المجزوءة الثالثة: مفاهيم تحضير المكون نص قرائي / مقالي للموضوع: التواصل. نور الدين أفأفاية
سنة أولى ثانوي 1
بكالوريا 2023
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ المجزوءة الثالثة: مفاهيم تحضير المكون نص قرائي / مقالي للموضوع: التواصل. نور الدين أفاية
الإجابة هي
المجزوءة الثالثة: مفاهيم
المكون نص قرائي / مقالي
للموضوع: التواصل. نور الدين أفاية
المرجع: الكتاب المدرسي؛ واحة اللغة العربية
▪ تقديم:
التواصل لغة مصطلح مأخوذ من فعل تواصل يتواصل، على وزن تفاعل يتفاعل، وفي هذا دلالة على المشاركة والإقبال على الآخر والانصات له.
أما اصطلاحا، فالتواصل تفاعل مع الغير لتبادل الأفكار والمعلومات، وهو بنوعيه؛ اللغوي وغير اللغوي يحمل خبراً يتحول إلى سلوك، ودلالة على مضمون، وتتعدد السلوكات والمضامين وتتعالق وتتفاعل فتسنج علاقات بين الأنا والآخر..
وهو يقتضي لتحقيقه وجود مجموعة من العناصر لعل أبرزها: طرفي التواصل “ المرسِل والمرسَل إليه " والرسالة التواصلية والقناة التي يمر عبرها الخطاب التواصلي " اللغة او غيرها.." والسَّنَن " القواعد المعتمدة في قناة التواصل " وقد يكون التواصل بوسيلة غير اللغة كالإشارات والحركات الميمية.
والتواصل لا يقتصر على الكائن الإنساني، إذ نجده عند الكائنات الحية الأخرى والأكثر من ذلك هناك كائنات تعتمد تواصلا فطريا معقدا كما هو الحال عند النحل، وعند الكثير من الحيوانات في ظروف خاصة، كالإخبار بوجود الخطر أو العثور على الغذاء، أو البحث عن شريك…
لقد أصبحت ظاهرة التواصل في عصرنا الحالي مجالا خصبا للدراسات النفسية والاجتماعية واللسانية وغيرها، وذلك بفعل الطفرة التي عرفتها هذه الظاهرة، خاصة مع الطفرة التكنولوجية-المعلوماتية التي أدت إلى تسريع زمن التواصل وتعدد وسائطه وتيسيرها لكل طبقات المجتمع، حتى صار عصرنا عصر التواصل بامتياز، الشيء الذي انعكس سلبا على العلاقات العاطفية الحميمية بما فيها الأسرية وحتى في مجال التربية والتعليمية وغير ذلك..
▪ ملاحظة النص
صُدِّرَ النص بعنوان صِيغَ تركيبيا في كلمة واحدة تعرب خبرا لمبتدإ محذوف، مع جواز أن تكون مبتدأً لخبر يحدده متن النص، أما دلاليا فيحيل على تلك العملية التي يتبادل فيها طرفان أو أكثر أفكار أو معلومات وفق آليات معلومة لتحقيق أهداف مرجوة معلنة او مضمرة، فإلى اي حد سيعكس العنوان بهذه الدلالة مضمون النص..؟
وانطلاقا من المشيرات النصية الدالة ( ... ) نفترض أننا انام مقالة ادبية فكرية سيحاول فيها الكاتب نور الدين أفاية أن يبرز التفاعل الحاصل بين الفردي والجماعي بوجودهما داخل سياق سوسيو- سيكولوجي يضبط العلاقة بين أطراف عملية التواصل، بما يؤسس شكل التبادل داخل الجماعة المتواصلة على المستوى الذهني والاجتماعي والوجداني، الذي لا يخلو من اضطراب أو تعقيد بسبب كثرة المعيقات المرتبطة بالمصالح أو الخلفيات الإيديولوجية.. فإلى أي حد ستصح هذه الفرضية..؟
▪ فهم النص
يتوزع المحمول الدلالي للنص كالآتي:
– اعتبار الكاتب التواصل شرطا لقيام الحياة الاجتماعية باعتباره تبادلا لبلاغات مشحونة بدلالات متعددة..
– بيان الكاتب أن التواصل وسيلة للتنشئة الاجتماعية لدوره في تكوين الفرد وتشكيل وعيه بنفسه وبالعالم.
– إشارة الكاتب إلى أن اللغة بعلاماتها اللغوية وغير اللغوية تبقى أساسية في تأمين عملية التواصل في إطار تبادلي تتسع دائرته لتشمل المتواصلين جميعا..
– اعتبار الكاتب العلامات غير اللسانية لغة تعكس سلوكا قابلا للإدراك، مرتبطا بحالات الوعي، وغير الوعي ومصنوعا قصدا او عن غير قصد من أجل الإيحاء وغيره..
– تأكيد الكاتب على طبيعة التواصل المعقدة باعتباره عملية تداولية تفاعلية قد تصادف معيقات مرتبطة بسوء الفهم وانعدام القصد وحالات مرضية لبعض الأطراف ومصالح خاصة وأحكام مسبقة.
