في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

تحليل ومناقشة قولة سارتر  الغير هو الأنا الذي ليس أنا ، تحليل نص ستار معرفة الغير والعلاقة مع الغيرو

اشكال مركب بين معرفة وعلاقة مع الغير

جميع الشعب العلمية وادبية

مجزوءة الوضع البشري: إشكال مركب  معرفة الغير والعلاقة مع الغير

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ تحليل ومناقشة قولة سارتر الغير هو الأنا الذي ليس أنا ، تحليل نص ستار معرفة الغير والعلاقة مع الغير

الإجابة هي كالتالي 

تحليل ومناقشة قولة سارتر الغير هو الأنا الذي ليس أنا ، تحليل نص ستار معرفة الغير والعلاقة مع الغير

بقدر ما يعتبر مفهوم الإنسان بناء نظريا كليا ومجردا، بقدر ما يحيل على شروط خاصة تميز الوجود البشري عن وجود بقية الكائنات. فإذا كانت الغريزة هي نمط حياة هذه الأخيرة، فإن كينونة الإنسان لها أبعاد أخرى فوق-غريزية تتميز بالتعقيد والتعالي المستمر، إذ هو لا يوجد فقط وإنما يعي هذا الوجود، ومن ثم يوجد من أجل ذاته، وهو لا يرتبط بالأغيار من بني جنسه بوشائج بيولوجية فحسب (التناسل، الدفاع عن مجال الغذاء...)، وإنما تربطه بهم علاقات أكثر تعقيدا حتى يمكننا القول أن وجود الإنسان وجود علائقي. إذ الغير هو الكيان الإنساني الآخر، الموجود خارج الذات، الشبيه بها والمختلف عنها في الآن نفسه، وهو من ثمة الغريب المجهول بالنسبة لها، والقريب الشفاف أمام حدسها، وهو مصدر الاطمئنان والألفة و مصدر الحذر والخوف. هذه هي المفارقات التي تكثفها القولة الفلسفية التالية:"الغير هو الآخر، هو الأنا الذي ليس أنا"، مما يدفعنا إلى التساؤل:

كيف سيكون بإمكان الذات معرفة هذا الغير وإدراك حقيقته؟ هل يمكنها معرفته داخليا كذات أخرى مماثلة لها، من حيث الخواص الفكرية والعمق النفسي، أم أن معرفتها به لا تتأتى إلا على نحو خارجي موضوعي، على الشكل الذي تدرك به الأشياء؟

وما طبيعة العلاقة الممكنة بين الذات والغير؟ أهي علاقة صداقة وتعايش وتفهم متبادل، أم هي علاقة غرابة وصراع وإقصاء متبادل؟ وما السبيل لأن تكون هذه العلاقة علاقة تعايش وتكامل؟

وإلى أي حد استطاع صاحب القولة أن يحيط بكل أبعاد الوجود العلائقي للإنسان؟

ينفي منطوق القولة علاقة التماثل المطلق بين الذات والغير(ليس أنا)، فمع أن الغير ذات (الغير هو الأنا) يفترض فيها حمل نفس المقومات العقلية (الوعي، الشعور بالهوية) والنفسية (الحب، الكراهية، الألم، اللذة) والأخلاقية (الكرامة، استحقاق الاحترام، المسؤولية) التي تحملها ذاتي، فإنه يبقى ذاتا أخرى قائمة خارج ذاتي وباستقلال عنها، ومن ثم فهناك مسافة وجودية تفصله عني، مسافة تجعل عالمه الداخلي مجهولا بالنسبة لي، لأنه لا يوجد إلا في مجال تجربتي الحسية، وبالتالي فأنا لا ألقي عليه إلا نظرة خارجية موضوعية، مثل النظرة التي ألقيها على الأشياء. هذه النظرة التي تنفي عمقه الإنساني وتجعل منه مجرد شيء خاضع لملاحظتي، لا يمكن أن تؤسس أية علاقة تفهم بين-ذاتي، ولا يمكن أن تمد أي جسر للتعاطف بيننا. فأنا جحيم بالنسبة له لأني أشيئه بنظرتي. وهو جحيم بالنسبة لي لأنه غير قادر على النفاذ إلى ذاتيتي المنغلقة أمام إدراكه. فنحن جميعا نحس بالحرج والضيق والارتباك عندما ندرك أننا محط مراقبة الآخرين، لأننا نشعر أنهم يشكلون الأحكام عنا انطلاقا من كوننا موضوعات في مجال تجربتهم الحسية، كما هو الشأن بالنسبة لحشرة أو كرسي يقع تحت نظرهم.

