تحليل نص آلان الادراك حكم عقلي
تحليل نص فلسفي الادراك حكم عقلي
مادة الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي باك جميع الشعب
تحليل تحليل نص آلان الادراك حكم عقلي سنة 3 ثانوي بكالوريا
تحليل نص آلان الادراك حكم عقلي
الإجابة هي كالتالي
تحليل نص آلان الادراك حكم عقلي
المقدمة :
إذا رجعنا إلى مباحث الفلسفة التقليدية , وخاصة مبحث نظرية المعرفة نجد نزاعا قد استحكم طوال قرون متوالية بين العقلانيين والتجريبين حول طبيعة الإدراك ما إذا كان مرتبط بالذات المدركة أو بالموضوع المدرك وقد جاء نص الفيلسوف الفرنسي آلان لإبراز حقيقة الإدراك والمصدر الذي يرد إليه وهنا نتساؤل : هل الإدراك خاضع لعوامل ذاتية توجهها الذات المدركة أم تتحكم فيه عوامل موضوعية ؟
محاول حل المشكلة :
المعروف عن علم النفس التقليدي تأكيده ضرورة الفصل بين الإحساس و الإدراك سواء من حيث واقعية كل منهما , أو من حيث
القيمة المعرفية المتأتية من كليهما ولهذا يرى آلان أن كل إدراكاتنا المعرفية المعرفية ليست نابعة بالضرورة من الإحساس بل أن الغالب في هذه الإدراكات أنها صادرة بصورة قبلية عن العقل ما وراء العقل أيضا , كما ان الإدراك ليست هو مجموعة من الإحساسات و إنما هو نشاط عقلي تساهم فيه عمليات ووظائف عقلية : التذكر , التخيل , الحكم , التفسير" ولنختبر الأمر جيدا ! إن هذا الأفق البعيد، لا أراه بعيدا؛ إني أحكم بأنه بعيد حسب لونه وحسب بعد الأشياء النسبي حيث أراه، وحسب تداخل التفاصيل وتواسط الأجسام الأخرى التي تخفيه عني جزئيا. والذي يشهد على أني أحكم، أن الرسامين يعرفون كيف يمنحونني ذلك الإدراك لجبل بعید بمحاكاة المظاهر علی اللوحة .. ولكن مع ذلك، أرى ذلك الأفق بنفس الوضوح الذي أرى به هذه الشجرة
أمامي . وكل هذه المسافات أدركها [...]. كما "أن الشيء يدرك و لا يحس به " ويؤكد ديكارت على هذا في قوله " و إذن فأنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحس أني أراه بعيني "
فالإحساس وحده لايكفي لا يحقق لنا المعرفة المجردة لأن المعرفة الحسية مهما كانت درجتها لا تبلغ مرتبة الإدراك لأنها معرفة جزئية لأن كل حاسة تنقل لنا معرفة خاص بها و كثيرا ما تكون المعرفة الحسية الخاطئة أو غير كافية في ذاتها , لأن الإقتصار على شهادة الحواس يؤدي إلى نتائج غير صحيحة , لأن الإحساس لا يخبر العقل أن الشيء الموجود في التجربة له دائما نقيضه المتخيل ( و البصر - مثلا - لا يفيد , حسب المحاورة , أن الأصبع أصبع وغير أصبع ) , لأن ذلك كله من عمل العقل المجرد , فقيمة الإحساس تكمن في أنه يقوم بتنبيه و إثارة نشاطاتنا العقلية لنصل بطريقة غير مباشرة إلى المعرفة المجردة وهي المعرفة الحقيقية " ولقد شاع العلم بأن اللمس يعلمنا، وهذا عن طريق الملاحظات الصرفة والبسيطة دون أي تأويل "
النقد :
إن علم النفس و على رأسه الإتجاه العقلي كان له الفضل في تحليل ومناقشة الكثير من القضايا المعرفية والفلسفية والكشف عن الكثير من الحقائق , ومنها عملية الإدراك وطبيعة العوامل المتحكمة فيها , لهذا نجد آلان قد وفق في إظهار حقيقة العوامل الاتية وفاعلية الذات في حدوث عملية الإدراك وجعلها حكما و تأويلا عقليا خالصا , لكنه من ناحية أخرى نجده قد أهمل العوامل الموضوعية المتحكمة في المجال الإدراكي وبنية الموضوعات , وهذا ماركزت عليه المدرسة الجشطالتية الحديثة وشنها لإنتقادات شديدة على ادعائهم والعمل على إبراز العوامل الموضوعية المتحكمة في الإدراك
الصيغة المنطقية للحجة : إما أن يعود الإدراك إلى حكم عقلي توجهه الذات المدركة أم يعود إلى عوامل موضوعية , لكن الإدراك لا يعود إلى عوامل موضوعية , إذا فالإدراك يعود إلى حكم عقلي توجهه الذات المدركة
الخاتمة :
نستنتج أن الحكم على عملية الإدراك وطبيعة العوامل المتحكمة فيها و الأساس الذي تر إليه أمر صعب , لأن الإدراك عملية نفسية متعددة الأبعاد و تأثير العوامل الذاتية و العوامل الموضوعية أمر واقع وفق نسب متبادلة لكنهما متكاملان في إحداث عملية الإدراك , ويستحيل تغييب أو إلغاء أحدهما