**اذا كان لكل فرد ذكرياته الخاصة فهل في ذلك استبعاد للأثر الاجتماعي في تكوينها ؟**
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات البكالوريا شعبة آداب و فلسفة في موقع النورس العربي alnwrsraby. التعليمي المتميز بمعلوماته الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أروع المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مقالة وهي إجابة السؤال ألذي يقول.....اذا كان لكل فرد ذكرياته الخاصة فهل في ذلك استبعاد للأثر الاجتماعي في تكوينها مقترح بك 2022 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي....... اذا كان لكل فرد ذكرياته الخاصة فهل في ذلك استبعاد للأثر الاجتماعي في تكوينها
الإجابة هي
اذا كان لكل فرد ذكرياته الخاصة فهل في ذلك استبعاد للأثر الاجتماعي في تكوينها
**الاجابة المفصلة**
**طرح المشكلة : اذا كانت الذاكرة وظيفة نفسية تتمثل في اعادة حالة شعورية ماضية ، مع التعرف عليها من حيث هي كذلك بحسب تعريف لالاند ، فان الانسان هو المخلوق الوحيد الذي يعتمد في حياته على الماضي والحاضر والمستقبل باعتباره يعتمد على عمليات عقلية عليا بعكس الكائنات البيولوجية الاخرى ، والتي تعتمد عليها آليا . لكن التذكر من حيث هو عملية عقلية عليا احدث جدلا بين الفلاسفة وعلماء النفس حول طبيعة الذاكرة ، فمنهم من ارجعها الى حقيقة مادية ومنهم من اقر بانها نفسية وبالتالي فهي فردية، بينما ارجعها البعض الى العوامل اجتماعية . هذا التعارض هو ما ادى بنا إلى إبراز التساؤل التالي : هل أساس الذاكرة العوامل الفردية ام انها ذات طابع اجتماعي؟ بعبارة اخرى هل تتأثر بالعوامل الاجتماعية ام بالعوامل الفردية ؟**
**محاولة حل المشكلة :**
**الاطروحة الاولى :(الذاكرة من طبيعة فردية ) يرى انصار هذا الموقف بان الذاكرة من اصل فردي ، اي انها ترتبط بالشعور والدماغ، اذ يعتقد الماديون بوجود اجهزة عضوية تخزن فيها الحوادث التي يتم ادراكها حيث هذه المدركات تكون بحاجة الى وسائل للتخزين " الدماغ" ، وهذا ما أكد عليه ريبو حينما اعتبر الذكريات عملية فيزيولوجية تتلخص في جملة من الانطباعات المادية التي تحتفظ بالأثار بحسب المواقف على مستوى المخ ،حيث يعتمد الفيزيولوجيين على دليل مفاده الاصابات الدماغية التي تصيب منطقة بروكا . يقول ريبو :" ان ادراك الحوادث يترك فينا اثارا ماديا ينتج في الدماغ بحيث يمكن اثارته مرة اخرى" وهذا ما جعله يثبت انامراض الذاكرة سواء كانت حركية او حسية تعود بالأصل الى مختلف الاصابات الدماغية ، لأنه يعتبر الذاكرة ظاهرة حيوية يقول : " ان الذاكرة في حقيقتها وظيفة عامة يقوم بها الجهاز العصبي ....". اذ شبه الدماغ بالأسطوانة بحيث اي خلل فيها يؤدي الى اتلافها. هذا ويضاف الى كل ما قيل قانون التراجع الذي فسر من خلاله الكيفية التي تفقد بها الذاكرة بعض من محتوياتها، بحيث تتجه من الحاضر الى الماضي ، وهذا ما اكده ابن سينا من قبل في كتابه " النفس " في حين يرى الفيلسوف تين ان للذاكرة وعاء تحتفظ فيه الا وهو المخ. اما اصحاب النزعة النفسية فيعتقدون ان الذاكرة من طبيعة روحية ، ذلك لان الانسان يحتفظ بها على المستوى النفسي " الشعور" وبالتالي فهي فردية ، وهذا ما اكد عليه براغسون في كتابه " المادة والذاكرة" .