في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

2مقالة خاصة بالاقسام التقنية : الوجودية والبراغماتية

مقالة حول المذهب البراغماتي والوجودي "جدلية".+مقالة المذهب التجريبي والعقلان

وهي كالتالي 

هل اساس المعرفة العمل النافع ام العقل المجرد؟

المقدمة: ينطلق جل الفلاسفة والمفكرون من دراسة المعرفة وبحثها من ناحية الإمكان والوجود، ومن ناحية الطرق التي تؤدي اليها، وبما ان المعرفة تخص الانسان دون سواه . انطلق الفلاسفة في بحثها علّهم يجدون سبيلا الى منتهاها ، فكان سؤالهم كالتالي: هل المعرفة عقلية وبالتالي مطلقة؟ ام ان معيارها نفعي وبالتالي هي نسبية؟ بمعنى اخر هل معيار المعرفة نظري تجريدي، ام ان معيارها عملي نفعي؟ 

محاولة حل المشكلة: 

الموقف الأول: " المعرفة معيارها عملي نفعي " يرى انصار هذا الموقف ان أفعال الإنسان لا تكون خيرا أو شرا إلا إذا حققت أو توقع من ورائها نفعا ، فإن أدت إلى ضرر أو عطلت نفعا كانت شرا. هذا هو رأي مذهب المنفعة في الأخلاق. فالبراغماتية فلسفة عملية لها جذور ترجع إلى الفلسفة اليونانية بدأت مع ارستيب القورينائي أي الى نحو (435 / 355 ق م ) حيث مصدر القيم الأخلاقية يكون بوحي من اللذة والألم فاللذة هي الخير الأعظم يرى الفيلسوف اليوناني ابيقور بان اللذة هي الخير الاسمي ، لكن دون الإفراط في اللذات ، بمعنى ان نتبع اللذة التي لا يعقبها الم ، بل ويطلب الألم إذا كان يحقق له لذة أعظم منه. وقد نحتها أصحابها من الكلمة اليونانية التي تعني العمل النافع أو المزاولة المجدية، ويصبح المقصود منها هو المذهب العملي أو المذهب النفعي. ثم عادت إلى الظهور منبثقة من الروح المادية للقرن العشرين ومرتبطة بتطور مناهج البحث العلمية والاتجاهات الواقعية المعاصرة مع الفيلسوف الإنجليزي جيرمي بنتام. لكن المؤسس الحقيقي للبراغماتية هو الفيلسوف الأمريكي بيرس الذي، يرى أن كل فكرة لا بد أن تكون تمهيدا لعمل ما ثم جاء بعده "وليام جيمس " ليقيم بناء المذهب ويؤكد أن العمل والمنفعة هما مقياس صحة الفكرة ودليل صدقها، وظهر بعد ذلك " جون ديوي " ليتم بناء المذهب و يقرر أن العقل هو أداة العمل ووسيلة المنفعة. بالإضافة الى بيرس تشارلز (سانتياغو )ساندرس وفي نفس الاتجاه يرفض وليام جيمس مناقشة القضايا الميتافزيقية مثل : هل العالم واحد أم كثير ؟ وهل هو مادي أم روحي ؟ وهل الإنسان حر أم مقيد ؟ وغير ذلك من القضايا الغيبية المشابهة التي لا تؤدي إلى نتائج نافعة ، لذلك فهي ليست صحيحة ، وهكذا انتهى وليام جيمس إلى تأكيد أن الحقيقة هي كل ما يقودنا إلى النجاح في الحياة يكون الفعل خير إذا كانت نتيجة لذة أو منفعة ويمكن التعرف على درجة خيرية الأفعال عن طريق ما يعرف بحساب اللذات الذي وضعه بنتام وهو مجموعة من المقاييس و هي : الشدة ، المدة ، اليقين ، القرب ، الامتداد ، الخصب والنقاء. هذه المقاييس وان كانت تخص الأفراد فإنها في نظر بنتام لا تلغي تماما المنفعة العامة ، حتى لو كان أساسها المنفعة الشخصية ، لأن اللذة قيمتها في الامتداد يقول : " إن الفضيلة الاجتماعية وقوامها أن يخدم الإنسان مصلحة غيره ما هي إلا تضحية المرء بلذته الخاصة ابتغاء الحصول على قدر من اللذة أعظم " إن بنتام غير مبدأ اللذة بمبدأ المنفعة فقط ، وهو الأمر الذي عارضه الفيلسوف الإنجليزي جون ستوارت مل ، فأساس القيمة الأخلاقية عنده ليس هو اللذة. إن اللذة عنده تثير الاشمئزاز ، وإذا كان بنتام يجعل من المنفعة الخاصة هي أساس المنفعة ، فالأمر على نقيض ذلك عند مل ، فالمنفعة ينبغي أن تشمل اكبر عدد من الناس.

