في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

نموذج لتحليل و مناقشة نص فلسفي السنة 2 الثانية بكالوريا هوية الالشخص

تحليل ومناقشة نص فلسفي حول هوية الشخص ثانية باك 

نموذج تطبيقي هوية الشخص باك 2023 

شرح ملخصات مادة فلسفة ومنهجيتها بكالوريا 2024 

تحليل نموذج لتحليل و مناقشة نص فلسفي السنة 2 الثانية بكالوريا هوية الشخص

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم شرح وتحليل نصوص وملخصات دروس مادة الفلسفة 2024 وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية كما يسعدنا في صفحة النورس العربي أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ نموذج لتحليل و مناقشة نص فلسفي السنة 2 الثانية بكالوريا هوية الشخص

الإجابة هي

نموذج لتحليل و مناقشة نص فلسفي لتلاميذ السنة الثانية بكالوريا

هوية الشخص

النص:

"لكي نهتدي إلى ما يكوّن الهوية الشخصية لابد لنا أن نتبين ما تحتمله كلمة الشخص من معنى. فالشخص، فيما أعتقد، كائن مفكر عاقل قادر على التعقل والتأمل، وعلى الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها، وأنها هي نفس الشيء الذي يفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة. ووسيلته الوحيدة لبلوغ ذلك هو الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة. وهذا الشعور لا يقبل الانفصال عن الفكر، بل هو، فيما يبدو لي، ضروري وأساسي تماما بالنسبة للفكر، مادام لا يمكن لأي كائن [بشري]، كيفما كان، أن يدرك إدراكا فكريا دون أن يشعر أنه يدرك إدراكا فكريا.

عندما نعرف أننا نسمع أو نشم أو نتذوق أو نحس بشيء ما أو نتأمله أو نريده، فإنما نعرف ذلك في حال حدوثه لنا. إن هذه المعرفة تصاحب على نحو دائم إحساساتنا وإدراكاتنا الراهنة، وبها يكون كل واحد منا هو نفسه بالنسبة إلى ذاته، وفي هذه الحالة لا نأخذ في الاعتبار ما إذا كانت الذات نفسها تبقى مستمرة في الجوهر نفسه أو في جواهر متنوعة. إذ لما كان الشعور يقترن بالفكر على نحو دائم، وكان هذا هو ما يجعل كل واحد هو نفسه، ويتميز به، من ثم، عن كل كائن مفكر آخر، فإن ذلك هو وحده ما يكون الهوية الشخصية أو ما يجعل كائنا عاقلا يبقى دائما هو هو. وبقدر ما يمتد ذلك الشعور بعيدا ليصل إلى الأفعال والأفكار الماضية، بقدر ما تمتد هوية ذلك الشخص وتتسع. فالذات الحالية هي نفس الذات التي كانت حينئذ، وذلك الفعل الماضي إنما صدر عن الذات نفسها التي تدركه في الحاضر."

الإنشاء الفلسفي للموضوع

المقدمة

عندما ننظر إلى واقعنا البشري أو وضعنا البشري1 محاولين فهمه، و كشف الحجاب عن حقيقته، نجد الكثير من القضايا و الإشكالات التي يثيرها هذا الواقع... تبدأ من محاولة فهم الذات ذاتها، أي فهم الإنسان باعتباره شخصا2 يمتلك خصائص تمنحه هوية3 خاصة... و عندما نتأمل في واقع هذا الإنسان ـ الشخص نجده يمر بمراحل في عمره يبدو من خلال المقارنة بينها أن الكائن البشري يتغير كثيرا و على مستويات عدة... لكن على الرغم من هذا التغير يبدو أن هنالك شيئا ما يظل ثابتا و جوهريا يجعل الإنسان الذي كان في الماضي هو ذاته الموجود حاليا، و يمنحه بالتالي هوية... سيكون من المشروع التساؤل حول أساسها. فما هو إذن أساس هوية الشخص؟ و ما الذي يجعل شخصا ما هو هو حسب صاحب النص؟ و كيف يدافع صاحب النص عن تصوره؟ و ما هي حدود هذا التصور؟

التحليل

من خلال الفهم الذي تتيحه القراءة الفاحصة للنص يتبين أن صاحبه يريد التأكيد على أن أساس هوية الشخص هو الفكر المرتبط بالشعور4 أو التجربة الحسية الواعية للشخص و التي تجعله يشعر بذاته و يدركها في كل مكان و كل زمن. و يفهم من ذلك أن الخاصية الجوهرية و الثابتة التي تجعله شخصا، أي ذاتا مفكرة مريدة و حرة مطابقة لذاتها في كل الأحوال هو هذا الفكر الذي يقترن بالشعور الذي للإنسان عن ذاته... و هذا ما نكتشفه من خلال البنية المفاهيمية للنص، حيث نجد مفهوم الشخص باعتباره ذاتا مفكرة و كائنا عاقلا. و مفهوم الهوية الشخصية باعتبارها الجوهر الثابت في الإنسان، ثم مفهوم الفكر باعتباره ما يقوم به الشخص من أفعال عقلية اعتمادا على الإحساس... و من خلال التركيب بين هذه المفاهيم يمكن أن نصل إلى الأطروحة التي سبقت الإشارة إليها: أساس هوية الشخص هو الفكر المرتبط بالشعور..

