في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

هل علاقة الدال بالمدلول ضرورية دائما 

علاقة الدال بالمدلول 

ولاية عنابة

نص السؤال : هل علاقة الدال بالمدلول ضرورية دائما ؟

أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات البكالوريا شعبة آداب و فلسفة في موقع النورس العربي alnwrsraby التعليمي المتميز بمعلوماته الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أروع المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مقالة وهي إجابة السؤال ألذي يقول.....هل علاقة الدال بالمدلول ضرورية دائما  مقترح بك 2022 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي......هل علاقة الدال بالمدلول ضرورية دائما 

. الإجابة هي

هل علاقة الدال بالمدلول ضرورية دائما 

 

طرح المشكلة : من المسلم به أن الدلالة اللغوية هي العلم بشيء ما ينتج عنه شيء آخر يسمى الأول بالدال و الثاني بالمدلول أو الفكرة . و المستقرئ للتاريخ يتبين له أن الدلالة اللغوية من بين المواضيع التي بحث فيها الانسان منذ القدم على غرار ما نجده في الفلسفات اليونانية و الاسلامية . و لا يزال الاهتمام بها متواصل الى يومنا هذا . و المتأمل في الواقع يتبين له أن الدلالة اللغوية كانت محل انشغال كثير من الدراسات خاصة في ما يتعلق بفقه اللغة و الالسنية . انطلاقا من هذا ظهر موقفين متعارضين يقول أولهما علاقة الدال بالمدلول ضرورية ذاتية . و يقول ثانيهما " علاقة الدال بالمدلول علاقة اعتباطية اصطلاحية تحكمية . و هنا نبدي رغبتنا في ايجاد حل لهذا العناد الفكري . فهل علاقة الدال بالمدلول أو الصورة الصوتية بالتمثل الذهني علاقة ضرورية ذاتية اتصالية أم علاقة اعتباطية عشوائية انفصالية تحكمية ؟ .

الموقف الأول : النظرية الترابطية : ان أول ما نقوم به هو عرض الموقف الأول و تمثله النظرية الترابطية من أنصارها أفلاطون و اميل بنفنيست. و يقوم موقفهم على مجموعة من المسلمات أهمها أن علاقة الدال بالمدلول علاقة ترابطية اتصالية ذاتية . الى درجة أنه يستحيل الفصل بينهما و بهذا الاعتبار يمكن القول أن هناك اتصال بينهما فالدال يعبر عن المدلول و هو مستوحى منه فالدال الواحد له مدلول واحد يختص به و ينفرد به . و ما يؤكد هذه المسلمات هو مجموعة من الشواهد و الحجج :

 أولا : لقد أكدت الدراسات أن الواقع يؤكد أن هناك رابطة تجمع بين اللفظ و المعنى و الدال و المدلول. لأن الألفاظ تتطابق مع الأفكار الموجودة في العالم الخارجي . و قد عبر أفلاطون عن رأيه في محاورة كراطيل حيث بين من خلال هذه المحاورة بأن العلاقة بين الكلمات و معانيها هي علاقة مادية تحاكي فيها الكلمات أصوات الطبيعة . فلفظة العواء هي محاكاة و تقليد لصوت الذئب و المواء هو محاكاة و تقليد لصوت القط و حفيف الأوراق هو محاكاة للصوت الصادر عن أوراق الشجر و نفس الشيء يقال على خرير المياه , و نقيق الضفادع , و صهيل الحصان و هدير البحر و هديل الحمام ......الخ . 

ثانيا : فقد أكدت الدراسات عند بعض اللغويين المعاصرين أمثال بنفنيست أن هناك ترابط وثيق بين الدال المدلول و أن العلامة اللسانية تشتق من معاني الأشياء فسميت المسطرة لأنها تسطر. و نقول مربع لأنه يحتوي على أربع أضلاع و نقول محفظة لأنها تحفظ الأدوات المدرسية و نقول سيالة تترك سائلا , و نقول حجاب لأنه يحجب عورة المرأة . قال اميل بنفنيست : " ان العلاقة بين الدال و المدلول ليست اعتباطية بل هي على عكس ذلك فهي ضرورية " و يفهم من هذا القول أن العلامة اللسانية ( الكلمات المنطوقة و المكتوبة ) بنية واحدة يتحد فيها الدال بالمدلول و كلما ذكر اللفظ قام معناه بالذهن مباشرة و كلما قام المعنى في الذهن لازمه اللفظ الدال عليه قال بنفنيست ّ " الدال و المدلول , الصورة الصوتية و التمثل الذهني وجهان لأمر واحد " .

