ملخص درس العلوم الانسانية باك 2023 ، ما هي العلوم الانسانية وما هي اقسامها
مرحباً بكم زوارنا الاعزاء في موقع النورس العربي يسرنا إن نقدم لكم في صفحة مقالنا هذا تحضير وتحليل درس العلوم الانسانية مادة الفلسفة باك 2023 2024
إجابة السؤال هي كالتالي
درس العلوم الانسانية مختصر مع نموذج مقالي .
في العلوم الانسانية والعلوم المعيارية :
اولا ما هي العلوم الانسانية وما هي اقسامها ؟.
العلوم الانسانية : تختص بدراسة الانسان من حيث هو انسان اي : تدرس الفرد من حيث هو عضو في المجتمع له ماض وحاضر ومستقبل .
اقسامها : تنقسم العلوم الانسانية الى :
علم التاريخ، علم النفس
علم النفس : وهو تختص بما يتعلق بالنفس مثل السلوك النفسي الداخلي والخارجي ، كما يراعي مظاهر النفس المختلفة ووظائفها (الانفعال ، الدوافع النفسية...الخ).
اهم التفرعات الموجودة في علم النفس : علم النفس العيادي ، التربوي ، الاجتماعي ، علم النفس الطفل
علم التاريخ : باعتبار الإنسان ماض وحاضر ومستقبل ، فان التاريخ هو الذي يدرس الحياة البشرية منذ بدئها على الارض .
ماهي العلوم المعيارية ؟. العلوم المعيارية هي كل العلوم التي تدرس ما يتعلق بالجمال والقيم كالأخلاق ومفهوم الخير والشر، بالإضافة الى الفن والتصوف والمنطق ، فمثلا لتقييم لوحة جمالية من قبل مجموعة من الاشخاص لا يمكن ان يصدر عنهم نفس التقييم ، ذلك لكون التقييم الجمالي نسبي . وهو ما ينطبق على كل العلوم المعيارية .
ما هي الاشكالية الاساسية في هذا الدرس ؟.
بعد النجاح الذي حققته العلوم التجريبية في المادة الجامدة سعى العلماء لتطبيق هذا المنهج على المادة الحية ، علما انها تحمل خصائص تختلف عن خصائص المادة الجامدة . فهل تمكنوا من ذلك دون وجود عوائق ؟. وهل فعلا العلوم الانسانية استطاعت ان تصل الى مرتبة العلمية ؟.
هل يمكن للعلوم الإنسانية أن تكون موضوعا للدراسة العلمية ؟
طرح المشكلة : لقد أدى الاختلاف الموجود في المجتمعات الحديثة إلى تحويل الإنسان إلى ظاهرة قابلة للدراسة العلمية الموضوعية إلا أن تميز الإنسان واختلافه عن الظواهر الطبيعية جعل العلوم الإنسانية تعرف مشاكل ابستيمولوجية من نوع خاص ومن ثمة بدا العلماء يتساءلون حول مدى قدرة هذه العلوم على بلوغ دقة العلوم الطبيعية . فمنهم من اقر بإمكانية التجريب على الظاهرة الإنسانية ، ومنهم من نفى ذلك بدعوى أن العلوم الإنسانية علوم على منوالها فكان من أراءهم أن برز إلى الوجود السؤال التالي : هل يمكن قيام تجربة على الظاهرة الانسانية ؟هل التجريب دون وجود عوائق في العلوم الانسانية ؟
الاطروحة الاولى : عوائق تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الإنسانية : يرى جملة من الفلاسفة بأنه لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الإنسانية . وذلك لوجود عوائق علمية " ابستيمولوجية " تحول دون ذلك ، وبما أن العلوم الإنسانية ثلاث أنواع ، فيجب دراسة كل علم على حدا : فمثلا الحادثة التاريخية تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الإنسانية ؟ وما هي العوائق التي تعترض التجربة بالمفهوم المستعمل في هذه العلوم ؟. وكيف لنا أن نتجاوز هذه العوائق ؟.