ما هي أخطاء المسلسل التركي أرطغرل
نرحب بكم زوارنا الاعزاء على موقع النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل المعلومات والحلول الثقافية عن اسالتكم التي تقدمونها ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول..........................أخطاء المسلسل التركي أرطغرل
.وتكون اجابتة الصحيحة هي الأتي
أخطاء المسلسل التركي أرطغرل
تصوير الأيوبيين كجبناء وخونة، وسرقة انجازات المماليك، وبأنه أنقذ المسلمين من المغول والفرنجة رغم أنه لم يكن حاكما ولم تذكره المصادر التاريخية.
وصلني الكثير من الرسائل التي تطلب أن أقوم بتقييم المسلسل التركي أرطغرل، ولهذا سأقوم وبشكل نقاط بسرد هذا التقييم الذي يعتمد على المصادر والمراجع التاريخية، وأما النقاط فهي:
1) لم يكن هنالك حاكم يدعى أرطغرل، فالمسلسل يصور أرطغرل كحاكم لشمال غرب الأناضول بين عامي 1230م و 1281م، وبالتأكيد هذه معلومة تاريخية خاطئة، حيث لم يتم ذكر أرطغرل في كتب الذهبي وابن كثير وابن بطوطة وابن الجوزي والمقريزي وهؤلاء منهم من أدرك أرطغرل ومنهم من وُلد بعد حوالي 20 عام أو 100 عام من وفاته، وكذلك لم يتم ذكره في المصادر البيزنطية سواء في الأرشيف أو في كتب المؤرخ البيزنطي جرجس باشيميريس الذي كان في زمن أرطغرل بحسب تواريخ المسلسل، وأما الحقيقة فهي بأن أرطغرل هو إنسان عادي لم يكن حاكما، وأصبح ابنه عثمان محافظاً على الحدود السلجوقية، ولكن بعد قرون أضاف له العثمانيين الاساطير لأهداف كثيرة.
2) يَدَعي المسلسل بأن أرطغرل هو ابن سليمان شاه زعيم قبائل قايي التركية وهذا خطأ، فإذا رجعنا إلى كتاب "تواريخ آل سلجوق" للمؤرخ يازجي أوغلو علي والذي كتبه عام 1436م في عهد السلطان العثماني مراد الثاني فإنه يذكر بأن والد أرطغرل يدعى غوك آلب، وكذالك لم يذكر هذه الصلة محمد باشا القرمانلي وهو الصدر الاعظم للسلطان العثماني محمد الفاتح.
3) كل قصص أرطغرل هي قصص خرافية اسطورية تم تدوينها بعد أكثر من 400 عام من تاريخ وفاته المفترض، وهذا في ٱطار سعي السلاطين العثمانيين لتقديم نسب وأصل واضح يفتخرون به، ففي أول قرنين كانوا يدعون بأنهم من قبائل الغز التركية وعند ضمهم لمصر عام 1517م إدعوا لفترة قصيرة بأن أصلهم من عرب الحجاز، وكذلك إدعوا لفترة قصيرة بأنهم من نسل الخليفة عثمان بن عفان (ر) بحسب المؤرخ ابن إياس، ولكنهم لاحقا دونوا رواية رسمية تقول بأنهم من نسل سليمان شاه زعيم قبائل قايي التركية، واعتمدوا هذه الرواية ونشروها، وحتى قاموا بتدوينها في الكتب التاريخية التي تم إعادة نسخها، وفي هذا المسلسل أيضاً أضافوا له بطولات أسطورية جديدة فوق البطولات الأسطورية التي كتبها العثمانيين.