النقد : ان ما توصلت اليه النظرة الترابطية لم يقنع البعض و واجهت عدة انتقادات أهمها أنه ليس دائما يتحد الدال بالمدلول و يرتبط به , فأحيانا يعبر الدال عن شيء و المدلول عن شيء آخر فلا توجد بينهما أية رابطة تجمع بينهما وعليه ليس بالضرورة أن يكون للدال الواحد مدلول واحد. فلفظة وفاء مثلا ليس لها مدلول أو معنى واحد . فأحيانا تدل على فتاة و أحيانا تدل على صفة اخلاقية. و عليه ان عدم ارتباط الدال بمدلول واحد يبين العلاقة الاعتباطية .

الموقف الثاني : النظرية الاعتباطية : ان هذه المآخذ تجعلنا نقوم بعرض موقف ثاني تمثله النظرية الاعتباطية من أنصارها دوسوسير و أرنست كاسير و يقوم موقفهم على مجموعة من المسلمات . أن العلاقة بين الدال و المدلول علاقة اعتباطية عشوائية اصطلاحية تحكمية و أن الدال مستقل و منفصل عن المدلول . و أن هناك تباين و اختلاف بينهما . فلا رابطة تجمع بين اللفظ و المعنى فالعلاقة تحكمية اعتباطية و ما يؤكد هذه المسلمات هو مجموعة من الشواهد و الحجج و لنبدأ : 

أولا : ان العلامة اللسانية لا توجد بين الأسماء و الأشياء . و أما الرابط بينهما مبني على التعسف و الاعتباط و أنه لا توجد علاقة ضرورية بين الدال و المدلول . بدليل أنه لو كانت العلاقة الاتصالية لوجدنا للدال الواحد مدلول واحد يرتبط به , و لكن الواقع يؤكد خلاف ذلك حيث نجد الدال الواحد له أكثر من مدلول و معنى , فالمغرب كدال يطلق أحيانا على مدلول الجهة و يكون مدلوله أحيانا اسم البلد و أحيانا يطلق المغرب على وقت الصلاة و كذلك كلمة عادل كدال له أكثر من مدلول و معنى , فأحيانا يطلق على اسم علم و أحيانا على صفة أخلاقية .

و لما كان للدال أكثر من مدلول فالعلاقة اعتباطية . قال ارنست كاسبر : " ان الأسماء الواردة في الكلام لم توضع للدلالة على الأشياء المادية " .  

ثانيا : فقد أكدت الدراسات بأن العلاقة بين الدال و المدلول علاقة عشوائية اعتباطية و هذا بسبب تعدد اللغات و اللهجات فقد أدى الى وجود مدلول واحد له أكثر من دال .مثل الفتاة التي تقاسمك نفس الأب و الأم كمدلول نجد له أكثر من دال و لفظ مثلا : في العربية نقول اخت وفي الفرنسية نطلق عليه SŒUR وفي الانجليزية SISTER " "  

و قال بياجي : " ان تعدد اللغات يؤكد بديهيا الميزة الاصطلاحية للإشارة اللفظية ". و يفهم من هذا أن المدلول يعبر عنه بأكثر من لفظة و هذا راجع الى تعدد و كثرة اللغات و عليه فان العلاقة اعتباطية اصطلاحية بين الدال و المدلول . 

 النقد : لقد واجهت النظرية الاعتباطية عدة انتقادات أهمها أن العلاقة بين الدال و المدلول لا كون دائما اعتباطية تحكمية انفصالية بل أحيانا تكون ترابطية ضرورية بدليل أننا نجد للدال الواحد مدلول واحد. يتحد معه مثلما نجده في حفيف الأوراق و خرير المياه و زئير الأسد , و غيرها من الأمثلة التي تبين العلاقة ضرورية .

التركيب : بعد عرض الموقفين يتبين لنا أن كلاهما أهمل جانبا مهما فالنظرية الترابطية قد أهملت تلك الحالات التي ينفصل فيها الدال عن المدلول و كذلك النظرية الاعتباطية أهملت تلك الحالات التي يتصل فيها الدال بالمدلول و تكون علاقة اللفظ بالمعنى علاقة ضرورية . في حين النظرة الصائبة هي التي تجمع بين الموقفين و توفق بينهما على اعتبار أن علاقة الدال بالمدلول لا تكون ضرورية دائما أو اعتباطية دائما

بل أحيانا , و عليه فعلاقة الدال بالمدلول لها وجهين هما العلاقة الضرورية و الاعتباطية .معا 

حل المشكلة : نستنتج في الأخير أن علاقة الدال بالمدلول تكون ضرورية أحيانا و تكون علاقة اعتباطية عشوائية أحيانا أخرى . وعليه فالطرح القائل بأن علاقة الدال بالمدلول علاقة ضرورية دائما طرح مبالغ فيه لأننا بذلك نهمل جانبا آخر و اجمالا فهناك تكامل بين النظرية الترابطية والنظرية الاعتباطية لأن كل منهما كمل الجانب الذي ينقص النظرة الأخرى.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
مقالة فلسفية هل علاقة الدال بالمدلول ضرورية دائما

اسئلة متعلقة

...