النقد والمناقشة : 

 قد يكون من مزايا البراغماتية نظرتها الواقعية لان الفلسفة هي موقف من اجل العمل وليست أفكارا اكاديمية، لكن إذا أخذنا المنفعة سواء كانت بمعنى اللذة الجسمية أو اللذة العقلية أو كانت بمعنى خاص بأفراد أو منفعة عامة ، ففي كل هذه الحالات نكون قد اهملنا العقل ومن الصعوبة أيضا أن يتفق جميع الناس على منفعة معينة، لأنه أيّ منفعة قد تضر بالآخرين. بالإضافة إلى اختلاف المجتمعات فيما هو نافع ، وان اتفقوا فلا يتجاوز اتفاقهم وجود الخير العام ، ولكن أي خير وما المقصود به ؟ وكيف يمكن تقييمه ؟ ام البراغماتية انعكاس للفلسفة الامريكية تقوم بتمجيد الفرد وتغليب مصلحته الشخصية.

  الموقف الثاني : "ان المعرفة أساسها التفكير العميق "إن الوجوديين لا يضيعون وقتا طويلا في مناقشة مشكلة المعرفة في صورتها التقليدية ، ولا يرجع ذلك كما ظن البعض فيما يبدو إلى أن الوجوديين جميعا يرفضون النزعة العقلية وأنهم ذوي اتجاهات عاطفية تهتم بالوجدان والاندفاع ، ومن ثم لا تبالي بالمعرفة أو الفهم الدقيق أو الحقيقة. فلم يكن الوجوديون قط على هذا النحو من الإهمال ونفاذ الصبر بالنسبة للمشكلة الابستمولوجية بل إن نفاذ صبرهم يرجع إلى اقتناعهم بان الطريقة المألوفة في تناول مشكلة المعرفة هي طريقة خاطئة تثير مشكلة مزيفة. ويكمن الخطأ في أن يبدأ المرء بكيانين يفترض أنهما منفصلان تماما ، ثم يقوم بمحاولة الجمع بينهما. إن أول خطوة خطاها ديكارت في استدلاله، قد ننظر إليها عادة على أنها أقوى الحجج في الفلسفة، و هي قوله : " انا أفكر إذن أنا موجود " فارتيابي وشكي العميق هو نفسه ضرب من التفكير يبرهن على وجودي. غير أن الفيلسوف الوجودي ينتقد هذه الحجة الكلاسيكية ويصفها بأنها مجردة، فانا أولا وقبل كل شيء موجود ، والوجود هو شيء أوسع بكثير من التفكير و اسبق منه. 

فيميل الفيلسوف الوجودي إذن إلى قلب هذه الحجة رأسا على عقب بحيث يقول : "أنا موجود إذن أنا مفكر ". ولم يكن كيركجارد يستطيع أن يتصور حقيقة تظل خارجة عنه، حقيقة لا تكون إلا مشاهدة لروحه. من كتاب ـ الوجودية ـ تأليف جون ماكوري ـ سلسلة عالم المعرفة كما ان الحرية تعتبر من أهم القضايا التي تبحثها الفلسفة الوجودية، وتهتم بها. وهي عند الوجوديين عامةً إنها تعتبر الوجود الإنساني نفسه. وهي ضرورة، لكي يحقق الإنسان وجوده. وهي من أهم المرتكزات عند سارتر، فهو يرى ان الإنسان حر، والإنسان بما هو إنسان لا طبيعة له ، وليست له ماهية محددة ، بل أن ماهيته هي الحرية نفسها. فالموجود الحر فقط هو الذي يختار. وبدون هذه الحرية ينعدم معنى الاختيار. ان الحرية عند سارتر ليست صفة مضافة أو خاصية من خصائص طبيعة الإنسان ، إنها تماماً نسيج وجوده. (الإنسان = الحرية ).

النقد والمناقشة: لكن الا يمكن ان نلاحظ بان هذه الفلسفة تمتاز بالفردانية؟ ما يعاب على الفلسفة الوجودية انها فلسفة متطرفة تجعل الانسان منغلقا على ذاته، وبالتالي فهي ترفض معنى الإنسانية باعتبار انها تنظر الى جل الحقائق نظرة فردية تنطلق من ذات الانسان ، وبهذا اتُهمت بانها فلسفة تشاؤمية انهزامية تتشدد في القول بعدم وجود ماهية للإنسان سابقة على وجوده. كما انها تنظر الى الانسان نظرة جبرية ، بحيث ان الانسان مقذوف في هذا الوجود رغما عنه.  