و للدفاع عن تصوره ينطلق صاحب النص في البداية من التأكيد على فكرة أساسية يجعل من خلالها تحديد الهوية الشخصية مشروطا بتعريف الشخص، و معنى ذلك أن تحديد أساس تقوم عليه الهوية الشخصية يرتبط بشكل وثيق بإعطاء معنى أو دلالة واضحة لمفهوم الشخص. هكذا إذن يكون الجواب عن السؤال: ما هو الشخص؟ هو المدخل لفهم أساس الهوية الشخصية5. ثم بعد ذلك يعرف صاحب النص الشخص بأنه ذات مفكرة، أي أنه ذات تقوم بمجموعة من العمليات العقلية كالتفكير و التأمل و الاستدلال و التذكر... و يتبين من خلال هذا التعريف أن أساس هوية الشخص هو التفكير...6 لكن أي تفكير يقصد صاحب النص؟ إنه يؤكد أن الأمر يتعلق بالتفكير الذي يقوم به الإنسان بالاعتماد على الشعور... إنه إذن التفكير الذي يكون للذات شعور بأنها تقوم به. و لذلك ينفي صاحب النص أن يكون هنالك تفكير دون شعور، مما يثبت العلاقة الاتصالية بينهما. فالإنسان يفكر ما دام لديه شعور بأنه يفكر7. و يفسر صاحب النص كيف ان الإنسان لا يمكنه أن يفكر دون شعور بذلك، فالإنسان عندما ينجز عملية فكرية ما يشعر بذلك... عندما يفكر أو يتأمل أو يستدل يشعر بأنه يقوم بتلك الأفعال... إضافة إلى ذلك يفسر صاحب النص من خلال أمثلة تتعلق بأفعال حسية و أفعال عقلية أن إدراك الإنسان لأفعاله هو إدراك يصاحب فيه الشعور التفكير على نحو دائم... فإدراك السمع و التذوق و البصر... إضافة إلى التأمل و الإرادة... لا يتم إلا من خلال الشعور الذي لدى الإنسان بما يقوم به من أفعال8. لذلك يستنتج9 صاحب النص أن " الشعور المرافق للفكر ...هو ما يجسد الهوية الشخصية"... و ما يجعل شخصا ما يظل هو هو و مطابقا لذاته دائما، و حتى عندما يتعلق الأمر بالأفعال الماضية فالذات التي توجد في الحاضر هي التي أنجزتها و يمكنها الشعور بذلك من خلال الذاكرة...    

إذا كان صاحب النص يؤكد على أن الفكر المرتبط بالإحساس هو مصدر هوية الشخص، سواء كان الإحساس خارجيا عن طريق الحواس، أو داخليا عن طريق أفعال العقل و أهمها الذاكرة. فما هي حدود هذا التصور؟ ألا يمكن مناقشته و إعادة النظر فيه؟

المناقشة

على الرغم من أن أفكار جون لوك مبنية بشكل منطقي و أن حججه تبدو متضمنة لنوع من الاقناع... غير أنها ككل الأفكار الفلسفية قابلة للمناقشة. و بناء على ذلك فربط الهوية الشخصية بالإحساس قد لا يكون أساسا مضمونا مادام الإحساس لا يتميز بالثبات الذي تحتاجه الهوية الشخصية باعتبارها تشير إلى جوهر ثابت. فالإحساس المرتبط بالحواس يعتريه التغير و التبدل لأنه مرتبط بواقع غير مستقر، و لأن الحواس كما تعلمنا الفلسفة الديكارتية خادعة. و لذلك نجد أساس الهوية الشخصية لدى ديكارت مبنيا على الفكر الخالص لأنه مجرد عن الإحساس... و لأن الفكر هو الوحيد الذي يظل ثابتا و صامدا عندما نستطيع الشك في كل شيء.

أما القول مع لوك بامتداد الهوية إلى الماضي عن طريق الذاكرة فهو قول يمكن دحضه و تفنيده على اعتبار أن "ضربة واحدة على الرأس كافية لمسح الذاكرة" على حد تعبير لاشوليي، كما أن هناك أمراضا نفسية و عقلية تشهد بإتلاف الذاكرة مما يترتب عنه نفي اعتبار الذاكرة أساسا للهوية الشخصية.  

و من جهة أخرى ألا يؤدي القول بأن الفكر المقترن بالإحساس هو أساس الهوية الشخصية، إلى استبعاد إرادة الإنسان؟ هذه الإرادة التي يعتقد شوبنهور أن الفكر تابع و خادم لها، لأنها إرادة حياة جبارة و قوية تمثل الطبع الأصيل في الإنسان..

الخاتمة

يبقى موضوع الهوية الشخصية موضوعا يصعب الحسم فيه، لأنه موضوع فلسفي يثير من الأسئلة أكثر مما يقدم من حلول، و لأن الكائن البشري يعتبر غامضا بالنسبة إلى نفسه، ما دامت الأبعاد التي تدخل في تشكيله متعددة. و لذلك يمكن اعتبار الهوية منطقة رمادية غير واضحة المعالم، و "منزلا افتراضيا نشير إليه لشرح الكثير من الأمور... دون أن يكون له وجود حقيقي" كما قال ستراوس...

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
نموذج لتحليل و مناقشة نص فلسفي السنة 2 الثانية بكالوريا هوية الشخص

اسئلة متعلقة

...