في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

ملخص مظاهر تدهور المحيط الحيوي ومخاطره

الجغرافية الحويوية 7

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ ملخص مظاهر تدهور المحيط الحيوي ومخاطره

الإجابة هي كالتالي 

مظاهر تدهور المحيط الحيوي ومخاطره 

 

 إن المحيط الحيوي بدأ يتعرض وبخاصة منذ النصف الثاني من القرن العشرين إلى مظاهر تدمير وتخريب كثيرة تعطي أبعاداً بيئية خطيرة جداً مما جعل الآيكولوجيين يرفعون شعارهم ((انقذوا المحيط الحيوي إذا اردتم الحياة الآمنة)) .

 ومن مظاهر تدهور المحيط الحيوي وأخطاره تناقص دائرة القاعدة السلالية الوراثية التي تضمها الأحياء الفطرية .فقد اختفت وبشكل سريع بل وإلى الأبد الكثير من الأحياء الفطرية التي تمثل السلالات الأساسية لكثير من المحاصيل الزراعية مثل القمح والأرز الذرة ... الخ بل والمتبقي من سلالات هذه المحاصيل في بيئته الطبيعية يتهددها الخطر نتيجة لاستمرار تدهور المحيط الحيوي مما يعرضها لخطر النضوب والنفاد .

 ومما يزيد من خطورة تدهور المحيط الحيوي على مستقبل القاعدة الوراثية أن لكل منطقة حيوية داخل الإقليم الحيوي الواحد سلالات نباتية معينة تتركز فيها دون غيرها .

 وما يقال عن السلالات النباتية يقال عن السلالات الحيوانية وتقدر الاستراتيجية العالمية لصيانة الموارد أن حوالي 22 الف نوع من النباتات . وأكثر من 2 الف نوع من الحيوانات الفقارية مهددة بخطر الانقراض . إضافة إلى آلاف غيرها من الحشرات والرخويات . ومن ثم اختفاء الكثير من السلالات النباتية والحيوانية الفطرية ((برية النشأة)) نتيجة لتدهور المحيط الحيوي تمثل خسارة بالغة الخطورة لمستقبل البشرية .

 وفي هذا المجال يقول الدكتور محمد عبدالفتاح القصاص ((إن سلاح الإنسان في الدفاع عن نفسه هو الإسراع بصيانة المحيط الحيوي والاحتفاظ بحصيلة سلالية وراثية ((برية النشأة)) يعتمد عليها في استمرار استنباط سلالات جديدة ذات مناعة أو مقاومة للأمراض والآفات وتقلبات الظروف المناخية)) .

ومن مخاطر تدهور المحيط الحيوي تناقص مساحة الغطاء النباتي بشكل خطر إذ تتعدى أبعاد هذا التناقص الخسارة الاقتصادية المباشرة لتتضمن الخسارة البيئية ممثلة في الخلل الآيكولوجي والهيدرولوجي وما يصاحب ذلك من مشكلات كثيرة .

 إن تدهور الكساء النباتي وخاصة في مناطق أحباس (( منابع )) الأنهار يؤدي إلى حدوث جرف شديد للتربة وخاصة طبقتها العلوية مما يحرم الإنتاج الزراعي من الاستفادة الكاملة من التربة وليبين خطورة جرف الطبقة العلوية من التربة التي تحوي معظم العناصر الغذائية في التربة وصعوبة تعويضها .

 ويمتد أثر التدهور في المحيط الحيوي ليشمل أيضاً الأحياء المائية وخاصة الثروة السمكية التي نعتبرها مصدراً مهماً من مصادر البروتين الحيواني . ونتيجة للافراط في صيد الأسماك بما يفوق القدرة التجديدية وحدث نفس الشئ في كثير من المسطحات المائية أدى إلى تدهور حيوي خطير وأظهرات بعض الدراسات بأن المسطحات المائية فقدت أحياءها السمكية والنباتية والشعاب المرجانية .

