هل التمايز بين العادة والإرادة ينفي وجود علاقة وظيفية بينهما
- ما طبيعة العلاقة بين العادة والإرادة
- قارن بين العادة والإرادة ؟
هذا المقال موجه لتلاميذ البكالوريا شعبة آداب وفلسفة
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات السنة الثانية والثالثة في البكالوريا جميع الشعب شعبة آداب و فلسفة ولغات أجنبية وعلوم تجريبية ورياضيات وتسيير واقتصاد وعلوم إنسانية في موقع النورس العربي alnwrsraby. التعليمي المتميز بمنهجية الإجابة الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم تحليل نص فلسفي وأهم المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام نموذج تحليلها بطريقة الاستقصاء بالوضع والجلدل والمقارنة لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مختصرة ومفيدة كما نطرح لكم في مقالنا هذا إجابة السؤال ألذي يقول....هل التمايز بين العادة والإرادة ينفي وجود علاقة وظيفية بينهما
. مقترح باك bac 2023 2024 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي....... هل التمايز بين العادة والإرادة ينفي وجود علاقة وظيفية بينهما
الإجابة هي
هل التمايز بين العادة والإرادة ينفي وجود علاقة وظيفية بينهما
طرح المشكلة :
مما لاشك فيه أن الإنسان يسعى دوما لتحقيق التكيف مع محيطه الخارجي ، ولن يكون له ذلك إلا بسلوكات تجسد ما يريده الإنسان وما يهدف إليه ، غير أن هذا لا يمنع من إبداء الإنسان روتينية آلية ، ولهذا صنف علماء النفس التصرفات التي يصدرها الإنسان إلى صنفين ، ففيها ما هو إرادي صادر عن ملكة الإرادة وفيها ما هو إعتيادي مبني على التعود والتكرار ، ومن هذا المنطلق اختلف الفلاسفة والمفكرين حول تحديد طبيعة العلاقة التي تربط العادة بالإرادة ، وهذا ما يدفعنا إلى طرح التساؤل التالي : ما هو الفرق بين السلوك التعودي والسلوك الإرادي ؟ وإن كان هناك اختلاف بينهما هل هذا يمنع من وجود تداخل بينهما ؟
محاولة حل المشكلة :
- أوجه الاختلاف : إن الإختلاف بين العادة والإرادة ظاهر جلي لا يمكن إنكاره ، وهو ما يظهر من أول ملاحظة من حيث مفهومهما ، فالعادة عبارة عن سلوك آلي مرتبط بالتكرار ، حيث يقول " ارسطو " في هذا الصدد : « العادة وليدة التكرار » ، بينما جاء تعريف الإرادة على أنها القصد إلى الفعل أو الترك مع وعي الأسباب الدافعة إلى ذلك ، وهي سلوك يتصف بالوعي يريد فيه الإنسان تحقيق أهدافه وغاياته ، وفي هذا المنوال يقول " ايمانويل موني " : « لا يمكن اعتبار الإنسان شيئا أو موضوعا لأنه يتميز بالإرادة و
الوعي » ، ومن جهة أخرى فالعادة سلوك خالي من الوعي على عكس الإرادة ، ومثال ذلك أن التلميذ عندما يتعود على الكتابة فإنه يقوم بهذا السلوك بطريقة آلية وميكانيكية بحيث لا يفكر في الحروف والكلمات أثناء الكتابة ، أما الفعل الإرادي هو فعل تأملي وواعي لأنه يكون مصحوبا بالعقل والتأمل ، فالشخص الذي يريد شيئا يدرك ما يفعل وبالتالي يشعر بفعله ، كما أن العادة تختلف عن الإرادة من حيث الطبيعة ، حيث يعتبر العالم " بافلوف " ذو الأصل الروسي أن العادة مجرد منعكسات شرطية يسمح لها التكرار بالتشكل ، وهذا الأمر الذي يجعلها مشتركة بين الإنسان والحيوان ، بينما الإرادة خاصية إنسانية وضرب من ضروب التفكير ، لذلك يرى الفيلسوف " سبينوزا " أن الإرادة نوع من أنواع التفكير فهي والذكاء شيء واحد ، وهذا ما أكده في قوله : « إن الإرادة ضرب من ضروب التفكير فهي والذكاء شيء واحد » . فالإرادة هي صوت العقل والفكر ، والإرادة الحرة هي تلك الإرادة التي تصغي إلى نداء العقل ، حيث يقول " ويليام جيمس " : « إن صاحب الإرادة القوية هو ذلك الذي يصغي إلى نداء العقل » ، كما تختلف العادة عن الإرادة من حيث الوظيفة ، إذ نجد العادة مجرد وسيلة تمنحنا الإقتصاد في الجهد والسرعة بينما الإرادة مصدر المداولة والقرار ، حيث تقول في هذا المنوال " هيلين
زيمرن " : « الإرادة هي الفاعل والمحرك في كل الوظائف الجسمية واللاشعورية وأن الوجود العضوي نفسه لا شيء بدون إرادة » .