فريدة من نوعها فهي تجري في زمن معين ومكان معين وبالتالي فهي لا تتكرر ومنه التاريخ غير قابل للدراسة العلمية وغير قابل للتكميم ، كما أن المؤرخ لا يمكنه التأكد من صحة افتراضه عن طريق التجربة العلمية ، فمثلا لا يستطيع أن يحدث حربا تجريبية حتى يثبت فرضيته واستحالت التجارب تعني استحالت القوانين ، وبالتالي صعوبة التنبؤ بحدوثها مستقبلا . كما يصعب على المؤرخ تحديد البدايات التاريخية مما يجعل الحوادث التاريخية عرضة للتزييف . أما بخصوص الحادثة النفسية فيؤكد علماء النفس أن الحادثة النفسية حادثة لا تعرف السكون ولا تبقى على حالها بحيث تتداخل في تكوينها حالات وأحوال وانفعالات نترجمها بواسطة الشعور وما دامت متداخلة فانه يصعب تطبيق المنهج التجريبي عليها فمثلا : دراسة الإدراك كظاهرة عقلية يصعب فصله عن الاحساس والذكاء والذاكرة والخيال والانتباه والإرادة ومن ثمة فان الحادثة النفسية فريدة من نوعها ولا تقبل التكرار والنتائج المستخلصة بعد الدراسة تكون صبغة ذاتية لا يمكن تعميمها . لكن كيف استطاع أصحاب العلوم الإنسانية تحقيق نتائج علمية معتبرة في وجود هذه العوائق؟.
النقد المناقشة: من الملاحظ أن هذه العوائق الابستيمولوجية إنما ترجع الى طبيعة الموضوع وبالتالي يمكن تكييف المنهج العلمي بما يوافق خصائص الظاهرة الإنسانية. فمثلا التاريخ يساعد الإنسان في دراسة الماضي والتطلع على مخلفات الأجداد وسياستهم وديانتهم . أما في ما يخص علم النفس . فانه ينطوي على عدة فوائد منها تحرير الدراسة النفسية من الاعتبارات الفلسفية والخرافات الميتافيزيقية ، كما أن الإنسان استطاع أن يدرك ما يجري في ذاته من أحوال وميول وأهوى إذ السيكولوجيا أصبحت علم قائم بذاته يقوم على الملاحظة والتحليل .
الاطروحة الثانية : في حين يرى البعض الأخر من الفلاسفة انه يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الظاهرة الإنسانية لان هذه العوائق الابستيمولوجية لم تقف عائقا أمام اجتهاد العلماء ، حيث توصل العلماء الى طرائق في البحث والى مفاهيم منهجية أعطتها قيمتها العلمية منها مثلا : في التاريخ ما توصل إليه ابن خلدون ومن تلاه من المؤرخين الأوروبيين في القرن"19" من إعطاء التاريخ طابع العلمية وذلك بواسطة منهجية خاصة تسمى بالدراسات التاريخية المقارنة ، حيث تقوم على جمع الآثار والوثائق منها المصادر الإرادية وغير الإرادية وهي التي يحتفظ بها الناس لتكون شاهدا عليهم كالرواية وكتب التاريخ . ثم نقد هذه الآثار والوثائق من اجل تحليلها ، ولكي نتأكد من صدق هذه الوثائق نلجأ الى الطريقة النقدية وهي نوعين نقد خارجي ويتناول شكل الوثيقة والمادة ونوع الورقة والحبر والثاني نقد داخلي ويتناول مضمون الوثيقة أي دراسة نص الوثيقة وما تحمله من معان من اجل الكشف عن الظروف النفسية والسياسية والدينية التي أدت الى كتابة هذه الوثيقة كما يمكننا أن نعمل على إعادة بناء الحادثة التاريخية وترتيبها . أما على مستوى علم النفس فقد تمكن العلماء من إعطاء الحادثة النفسية قيمة علمية ظهرت في مناهج عدة عرفها علم النفس