وسائل وآليات صيانة المحيط الحيوي 

أمام هذه المشكلة الملحة بأبعادها البيئية بالغة الخطورة من خلال دراستنا لأهمية المحيط الحيوي وما حدث به من تدهور واستنزاف خاصة في الثاني من القرن العشرين وما صاحب هذا التدهور والاستنزاف من خسائر ومخاطر عديدة بيئة واقتصادية واجتماعية وطبية ، فإن هذا الوضع الخطير يفرض علينا بالحتم وبالضرورة أن نسارع بوضع الإجراءات والآليات التي يمكن من خلالها المحافظة على المحيط الحيوي وصيانته وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة للعودة بها إلى سابق عهدها وقد اصدر الاتحاد الدولي لصيانة الطبيعة والموارد الطبيعية علم 1980 م وثيقة علمية مهمة بعنوان ((كيف ننقذ العالم : استراتيجية عالمية لصيانة الموارد )) How to save the world : Strategy for world conservation 

وقد حدت هذه الاستراتيجية الكثير من الخطوط العريضة التي يمكن من خلالها تحقيق صيانة المحيط الحيوي وإعادة تأهيله وتنميته .

وليس ثمة شك أن مسئولية وقف هذا التدهور وصيانة المحيط الحيوي يقع على عاتق العالم كله المتحضر منه والنامي ، الغني منه والفقير ، المتأثر بهذا التدهور بشكل مباشر أو غير مباشر . فهي قضية تمتد أبعادها البيئية لتمس البشرية جمعاء .

كما أنها قضية متشابكة متداخلة مع شتى الأنشطة البشرية ويعني هذا أن صيانة المحيط الحيوي يجب أن تحظى باهتمام كل المخططين وصانعي القرار حتى نحقق التنمية الإيجابية أو المستدامة التي تضع ((الجدوى البيئية)) في درجة مساوية ((للجدوى الاقتصادية)) من منطق الجدوى الاقتصادية لا تتحقق إلا من خلال تحقيق الجدوى البيئية التي ترتكز أساسا على حماية البيئة وصيانتها .

ولما كان قضية التزايد السكاني في مقدمة الأسباب التي تعجل وتجبر الإنسان على ارتكاب خطيئة هذا التدهور ، فإن العالم وبخاصة النامي منه وهو أكثر قطاعات العالم نمواً سكانياً في حاجة ماسة لتنفيذ براج سكانية صارفة لوقف هذا النمو الطليق والعمل على الوصول إلى ما نسميه ((صفر النمو السكاني)) (( Zero population growth )) حتى نتمكن من تثبيت عدد السكان بقدر الإمكان عند رقم معين يتفق وقدرات الحمولة الحيوية . ومما يجدر ذكره أن ضبط النمو السكاني لا يحل فقط مشكلة تدهور المحيط الحيوي وإنما يسهم أيضاً في حل الكثير من المشكلات أو القضايا البيئية الأخرى ((مشكلة الغذاء – التلوث – التصحر وغيرها)) التي تعتبر في حد ذاتها من بين أسباب تدهور المحيط الحيوي .

وعليه يجب أن تتبنى الحكومات والهيئات الشعبية المعنية بحماية البيئة جمعيات حماية البيئة وغيرها في كل دول العالم خاصة الدول النامية الدعوة لوضع استراتيجية وطنية لضبط النمو السكاني لكل دولة بما يحقق صفر النمو السكاني في أقل فترة زمنية ممكنة . ومما يجدر ذكره أن بعض الدول الأوربية قد حققت فعلاً صفر النمو السكاني مثل النمسا وبلجيكا والمانيا ولكسمبيرج والبعض اقترب كثيراً من الصفر . كما أن الصين وهي أكبر دولة سكانية في العالم حيث تعدى عدد سكانها 1200 مليون نسمة عام 1999 م ، بدأت الطريق منذ فترة لتحقيق صفر النمو السكاني . فقد خططت منذ فترة لتحقيق صفر النمو السكاني . فقد خططت للهبوط بمعدل النمو السكاني إلى 5,1 % عام 1975 م ، وإلى 1% عام 1980 (( وقد حققته فعلاً )) وإلى 5,0 % عام 1985 م ، وإلى صفر عام 2000 (13) رغم أنها لم تحقق هذا الهدف مع بداية عام 2000 إلا أن التراجع الكبير في عالم النمو السكاني الذي بلغ 3,0 % عام 1999م يعطي الأمل في بالوصول إلى صفر النمو السكاني .