حيث اثبت ان الذاكرة العادة مختلفة عن الذاكرة الذكرى اي "المحضة" فالأولى الاساس فيها هو التكرار بينما الثانية لا ترتبط به اصلا . كما ان الذاكرة عند براغسون تعتبر ديمومة باعتبار التذكر يحمل تاريخا ، وهو من طبيعة ارادية ، لا نها لا تُعتبر اعادة للماضي بقدر ما هي عملية حيوية تخضع للنشاط العقلي والنفسي معا .**
**النقد والمناقشة :لكن هذا التفسير الفردي للذاكرة لقي انتقادات جمة ادت الى ابطاله من حيث الشكل والمضمون ، فلو سلمنا لما جاء به ريبو لأجزمنا ان الانسان يستطيع استرجاع كل الذكرى باعتبارها موجودة في المخ، ثم ان تقسيم الذكرى لا يدل بالضرورة على انها وظيفة دماغية . والا لأرجعنا النسيان الى الاصابات او التلف الذي يتعرض لها المخ . اما اقل ما يمكن ان يقال ل " براغسون " هو انه من غير الممكن ان نفصل بشكل كلي وتام بين جميع العوامل العضوية المادية او العوامل النفسية الروحية . هذا ما جعل البعض يلاحظ ان هؤلاء اعتمدوا على الجانب الفردي في الذاكرة واهملوا الجانب الاجتماعي ، وهو ما ايدته الابحاث العلمية بشكل قطعي .**
**الاطروحة الثانية :(الذاكرة من طبيعة اجتماعية)يرى علماء الاجتماع ان الذاكرة ترجع بالأصل الى الاطر الاجتماعية اي انها تتجاوز الوظيفة الفردية سواء الداخلية او الخارجية ، حيث يؤكد هؤلاء على انها تنطلق من المفاهيم المشتركة بين الافراد يقول هالفاكس: (اني في اغلب الاحيان وعندما اتذكر فان الغير هو الذي يدفعني الى التذكر ...). كما يردف قائلا:( مادامت الذكرى تعيد ادراكا جماعيا فإنها في حد ذاتها لا يمكن ان تكون الا جماعية ، ويكون من غير الممكن للفرد المقتصر على قواه ان يتصور من جديد ما لم يتمكن من تصوره اول مرة الا بالاعتماد على فكر زمرته...).هذا وقد اكد دوركايم على ان التذكر لا يرتبط بالفرد فقط ، بل لا بد له وان يرتبط بالمجتمع الذي ينتمي اليه ، لان هذا الاخير جزء من المجتمع والدليل على ذلك الدور الذي يلعبه العقل الجماعي في تكوين الذاكرة يقول دوركايم :( لولا الاخر لما تذكرت ، ولما كان هناك مكانا للذكرى من اصله).كما لا يمكننا ان ننسى الدور الذي تلعبه اللغة في حقيقة المكاسب الاجتماعية وتخزين الخبرات .**
**النقد والمناقشة :لكن يمكننا ان نلاحظ ان انصار الموقف الاجتماعي حتى وان وفقوا نسبيا ،الا انهم تناسوا بان دور المجتمع محدود ، ثم انه لو كانت الذاكرة اجتماعية لكان هناك تطابق كلي بين افراد المجتمع ، وهذا ما قد يتعذر بطبعه اذ الواقع يثبت ان لكل واحد منا ذكرياته الخاصة ولا علاقة للآخرين بها .**
**التركيب : وعموما يمكننا ان نستنتج وجود تفاعل بين جميع التأثيرات النفسية والمادية والاجتماعية ، اذ من الضروري ان نعتبر هذه التأثيرات حاجة ضرورية لتدعيم جميع المواقف سواء كانت جماعية او فردية لان واجب هذه العوامل هو تحويل التأثيرات الى ذكرى .والراي الصحيح هو الذي يرى بان الذاكرة تعتبر وظيفة عضوية ونفسية واجتماعية ، الا انها تسير من قبل قوة عقلية علية .**
**حل المشكلة :**
**وفي الختام نستنتج أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي ينفرد عن غيره من المخلوقات ببعض الخصائص والوظائف التي تؤهله الى ان يحتل المراتب العليا ، باعتباره كائن القيم ، اذ لا يمكن له ان يتكيف والمواقف بجانبه الفردي بمعزل عن جانبه الاجتماعي فالذاكرة ما هي الا محصلة تفاعل بين الجانبين الفردي والاجتماعي ، ذلك لا نها تتكون بفضل التأثيرات النفسية والمادية وكذا الاجتماعية .**