قصة قصيدة ودعته وبودي يودعني للشاعر أبو الحسن علي بن زريق
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِــي
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ ما هي قصة قصيدة ودعته وبودي يودعني للشاعر أبو الحسن علي بن زريق
.
الإجابة هي كالتالي
قصيدة وقصة..
القصيـــــدة الفراقيـــــة:
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِــي
صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
▪ القصــــــة:
الشاعر العباسي أبو الحسن علي بن زريق البغدادي، شاعر مقل قتله طموحه، وقد عرف ابن زريق بقصيدته الوحيدة المشهورة: (لا تعذليه فإن العذل يولعه)، أحب ابنة عم كانت له حبا عميقا، ولكن لشدة فقره وضيق العيش فضل الاغتراب ومغادرة بغداد قاصدا الأندلس، لعله يجد فيها من لين العيش ما يعوضه عن فقره وبؤسه وسوء طالعه. ولكن صاحبته تشبثت به، ودعته إلي البقاء بقربها خوفا عليه من الأخطار، فلم ينصت لها. وشد الرحال الى الاندلس وقصد الأمير أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي، ومدحه بقصيدة بليغة، فأعطاه عطاء قليلاً. وبعد ان عاد الى الخان الذي نزل به تذكر فراق زوجته، وما تحمّله من مشاق ومتاعب من اجلها، فاعتلت صحته واصابه الغم والهم واشتد به المرض، ثم لفظ انفاسه.
ويضيف الرواة ممن كتبوا عنه إن عبد الرحمن الأندلسي أراد فقط أن يختبره بهذا العطاء الهزيل ليعرف هل من المتعففين هو أم من الطامعين الجشعين، فلما تبين له غير ذلك سأل عنه ليجزل له العطاء، فتفقدوه في الخان الذي نزل به، فوجدوه ميتا، وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه العينية التي لا يعرف له في ديوان الشعر العربي سواها، وهي أشهر قصيدة في اللوعة والاغتراب، ومن القصائد المشهورة التي سار كثير من أبياتها على ألسنة الناس مسرى الأمثال، وتعرف تحت ثلاثة أسماء:
- عينية ابن زريق.
- وفراقية ابن زريق.
- ويتيمة ابن زريق.
ولكل تسمية معنى من المعاني:
- فهي العينية؛ لأن قافيتها هي العين المضمومة.
- وهي القصيدة الفراقية؛ لأن موضوعها الفراق.
- وهي القصيدة اليتيمة؛ لأن مؤرخي الأدب لم يذكروا له غير هذه القصيدة، والغريب ألا يكون لابن زريق غير هذه القصيدة، مثله مثل دوقلة المنبجي الذي لم تحفظ له كتب تراثنا الشعري غيــر قصيدته: (اليتيمة)..
وهكذا استحق الشاعران فضل البقاء والذكر - في ذاكرة الشعر العربي كله - بقصيدة واحدة لكل منهما..
☆ ☆ ☆
▪ القصيـــدة الفراقيـــة:
اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ
لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ
اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