– حصول عمليات التفاعل المتعددة والمعقدة داخل سياق تواصلي متناسب الايقاعات تحكمه اعتبارات نفسية ومستويات سياسية وسوسيواقتصادية وثقافية وسياسية خاضعة للمصالح والمرجعيات وغيرهما.
▪ تحليل النص
– يهيمن على النص حقلان دلاليان أحدهما لساني والآخر اجتماعي، ويصب الحقلان كلاهما في فلسفة التواصل مفهوما وتشكلا ووظائف وأبعادا.
يندرج في الحقل الأول كل الألفاظ والعبارات التي لها صلة بعالم الدلالات والرموز والعلامات والتداول ومنطق اللغة وعمليات الإرسال والتلقي والتعبير والانفعال والإدراك والتأويل..
أما الحقل الثاني فتدخل ضمنه كل الألفاظ والعبارات التي تحيل على السلوك الاجتماعي الفردي أو الجماعي تبادلا كان أو وعيا أو تفاعلا أو تنشئة أو اتفاقا أو اعتباطا أو نمطا.. لأن الوظيفة التواصلية للغة لا تتحقق إلا بفعل التفاعلات الاجتماعية بكل مستوياتها وتعقيداتها وخلفياتها وقيودها.
– يرى الكاتب أن التواصل يسهم في التنشئة الاجتماعية، لأن اللغة التي يتعلمها الإنسان وترافقه في حياته قائمة في جوهرها على أساس التواصل، فهي شرط للحياة الاجتماعية و ضرورة من أهم ضروراتها، فبالتواصل اللغوي يرتبط الإنسان بالأشياء ويبني إدراكا ووعيا خاصا بها..
– يشير الكاتب إلى أن التواصل قد يتعرض لعوامل سلبية تسبب له أضرارا بالغة، ذكر منها غموض الرسالة المتبادلة وسوء الفهم والاضطراب في العلاقة بين المتواصلين، مما يعني أن التواصل البشري عملية بالغة التعقيد، وليست سَلِسَة دائما، وتتطلب جهدا كبيرا من الأطراف المتعددة لتأمين الفهم والوصول إلى التفاهم.
– وظف الكاتب في النص الكثير من أدوات الربط المنطقي والدلالي واللفظي، حيث استعان بالروابط المنطقية في انتقاله أثناء حديثه عن التواصل وما له علاقة به من العام إلى الخاص، ومن الكل إلى الجزء، وعبر علاقات السببية والتزامنية، كما استند إلى مجموعة من الصيغ الاستدلالية الصارمة التي تستمد قيمتها المنطقية من نتائج العلوم الللسانية والاجتماعية ونظرياتهما، أما على المستوى التركيبي والأدوار الدلالية التي تضطلع بها أدوات الربط الشكلية المختلفة، والتي من ضمنها التكرار والترادف والاعتراض والضمائر وحروف التوكيد والعطف والتفسير ، والألفاظ الدالة على العموم والتوصيف ( بصفة عامة ، بوصفه تبادلا..، يمثل ، يشكل…)، والوثوق والاستيقان ( لاشك أن ..، معلوم أنه.. ، المهم أن…)، والاسترسال في التحليل والاستنتاج ( وهكذا فإن ، كما أنها ، ثم إنه ، ومن ثمة يغدو…، وبالتالي…، كل تواصل إذن…، كل هذا يفضي إلى …، والشرط والجزاء ( إذا تجاوز التواصل .. فإنه يصبح..، ومهما يكن… فإن هناك..، والاستدراك والإضراب ( ولكنها تشغل كذلك بما هو غير كلامي، بل إن …)
– أما على مستوى اللغة فقد جعلها الكاتب تقريرية في عرضه لمفهوم التواصل، وقد هيمنت فيها الألفاظ والعبارات المباشرة التي لها علاقة وطيدة بمجال اللسانيات والسيميولوجيا وعلم الاجتماع والفلسفة وعلم النفس... وذلك لتأمين وصول المفاهيم والأفكار واضحة للمتلقي من أجل إقناعه بالمحمول الدلالي للنص.
▪ تركيب
بناء على ما تقدم، نستطيع القول إن الكاتب نور الدين أفاية حاول أن يقارب مفهوم التواصل في هذا النص المُجتزإ من كتابه " المتخيل والتواصل، مفارقات العرب والغرب " حيث يرى أن الضرورة باتت ملحة في ظل الآفاق المنفتحة للتواصل لتقييم الأنا والآخر لمدركاتهما عن بعضهما وتصحيح المختل منها في إطار تفاعل إيجابي بعيد عن الاستعلاء والهيمنة أوالرفض والمعاداة.. معتبرا أن التواصل عملية وُجدت لتتحقق بواسطتها العلاقات الإنسانية وتتطور كما تنادي بذلك الفلسفة الحديثة، وقد وظف لإيصال افكاره بشكل واضح وجلي إلى المتلقي مجموعة من الآليات المنهجية والحجاجية والأسلوبية من أجل تحقيق مقصدية الإقناع..
وبهذا نصل إلى التأكيد على صحة فرضية المنطلق التي طرحناها في مستهل دراستنا لهذا النص، وذلك بانتمائه إلى جنس المقالة الأدبية وبحديث الكاتب فيه عن مفهوم التواصل وتمفصلاته الدلالية.