تتقاطع أطروحة هذه القولة مع النتائج التي خلصت إليها فلسفة جون بول سارتر من خلال اشتغالها على تيمة "النظرة"، إذ أن "نظرتي إلى الآخر تحوله إلى موضوع وتنفيه، كما أن نظرة الآخر إلي تحولني إلى موضوع وتنفيني"، فكلانا يوجد في مجال التجربة الإدراكية الحسية للآخر، ولا يستطيع تجاوز الهوة الوجودية التي تنتصب بيننا، فانطلاقا من تلك التجربة نبني أحكامنا عن بعضنا البعض. ونعجز عن إدراك العمق الذاتي لوجود كلينا. ومن ثم فهذه النظرة التشييئية تقيد حريتنا، وتفرض علينا وساطة مستلبة بيننا وبين وعينا بذواتنا، لذلك يقول سارتر أن"الجحيم هم الآخرون". مقابل هذه النظرة التشاؤمية بخصوص معرفة الغير والعلاقة الممكنة معه، ومن خلال نقدها، بلور ميرلوبونتي أطروحة مفادها أن هذه النظرة التشييئية المموضعة لا تأخذ مكان التفهم الإنساني المتبادل إلا إذا انطوى كل من الذات والغير على ذاتيهما، وانعدمت سبل التواصل فيما بينهما، إذ اللغة هي المجال البين-ذاتي الذي يجعل الذوات أكثر شفافية أمام بعضها البعض، حيث تهدم تلك الجدران التي تسيج الآخر وتجعل منه عالما غريبا وغامضا. ومن ثم يصبح بمقدور الذات أن تتفهم الغير بل أن تتعاطف معه وتشاركه وجدانيا، وهو ما من شأنه أن يؤسس علاقة إيجابية بينهما، ملؤها الصداقة والقرابة. نفس الاتجاه سلكته المفكرة الفرنسية من أصل بلغاري، جليا كريستيفا، إلا أنها وسعت من مجال تأملاتها في العلاقة الإنية – الغيرية إلى المستوى الجمعي، من خلال نقدها لحدود مفهوم الهوية، إذ أن تمثل بادئ الرأي لهوية الذات باعتبارها وحدة متجانسة ومتطابقة مع ذاتها يدفعه إلى اعتبار الغير الخارجي عن الجماعة غريبا، أي عنصرا غامضا دخيلا ومصدرا لكل الشرور المحدقة بها، ومن ثم استحق أن يكون موضوعا للحقد والعداء. والحق أن الغرابة والتنوع والاختلاف تشكل مقوما صميميا للذات نفسها، فاللاشعور قوة نفسية غريبة عن الذات الواعية، والفرد المتمرد غريب عن القيم المتواضع عليها داخل الجماعة، كما أن كل ثقافة هي نتاج لتلاقي مجموعة من الروافد الحضارية الأخرى (علاقة الثقافة العربية مثلا بالثقافتين اليونانية والفارسية...). فإذا كان الغريب هكذا "يسكننا على نحو غريب" فلماذا لا نوفر على أنفسنا معاداة الغير الأجنبي ونؤسس معه علاقة تعايش وتسامح.

نستنتج أن كون الغير كيانا مختلفا عن ذاتنا يجعل علاقتنا به تتخذ صبغة إشكالية، تلتبس فيها القرابة بالغرابة، وتتراوح بين التعايش والصراع. غير أن معاداة الغير تجد جذورها أساسا في الأحكام المسبقة التي تكونها الذات عنه بعيدا عن أي أساس واقعي، وفي غياب أية محاولة للتفهم. إذ يمكن تفسير هذه المعاداة بإرجاعها إلى شروط نفسية يمكن أن تعيشها الذات، مثل اليأس والإحباط، تدفعا إلى طلب العزاء والتعويض في دفئ الانتماء إلى الجماعة، وتوهم امتلاك هذه الأخير لهوية نقية ومتجانسة، ومن ثم نسبة جميع مساوئ الذات وإحباطاتها إلى الغير.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
تحليل ومناقشة قولة سارتر الغير هو الأنا الذي ليس أنا ، تحليل نص ستار معرفة الغير والعلاقة مع الغير

اسئلة متعلقة

...