4) قام المسلسل بتصوير الأمراء الأيوبيين كجبناء وضعفاء وأغبياء وصور الأمراء السلاجقة كشجعان وأقوياء، وأن السلاجقة وقفوا بشجاعة أمام المغول في حين كان الأيوبيين خونة، وهذا خطأ فادح وتشويه متعمد للأيوبيين، فمثلا أمير ميافارقين الكامل الأيوبي مات شهيداً بعد أن واجه هولاكو بشجاعة، وأمير حماه المنصور الأيوبي كان أحد قادة الإنتصار في معركة عين جالوت على المغول، في حين تسابق أمراء السلاجقة لتقديم مراسيم الولاء والذل للمغول، واعتبروا انفسهم ولاة للمغول على بلادهم.
5) قام المسلسل بسرقة انجازات المماليك وأهمها الإنتصار في معركة عين جالوت وإيقاف تقدم المغول، حيث قام المسلسل بتصوير أرطغرل كصاحب الفضل في هذا النصر والذي لولا مساعدته للمماليك وإرساله للمقاتلين ما كان هذا النصر ليتحقق، وبكل تأكيد ما ورد في المسلسل خاطئ ولم يرد في أي مصدر تاريخي.
6) قام المسلسل بتصوير أرطغرل كموحد لبلاد المسلمين، وأنه صانع التحالف بين المماليك والقبيلة الذهبية، حيث ظهر في المسلسل أن السلطان المملوكي بيبرس لم يكن يثق بزعيم دولة القبيلة الذهبية بركة خان، ولم تتحقق هذه الثقة إلا بعد أن أرسل أرطغرل رسالة إلى الظاهر بيبرس يضمن فيه بركة خان، وبكل تأكيد ما ورد في المسلسل خاطئ ولم يرد في أي مصدر تاريخي.
7) قام المسلسل بإختراع مؤامرة وهمية حول إعداد جماعة فرسان الهيكل لحملة صليبية جديدة كانت ستجتاح وتدمر بلاد العرب والمسلمين لولا قيام أرطغرل بكشف هذه المؤامرة وإفشالها، وبكل تأكيد هذه المعلومة خاطئة، ففرسان الهيكل في زمن أحداث المسلسل كانوا في أسوأ حالاتهم ويتلقون الضربات من المماليك، فقد طردهم المماليك من صفد عام 1266م.
8) يصور المسلسل أرطغرل كحاكم على مناطق شمال غرب الأناضول وأهمها مدينة سكود، وأن الإمبراطور البيزنطي ضعيف أمامه، ولكن في الحقيقة وطبقا للمصادر التاريخية، كانت تلك المناطق في الزمن الذي يشير له المسلسل تابعة للبيزنطيين، وكان الإمبراطور البيزنطي آنذاك ميخائيل الثامن باليولوج قوي فقد استرد القسطنطينية من الكاثوليك وأعاد تاجها للأرثوذكس، وكان ثلث جيشه من المرتزقة الأتراك، وقد إحتمى به السلطان السلجوقي كيكاوس الثاني عام 1262م، وللإمبراطور البيزنطي دور في تنصيب السلطان مسعود الثاني السلجوقي سلطاناً على الأناضول.
وفي النهاية واجب علينا أن نلاحظ كيف الأتراك صنعوا من الأوهام ملحمة تاريخية جذبت الملايين في دلالة واضحة على مدى إنتمائهم لتاريخهم الذي يسعون لجعله بأبهى صورة، بينما العرب ورغم الكم الهائل من الأبطال الذين صنعوا تاريخهم ولكن مصير سيرتهم للأسف إما التجاهل أو الطمس أو التشويه أو الإنتقاص.
****** المصادر:
1) تواريخ آل سلجوق، يازجي أوغلو علي
2) بدائع الزهور في وقائع الدهور، ابن إياس
3) سير أعلام النبلاء، الذهبي
4) تاريخ الدولة العلية العثمانية، محمد فريد بك
5) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي
6) دولت عليَّة عثمانيه، سعد الدين أفندي
7) حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، جلال الدين السيوطي
8 )موسوعة تاريخ الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة السياسي والعسكري والحضاري، يلماز اوزتونا
9) التاريخ السياسي لِلدولة العثمانية، آمجن فريدون
10) جامع التواريخ، الهمداني
****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
****************