولت الإنسان كموضوع مثل علم الوضائف و علم النفس و نظريات العرقية و التحليل النفسي و الماركسية و هذه المناهج و السبل يراها قاصرة لا تتناول الإنسان بمحموعه و كليته ككائن حر يخلق ذاته حين يقرر.
في فصل السابع يتناول مفهوم العالم من منظور كانطي إذ نراه يطبق مفهومي الظواهر phenomena و الشيء في ذاته noumena على المعرفة العلمية مثلا في العلوم الفلكية لا نرصد في الظواهر الفلكية إلا بقدر ما تسمح لنا التجربة و ليس صميم الأشياء.
في فصل الثامن يناقش ياسبرز جدلية الإيمان و الأنوار يأخذ على عاتقه الدفاع عن الأنوار الحقيقية التي تعزز المبادىء الخمسة للإيمان الفلسفي و هو عبارة عن إله موجود و الوجوب المطلق و الإنسان محدود و ناقص يحيا تحت قيادة الاله و لحقيقة العالم الواقعة طابع متلاشي بين الإله و الوجود الإنساني و التي أصل لها في الفصول السابقة.
في فصل التاسع تحدث عن التاريخ و أهميته و مغزاه و طرح فيه ما سماه بالتاريخ المحوري الذي يقع بين 800 قبل الميلاد و 200 قبل الميلاد الذي ظهر فيه شخصيات عظيمة حفل بها التاريخ مثل بوذا و كونفوشيوس و لاو تزو و الفلاسفة اليونان مثل أفلاطون و هيراقليطس و الأنبياء في أرض كنعان فيلسطين و النبي زرادشت مؤسس الأول للتوحيد. شكل هذا العصر المحوري الإنسان الذي نعرفه الأول بمقولاته و أديانه و فلاسفاته و قلقه و شكوكه و تسائلاته.
كما طرح التاريخ بمعنى يقارب المعنى الهيغلي أن التاريخ هو تطور وعي البشر بذاتهم و حريتهم و وحدية الإنسانية.
في فصل العاشر تناول ياسبرز مفهوم الإستقلال الفلسفي و لا يقصد معناه السلبي أي الزهد في المشاعر و الافكار و العالم و الأشياء و الحرية بعنى أي إنكار الوضع الإنساني في هذا الوجود و إن أي الوضع الإنساني يفرض علينا أن ننخرط في العالم و أن نتفاعل مع الأشياء و المشاعر و الأفكار و الحرية لكن يدعونا ياسبرز أن نمارس إستقلالنا الفلسفي كبشر من خلال تعميق وضعنا الإنساني ، أن نتفاعل مع الأشياء لا أن نملكها أن تتألم من تفاعل مع الألم لا نشكو منه.
في قسم تحت عنوان المعنى الحياة الفلسفي عالج فيه دور التفلسف في مواجهة القلق الوجودي و أسئلة الموت و الحياة من منظور الفلسفة الوجودية و يمكن تلخيص هذا الفصل في مقولة التالية " إن التفلسف يعني أن يتخذ المرء قرارا بأن أن يجعل النبع الحي في ذاته ينبجس من جديد ، وبأن يجد مرة أخرى طريقاً إلى دخيلة نفسه ، وبأن يساعد نفسه بنفسه بعمل صميمي ؛ إلى أقصى حد تطبقه قواه ."
في قسم من الكتاب بعنوان تاريخ الفلسفة عالج فيه مواضيع مثل الفلسفة و الكنيسة و هدف من دراسة الفلسفة و ألقى ياسبرز نظرة على تاريخ الفلسفة.
إن الفلسفة قديمة قدم الدين لا يعرف لها بداية و قد تجسدت في شخصيات منعزلة ذات مكانة عظيمة من الصفاء و السمو و الصدق الروحي في مملكة العقول و هي ليست دوغما و لا ذو طابع مؤسساتي ، إن الفلسفة ينبوع يمد الفكر أجنحة بدون عنف و تمد النفس نظاما تستقيه من الأصل الصميم خاص بها.
كما تناول ياسبرز دراسة الفلسفة و هي ذات ثلاثة شعب :
◼️عمليا و هو التمرن المرء على العمل الداخلي
◼️موضوعيا و هو مرور بتجارب من خلال دراسة العلوم و الطرق و المذاهب
◼️تاريخيا ينبغي أن يتمثل التراث الفلسفي
ثم قفز الكاتب إلى تلاوة التاريخ الفلسفة حيث تطور التفكير الفلسفي بشكل مستقل في الصين و الهند و في الغرب إلى غاية العصر المحوري 800 إلى 300 ق.م الذي شكل حسب ياسبرز الإنسان الحديث على الفكري و الروحي ثم شهد التفكير الفلسفي إنحطاط و إنحسار مع ظهور الأديان الكبرى الثلاث بسبب عقيدة الخلاص ثم عاد و إبنبثق تدريجيا في العصر الوسيط في شكل مذاهب مدرسية.
يرى كارل ياسبرز أن الحضارة الغرب تتميز عن غيرها كونها ديناميكية و أكثر حية و قابلة للتجديد و متجددة عبر الأزمات و التطورات ثم بننوع الالسنة و الشعوب التي تفاهمت فيما بينها و بتطور العلم.
ثم يعرج إلى حديث عن الفلسفة الغربية و يقسمها إلى الفلسفة اليونانية التي تطورت من الأسطورة إلى العقل و خلقت المفاهيم و المقولات التي أسست العقل الغربي ثم مرحلة الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط هي فلسفة مدرسية إستقت من الكتاب المقدس و إكتفت بتأويل العقلي لنصوص الدينية و تشكل في هذا العصر اللاهوت
ثم ينتقل إلى الفلسفة الأوروبية الحديثة التي ولدت مع العلم و إستقلال الإنسان إزاء كل سلطة و من أشهر أعلامها غاليلو و برونو و سبينوزا ثم يختم بفلسفة الألمانية الحديثة و أشهر أعلامها كانط و شيلينغ و يقول أننا نجد لدى هؤلاء عمق التأملي فاق ما كان للغرب في ذلك الوقت لعله يقصد الفلسفة في إنكلترا و فرنسا و إطاليا.
إستلهم الغرب تفكيره من العصور القديمة و الكتاب المقدس و من اللاهوتي قديس أوغسطين.
في قرن التاسع عشر شاهدت الفلسفة نوع من إنسداد أنبأ بأزمة حقيقية حتى ظهرا شخصيتين عظيمتين أعادا للفلسفة شيئا من الأمل هما كيركريغارد و نيتشه.
الخاتمة:مدخل إلى الفلسفةكارل ياسبرز
يعد هذا الكتاب مدخل جيدا و لا بأس به إلى فكر كارل ياسبرز و إلى الفلسفة الوجودية المؤمنة الذي كارل ياسبرز أحد أعلامها و إني عندي بعد مآخذ على الترجمة الدكتور فتحي محمد الشنيطي لما فيها يلاحظ القارىء نوع من الركاكة في بعض النصوص