 التركيب : وعموما نخلص الى القول :بانه يجب الاخذ بالفلسفتين معا لانهما وضعا خدمة لمقاصد معينة اذ يجب الاخذ بالفلسفة العملية بغية استثمارها في الحياة اليومية ، كما يمكن الاخذ بالفلسفة التي ترجع الانسان الى باطنه وتستوقفه على اعماقه ليعيش كل ما يخالجه من حالات نفسية ليختبر مدى تمكنه من اثبات ذاته وحريته ، والراي الصحيح هو ان الانسان ليس هذا او ذاك فقد يأخذهما معا من اجل التوفيق بينهما مع الحفاظ على رسوم كل واحدة منهما كما فعل مفكروا الإسلام وخاصة ابن رشد.   

حل المشكلة : الخاتمة : وفي الأخير وختاما لهذا المقال يمكن ان نقول ان الاختلاف بين المذاهب مهما تكن اشكاله ،لا يعني بالضرورة عدم اتفاقها وعدم تقرب بعضها الى بعض. فهو لم يعد في مفهومه حاجز يمنع تقدير التوجهات التي اختارها أصحابها ، ومن هذا نستنتج ان المعرفة مصدرها العمل النافع وتأمل العالم الداخلي للإنسان في نفس الوقت لان هناك تكامل بين المذهبين السابقين البراغماتي والوجودي. 

.................

مقالة حول المذهب العقلاني والتجريبي بطريقة الجدل

هل المعرفة حسية تجريبية ام هي عقلية مجردة؟

المقدمة طرح المشكلة : لقد اهتمت الفلسفة منذ القدم بدراسة المعرفة على اعتبار انها خاصية إنسانية ، وذلك من ناحية الإمكان والعدم. هل هذه المعرفة ممكنة ام مستحيلة ؟ ثم نظرت الحكمة الى المعرفة من حيث المصدر ، والطريق المؤدي اليها ، لهذا يمكننا ان نتساءل : ما مصدر جميع المعارف التي يتوصل اليها الانسان ؟ هل تنطلق من العقل ، ام ان مردها الى التجربة الحسية ؟ بمعنى اخر هل المعارف التي يكونها الانسان معارف فطرية موجودة من قبل ، ام هي حقائق مكتسبة احدثتها التجربة ؟.

محاولة حل المشكلة : 

الموقف الأول : يرى الفلاسفة العقلانيون وخاصة ديكارت بان العقل هوالمصدر الأول لتحصيل المعرفة الإنسانية وليس التجربة ، لان جميع المعارف تنشا عن المبادئ العقلية القبلية والضرورية الموجودة فيه ، وبالتالي فان معارف الانسان عقلية.

البرهنة : لان المعرفة ترتد الى ما يميز الانسان وهو العقل لا الحواس لان العقل ملكة ذهنية يستطيع الانسان بواسطتها ادراك المعرفة وإصدار الاحكام ، ايانه مصدر جميع أفكاره ، وهو قوة فطرية لدى جميع الناس يقول ديكارت : " العقل هو اعدل الأشياء توزيعا بين الناس ، اذ يعتقد كل فرد انه اوتي منه الكفاية.....يتساوى بين الناس بالفطرة ". اما الحواس فموضوعها عالم الأشياء ومعطياتها نسبية ، وبفضل العقل يكتشف خداع الحواس في قوله :" كل ما تلقيته حتى الان على انه اصدق الأشياء واوثقها ، قد تعلمته من الحواس غير اني اختبرت أحيانا هذه الحواس فوجدتها خادعة...".هذا ويضيف العقلانيون بان المعرفة العقلية التي يتوصل اليها العقل تعتبر حقائق كلية وصادقة فهي شاملة لأنه يمكن تعميمها على كل العقول البشرية في كل مكان وزمان ، وهي قضايا صادقة صدقا ضروريا ، لا يتطرق اليه الشك وبالتالي فهي من الأولويات العقلية البديهية.كما نجد اليقين في الرياضيات والمنطق لانهما يعتمدان على المنهج الاستنتاجي العقلي مثال ذلك : الكل اكبر من جزئه. هذا الحكم صادق دائما وهو ما أكده ديكارت " لا اقبل شيء على انه حق ما لم يتحقق بالبداهة انه كذلك....".

لهذا الحقيقة عند العقلانيين معيارها عقلي هذا وقد اكد الديكارتيون من أمثال سبينوزا ما لنبرانش ، ليبنتز بان العقل يحتضن جميع الحقائق المحدوسة التي تعتبر موضوع المعرفة لان هذه الأخيرة يتوصل اليها الانسان عن طريق الحدس ومن غير مقدمات ، والحدس نور فطري يمكن العقل من ادراك فكرة ما دفعة واحدة ، فهو ادراك مباشر غير مسبوق بمبادئ ولا يقوم على اختبار تجريبي لأنه عمل عقلي محض.