 كما تقضي خطة صيانة المحيط الحيوي تشجيع صناعة أو توفير البدائل التي تقلل من الطلب المتزايد على الموارد الحيوية من ذلك توفير مصادر الوقود غير الخشبية وخاصة لسكان المناطق النامية التي لا تزال تعتمد على أخشاب الوقود كمصدر رئيسي للطاقة ، وكذلك توفر البدائل الصناعية لتقليل استهلاك الأخشاب في الأغراض الصناعية وغيرها من منتجات الغابة .

 كما أن خطة الصيانة تقضي الاهتمام بالبيئة الريفية وبطه برامج التربية الريفية مع برامج تنمية وتطوير المحيط الحيوي ، فكل منهما مكملا للآخر ويعني هذا أن تتضمن برامج التنمية الريفية مشروعات صيانة المحيط الحيوي لحماية ما تبقى من موارد حيوية وتنميتها وتعويض ما استنزفه الإنسان لتعيد للمحيط الحيوي مكانته ودوره في صيانة التربة واتزان النظام الآيكولوجي والهيدرولوجي . وهذا ما نعبر عنه ((بالتنمية الريفية المدعمة أو المستدامة )) ويدعو إلى الأخذ بهذه التنمية المدعمة أن الكثير من مشروعات حماية الموارد الحيوية قد تكون مكلفة وغير ذات عائد مباشر وبشكل سريع مما يجعل الكثير من المخططين من خلال قانون التكلفة والمنفعة أو ما نسميه بالمردود الاقتصادي ، يضطرون إلى تجاهل الكثير من مشروعات حماية وصيانة المحيط الحيوي رغم أهميتها . ومعنى هذا أن تقييم المردود البيئي Environmental Impact Assessmant يجب أن يوضع في الاعتبار عند وضع خطط التنمية .

كما تقضي خطة الصيانة ضرورة قيام المنظمات العلمية المعنية بإجراء مسح بيولوجي شامل لتحديد حمولة أو طاقة أي منطقة غابية أو حشائشية حتى يمكن أن نحدد الاستخدام الأمثل لهذه الموارد الحيوية ويصبح هذا المسح التقويمي بمثابة دليل أو مرشد للدول المعنية للالتزام به عند استخدام هذه الموارد الحيوية . وهي عملية بالغة الأهمية ، وبالغة التعقيد في نفس الوقت وتحتاج إلى تعاون الجميع إلى تطبيقها تطبيقاً صحيحاً كما يجب أن يتحرك الإنسان ليعيد تأهيلي ما دمره من غابات ومراعي وأن يحمي ويصون ما تبقى منها . ويكون ذلك بوضع برامج لتشجير واستزراع مناطق الغابات والحشائش المتدهورة ، مع إعطاء أولوية للمناطق الأكثر تدهوراً وخاصة مناطق أحباس الأنهار لتفادي ما ينجم عن هذا التدهور من أبعاد بيئية واقتصادية خطيرة .

كما ينبغي الاهتمام بإقامة المحميات الطبيعية ((الحيوية)) Biosphere Reserves التي تعتبر آلية مهمة جداً لإعادة تأهيل المناطق المتدهورة وتنمية وصيانة المحيط الحيوي .

 وتبذل المنظمات الدولية جهداً كبيراً في هذا المجال حيث تقوم الأمم المتحدة كل عام بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصيانة والطبيعة بإعداد ثبتاً دولياً بمناطق المحميات الطبيعية . كما أنشأت منظمة اليونسكو في إطار برنامجها الدولي ((الإنسان والمحيط الحيوي (Man & Biosphere (MAB)))) لتكون بمثابة محطات حقلية للصيانة والبحوث والدراسات العلمية والسياحة العلمية لتحقيق الأسس العلمية للاستخدام العاقل والراشد للمحيط الحيوي .