- أوجه التشابه :
تتشابه العادة مع الإرادة في أن كليهما سلوك نفسي صادر عن النفس ومرتبطين بالحياة النفسية الشعورية للإنسان ، فحتى ولو أضحت بعض سلوكاتنا تتصف بالآلية إلا أن ذلك لا يعني أنها تجري خارج ساحة الشعور حتى ولو في أدنى مستوياته ، ومثال ذلك إنتباهنا لبعض الأخطاء الكتابية مع نتيجة تعودنا على الكتابة بصفة آلية كي لا نقع فيها مرة أخرى ، كما أن العادة والإرادة يهدفان إلى تحقيق التكيف مع العالم الخارجي ومع مختلف المواقف المستجدة ، حيث كلما تكرر أداء لسلوك معين كلما سهل عليه القيام به بسهولة ، يقول " ليبنتز " : « إن العادة هي التي تجعلنا لا نأبه لجعجعة المطحنة أو ضجة الشلال اذا كنا أقمنا بالقرب منها مدة طويلة » ، والأمر نفسه يصدق على الإرادة حيث يصف " كانط " أهمية الفعل الإرادي بأنه يمثل الحافز النفسي لتحقيق القدرة على أداء سلوكاتنا ، حيث يقول في هذا المنوال : « اذا كنت تريد فأنت تستطيع » ، ومن هنا فالعادة والإرادة سلوكات يهدفان إلى تحقيق التكيف مع العالم الخارجي ، بالاظافة إلى ذلك أن كليهما ينموان ويتطوران مرحليا ، ومنه فهما سلوكان مكتسبان سواء من عوامل أخلاقية وتربوية أو من ظروف تفرضها الطبيعة ، ولهذا يرى " ابن خلدون " أن عادات البدو وإرادتهم تختلف عن عادات وإرادة الحضر لإختلاف طبيعة الحياة البدوية عن الحياة المدنية .
- أوجه التداخل :
إن العادة والإرادة متداخلان ومتكاملان وظيفيا ، فالإرادة هي المحفز على تكوين السلوك التعودي ، ولهذا فإن العادة من حيث تكوينها تعتمد على الإرادة نظرا لما تتميز به هذه الأخيرة من وعي وحزم وتنفيذ حتى يصبح السلوك عادة ، مما يعني أن إكتساب العادات ملازم للإرادة ولمقاصدها سواء في ترسيخ عادات جديدة أو تغيير عادات قديمة وتطويرها ، كما أن العادات الإجتماعية والتربوية كثيراً ما تكون دافعا للإرادة وتنميتها ، فالعادة بمفردها قد تجمد سلوك الإنسان وتحجره ، والإرادة بمفردها تجعل الإنسان لا يستقر على حال معين ، وتخلق له نوع من عدم الإتزان في شخصيته ، وعليه يمكن القول أن علاقة العادة بالإرادة هي علاقة تكامل وظيفي ، فالعادة تنظم الفعل الإرادي وتوجهه ، والإرادة تجعل الفعل والسلوك التعودي مكتملا وحاضرا أنطولوجيا .
حل المشكلة :
في الأخير يمكننا القول أن السلوك التعودي والسلوك الإرادي يختلفان في بعض الجوانب ويتشابهان في جوانب أخرى ، غير أن هذا غير كافي لتبرير إحداث القطيعة بينهما بقدر ما هو يؤسس للتكامل الوظيفي بينهما ، وهذا في سبيل تحقيق غرضهما المنشود الذي يطمح إليه الإنسان باستمرار وهو تحقيق التكيف مع العالم الخارجي بكل مكوناته ومركباته ، وعليه فالعلاقة بينهما هي علاقة وظيفي وأنطولوجي .