النقد والمناقشة : لكن ما يعاب على انصار هذا المذهب انهم يعتقدون ان المعرفة التي نتوصل اليها عن طريق العقل يقينية بالرغم من ان التاريخ يؤكد بانها نسبية وليست مطلقة بدليل تطور علم الرياضيات كمفاهيم عبر العصور التاريخية وهذا ما يؤكد نسبية المعيار العقلي. كما ان هؤلاء قد بالغوا في تفسيرهم للمعرفة لانهم ركزوا على العقل كمصدر للحقائق التي يتوصل اليها الانسان واهملوا دور الحواس او التجربة وهذا ما يؤكد بان هناك معايير أخرى للمعرفة. 

الموقف الثاني : يرى الفلاسفة التجريبيون وخاصة جون لوك ، دافيد هيوم بان التجربة هي المصدر الجوهري لكل أنواع المعرفة وبالتالي فهي بعدية وليست قبلية ، وقد اعتمدوا على عدة براهين منها : رفض التسليم بالأفكار الفطرية ، والمبادئ العقلية البديهية لأنه لو كانت هذه الأفكار موجودة لتساوى جميع الناس في العلم باعتبار كل واحد منهم يحمل طابعا فطريا من الأفكار يقول لوك :" ان الأبيض ليس هو الأسود ، واللذة ليست هي الألم ، فلا يعقل القول باننا نسلم بهذه القضايا الملموسة والجزئية لأننا نسلم بقضايا أخرى مجردة وعامة هي بمثابة المبدأ بالنسبة الى القضايا الأولى ". كما يؤكد هؤلاء بان العلم في كل صوره يرتد الى التجربة يقول لوك :" ليس في العقل شيء الا وقد سبق وجوده في الحس أولا ". لان الانسان يكون قبل التجربة عبارة عن صفحة بيضاء ، فهو لا يعرف شيئا ويبدا في اكتشاف العالم الخارجي عن طريق الحواس مثال من فقد حاسة فقد العلم المتعلق. بها فالبرتقالة يصل الينا لونها عن طريق البصر ورائحتها عن طريق الشم وطعمها عن طريق الذوق وحجمها عن طريق اللمس. كما ان دايفد هيوم يميز بين الأفكار البسيطة والأفكار المركبة ، فالمركبة هي التي ينتجها العقل البشري ،اما البسيطة هي التي يكونها عن طريق التجربة. وبالتالي فاصل الأفكار حسي يقول هيوم :" لا شيء من الأفكار يستطيع ان يحقق لنفسه ظهورا في العقل ما لم يكن قد سبقته ومهدت له الطريق انطباعات مقابلة له". 

النقد و المناقشة: لو سلمنا بأن المعرفة حسية لكان للحيوان معرفة بإعتباره يملك حواس تفوق الإنسان، وهذا ما يتعذر بطبعه. فالمعرفة لاتنتجها الحواس لأن الحواس تخدعنا فرؤية الشمس تبدو أصغر من الأرض هذا إذا ما نظرنا إليها بالعين المجردة لكنها في الواقع أكبر بكثير.

تركيب : تجاوزا للخلاف السابق يمكننا ان نتبنى موقف المذهب النقدي الذي ارسى دعائمه كانط.حيث يرى في مجال المعرفة ، بان الانسان يستطيع ادراك ومعرفة عالم الظواهر الذي يخضع للزمان والكمان عن طريق وسيلتين هما : التجربة الحسية والعقل فالتجربة الحسية تمنح الانسان معلومات غير مرتبة منفصلة ولتنظيمها لا بد من قوانين عقلية وهذه القوانين تعرف بالمقولات القبلية والتي توجد في عقل الانسان بصورة فطرية والراي الصحيح هو الذي يرى بان العقل يقوم بدور التأليف ومعرفة تركيب الأشياء التي نكونها من عالم الحس. 

حل المشكلة :الخاتمة : وفي الأخير يمكن ان نقول اننا ننظر الى شيء ما ، ثم نحصل على انطباعات حسية عن صفاته كاللون والرائحة والصوت ، ثم نضيف الى ذلك تصورات ومقولات عقلية كتصور الكم والكيف ،وبهذا نستنتج ان المعرفة مصدرها العقل والتجربة معا. فهي ليست فطرية وليست مكتسبة فقط ، بل هي فطرية مكتسبة في نفس الوقت

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
مقالة خاصة بالاقسام التقنية : الوجودية والبراغماتية باك 2024

اسئلة متعلقة

...