 والواقع أن دعوة حماية المحيط الحيوي والاهتمام باستزراع الأحياء النباتية هي في الواقع دعوة إسلامية تبناها رسولنا الكريم (ص) منذ أكثر من أربعة عشر قرناً ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو إلى المحافظة على المحيط الحيوي وتنميته (ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو بهيمة أو إنسان إلا كان له به صدقة) وهناك حديث آخر (إذا حضر أحدكم الموت وفي يده فسيلة فليزرعها) صدق رسول الله (ص) هذه دعوة إسلامية للمحافظة على الأحياء وتنميتها .

وتمثل جهود مكافحة التلوث خطوة على الطريق لصيانة المحيط الحيوي إذ تعمل هذه المكافحة إلى عودة النظم الآيكولوجية المتدهورة إلى سابق عهدها مما يمكنها من إعادة الأحياء . وقد ظهرت قيمة هذه المكافحة – كما ذكرنا – في عودة الغابات الصنوبرية مرة ثانية إلى المنطقة المحيطة بمدينة سد بري الصناعية بكندا كذلك عودة ألاشنات والحزازات المتدهورة إلى البيئة البريطانية بعد ضبط التلوث .

إضافة على ذلك إصدار القوانين في الدول المختلفة للحد من التجارة في منتجات الأحياء الفطرية ((عاج الأفيال – منتجات الحيتان)) ، الأخشاب وغيرها لمنع الاستغلال الجائر للموارد الحيوية .

 وتأتي التوعية البيئية لأهمية بأهمية المحيط الحيوي ضمن الوسائل العديدة لصيانة المحيط الحيوي . ويكون ذلك من خلال الندوات والأفلام التسجيلية الهادفة ، والاهتمام بالتربية البيئية الحيوية في معاهد التعليم بدرجاتها المختلفة بإدخال مقررات تهدف إلى خلق جيل جديد على درجة كبيرة من الوعي الحيوي ولعل تخصيص السنوات العشر الماضية ((1982 - 1992) ) لتكون عقداً للمحيط الحيوي وهو بمثابة دعوة للعمل الجاد والمكثف نحو التوعية البيئية الحيوية والمشاركة الرسمية والشعبية لتنفيذ الكثير من البرامج التي تصون المحيط الحيوي .

 وقد بدأت الكويت مسيرة التوعية البيئية الحيوية عام 1983 عندما تبنت الكويت أميراً وحكومةً وشعباً هذه الدعوة من خلال يوم (( الشجرة )) وتتبنى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وسلطنة عمان برامج كثيرة للتوعية الحيوية والتحريج . وقد بدأت بعض الدول الأخرى الاهتمام بتنمية المحيط الحيوي وتطويره . ففي الدنمارك على سبيل المثال تقرر أن تزرع لكل طفل يولد ، وكل تلميذ يدخل المدرسة وكل عامل جديد في مصنع أو مؤسسة . كما أعلن في الصين مؤخراً (1981) عن برنامج طارئ للتشجير يقضي بأن يقوم كل مواطن صيني بزراعة ما بين 3 – 5 أشجار كل عام وأن يعتني بها ، وقد حددت عقوبات للمقصرين ومكافآت للملتزمين.

كما يجب أن يشمل الوعي البيئي الحيوي الاهتمام بخلق نوع من الوعي الاستهلاكي لضبط استهلاك هذه الموارد الحيوية . وهي نقطة جديرة بالاهتمام لأننا نعاني فعلاً من إفراط وسوء استهلاك هذه الموارد مما يعرضها للاستنزاف بالرغم من كونها موارد متجددة وغير قابلة للاستنزاف والنضوب إذا ما استغلت بأسلوب راشد في حدود قدراتها التجديدية .

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

...