المنهج التأملي "الاستبطاني " وهو منهج يتم باستخراج باطن الذات وأحوالها النفسية بواسطة الشعور أي أن الذات تصبح دارسة ومدروسة في نفس الوقت ومن رواد هذا الموقف نجد "براغسون ، ديكارت منهج التحليل النفسي : حيث ظهر هذا المنهج مع العالم" فرويد" يقوم على التداعي الحر كما يقوم أساسا على اكتشاف اللاشعور. ويعتبر الحياة النفسية تقوم على الغرائز. أما المنهج السلوكي الذي ظهر مع " بافلوف و واطسن " حيث يقوم هذا المنهج على اكتشاف اللاشعور والمنعكس الشرطي ، وبهذا تمكنا بافلوف و واطسن من دراسة السلوك دراسة علمية موضوعية وفي علم الاجتماع نلاحظ أن دوركايم أعطى الحادثة الاجتماعية مصداقيتها العلمية من خلال دراسة خاصة تتناسب وطبيعة الحادثة . بحيث اعتبرها ظاهرة اجتماعية تلقائية طبيعية عامة منتشرة تتداخل في إحداثها عوامل تاريخية ، فوضع أسلوب يدرس الظاهرة يقوم على الملاحظة ووضع الفروض حيث قال : " يجب أن نعالج الظواهر على أنها أشياء " . والدليل على مصدقيه هذا العلم ظهور علم الإحصاء .
النقد: والمناقشة : لعله من بين الانتقادات التي وجهة الى القائلين بعلمية التاريخ ، انه لم يعد المؤرخ يرى في الموضوعية بالمفهوم التقليدي غاية قابلة للتحقيق ذلك لان التجرد من العواطف في دراسة التاريخ أمر صعب المنال والأخذ بالمبادرة الشخصية أمر ضروري ،لان المؤرخ قبل كل شيء هو إنسان . أما الانتقادات التي وجهة للقائلين بعلمية علم الاجتماع فان هؤلاء لم يميزوا بين الظواهر الفيزيائية والظواهر الاجتماعية ، كما أنهم لم يميزوا بين الأشياء الخالية من الشعور والأشياء التي تنطوي على الشعور. أما الانتقادات التي وجهة لأنصار علم النفس فان القوانين التي توصلوا إليها ليست دساتير بل هي مجرد تعميمات . إذ الحادثة النفسية ليست مجرد سلوك آلي يجمع المنبه بالاستجابة وهذا يعني أن الحادثة النفسية شعور قبل أن تكون سلوكا .كما ادعى بافلوف و واطسن.
التركيب : وعموما فإننا نقر وعلى الرغم من وجود بعض العوائق إلا أن الباحثين في هذا المجال تجاوزوا الكثير من العراقيل والصعوبات بفضل أمانتهم العلمية لذا قال جورج سارطون :" لولا الحضارة الإسلامية لتأخرت الحضارة الغربية بضعة قرون ". وهذا دليل على موضوعية الباحث التاريخي ". وما يمكن أن نستنتجه هو أن العلوم الإنسانية استطاعت أن تسلك لنفسها منهجا يليق بها ، وهوما مكنها من تجاوز العوائق والعراقيل .
خاتمة
حل المشكلة : وأخيرا يمكننا أن نقول أن العلوم الطبيعية ، ساعدت العلوم الإنسانية في البحث على التطور وبالتالي البحث على مناهج تتميز عن المنهج التجريبي وتكون مكيفة حسب خصوصيات كل ظاهرة .وهكذا تظل الإشكاليات مطروحة ليس بالضرورة تشكيكا في القيمة العلمية وإنما يتعلق الأمر بنقاش ابستيمولوجي من شانه أن يغني العلوم الإنسانية ويدفع بها إلا أن تتوخى الدقة .لان جميع الصعوبات تتمثل في طبيعة الظاهرة الإنسانية باعتبارها ظاهرة معقدة وختاما نصل الى أن الدراسات الإنسانية دراسة خاصة لأنها تدرس الإنسان ذلك الكائن اللغز الذي يصعب إخضاعه للمنهج العلمي وتبقى هذه العلوم في حاجة الى بحث وازدهار حتى تأخذ طابع العلمية